|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
الأخوة الأفاضل حفظهم الله ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
لاشك أن العنوان غريب بعض الشيء .... حقيقة هو في بالي منذ مدة طويلة ... وضعت بعض رؤوس الأقلام في رأسي .... كنت أنتظر الفرصة المناسبة لأكتب هذا الموضوع .... وأنا على يقين أنّ البعض لن يعجبه كلامي .... فاستعنت بالله ومضيت قدما فيه ..... وسيكون على شكل مقاطع .... أربطها لاحقا فيما بعد ... لنصل إلى المنشود ....
في أفغانستان .... كنت عندما أسأل الشباب .... ماجاء بك إلى هنا ؟؟ ..... معظم الردود تكون : من أجل الشهادة ..... لاشك أن هذا شيء جميل ... فمن منّا لايريدها .... ولكن هل هذ هو المطلوب فعلا ؟؟ ..... كنت أنظر إلى هؤلاء الفتية ترى الإخلاص في أعينهم .... ولكن هل يكفي هذا أيضا ؟؟ .... ماأريد أن أقوله : هو أن الجهاد كان مغيّبا عن هذه الأمّة ... ثمّ على يد رجال مخلصين بعثوا في هذه الشعيرة الحياة ... وأرجعوا لهذه الأمّة عزّتها وكرامتها ... ولكن لسرعة الأحداث ... وكثرة الشباب المتطوعين ... ومع زحمة الأمور ... إفتقدنا عنصرا مهم جدا ... ألا وهو التربية الجهاديّة .... والتي سبّبت هذا الخلل في النظرة الناقصة إلى مفهوم الجهاد ....
أمضى رسول الله صلى الله عليه وسلّم أكثر من 13 سنة وهو يربّي خيرة هذه الأمّة ... وكانت بعثته 23 سنة ... أي أن التربية أخذت أكثر من نصف عمر النبوّة ... ففرض الله عليهم قيام الليل لمدة سنة ... ثمّ جعلها من النافلة .... ولكن بعد أن أشربوا هذه الشعيرة العظيمة التي تربّي على الصبر والإنضباط .... وكان بعض الصحابة يستأذن رسول الله في فعل أي شيء لقريش ... ورسول الله يقول لهم لم أؤمر بذلك .... كان المسلمون في مرحلة ضعف ... ولكن التربية تمضي قدما .... حتى إذا ماجاء الوقت المناسب وأذن الله لرسوله بالهجرة .... برز هذا الجيل الذي تربّى في زمن الضعف ... قويّا عزيزا .... مكّن الله لهم ....
من جرّب السجن وثبّته الله فيه .... كان ذلك من أكبر نعم الله عليه .... وفتح عليه من الفتوحات .... كيف لا وأنت ليس لك شغل إلاّ قرآءة القرآن ..... قيام الليل .... الدعاء والتضرّع إلى الله وسؤاله الهداية في أمورك .... مراجعة حساباتك .... صدقوني ياأخوة ... من جرّب السجن ... يخرج بنفسيّة أخرى ....
للأسف أن كثيرا من الشباب يصفون بعض من دخل السجن من المشائخ ... انهزاميين .. انبطاحيين ... السجن جعلهم جبناء .... كانوا من قبل أسودا وخرجوا ----- ..... وهذا والله هو بطرالحق وغمط الناس .... وما أدراك أنّهم قد فتح الله على بعضهم وهم قيام بالليل ... يدعونه أن يبصرّهم أمور هذه الأمّة ....
بعض الحركات التصحيحيّة ( التي تسمّى في عصرنا إنقلابات ) .... مثل حركة الأشعث مع الحجّاج ... وحركة محمد بن الحنفيّة ( صاحب النفس الزكيّة ) وغيرها ... وهي على الحق وعلى عقيدة صحيحة ولاينكر ذلك أحد ... ومع ذلك منيت بالفشل ....لأسباب كثيرة ... من أهمّها إستعجال قطف الثمرة ..... وما زلنا نعاني إلى زماننا هذا .... فتذهب الأرواح الزكيّة التي ابتغت الشهادة ..... ويستمر مسلسل ضعف الإسلام على يد أبناءه .... ( أنا لاأتكلم هنا عن جبهات الجهاد كأفغانستان والشيشان والعراق والجبهات الأخرى ) ... إنّما أقصد ماحدث في بلاد المسلمين مؤخرا ... ( وكأنّي أرى من لايعجبه كلامي قد استعد للرد علي ) ... فأقول ياأخي رويدك فإنّما هي نزغة شيطان يريد أن يوقعك فيها ... ومن حقّي عليك أن تقرأ مقالتي بتمعن وتهدأ .... وتعلم أن أخوك في الله لم يكتبها إلاّ ابتغاء لوجهه الكريم ... فاصبر علي إلى آخر المقالة ... وأعد قرآءتها ....
وددت لو أن هذه الأرواح الطاهرة كانت في ساحات الجهاد تنكل بأعداء الله .... فبلاد المسلمين تمر بمرحلة ضعف وما أحوجنا في هذه المرحلة إلى التربية التي تربّى عليها الجيل الأول ... حتى يقوى عودنا .... ويرجع هذا الدين عزيزا ....
الشهادة شيء جميل وهدف سام .... لكن الصحابة لم يفهموا ذلك بهذا المعنى ... لأن حصر التفكير بهذه النظرة الضيّقة هي من الأنانيّة .... إذ أن الجهاد هو رفع راية لاإله إلاّ الله ونشر دين الله في الأرض ... ورفع الظلم عن العباد ... بهذا تخرج أنت من دائرة الأنانيّة وتدخل في دائرة الإيثار والتضحيّة لهذا الدين في سبيل الله ... وإن أكرمك الله بالشهادة ... فذلك فضل ومنّة منه سبحانه وتعالى .....نحن أنانيين في كل شيء حتى في الجهاد ... نريد أن نموت بسرعة ... 72 من الحور العين ... يشفّع في 70 من آل بيته ... نظرنا إلى حديث واحد من زاوية ضيّقة ... لو فهمها الصحابة بهذه الطريقة ... لقضي على الإسلام من بدايته .... إذ أنّهم سيسارعون إلى الموت أجمعين من أجل الشهادة .... ولما بقي خالد بن الوليد يقاتل وينكّل بأعداء الله حتى مات على فراشه رضي الله عنه .... كلنا نحب الجهاد ونحب الشهادة ... ونسأل الله أن يوفقنا لذلك ....
من صفات المجاهدين ... أنّهم رهبان بالليل فرسان بالنهار .... ولكن أرى أن من يدّعون الجهاد واقعهم الآن أنّهم رهبان على الكيبورد فرسان في طعن ولمز الآخرين ..... أنا أطلق عليهم مجاهدين الإنترنت ...
أتريدون أن تعرفوا أخلاق المجاهدين .... هم الذين لايهمّهم إن وقف العالم كله ضدهم ... أكثر الناس أخلاقا ... قرآءة للقرآن .... قياما بالليل .... يعفّون ألسنتهم عن الناس وحتى مع المخالفين ... أتعلمون لماذا ؟؟؟؟ لأنهم لايضرّهم من خذلهم ... هم مع الله والله معهم ... يمسك لسانه عن الغيبة والنميمة والقول الفاحش البذيء ... يترفّع عن سفاسف الأمور ... إذا ظلم لاينتصر لنفسه ... يدعو الله دائما أن يجعله من أسباب قيام هذا الدين .....
أمّا ماأراه اليوم ... فوالله لهو أبعد من ذلك .... طعن في النيّات ... قدح بالذمم ... ألفاظ جارحة ... غيبة ... تسفيه للآراء ... بالله عليكم هل هذه هي أخلاق المجاهدين ...
ماذا أعددنا للجهاد??? ... هل نحن مستعدون ...??? هل نصرنا الله حتى ينصرنا ...??? هل نحن الجيل الذي سيتحقق على يديه عز هذه الأمّة ...??? هل ربينا أولادنا على الإسلام والجهاد ...??? هل نحن تربيّنا على الأخلاق الإسلاميّة ...??? هل طهرّنا قلوبنا ونفوسنا من الحقد والحسد وسوء الظن ...??? هل جعلنا سيرة الرسول وصحابته هي قدوتنا ومنهجنا ......??? هل قدّمنا حب الله ورسوله على كل حب آخر ....??? هل... هل ... هل ؟؟؟؟
أسئلة كثيرة ... تحتاج أن يراجع كلّ منّا حساباته ....
دائما أدعو الله في سجودي ... اللهمّ أرني الحق حقا وارزقني اتباعه وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه .... أنا أعلم أن الله لن يخذلني ....
هذه مقالة مشفق على أمّته وشبابها ..... أدين الله عزّ وجل بها ... وأسأله تعالى أن يرزقنا الشهادة في سبيله .... وأن ينصر عباده المجاهدين في كل مكان .....
والحمدلله رب العالمين .....
ودمتم .... الكاتب: أبو الحارث الحسنــــي التاريخ: 01/01/2007 عدد القراء: 5486
أضف تعليقك على الموضوع
|
تعليقات القراء الكرام
|
|