هل سيشمل الحضر سيارة السفير الايراني ايضا؟؟
عبد الله الفقير
يقولون ان العراق "الجديد" طيّع جدا و"حبّاب" جدا و"اليّف" جدا,
وانه يسعى للانضمام الى جمعية الدول "اللطيفة" بسبب التزامه التام بكافة القرارات التي يصدرها ما يسمى "المجتمع الدولي" متمثلا بمجلس الامن والامم المتحدة,
ورغم ان العراق "الجديد" ما زال يرفض الانضمام الى اتفاقية حضر التعذيب في معتقلاته التي تفوق اعدادها اعداد المدارس في العراق,
ورغم انه يرفض الانصياع لمطالب منظمات حقوق الانسان و"هيومن رايتس ووج" الخاصة بالغاء عقوبة الاعدام,
ورغم انه لحد الان - ورغم وجود الامريكان - يرفض الاستجابة لمطالب الصليب الاحمر الدولي الخاصة بوضع جرد حساب (قاعدة معلومات) لعدد المعتقلين الذين في سجونه السرية والعلنية,
الا انه يتفاخر بتطبيقه لقرارات الامم المتحدة والمجتمع الدولي بدئا من اتفاقية منع تجوال الكلاب السائبة في منتصف الليالي , مرورا بحملة مكافحة الاتجار بـ"الفاصوليا" و"البامية" وكل ما ينفخ البطن ويؤثر في اكياس "الهواء"! !, وليس انتهاءا باتفاقية الحفاظ على دب "الباندا" من الانقراض!.
منذ ست سنوات والامريكان يهددون بانهم سوف يفرضون على "اشقائهم" الايرانيين عقوبات صارمة,وبعد جهد "غير" جهيد, وبعد ان اصبح الموقف معقدا جدا بالنسبة للامريكان خصوصا وان "زملائهم" العرب ما زالوا يصرون عليهم بضرورة الالتزام بتعهداتها بعدم السماح لايران بالانضمام الى سلك "الشرطة" المسؤولة عن حماية الخليج العربي , فقد اضطرت امريكا اخيرا لاستصدار قرار العقوبات التي قالت امريكا بانها سوف تكون "صارمة" و"ذكية" جدا !.
الغريب:
انه وعند اجراء مقارنة بين نوع وحدة العقوبات التي فرضت على العراق بعد غزوه الكويت وبسبب برنامجه النووي ,وبين العقوبات التي "لم" تفرض لحد الان على ايران بسبب برنامجها النووي,فاننا نكتشف بان دول العالم كانت تتسابق في الالتزام بتطبيق قانون العقوبات على العراق رغم صرامتها وشدتها التي وصلت حد منع تصدير اقلام "الرصاص" الى العراق مخافة ان يستخدم مادة "الكاربون" الموجودة في الاقلام في مفاعلاته النووية !!!,وكان مجلس الامن بين فترة واخرى يصدر قائمة سوداء بالدول "المارقة" التي لم تلتزم او " تتساهل" في تطبيق قوانينه في فرض الحصار على العراق.
اما في العقوبات الايرانية التي قيل انها الاشد صرامة ,فاننا نشاهد العكس تماما!!,
فرغم ان العقوبات اقتصرت على مجال الطاقة"النفط" والبنوك "التعاملات المالية", فاننا نجد ان دول العالم تتسابق هذه المرة ولكن ليس من اجل تطبيق ذلك الحصار,وانما تتسابق في الافصاح عن كونها لم تلتزم بتنفيذ تلك العقوبات!!.
فبالامس صرح احد كبار الساسة الايرانيين بان دولا غربية (المانيا والسويد وغيرها)وعربية (الامارات) قامت بالامتناع عن تزويد الطائرات الايرانية بالوقود في مطاراتها التزاما بقوانين مجلس الامن الخاصة بهذا المجال
وحيث كان الاصل بتلك الدول ان تتفاخر بانها التزمت بتطبيق تلك العقوبات استجابة لقوانين المجتمع الدولي, الا اننا وجدنا ان تلك الدول سارعت الى نفي ذلك الخبر وتاكيدها بانها لم تمنع الطائرات الايرانية من التزود بالوقود,
بمعنى انها " ترفض" الاستجابة لقوانيين مجلس الامن!!.
والغريب اكثر:
هو ان الجانب الايراني,وبعد ان اعلنت تلك الدول بانها لم تلتزم بقوانين مجلس الامن, جاء اليوم ونفى ما كان قد صرح به بالامس!,
فقد ((قالت "الخارجية الايرانية"، الثلاثاء 6-7-2010، إن الطائرات الايرانية تزود بالوقود في المطارات بشتى أنحاء العالم، نافية تقارير أعلنتها هيئات إيرانية رسمية مثل رابطة شركات النقل الجوي الإيرانية ووكالتي الأنباء الرسمية والطلابية، بأن بعض الدول ترفض تزويدها بالوقود جراء العقوبات المفروضة على طهران.
وجاء هذا التصريح على لسان مهدي علي ياري الأمين العام لرابطة شركات النقل الجوي الايرانية بعد صدور العقوبات الأحادية الجانب والعقوبات الأمريكية على إيران.)).
فماذا يعني هذا؟؟,
ماذا يعني ان تتسابق دول العالم الغربية في رفض تطبيق قوانين مجلس الامن وهي تدعي انها تعادي النظام الايراني؟؟,
وماذا يعني ان تسكت امريكا على عدم التزام الدول التابعة لها بتنفيذ قوانين مجلس الامن والتي كانت تراهن عليها من اجل الاطاحة بالمشروع النووي الايراني؟؟,
وماذا يعني ان تكون ايران هي من يصرح بان بعض الدول التزمت بقانون العقوبات,وكانها تتفاخر بان البعض يمارس عليها "العقوبات"(دعوى المظلومية التي لا يتقن الايرانيون سواها!),ثم تاتي تلك الدول فتنفي تلك الاخبار وتصر على انها لم تلتزم بتلك القوانين,
مما يضطر الايرانيين للاقرار بحسن سلوك تلك الدول؟!!!.
واين مجلس الامن من تلك الدول والشركات التي لم تلتزم بقوانينه؟؟,
هل سيصدر قائمته السوداء الخاصة بالدول التي لم تلتزم بتطبيق تلك القوانيين كما فعل مع العراق؟, ام ان الوضع مع ايران يكال بمكيال اخر؟؟.
ثم وهو الاهم:
نحن نعرف بان العراق اصبح الحديقة الخلفية لايران,
وانه اصبح المحافظة "السابعة عشر" للجمهورية الفارسية العظمى,
وان العراق الحالي الذي تقوده امريكا من جميع مفاصله يعتبر السوق الاكبر لتوريد واستيراد البضاعة من والى ايران, وان الحكومة الايرانية والشركات والمصارف الايرانية تدير اعمالها المالية الشريفة والغير شريفة من خلال المصارف والبنوك العراقية,وان خمسة وسبعين بالمائة من التعاملات المالية الايرانية تجري من خلال المصارف العراقية بشكل رسمي وغير رسمي,
والسؤال الان:
هو هل سيلتزم العراق "الجديد" بقرارات مجلس الامن الخاصة بفرض العقوبات "الذكية" على ايران ام انه سيتفلت منها كما تفلت من قانون منع التعذيب الذي لم يوقع عليه لحد الان؟؟.
وهل ستجبر امريكا "اصدقائها" العراقيون على تطبيق تلك العقوبات ام انها فقدت سيطرتها على "عملاءها" كما يقولون؟؟؟.
وهل تستطيع امريكا منع "ديك تشيني" من التعامل مع المصارف التجارية التابعة لاحمد الجلبي والتي يقوم الحرس الثوري الايراني من خلالها بكافة انشطته المالية ,ام ان "ديك تشيني" فوق القانون,وان علاقة احمد الجلبي بشركة بلاك ووتر تمنع الامريكان من معاقبة الجلبي ؟؟؟؟.
ثم:
يقال بان الطائرة الخاصة بالمالكي هي طائرة ايرانية قلبا وطاقما (أي انها ما زالت تحمل الجنسية الايرانية حالها كحال اغلب ساسة العراق الجديد!), فهل ستمتنع دول العالم عن استقبال طائرة المالكي في مطاراتها لانها ايرانية اسوة بالطائرات الايرانية الاخرى ؟,ام سيشملها ما شمل طائرة احمدي نجاد التي حطت في امريكا دون ان تمسها يد لامس؟؟.
ثم لنفرض ان دول العالم طبقت تلك القوانين فعلا وانها شملت بذلك طائرة المالكي الخاصة,
فهل ستمتنع المطارات العراقية من تزويد طائرة المالكي بالوقود استجابة لما ستستجيب له اغلب شركات الطيران العالمية,ام ان شركة الخطوط الجوية العراقية "الجديدة" سوف تنضم الى القائمة السوداء التي – من المفروض ان- تصدرها الامم المتحدة حتى وهي في طور "الجنين"؟؟؟.
ثم وهنا المفارقة الكبرى:
يقال ان العقوبات الاممية الجديدة على ايران تشمل منع تزويد "الطاقة" لايران, وان من ضمن صور تلك "الطاقة" هو منع تزويد طائراتها بالوقود حسبما اسلفنا وخصوصا الطائرات التي لها علاقة بالحرس الثوري الايراني او تدعم نشاطه ,
لكن,
ماذا بشان السيارات التي يستخدمها السفراء والوزراء والقادة الايرانيون خارج ايران ؟؟,
هل ستقوم تلك الدول بمنع تزويد سيارات اولئك الايرانيون بالوقود استجابة لقانون عقوبات مجلس الامن "الذكي" ونحن نعلم بان اغلب السفراء والقادة والوزراء الايرانيون هم نشطاء في الحرس الثوري "الارهابي"؟؟,
واذا قامت تلك الدول فعلا بمنع تزويد سيارات السفراء والوزراء الايرانيين بالوقود,
فهل سيستخدم اولئك السفراء البايسكلات (الدراجات الهوائية) مثلما استخدمها القادة الغربيون بعد ان منع العرب تزويد الغرب بالبترول بعيد الحرب مع اسرائيل ؟؟,
ثم ماذا بشان بنايات السفارات والملحقيات الايرانية في تلك الدول؟؟,
هل سيمنع تزويدها بالكهرباء و"الطاقة" ايضا التزاما بتلك العقوبات؟؟,ام انها سوف تستثنى من قوانين العقوبات؟؟.
ثم وماذا بشان اجهزة الموبايل ؟؟,
من اين يتم تجهيزها بالطاقة؟؟,اليس بطارية الموبايل "طاقة" ايضا؟؟؟؟؟.
يا سادة يا كرام,
نظام العقوبات الامريكية الجديد على ايران ليس سوى احد فصول مسرحية العداء الكاذب بين ايران والغرب والغاية منه هو ذر الرماد في العيون و"تخدير" العرب حتى يتمكن الايرانيون من صنع قنبلتهم النووية وعندها سوف يكون على العرب التعامل مع الامر الواقع!!!.
لو كان الامريكان جادين في العداء لايران لما سمحوا لسيارة السفير الايراني "حسن كاظمي قمي" ان تتزود بالوقود من محطة البانزين التي يتزود منها السفير الامريكي في العراق كرستوفرهيل,
ولما سمحوا للقاعدة الامريكية في ديالى ان تتزود بالطاقة الكهربائية من محطات الطاقة الايرانية القريبة من الحدود والتي يدفع العراق ثمنها ملايين الدولارات بحجة تزويد محافظة ديالى منها !!!!,
ولما سمحوا لطائرة احمدي نجاد ان تحلق في الاجواء العراقية تحرسها طائرات الشيطان الاكبر !!.
والسلام عليكم. الكاتب: ابومحمد العراقي التاريخ: 07/07/2010 عدد القراء: 3568
أضف تعليقك على الموضوع
|