بسم الله الرحمن الرحيم..

عفــْـوا... قصدتُ به الـزَّنـِيــم ..

بمناسبة موت عبد العزيز الحكيم..

الجبـــــوري... ‏الاحد‏، 30‏ آب‏، 2009



أســتغــفــرُ الله العظــيـْـم
الهَـاشمـيُّ نـَعـَى الحكـيـــم
و المَجـلـسُ الأعـلى بَكـَى
حُزناً على موتِ الزَّعـيـم

عفــْـوا... قصدتُ به الـزَّنـِيــم

لا تــَدفـنـُوه...!
أو إن أرَدتـُم أن تـَـرَوا صِدق الحِكـَاية و النـَّسـَب .

فـَلـتـُحـرِقـُـوه ..
و لـتـَـقـْـرَأوا.." تـَبـَّــت"
و تـَبَّ أبـو لـَهـب ..

و لتـَسحـَقـُوه ..
و لتـَنـثـُـروه على الجـِبـَال
أو مـثـلَ أفلام الخـَيـَالِ
تـُحَـنـِّطـــُوه..

فـلـَرُبَّ فـِرعـونٍ ثــَوى
و لـرُبَّ مملوكٍ غَـوى
و لـَرُبـَّما عَـظـَّـمتـُـمُوهُ
لأنـَّكـُـم لا تـَعـْـرفـُوه ..

و لرُبـَّمَـا يأتـي الى الوطـن السليـب
مــن مـوطـن الشَّـرق العَجـيــْــــب

رجلٌ يـُفتــِّشُ في المـزابل عن ذهـب
أو رُبـَّمـا يأتـي يُـفـتـِّش في اللـَّـهـب ..
عـن جمـرةٍ خـَمَـدَت و شيطـانٍ رجـيـم..

و لـربَّمـا يـأتي يـُفـتـِّـشُ عن نعـيــمٍ
في اللـَّـهَب..
و لربما يأتي يفتش عن عـربْ ..

أين العـَرَب ..؟
من بعد أن ضاقت علينا الأزمـِنـَة..

و عـَمَـائـِمٌ مُستـَوطِـنـَة
يـَبكـونَ حولَ الجُـثــَّة المُتـعـفـِّــنـة
و الصَّوتُ يَجرحُ ذِكـريـاتِ الأمـكِــنـَة
و الرِّيـحُ تعصفُ بالنـُّـفـُـوس
دقَّ الطـُّبـُـولَ لمَـوتـِـهِ
و امـلأ لهِـيـبَـتـِهِ الكـُـؤوس


و علـى الــرُّؤوس
ريـحُ الفــَقِـيـْـدِ المُـنـتـِنـَـة
و الخـَائنـُونَ تـَجـمـَّعوا
و تعطـَّروا و تضوَّعـوا
و تـسـلـلــوا و توسـَّعـوا
و ترفـَّعـوا و ترقــَّعـوا
أتبـاعُ شـَيـطـانٍ رَجيـْـم
و كـلُّ ذي قلبٍ سَـقـِيـم..

ضَـربـَا عليهـا بالفـُؤوس
جـَاؤوا به من قلبِ قـُـمَّ لـِكـَربَـلاء
حَـيـْثُ الحـيـاء يَجُـرُّ أذيـَال الحَـيـَاء
حَـيـْثُ الدِّمـَاءُ تـفــورُ من نـَزفِ الدِّمــاء
حَـيـْثُ الرجال مع النـسـاء
حَـيـْثُ العَـويـلُ مع البـُكـَـاء

و مـضـوا به نحو النـَّجـَـف
لـِيَـدفِـنـُوهُ مع الجِـيَـف

ذاك الزعيـمُ المـُقـْرفُ .. الجـَّاهـِلُ المـُتكـلــِّـفُ ..
فـاضرِبْ على رأسِ الحِكـَايـَةِ طـبلـَهـَا .
اليَـومَ تـُلـقِـي أمـَّـةٌ أثـقـَالهـَـا
اليَـومَ تفضحُ أمـَّة أفـعـَالـَهَـا
اليَـومَ تتـركُ أمَّــة أغـلالـها

مـن قـَالـَهَـا..
مـَاتَ الــزَّعِـيـْـم..
هـي فِـتـْنـَة و المـجلـس الأعـلـى رَثـَى حَمـَّـالـهـَا
و اليـَومَ زُفـَّت للــَّهـَب
تـلـكَ العَـرُوسُ..
و هـذه أثـوابُـهـا.
قـد عـَافـَها خُطـَّـابـُها.

فـَتـَقـلـَّـبت في النـار حتى أحْـرِقـَت
و تـفحـَّمـَت..

فـيَـدورُ خوفٌ في الـنـُّفـُوس
يــومٌ عَـبُـوس..
يــومٌ تـخـِرُّ بـه الرُّكـَـب..
أحـْـزابـُـنـَا تـَبـْكِي عَـلِـيـه
و مِنْ يـَدَيـْه ..
ذُقــنَــا جِـراحَـا لم تـَـزل تــَنـتـَــابـُنـا

و شَـبَـابـُنا بين السُّـجـون ..

و المـَـارِقـُونَ الكـَاذِبُـونَ الجَـاهِـلـُونَ..
السَّـاقِطـُون.. بِحُبِّ أمريكا و تـُجَّـار العَـمَـالــة..
و الغـَارقـُونَ بـِحُـبِّـها حـتـَّى الثـَّمَـالـة.

الشـَّاربُونَ دِمـَاءنـَا..
و الرَّاضِعـُونَ دَمَ الجَّـهـَـالة..
جـَـاؤوا إليـْـهِ يـُهـَرولـُون..
و المـوتُ يـَعْـبـُرُ نَـحْـوَهـُم فـَيـُهـَـروِلـُون

و يَـهـتِـفـُونَ بِـإسـمِـه و يُـرددون.
أستغـفـر الله العـَظـِـيـْـم

مَـاتَ الــزَّعِـيـْـم..
و يـَهـمِسـُـون..
مـاتَ الزَّنِـيـم... فـَـإلــى الجـَّحِـيْـم
إلــى الجـَّحِـيْـم

مـاتَ الزَّنِـيـم ..

دَقـَّت نواقيسُ الكـنائـِس و انحَـنت أبـراجُـهـا
و بـَكـَت علـى الأصـنامِ تـَعـكـِـفُ عـِنـدَها حُـجاجُها..
ضَـاقـَت عليـهِـم أرضُـها.. و فجـاجـُها ..

فـتـذكـَّـرُوا مَـنْ قـُتـِّـلوا ..
و بَكـَت على القـتـلـَى نِسـَـاءٌ رُمِّــلـَـتْ
و بَكـَت على الأسـرى نسـاءٌ هُـجِّـرت
و بَكـَت على الآبـاء أطفال بظـلـم يـُتـِّمـَـت

و بَـكـَتْ عَـلـَيـهِ و تـَمْـتـَمَـتْ أمٌ لـَهـَـا ..
طفـلٌ يلـوذُ بـِحِجـْرهـا
فتـَصـيـَّـدوه ..
و قـيــَّدوه ..
و أوقـَـدُوا مـن حَـولـِـهِ نـَـارا بـِهَـا قـَد أحـرقـُوه

و تـذكـَّرت أمٌّ لهــا..
بنتٌ تلوذ بِحـِِجـْرِهـا
و تـذكـرت أخـتٌ لهـا..
أخـتٌ تلـوذ بحـِـجـرِهـا
و تـَذكـَّرَت و تـَذكـَّرَت و تـَذكـَّرَت ..
كـُـلُّ النـسـاء مُصابَها ..

و تـَذكـَّرَت أرض العراق خرابَها ..
و تـَذكـَّرَت مِحرابَها ..
و الخـَوفُ يطرقُ بـابـَهـا.
و تـَذكـَّرَت أحبـَابـَها..

فَـتـَنـَهـَّـدَت ..
و اسْـتـَبْـشـَـرت..
و عَـلا الــنـِّـدَاء..
الله أكبــرُ في السَّــمـــاء..

ذهـب الـوَبـَـاءُ..
و لـَم يـَعُـد فـِـي أرضِـنـَا مِـن رِجـْسـِـه ِ .
إلا عـُفـُونـَة رأسِـهِ..
و ابـنٌ لــَهُ..
سَـنـَنـَالـُـهُ ..

و كـلَّ شيطـانِ رَجِـيـْم..

أســتغــفــر الله العظــيــم
الهـَاشمـيُّ نعـى الحكـيـــم
و المَجـلـسُ الأعـلى بكـى
حُزناً على موت الزَّعـيـم

عفـــوا قصدتُ به الزَّنيـم

.......

..