،
وما حكاية عائلة الكرد التي تناقلتها وسائل الإعلام سوى انموذج واحد ، فبعد مرور أكثر من 50 عاماً على امتلاك هذه العائلة الفلسطينية لهذا المنزل , قضت (المحكمة الإسرائيلية العليا) بطردهم منه لصالح منظمة للمستوطنين اليهود تسمـى (ناشلت شيمون) ، وهـي تزعـم أنها المالكة لتلك الأرض، الواقعة في حي الشيخ جراح ، أحد الأحياء الواقعة ضمن مخطط صهيوني ، يهدف إلى ضم أحياء عربية في القدس القديمة ، توطئة لتهويد القدس ، وجعلها عاصمة موحدة للكيان الصهيوني.
،
وهذه المنظمة التي حصلت على هذا الحكم الجائر لمصلحتها, هي مؤسسة تابعـة لجمعيتين صهيونيتـين يمينيّتين متطرفتين هما : إلعاد ، والترت , وهما متخصصتان في اختلاق الذرائـع لطرد الفلسطينيين من منازلهم في القدس .
،
وقد أثار هذا القرار الصهيوني الجائر الذعر في عائلات فلسطينية كثيرة ، تقطن في المناطق الإستراتيجية المتاخمـة لطريق صلاح الدين ، وهي مناطـق تعد بمثابة الشريان التجاري للقدس الشرقية ، يخشون من أن تقع الكارثة العظمى بمصادرة منازلهم أيضا.
،
وأمـَّا في جنوب المدينة القديمة ، أي في منطقة جيل المكبر ، فقـد قاربت مستوطنة نوفزيون على الانتهاء من العمل بها, ومن جهـة الشرق أي في حي رأس العامود , يجري توسيع مستوطنة معالي زايتيم .
،
ثــمَّ وبالتحديد في أراضي أبو ديس , يخطط المليار دير موسكو فينز بناء مستوطنة جديدة تدعى (كيدمان زون) لتتسع ل(400) عائلة.
،
هذه بعض اللمحات السريعة عن تطور مشروع تهويد القدس .
،
والحقيقة المؤلمـة في هذه القضية البالغة الخطورة ،أنَّ ناشطين غربيين ،هـم أشد إهتمامـا بـها ، وتعاطفا مع حقوق الفلسطينيين ، من العرب أنفسهم ، ولنذكر من ذلك ثلاثة أمثلة :
،
فمثلا الناشط أروين سيمون يقول : "تهويد القدس يتواصل بوتيرة مرعبة ، دون أي اهتمام يذكر من قبل وسائل الإعلام الغربية".
،
وقال سيمون : الذين زاروا القدس من الحملة أكدوا "وجود خطة محكمة لتصفية التراث والوجود العربيين من المدينة المقدسة".
،
وأما الناشط الحقوقي الفرنسي دنيس دورليان فصرح : " أن هناك قضما ترابيا متواصلا للمنطقة المحيطة بالحرم القدسي ، يتم عن طريق قيام السلطات الإسرائيلية بنزع ملكية عقارات الفلسطينيين ، وشراء تلك العقارات من قبل اليهود ، بعد دفع مالكيها إلى بيعها بشتى الطرق ".
،
واستنكـر أحد الناشطين وهـو دورليان ـ الزائر للقدس خمس مرات ـ بشدة ما سماه أساليب المحتلين الهادفة لترحيل عرب المدينة, موضّحا أن تلك الأساليب تشمل "الاعتداءات الجسدية والإهانات اللفظية والاستفزازات ذات الطابع الديني" ، كلّ هذا نشرته قناة الجزيرة قبل نحو أسبوعين.
،
وآخر خبـر مفجع في هذه السلسلة من إبتلاع القدس ، بناء أكبر كنيس في العالم قرب المسجد الأقصى .
،
فقـد نشرت الجزيرة هذا الخبر قبل ثلاثة أيام : ( قال خبير المخطوطات في بيت الشرق بمدينة القدس المحتلة خليل التفكجي ، إن (إسرائيل) ستفتتح قريبا أكبر كنيس في العالم قرب الحرم القدسي، منوها إلى أن قبته توازي حجم قبة الصخرة المشرفة ما يهدد المسجد الأقصى بشكل غير مسبوق.
،
ولفت التفكجي إلى أن (إسرائيل) تسير بخطى ثابتة لتنفيذ مخطط تهويد المدينة المقدسة مع حلول العام 2020، حيث ستبلغ نسبة السكان العرب في ذلك التاريخ 12% فقط، واعتبر أن مصير القدس سيلحق بمصير الأندلس إذا استمر الصمت العربي على حاله) .
،،،،،
وبعـد :
ـ
فهكذا استـمر مشـروع تهويد القدس ، يجري وراء مخططات إلهاء الأمة عنـه ، ويتم فيـه مصادرة الأراضي الفلسطينية في القدس، وتحقيق زحف منهجي لإبتلاع القدس كلِّها.
،
وهذا نداء لجميع الغيورين على كرامة هذه الأمة ، ومكانة مقدساتها ، من علماء ، ومفكرين ، وناشطين ، مؤسسات ، وأفرادا ، أن يهبّوا لوقف هذه المهزلة التي يقودها الصهاينة تحت شعار الحوارات الجوفاء ، وأن يعيدوا توجيه الأمة ، وتعبئتها ضد أعداءها ، ويكشفوا حقيقة ما يجري إعداده لهـا من المكر العظيم ، والكيد الخبيث.
،
وليكن أول الإنطلاقة هـو إعداد مؤتمر عام ، وضخم ، بزخم إعلامي كبير ، حول موضوع تهويد القدس .
،
ويتم فيــه دعم خط الجهـاد الفلسطيني ، والفكر المقاوم ، والنهـج الذي يتصدي لمخططات الصهاينة لاسيما في القدس .
،
وذلك لإفشـال كلَّ محاولات صرف النظر عن مخططات الصهاينة الحقيقية، ولكشفهم على حقيقتهم ـ وراء ابتسامات بيريز ، وليفني ، وبقية الصهاينة ، الزائفة ودعواتهم الكاذبة عن السلام والحوار ـ وإطلاع العالم على حقيقة نواياهم الخبيثة ، وأهدافهم العدوانية المريضة .
،
اللهم هذا البيان ، وعليك البلاغ ، وحسبنا الله ونعم الوكيل عليه توكلنا ، فنعم المولى ونعم النصيــر .