ضجيـــــج الدّم


تصدّعت الأشلاء وانطرحت على التراب كالِفراش...

باتت وسائد للرمال ،أغطية للحجار ،طعاماً للجماد...

عطّرت الياسمين بريح مِسكها..فعَبقت بألوانٍ من دماء.

بكت عليها عيون الشقائق ولم تبكي عيون الجلاّد..

هذه يدُ أمٍّ قد حضنت وليدها ،ةتلك قَدَمُ عالمٍ قد خطَّت طريق السوسنة..
هذه شفاه ذاكرٍ ،تلك أُذن سامعٍ للزلزلة..
هذه أرواح الثّكالى قد اغتصبت وهي ترجو المرحمة..
هذه قلوبٌ للعجائز قد أُريقت وهي تحتسي المَحرقة..

....

كتَّفتني جثة الخَروس الوالدة،وقد جُرجرت للموت والجنين من رحمها يشقُّ أنفاسه القابضة..

كدَّرتني أضلاع العروس الحالمة وقد قُدَّت للزفاف والطَّرحة على خدَّيها بالدماء مبرجة..

كبَّلتني ،أوغلت الوهن في قلبي ،ضحكة الخائن وهو يعلِّم رعيته كيف يبني أبراجاً من ضجيج الدَّم المبرَّد بثلوج السواد القاتل

برصاصة من ضحكةٍ ساقطة..

********

أبواقٌ فارغة


تنادي رغم ضعفها
تزمجر رغم هشاشتها

ءاليّ...ءاليّ ...هلمواءاليّ


تُفرغُ صهيلها في آذان العابثين

تبثُّ سمومها في أفواه اللاّهين

تعانقُ القلوب في صدور القاتلين

عليَّ عليَّ....انثنوا عليَّ

مدويةٌ ،مؤرِّقة،تافهة

هي صنابيرٌ من دخان

هي صناديدٌ من ألحان
هي عناوينٌ من دهان

قبورٌ،وحشةٌ،ترنيمةٌ

آه..آه

تألهّوا فيَّ


أبواقٌ فارغة

في كلِّ مكان

في كلِّ هواء

في كلِّ فضا ئيّة

لها النداء و علينا السّماع

لها البلاغ وعلينا التّكلان


لها الأخبار وعلينا الانكدار


...في قيعان الآلام والأحزان


...في أجواف الدّماء والدّمار

في زوايا

الأبواق الفارغة

الأبواق الموسيقيّةالسّاخرة


يا لها من مأساة

يالها من تضحية

يالها من حكاية

يالها منءاذاعة

......ساعة هي معك

....وساعات هي عليك


......لحظة أنتَ معها

.....لحظات أنتَ عليها


عمرٌ مِن الاشاعة

وأعمارٌ مِن الوشاية

ضياعٌ معها.....فناءٌ....نهاية



ما أكثرها وما أمرّها

ما أقلّها وماأحلاها



لكن من فينا يُدرك?

من فينا يعي?

من فينا يُعلن ?

من فينا يهدي?


.......ولو باشارة
.......ولوبابتسامة


أنها ....كانت ومازالت

....أبواقٌ فارغة

تُريد الخراب

تُريد الانهيار

تُريد فشل كلّ المعاهدات

تُريد للحجارة أن تنسج قيثارة

تعزف على أوتارها

قصة شيطانيّة

عُلّبت بوكالة

هي انغامٌ

لأبواق فارغة

*******