السائل: المطيري التاريخ: 19/08/2009 عدد القراء: 7448 السؤال: فضيلة الشيخ هل هناك يد خفية وراء ما جرى في غزة لإضعاف الجبهة الداخلية للمقاومة في القطـاع ؟!
جواب الشيخ: فضيلة الشيخ هل هناك يد خفية وراء ما جرى في غزة لإضعاف الجبهة الداخلية للمقاومة في القطـاع ؟!
الحمد لله والصلاة والسلام على نبنيا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
نعم ثمـّة يـد خفية ، لكن هذا لايعني أن هؤلاء الشباب يعلمون ذلك ، فمن الواضح أنهم استدرجوا بطريقة ما ، بتوجيه غير مباشر من جهـات خارجيـة تريد ضرب حكومة غزة من الداخل ، وإحداث قلائل فيها ، تمهيداً لإضعافها ، وبالتالي إعادة سلطة عباس إلى غزة ، وهذا قد يتم بطريقة تُسمـّى في علم السياسة : (إعداد المقدمات التي تؤدي إلى النتيجة حتما) ، وهذا معروف في المكر السياسي ، فعندما تعلم أنَّ مجموعة ما مشحونة ضد جبهة متماسكة داخليّـا مثل حماس ، فما عليك سوى أن تمكّنهـم من التواصل مع من يشعل نار فتنتهم ، وتدسّ بينهم من يؤجّجهـا كلَّما خمـدت ، ثم الباقي يحدث تلقائيا ، كما تؤدي المقدمات المنطقية إلى نتيجتـها ، ثم بعد ذلك متوالية الثأر ، والإنتقام ، كفيلة بالدفع الذاتي لهذه الفتنة .
وننبـّه إلى أن هذه الطريقة أصبحت مفضَّلـة لدى الإستخبارات المعادية ، وأحب إليهم من تجنيد مجموعة تجنيداً مباشراً يمثلون الجهاد ، فهذه الطريقة الثانية فاشلـة ، وتُكشف بسرعة ، لأن التدين الزائف يتضـّح بسهولة ، وينكشف وشيكـا ، ففضلوا التوجيه غير المباشر لتديـّن حقيقيّ فيه إخلاص غيـر زائف ، وعاطفة صادقة ، ولكن ينقصه الخبرة لاسيما الخبرة الأمنية ، والسياسية ، وإذا أضيف مع ذلك ، كونهم لايسمعون إلاّ ممن يوافقهم ، وفيهم جهل في الشرع ، فقد طمّ الوادي على القرى .
ولهذا فالصهاينة يتمنـُّون اليوم لـو يمدُّون أي مجموعة تستبيح دماء الحكومة في غـزة بالسلاح ، ولو قدروا على ذلك لأدخلوه مجانا ، بل لدفعوا الملايين من أجل إدخاله ، حتى تشتعل غزة حربا داخلية ، ولكن نسأل الله أن يخيـّب ظنهم ، وتموت هذه الفتنة .
ولايوجد تفسير لإطلاق الدعوة إلى الثأر ، والقتل ، واستمرار الفتنة ، ورفض للإصلاح ، و لحقن الدماء ، إلاّ أنّ بين هؤلاء الشباب مدسوسين يحركونهم ، ويحضونهم على إحداث تخريب داخل غزة ، وإشغال جبهة المقاومة عن أهدافها ، وتشويه سمعتها .
ومن المؤشرات على هذا ، أن جميع الطرق لإضعاف جبهة المقاومة في عزة قد فشلت ، فجاءت أولا محاولة فتح لإشعار نار الفتنة ، فحسمتها الحكومة بطرد سلطة عباس في عملية تطهير سريعة ، ثم تلا ذلك الحصار لصد الناس عن دعم المقاومة ، ثم فشل في تحقيق هذا الهـدف ، فجاءت محاولة الحسم العسكري بالإجتيـاح فيما سُمى عملية ( صب الرصاص ) ففشل ، فهم يحاولون الآن بطرق جديدة ، وهذه منها ، ونسأل الله أن يفشلوا أيضا
تننبيه : هذا الجواب أجاب الشيخ فيه على سؤال لصحيفة ولكن كان مختصرا بعض الشيء عن هذا الذي جاء للموقع. |