|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
الدين الذي يقاتلون من أجله
حامد بن عبدالله العلي
في الأسبوع الماضي ذكرت في هذه الزاوية أن التخوف الأمريكي من تنامي حركات التغيير الإسلامي في وسط آسيا ، التقى مع تخوف مجموعة شنغهاي التي تضم الصين وروسيا وطاجكستان وأوزبكستان وقرقيزيا من تلك الحركات ، فاتفقوا على اقتلاع ( العرق الام ) في أفغانستان ، لانه المأوى و مصدر الإمداد المادي والإلهام المعنوي ، وقد يحول تلك المنطقة إلى قوة إسلامية دولية يوما من الأيام ، وترى روسيا والصين أنهما رابحتان على كل حال ، إن انتصرت أمريكا ، تحقق الغرض ، وإن غرقت في المستنقع فلا يخلو من مكسب ، بينما قلت في مقالات سابقة أن الغرب لا يؤمن سوى بما يسميه روجيه جارودي (وحدانية السوق) ، وليس له دين سواه ، مما يدل على أن الحرب الذي يخوضها التحالف الغربي في أفغانستان ليست حربا دينية ، وهذا صحيح أيضا ، ولاتعارض بين الأمرين ، وإليك أيها القارئ البيان .
ليس في الغرب الآن أيدلوجية سوى حب السيطرة والتحكم في كل شيء ، من أجل هدف واحد فقط هو زيادة الاستهلاك للوصول إلى اللذة ، ثم يتبع ذلك الإنتاج الذي يؤدي إلى زيادة أعلى في الاستهلاك فالإنتاج الأعلى وهكذا دواليك ( السلعة والمتعة ) هما كل شيء ، هذه هي جنتهم لاسواها ، واستحكمت هذه الثقافة الجديدة إلى درجة أن طمع الغرب بتصديرها إلى العالم كله ، فجاءت العولمة ، وهدفها ضمان تدفق رؤوس الأموال في الغرب إلى كل أسواق العالم ، وضمان تدفق المواد الخام إلى الغرب ، وهي نفس النزعة الاستعمارية المتأصلة التي تولدها تلقائيا الفكرة العلمانية نفسها ، لكنها بثوب عصري جديد ، والذين تحدثوا عن عسكرة العولمة لم يحيدوا عن الصواب ، فالغرب يريد فرض هذه الثقافة على العالم ـ إن صح تسميتها ( ثقافة ) ـ ولو بالقوة ، لانه الشيء الوحيد الذي يضمن استمرار ( السلعة والمتعة ) فهي جنته الوحيدة التي يؤمن بها ، جنة ليس فيها سوى إيمان بالحواس الخمس ، وبالدارونية التي تقول الأقوى يبقى ويسيطر والأضعف يستغل لمنافع النخب الأقوى .
وهذه العقلية الغربية هي المحرك الأساسي الذي يختفي وراء ستار النظام الدولي والعدل والتكافل والسلام العالمي وحقوق الشعوب ، هذه الشعارات التي تنطلي على بعض المثقفين في تفكير سطحي ساذج ، تخفي وراءها الأيدلوجية الوحيدة التي تتحكم في سياسة الغرب العالمية ، ( الاستهلاك والإنتاج والسلعة والمتعة ) ،والسوق العالمي يجب أن يكون واحد ،و يجب أن يفتح أمامنا ولو بالقوة ، والمسيطرون عليه هم الأقوى ، والضعيف إنما خلق ليستغله القوى .
وهذا هو البوق الذي ينفخ فيه الغرب حروبه ، وسيحارب كل من يقف أمامه ، لهذا أقول إنها ليست حربا دينية ، نعم ثمة منظمات دينية متطرفة تركب الموجة لاستغلالها لتعميق العداء والكراهية للإسلام ، لكن المحرك الأساسي هو الأول ، فإن سميناه دينا باعتبار أن الدين هو ما يخضع له الإنسان حتى لو كان هواه ، فهذا معنى آخر .
ومادام هذا النمط من التفكير الذي يهمش الناحية الروحية ، ويحول الإنسان إلى وظائف مادية ، يسيطر على الغرب ، فلن تتوقف حروفهم وإبادتهم لغيرهم ، لان دينهم هذا ، يبيح لهم كل شيء في سبيل الحصول على مصالحهم الخاصة ،وسينعدم العدل العالمي ، وتستمر الحروب ، ولن يتوقف الإرهاب إلا إذا حل العدل الإنساني محل بلاعة العولمة التي يراد لها أن (تعكسر) بضم التاء ، لتفرض الدارونية الغربية ، الأقوى يسيطر ، والمادة هي الإله ، واللذة المادية الدنيوية البحتة هي الجنة ، وأما قرآنها فهو البورصات العالمية والسيطرة والتحكم في مصادر الطاقة والثروة ، تحت ستار زائف من النظام الدولي والسلام العالمي وحوار الحضارات !!
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 06/12/2006 عدد القراء: 6507
أضف تعليقك على الموضوع
|
تعليقات القراء الكرام
|
|