المشهد الرابع : وزير داخلية فرنسا يصدر بتاريخ 8 مارس 1938م ، قرارا يقضي بمنع تعليم اللغة العربية في الجزائر باعتبار أنها لغة أجنبية
،
المشهد الحالي : ينشط التنصير في الجزائر ـ لاسيما في منطقة القبائل ـ بصورة غير مسبوقـة ، ويتلقي الشباب الجزائري الغارق في الفقر ، والبطالة ، مرتبا شهريا بعد إرتدادهـم إلي النصرانية على يد المنصرين المنتشرين في البلاد ، الذين يقومون بجمع عناوين السكان ، وإرسال الأناجيل ، ومنشورات التنصيـر إلى السكان ، إضافـة إلى قنوات إذاعية تنصيرية ، موجهّة إلي منطقة القبائل باللهجة الأمازيغية ، وأما توزيع الإنجيل في تلك المناطق فهو يجري جهارا .
تقول مجلة المجتمع الكويتية : ( عكف عدد من الباحثين الجزائريين على رصد هذا النشاط التنصيري الواسع، وظهرت عدة تقارير بحثية ترصد إحصاءات ميدانية عن هذا التنصير؛ ففي بحث أعدَّه 3 باحثين جزائريين ، تم الكشف عن ارتفاع معدل التنصير في الجزائر، حتى إن عدد المرتدين عن الإسلام بلغ 10 آلاف شخص، وبمعدل 6 أشخاص في اليوم؛ معظمهم من الشباب!!
وحسب تقرير الأديان التابع للخارجية الأمريكية، فإن فئة "غيرالمسلمين" في الجزائر بلغت نصف مليون شخص يرتادون 300 كنيسة أغلبها في منطقة القبائل!!)
ثم ذكرت المجلة في سياق تقريرها أن أنشطة التنصير بلغت في شعورها بالراحة ، وهي تقوم بدورها الخبث ، إلى درجة الوقاحة بالطعن جهراً في شعيرة الأضحية الإسلامية في عيد الأضحى ،
قالت المجلة : ( في هذا الصدد ألقى قس فرنسي ينتمي إلى كنيسة "تافاث" بولاية "تيزيأوز" خطبةً على 120 شخصًا من سكان هذه المنطقة ممن سقطوا في شباك التنصير، وألقى في روعهم أن أضحية العيد ما هي إلا حقيقة تاريخية مزيَّفة، وأن النبي الذبيح الذي فداه الله- حسب ما جاء في الإنجيل- هو إسحاق وليس إسماعيل عليهما السلام كما أخبر بذلك القرآن الكريم!!، ودعا أتباعه إلى اجتناب ذبح أضحية العيد، وعلى إثر هذه الخطبة تحرَّك القساوسة الذين ينشطون على مستوى جميع الكنائس المتناثرة على تراب ولاية "تيزي أوزو"، وقاموا بتعليق صور الكباش أمام صلبان الكنائس !!)
وذكر تقرير أجرته جمعية العلماء المسلمين ، عن نشاط الكنيسة في منطقة القبائل، أن الأخيرة تتعهد بمنح مبلغ 5 آلاف يورو (نحو 7200 دولار أمريكي)، لكل من يدخل جزائرياً في النصرانية ، كما تعرض على طلبة الجامعة تسهيلات، تتيح لهم الدراسة في الخارج، لتشجيعهم على التحول للنصرانية!
وفي تقرير أعدته الباحثتان سلاف رحموني ، ونسيمة رقيق ، يقول أحــد المرتدين : ( اعتنقت المسيحية لأنها تبيح الخمر والنساء)، وآخر يقول بعد أن غير اسمه من عبدالسميع إلى جوزي: ( تخليت بذلك عن الصلاة، وعن الذهاب إلى المساجد، وأخوض الآن تجربة جديدة، فقد ذهبت منذ حوالي ثلاث سنوات إلى كنيسة «القلب المقدس»، أعجبني الدين المسيحي، خاصة وأنـّه يبيح كلّ شيء من مأكل ومشرب، وبالأخص: النساء) !! صحيفة الرياض 23 يونيو 2005م
هذا الذي يجري في الجزائر اليوم ، في أقصى الغرب الإسلامي ، يراد أن يُعـاد نشـره هنا في جزيرة الإسلام ، ومهبط الوحـي حول الكعبـة المشرفـة .
ولهذا فمن المتوقَّـع أن يعلن البابا عزمه زيارة دول الخليج ، فقد تمّت دعوته لذلـك ، وسيطالـب بالسماح بنشر الكنائس بلا قيـود ، وإلاَّ فما فائدة كلَّ هذا الوجود الصليبي العسكري الهائل في المنطقـة !
هـذا ،، ولست لائماً أحـداً يزعـم أنَّ تزامن انتشار الفقـر ، وغلاء المعيشة ، وإنتشار البطالة ، وإصرار الأنظمة السياسية على ترك الشعوب تمضي نحو قعـر هذه الهاوية ، أنـّه تمهيـد مقصود ـ مع خدعة حوار الأديان ـ يسهّـل عمل التنصيـر .
إنَّ هذا المرحلة الجديدة الخطيرة تستهدف :
أولا : إنهاء حقوق الإسلام في فلسطين بالتعاون مع الصهاينـة .
ثانيا : نشر الكنائس التنصيرية في منطقة الخليج ، للإجهاض على الإسلام في قعر داره ، وتكريس الهيمنة الأجنبية عليه .
ثالثا: محاربة اللغة العربية ، وتنشئة جيل تنقطع صلته بماضيه الإسلامي ، وقد بلغني أنه قـد حذفت مادة اللغة العربية من بعض مدارس الإمارات الحكومية ، فإن كان هذا صحيحا ، فهو خطـوة أولى نحـو هذا الهدف الخبيث.
رابعا : الإستفادة من التنصيـر لدعم جميع المخططات السياسية الأمريكية في المنطقة.
وختامـا :
فإنّ مقاومـة هذا المشروع الخطير على الإسلام ، تحتاج إلى جهـود عظيمـة ، ترتكـز على تعاون بين جميع الحركات الإسلامية ، وجمعيات العلماء ، ومنظمات الدعـوة ، وكلَّ المؤسسات التي ترعى الأنشطة الإسلامية .
لتقوم بفضح كلِّ خطوة في هذا المشروع ، وإلحاق الهزيمة بها .
ولاريب أنـّه من الواجب على الأمَّة ، تأسيس منظمة إسلامية عالمية ، تحمل على عاتقها القيام هذه المهمـة الجليلة .
ونسأل الله تعالى أنّ يستعملنا في نصر دينه ، ويجعلنا من جنوده ، ويحشرنا تحت لواء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين ، والصديقين ، والشهداء ، والصالحين .
(ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين * يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون)
قال صلى الله عليه وسلم : ( بشّر هذه الأمة بالسناء ، و الرفعة ، و النصر ، و التمكين في الأرض ، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب) رواه أحمد وغيره من حديث أبي رضي الله عنه .