فضيلة الشيخ هل هناك يد خفية وراء ما جرى في غزة لإضعاف الجبهة الداخلية للمقاومة في القطـاع ؟!

 

فضيلة الشيخ هل هناك يد خفية وراء ما جرى في غزة لإضعاف الجبهة الداخلية للمقاومة في القطـاع ؟!
 
الحمد لله والصلاة والسلام على نبنيا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
نعم ثمـّة يـد خفية ، لكن هذا لايعني أن هؤلاء الشباب يعلمون ذلك ، فمن الواضح أنهم استدرجوا بطريقة ما ، بتوجيه غير مباشر من جهـات خارجيـة تريد ضرب حكومة غزة من الداخل ، وإحداث قلائل فيها ، تمهيداً لإضعافها ، وبالتالي إعادة سلطة عباس إلى غزة ، وهذا قد يتم بطريقة تُسمـّى في علم السياسة : (إعداد المقدمات التي تؤدي إلى النتيجة حتما) ، وهذا معروف في المكر السياسي ، فعندما تعلم أنَّ مجموعة ما مشحونة ضد جبهة متماسكة داخليّـا مثل حماس ، فما عليك سوى أن تمكّنهـم من التواصل مع من يشعل نار فتنتهم ، وتدسّ بينهم من يؤجّجهـا كلَّما خمـدت ، ثم الباقي يحدث تلقائيا ، كما تؤدي المقدمات المنطقية إلى نتيجتـها ، ثم بعد ذلك متوالية الثأر ، والإنتقام ، كفيلة بالدفع الذاتي لهذه الفتنة .
وننبـّه إلى أن هذه الطريقة أصبحت مفضَّلـة لدى الإستخبارات المعادية ، وأحب إليهم من تجنيد مجموعة تجنيداً مباشراً يمثلون الجهاد ، فهذه الطريقة الثانية فاشلـة ، وتُكشف بسرعة ، لأن التدين الزائف يتضـّح بسهولة ، وينكشف وشيكـا ، ففضلوا التوجيه غير المباشر لتديـّن حقيقيّ فيه إخلاص غيـر زائف ، وعاطفة صادقة ، ولكن ينقصه الخبرة لاسيما الخبرة الأمنية ، والسياسية ، وإذا أضيف مع ذلك ، كونهم لايسمعون إلاّ ممن يوافقهم ، وفيهم جهل في الشرع ، فقد طمّ الوادي على القرى .
 ولهذا فالصهاينة يتمنـُّون اليوم لـو يمدُّون أي مجموعة تستبيح دماء الحكومة في غـزة بالسلاح ، ولو قدروا على ذلك لأدخلوه مجانا ، بل لدفعوا الملايين من أجل إدخاله ، حتى تشتعل غزة حربا داخلية ، ولكن نسأل الله أن يخيـّب ظنهم ، وتموت هذه الفتنة .
ولايوجد تفسير لإطلاق الدعوة إلى الثأر ، والقتل ، واستمرار الفتنة ، ورفض للإصلاح ، و لحقن الدماء ، إلاّ أنّ بين هؤلاء الشباب مدسوسين يحركونهم ، ويحضونهم على إحداث تخريب داخل غزة ، وإشغال جبهة المقاومة عن أهدافها ، وتشويه سمعتها .

ومن المؤشرات على هذا ، أن جميع الطرق لإضعاف جبهة المقاومة في عزة قد فشلت ، فجاءت أولا محاولة فتح لإشعار نار الفتنة ، فحسمتها الحكومة بطرد سلطة عباس في عملية تطهير سريعة ، ثم تلا ذلك الحصار لصد الناس عن دعم المقاومة ، ثم فشل في تحقيق هذا الهـدف ، فجاءت محاولة الحسم العسكري بالإجتيـاح فيما سُمى عملية ( صب الرصاص ) ففشل ، فهم يحاولون الآن بطرق جديدة ، وهذه منها ، ونسأل الله أن يفشلوا أيضا

تننبيه : هذا الجواب أجاب الشيخ فيه على سؤال لصحيفة ولكن كان مختصرا بعض الشيء عن هذا الذي جاء للموقع.


الكاتب: المطيري
التاريخ: 19/08/2009