السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 6901 السؤال: لما الاختلاف ؟
جواب الشيخ: السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سألتى اليوم اخت وقالت لما الاختلاف اذا كان قراءننا واحد ونبينا واحد فلما الاختلاف ؟ ولما يطلع بعض الشيوخ ويقولون ان الغناء حلال او فتاوى غريبة فلماذا يفعلون هذا ؟ هل هدفهم تضليل الناس ؟ هل هم يعرفون الحق ولا يعملون به ؟
سألتنى الاخت هذه الاسئلة ولم استطع الرد قلت لها ان النبي اخبرنا اننا سنفترق على 73 شعبة و لكن هى تقتنع بما قلت قلت لها سأرسل السؤال الى الشيخ عسي ان نعرف الاجابة ...
فارجوا معرفة الاجابة وجزاكم الله خيراً
***************
جواب الشيخ:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
الجواب مبسّطا وسهلا لفهم العموم ما يلي : ـ
الاختلاف ثلاثة أنواع :
أحدها : اختلاف حسـن ومطلوب وهو اختلاف التنوع ،
بمعنى أن يأتي في الشرع ، أشياء مختلفة ، ولكن كلها حق ، وهذا لا إشكال فيه ، بـل هو مثل اختلاف الألوان في المنظر الجميــل ،واختلاف الزهور في الروض المشــرق ، واختلاف تضاريس الطبيعة الــتي تجعل منظرها رائعا
كذلك اختلاف البشر الذي يكون من هذا النوع ، يجعل تراث الأمة جميلا بتنوعه ، ويعطيه ثراء وسعة ،
فهذا النوع لا غبار عليه وهذا لاتقصده السائلة بلا ريب ، ولكن نذكره من باب حصر الأقسام.
وهذا مثل اختلاف القراءات في القرآن ، واختلاف السنن في أداء عبادة وكله صواب مثل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في كيفيات صلاة قيام الليل والأذان ونحو ذلك ، فقد وردت صور مختلفة كلها حق .
ومن اختلاف التنوع اختلاف مدارس العلماء ، وأساليب التدريس ، وطرق التأليف ، وتغاير التخصصات ، وتعدد الفنون في العلوم ، وغيرها ، مما يجعل ثقافة الأمــة مثل جغرافيــا الأرض البهيجـة الــتي أشرق بروعة جمالها اختلاف تضاريسهــا .
النوع الثاني : اختلاف ، فيه مصيب ، ومخطىء ،
ولكن المخطئ فيه ، خطؤه ،
1ـ إماهو مجتهد فيه له أجر ، وإن أخطـأ ، مثل خلاف العلماء في حكم كشف المرأة وجهها ، فمنهم مجتهد مصيب ، ومنهم مجتهد مخطئ ، ولكن المسألة اجتهادية ، وفيها وجهتا نظر لاتخلو كلّ واحدة من قوّة .
2ـ أو يكون الخطأ يسيرا ، ليس في كليّات الدين ، وإنما في جزيّئاته ، مثل من يجيز (الموسيقى)، فهذا مخطئ ، نردّ عليه ، ونبين خطأه ، ولكن لايصل الأمر إلى عدِّه من الفرق الضالة ، مادام لم يتعمد مخالفة الشرع .
وسبب وقوع هذا الخطأ ، إما عدم علم المخطئ بالدليل الشرعي ، فيفتي بخلافه ، وهو لايشعـر ،
أو يخطئ في فهمــه للدليل الشرعــي،
أو يظنه منسوخا .
والأصل هنا أن نحسن الظنّ فيمن أخطأ ، بأنه لم يتعمد مخالفة الشريعة .
النوع الثالث / هـو المشكلة :
وهو الاختلاف الذي يكون المخطئ فيه خرج عن دائرة الكليات الدينية ، الــتي قام عليه الدين وكانت قطعية في القرآن والسنة .
فهذا النوع ، المخطئ فيه ، هو الضالّ ، وفيهم ورد حديث (ستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة ).
وإذا سألت الأخت لماذا يحصل هذا أذن ؟!ـ
فالجواب : هي فتنة العقول.
كما أن المعاصي فتنة الشهوات.
فكما أن الحياة ابتلاء في الشهوات.
فافترق الناس إلى صالحين .
وإلى فرق أخرى غير صالحة.
مثل الزناة والسراق والقتلة والكذبة ..إلخ
كذلك هــي الحياة ابتلاء في الشبهات العقلية.
فافتتن بعض الناس فيها مثل ما افتتن غيره بالشهوات.
فضلّوا أيضا وانحرفوا .
فجاءت الفرق مثل الرافضة ،والخوارج ، والقدرية، والمرجئة ، ..إلخ
أما موقف المسلم ، فالمسلم يتخذ موقفه ،على وفق درجة الخطأ :
فثمة خطأ يستدعي بحثا هادئا يتمّ فيه تبادل وجهات النظر في ودّ .
وثمة خطأ يستدعي ردا جازما ، ويبقى مع ذلك المخطئ أخا .
وثمة خطأ يستدعي موقفا حازما ، ولايعني قطع الإخوة الدينيّة أيضا .
وثمة خطأ يستدعي التحذير العام ، ويبقى حقّ الإسلام.
وثمة خطأ يستدعي المفاصلة ، أو إعلان الحرب مع المفارقة بحسب الحال.
ومردّ الاجتهاد إلى أهل العلم الجامعين بينه ويبنه القيام بالقسط وهو العدل ، والحلم ، والترفع عن حظوظ النفس ،
والمسلم المســدّد من سلم المسلمون من لسانه ويده ، ومن اشتغل بعيوبه عن عيوب الناس فهو الموفق من رب الناس.
والله أعلم |