انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  أنظروا هؤلاء الذين يشتمون عرض النبي صلى الله عليه وسلم ، في شمال شرق إيران يزورون مقابر عليها الشواهد : أعضاء تناسلية وعلى بعض الأضرحة صورة الخميني !!  |  فيلم غربي يفضح عنصرية الصهاينة  |  المرجع (الحسني الصرخي) واقتتال أتباع المرجعيات الشيعية في جنوب العراق - ظاهرة جديرة بالاهتمام والتحليل..!   |  بربكم ماذا أقول للإمام الخميني يوم القيامة؟ هذا ما قاله عدنان الأسدي وكيل وزارة الداخلية لضباط شرطة شيعة خدموا وطنهم بإخلاص....!!!  |  (حسن نصر اللاة) يقول: مايحدث في حمص المنكوبة هو مجرد فبركات إعلامية..! - تفضل شوف الفلم يا أعمى البصر والبصيرة.. تحذير: مشاهد مؤلمة  |  شهادة شاهد عيان شارك في مذبحة حماة  |  
 الصفحة الرئيسية
 قـسـم الـمـقـــالات
 خـزانــة الـفـتاوى
 الــركـن الأدبــــي
 مكتبة الصـوتيـات
 مكتبة المـرئـيـات
 كـُتـاب الـمـوقــع
 مشاركات الـزوار
 مكتبـة الأخـبـــار
 مكتبـة المـوقـــع
 تحـت الـمـجـهــر
 خدمات عامة
 راســلــنــــــا
 محرك البحث
 مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali وهذا عنوان حسابه الجديد hamedalalinew

    وداعا يا شهر الصيام والقيام والرحمة والغفران .

حفظ في المفضلة
أرسل الموضوع
طباعة الموضوع
تعـليقـات الـزوار


وداعا يا رمضان

وداعا يا شهر الصيام والقيام والرحمة والغفران

 

ها هو شهر رمضان الكريم شهر الصيام والقيام شهر الرحمة والتوبة والمغفرة والعتق من النار بدء يلملم نفسه ليرحل عنا مخلفا من ورائه فريقين

 

فريق أف له تعيس قد قضى الله عليه بالخيبة والخسران تركه شهر رمضان من دون أن يغفر الله له فيه

 

فخاب وخسر وشقي عبد أخرجه الله من رحمته التي وسعت كل شيء ولم يغفر له

 

فعن أبي هريرة رضي الله عنه : (أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال : آمين ، آمين ، آمين ، قيل : يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت آمين ، آمين ، آمين فقال : إن جبريل عليه السلام أتاني فقال من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين)

 

وفريق فائز مغفور له قد ضمن العتق من النيران

 

(من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)

 

ونسال الله أن يجعلنا من أهل الفريق الثاني الفائزين المغفور لهم والمعتوقة رقابهم من النيران

 

ها هو شهر رمضان يرحل عنا سريعا فبالأمس كنا ننتظر واليوم ها نحن نودعه فما أسرع أنقضاء الأيام والليالي والأعمار وإن سرعة إنقضائه لمشعرة لنا بسرعة انقضاء أجالنا

 

فالبدار البدار قبل حلول الأجال وعندها لا ينفع ندم ولا حسرة على تضييع الأعمار

وفيما يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( بادروا بالأعمال سبعا ، هل تنتظرون إلا فقراً منسياً ، أو غنًى مطغياً ، أو مرضاً مُفسداً ، أو هرماً مُفنداً ، أو موتاً مُجهزاً ، أو الدجال فشرُّ غائب يُنتظر ، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ) رواه الترميذي وقال : حديث حسن .

 

وفي الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تزول قدما عبدٍ حتى يسأل عن عمره فيمَ أفناه ، وعن علمه فيمَ فعل فيه ، وعن ماله من أين اكتسبه ، وفيمَ أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه )

 

ها هو شهر رمضان يكاد ان يغادرنا مودع لنا ولا ندري اذا عاد في السنة القادمة هل سيجدنا مع من سينتظره ويستقبله أم مع الأموات الذين انقضت اجالهم قبل بلوغ رمضان

 

اللهم بلغنا رمضان القادم واغفر لنا فيه جميع الذنوب والسيئات  بمنك وفضلك يا رحمان ويا منان

 

قال الشيخ حسن قائد في مقاله ( منة الرحمن في اغتنام شهر رمضان ) :

(فما هي إلا أيام معدودات يوشك أن تنقضي يفوز فيها من يفوز ويخسر من يخسر ، ولا يعلم أحدنا أيدرك قابلَه حياً قوياً صحيحاً معافىً قادراً طائقاً لما تيسر له اليوم أم يكون في بطن الأرض ورهين التراب ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر الكريم أكثر اجتهاداً على طرْق أبواب الخيرات بأنواعها ، معرفة منه بفضله ، وتعريفاً لأمته بمكانته ، وإرشاداً إلى سلوك سبل الهدايات فيه ظاهراً وباطناً ، محذراً من خيبة وخسران من ضيَّعه وفرط فيه ، ناعياً من قعد يمني النفس ويعدها ولا يحرك لها في ذلك ساكناً أو يسكن متحركاً حتى إذا انفرط الوقت وانقضت الأيام وولى الشهر وقد رأى ما ناله أهل الطاعة والصبر عليها من الشرف والزكاء : (قال يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً) ، ولكن هيهات أن يرد الندم فائتاً ، أو يعوِّض ضائعاً ، فعلى المسلم أن يجدِّ في تحصيل كل خير تيسرت له أسبابه وفتحت أمامه أبوابه ، فالصغير يكبر ، والكبير يعظم ، والقليل يكثُر ، ولا يحتقرنَّ من المعروف شيئاً ، ولا يزهِّدنَّ نفسه في شيء القُرَب ، وليقتدِ في ذلك بأسوته وقدوته صلى الله عليه وسلم الذي كان الناصح الشفيق علينا بقوله وفعله الموصوف من عند ربه بقوله عز وجل عنه : {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}"التوبة128 " )

 

فالله الله في بقية هذا الشهر الكريم

 

والله الله في بقية الليالي العشر من هذا الشهر التي فيها ليلة هي خير من الف شهر { إنّا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر }

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال – لما حضر رمضان - : (قد جاءكم شهر مبارك ، افترض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم)رواه أحمد والنسائي والبيهقي .

 

إخوتي في الله

احرصوا رحمني الله وإياكم على الاستفادة مما بقي فيه من ايام وليالي واجتهدوا فيه في الطاعات وصالح الاعمال لعلنا ان نتدارك فيما تبقى فيه من ايام وليالي بعض ما فاتنا فيه من خير وأجر

 

واجتهدوا في الدعاء فيه ولا تنسونا وتنسوا إخوانكم الأسرى والمجاهدين من صالح دعواتكم

 

( وما أحوجنا اليوم لكثرة الدعاء ، والتضرع إلى الله فيه ، واغتنام ساعات الإجابة ، لكشف هذه المصائب التي ألمت بالمؤمنين عموماً والمجاهدين خصوصاً ، فلنرفع أيدينا إلى الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر الكريم ، ونسأله سؤال مضطر قد مسه الضر ، ونرجوه رجاء فقير ضعيف قد أوصدت أمامه الأبواب ، ونتضرع إليه تضرع تائه انقطعت عنه أسباب الذهاب والإياب )

 

( رباهُ لا تَحرمني أَجر مشقّتي  ***واقبلْ صيامي أَيهاالديّانُ

واجعلني من عتقاءِ شَهْرِكَ واغتفرْ ***  ذنبي ومنكَ الصفحُ والغفرانُ

رباهُ إن أَحييتَنا لمثيلِهِ ***  فتولَّـنا بالحفْظِ يا رحمنُ

وإذا قبضْتَ الروحَ فالطفْ ربَّنا *** أَنتَ اللطيفُ القادرُ المنّانُ )

 

ونسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين ويعلي كلمتي الحق والدين

( ونسأل الله أن يجعل هذا الشهر فتحاً للمجاهدين ، وإيواء للمشردين ، وأمناً للخائفين ، وفكاكاً للمأسورين ، وفرحة للبائسين ، وآمالاً لليائسين ، وقوة للمستضعفين ، وتمكيناً للمخطَّفين ، إنه سميع قريب مجيب معين ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده الأمين ، وآله وأصحابه الطيبين الطاهرين وعلى كل مهتدٍ بهديهم إلى يوم الدين ).

 

اخوكم

عبدالله سعيد

 

وهذا مقال منقول في وداع شهر رمضان


نستودعك يا رمضان .. لعلنا لا نلقاك في عامنا المقبل

نستودعك يا رمضان كما ودعنا إخوة لنا كانوا معنا فيما مضى من الزمان

كانوا معنا .. مضوا وبقينا ..

إنا على فراقك يا شهر الخير لمحزونون ..

هكذا هي الحياة .. لقاء .. فراق

وداعاً يا رمضان إلى عام مقبل إن شاء الله تعالى وتقدس

ها أنت أوشكت على الرحيل عنا يا رمضان ..

فهل ترانا نلتقي معك مرة أخرى فيما يأتي من الزمان من الأعوام إن شاء لنا ربنا الرحمن ؟!

ها أنت أوشكت على الرحيل يا رمضان دون استئذان .. كما يأتي الموت ويقبض الروح دون استئذان ..

ها أنت أوشكت على الرحيل يا رمضان .. ورحل معك من قبل إخوة لنا في الإيمان ..

فهل نلتقي بهم عند الرحمن في الجنان ؟!

يا رمضان .. كم جئتنا قبلُ .. ولم نقلع بعدُ عن الآثام ..

وها أنت توشك أن ترحل عنا ..

فاللهم طهرنا من الذنوب والآثام ..

وتقبل منا القربان ..

ونعوذ بك من الكفر والفسوق والعصيان ..

رمضانُ .. نستودعُكَ إلى أن نلقاك عند الله .. شفيعاً لنا

نسألك يا ربنا القبول .. ونعوذ بك من الحرمان ..

 

ونذكر أيضا بهذا المقال لشيخنا الحبيب أبي يحي الليبي ( حسن قائد ) تذكيرا بمنة الله علينا بهذا الشهر الكريم وتحفيزا على اغتنامه

 

بسم الله الرحمن الرحيم

منة الرحمن في اغتنام شهر رمضان

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، والصلاة والسلام على نبيه الأمين ، وعلى آله وصحبه الطيبين ، وعلى من اهتدى بهديهم إلى يوم الدين ...ثم أما بعد .

فلحكمة يعلمها الله خلق سبحانه الخلق على صفات مختلفة ، وأحوال للنفس متقلبة ، وسجايا وطبائع متعددة ، فجعل منهم الغني والفقير ، والقوي والضعيف ، والرقيق الرفيق والفظ الغليظ ، والمجتهد الحريص والكسول المتهاون ، ثم أرسل لهم رسله وشرع لهم شرائعه بما يسمو بهم عن دني الصفات ، ويزكِّي قلوبهم من رين المعاصي ويطهرها من سخيف الشهوات ، وينوِّرها من ظلمات الريب وحوالك الشبهات ، ويُجلي البصائر الكليلة عند عشو الجهالات ،  فجاءت أحكامه المحكمة موافقة لمطالب الفطرالتي فطرها ، ومرشدة للعقول وحاكمة لها عن التفلت لئلا تتجاوز حدودها ، وزاجرة للنفوس ومانعة لها من اتباع أهوائها ، فهي الحق الذي ليس بعده إلا الباطل ، والهدى الذي ليس دونه غير الضلال ، والنور الذي ما وراءه إلا الظلمات ، والسكون الذي لا يُفارَق إلا إلى اضطراب ، والانشراح الذي لا يقابله إلا الضنك والضيق ، :{ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً * قال كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}"طه124-126 " ، وقال الحكيم العليم : {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون}"المائدة50 " ، وقال سبحانه : {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}"آل عمران164" ،  فمن آمن بربه ، واستسلم له بجوارحه وقلبه ، وأذعن لشريعته ظاهراً وباطناً ، طابت بذلك نفسُه فآتت أكلها ، واستقامت أحوالها ، وحصَّلت زكاءها ، ونالت تقواها ، وهو الفضل العظيم الذي ما بعده فضل ، والنعمة البالغة التي لا تعدلها نعمة ، والمنة السابغة التي لا تقابلها منة ، كيف وما ذلك إلا لازدياد رسوخ قدم العبودية لله سبحانه ، وسير في الصراط المستقيم والطريق القويم الذي لا ترى فيه عوجاً ولا أمتا ، والذي نسأل الله كل يوم مراراً أن يهدينا إليه وفيه ويثبتنا عليه : {اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}"الفاتحة6-7 " ، وهو منتهى الطلب ، وغاية الأرب ، قال الله سبحانه ممتناً على عبده ورسوله وحبيبه صلى الله عليه وسلم : {ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً}"النساء113 " ، وقال سبحانه : {واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم}"البقرة231 " ، وقال عز من قائل : {واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان إولئك هم الراشدون * فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم}"الحجرات7-8" فالمسلم مستسلم ، والمؤمن مطمئن ، بأن أحكام الله كلها حِكَم عُلِم منها ما علم وجهل ما جهل ، وجميعها رحمة ، وكلها خير وفضل .

ولما كانت النفوس كما ذكرنا ، من شرودها إن لم تُلجم ، وكللها ومللها إذا لم تُرَح ، جعل الله سبحانه وتعالى شرائعه وأوامره وأحكامه مقسمة على أوقات وهيئات تلائم صفات النفس المختلفة وتناسب طبائعها المتنوعة فأعطت كلَّ ذي حق منها حقه ، وأوفته نصيبه ..بلى فإنها شريعة مَن خَلَق لمن خُلِق وهو أعلم بحاجياتها ومواطن ضعفها وقوتها ، ومكمن قَبولها وشرودها : {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}"الملك14 "

وها نحن اليوم نقف على أبواب موسم من مواسم الرحمات ، ونستقبل نسيماً من نسائم البركات ، تعظُم فيه الطاعات ، وتتضاعف الحسنات ، وتُكفَّر السيئات ، وتفتح أبواب السماوات ، وتُكبَّل وتصفَّد فيه مردة الشياطين ، وترطب وتُبلل أكباد الفقراء والمساكين ، ويُلجم فيه كثيرٌ من أهل العصيان عن عصيانهم ، ويرجع التائهون الشاردون إلى ربهم ، لياليه خير الليالي ، وأيامه من أفضل الأيام ، فضائله لا تحصى ، وهو منبع فيَّاض ومعيين صاف يغترف منه لنيل التقوى ، فيه ينادي المنادي : يا باغي الخير أبشر ، ويا باغي الشر أقصر ، تُفتَّح فيه أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النيران ..  ألا وهو : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}"البقرة185 " ، كتب الله صيامه فقال : {كتب عليكم الصيام} ، وهوَّن عليهم طول أيامه ، وواسى قلوبهم بالاقتداء بمن سبقهم ، والاهتداء بهديهم رحمة بهم وحضاً وتحريضاَ لهم ، وقطعاً لعلائق النفوس التي قد تكبلهم وتكسِّلهم فقال : {كما كتب على الذين من من قبلكم لعلكم تتقون أياماً معدودات}"البقرة183-184 "

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم معرِّفاً لأمته بمكانة هذا الشهر العظيم ، ومبيناً لهم فضائله ، ومرشداً لاغتنامه ، وحاثاً للحرص على لياليه وأيامه ، جاعلاً لهم  من نفسه في ذلك القدوة الحسنة قولاً وفعلاً ، فهديه في ذلك كله خير الهدى ، ونوره أفضل وأعظم ضياء : {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}"الأنعام90 " ، { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}"الأحزاب21 " ، فمما أبانه النبي صلى الله عليه وسلم من فضائل هذا الشهر الكريم ومنزلة صيامه وقيامه ، والتي تجعل النفوس تحرص أشد الحرص عليه ، وتجتهد في الإخلاص لله بالعمل فيه :

أولاً : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) ، وقال أيضاً : (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) ، وقال أيضاً : (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليها كلها.

ثانياً : عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (في الجنة ثمانية أبواب ، فيها باب يسمى الريان ، لا يدخله إلا الصائمون) متفق عليه.

ثالثاً : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته ، وطعامه من أجلي ، للصائم فرحتان : فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولخُلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك)متفق عليه

رابعاً : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال – لما حضر رمضان - : (قد جاءكم شهر مبارك ، افترض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم)رواه أحمد والنسائي والبيهقي .

والأحاديث في ذكر فضائل هذا الشهر الكريم ، والتي تبين تضاعف الحسنات فيه ، وتحرض على اغتنام أوقاته لا تكاد تحصى ، وليس المقصود تتبعها في هذه العجالة ، وفيما أشرنا إليه كفاية لمتغي الخير ، فحريٌ بكل ناصح لنفسه ، حريص على تزكيتها ، راغب في الخيرات لها ، صادق في طلب درجات الجنان العُلى ، أن يُهيأ نفسه لذلك بالتشمير عن ساق الجد وساعد الاجتهاد ، فيصلح من حاله بكثرة القربات ، ويُنير قلبه بتنويع الأعمال الصالحات ، ويؤدِّب نفسه بمحاسن الأخلاق وآداب الربانيين ، ويأطرها أطراً لئلا تحيف به عن سبيل المؤمنين إلى رذائل العصاة المتهوكين ،  ولا ينبغي أن تقصر في ذلك همته ، وتتوانى جوارحه ، ويتبع هواه ، ويتمنى على الله الأماني ، فما هي إلا أيام معدودات يوشك أن تنقضي يفوز فيها من يفوز ويخسر من يخسر ، ولا يعلم أحدنا أيدرك قابلَه حياً قوياً صحيحاً معافىً قادراً طائقاً لما تيسر له اليوم أم يكون في بطن الأرض ورهين التراب ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر الكريم أكثر اجتهاداً على طرْق أبواب الخيرات بأنواعها ، معرفة منه بفضله ، وتعريفاً لأمته بمكانته ، وإرشاداً إلى سلوك سبل الهدايات فيه ظاهراً وباطناً ، محذراً من خيبة وخسران من ضيَّعه وفرط فيه ، ناعياً من قعد يمني النفس ويعدها ولا يحرك لها في ذلك ساكناً أو يسكن متحركاً حتى إذا انفرط الوقت وانقضت الأيام وولى الشهر وقد رأى ما ناله أهل الطاعة والصبر عليها من الشرف والزكاء : (قال يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً) ، ولكن هيهات أن يرد الندم فائتاً ، أو يعوِّض ضائعاً ، فعلى المسلم أن يجدِّ في تحصيل كل خير تيسرت له أسبابه وفتحت أمامه أبوابه ، فالصغير يكبر ، والكبير يعظم ، والقليل يكثُر ، ولا يحتقرنَّ من المعروف شيئاً ، ولا يزهِّدنَّ نفسه في شيء القُرَب ، وليقتدِ في ذلك بأسوته وقدوته صلى الله عليه وسلم الذي كان الناصح الشفيق علينا بقوله وفعله الموصوف من عند ربه بقوله عز وجل عنه : {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}"التوبة128 " فذي بعض أخلاقه و سننه وإرشاداته فلتعض عليها بالنواجذ ولتحذُ حذوه وتخطُ في ذلك خطوه :

منها : الإكثار من الصدقات وأنواع الصلات ، وتلاوة القرآن ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فَلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) متفق عليه.

ومنها : الحرص على تفطير ما استطعت من الصائمين لتنال من الأجور مثلما نالوا فعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال : (من فطَّر صائماً ، كان له مثل أجره ، غير أنه لا يُنقص من أجر الصائم شيء)رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح.

ومنها : الإخلاص لله سبحانه وتعالى في الصيام والقيام ، وإبعاد القلب عن شوائب الرياء ومفاسد المقاصد لينال بذلك أعظم عطاء في رمضان على الإطلاق وهو مغفرة ما تقدم من ذنبه كما مر في الأحاديث السالفة.

ومنها : الاجتهاد في قيام لياليه لا سيما في العشر الأواخر منه والتي فيها ليلة هي خير من ألف شهر ألا وهي ليلة القدر ، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر أحيى الليل وأيقظ أهله وشد المئزر) متفق عليه.

ومنها : الجهاد في سبيل الله بأنواعه قتالاً ، وإعداداً ، وإمداداً ، وتحريضاً ، وقياماً على أسر المجاهدين ، وإخلافاً لهم فيهم بخير ، فإن أعظم وأشرف غزوتين في تاريخ الإسلام كانتا في شهر رمضان ، غزوة بدر وهو يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ، وفتح مكة الفتح المبين ، والذي طُهِّرت به أشرف بقعة من نَجَس الشرك ورجس المشركين ، وكما أن أجر المجاهد في شهر رمضان عظيم عظيم ، فكذلك الصوم في الجهاد – لمن لا يضعفه ويذهب قوته – كبير ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً) متفق عليه ، وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صام يوماً في سبيل الله ، باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام)رواه النسائي وحسنه الألباني ، وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صام يوما في سبيل الله ، جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض)رواه الترمذي ، وصححه الألباني.

ومنها : الاجتهاد في الدعاء ، وتحصيل أسباب إجابته من الإخلاص ، وحضور القلب أثناءالدعاء ، وخفص الصوت به ، والاعتراف بالذنب والاستغفار منه ، وتكريره ثلاثاً ، وكثرة الإلحاح ، والجزم في الدعاء ، والاستيقان بالإجابة ، وعدم الاعتداء فيه وغير ذلك ، ولعل تعقيب آيات الصيام التي وردت في سورة البقرة بقوله تعالى : {وإذا سأللك عبادي عني فإني قريب إجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا به لعلهم يرشدون}"البقرة186" لعله إشارة إلى اغتنام هذا الشهر الكريم وتخصيصه بكثرة الدعوات لانفتاح أبواب السماء ، وعن عبد اللّه بن عمرو قال : قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ( إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد) رواه ابن ماجة وأخرجه الطيالسي بنحوه ، وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم) رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة.

وما أحوجنا اليوم لكثرة الدعاء ، والتضرع إلى الله فيه ، واغتنام ساعات الإجابة ، لكشف هذه المصائب التي ألمت بالمؤمنين عموماً والمجاهدين خصوصاً ، فلنرفع أيدينا إلى الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر الكريم ، ونسأله سؤال مضطر قد مسه الضر ، ونرجوه رجاء فقير ضعيف قد أوصدت أمامه الأبواب ، ونتضرع إليه تضرع تائه انقطعت عنه أسباب الذهاب والإياب ، وليكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة يوم بدر ، فعن عمر بن الخطاب قال: (لما كان يوم بدر، نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا ، فاستقبل نبى الله صلى الله عليه وسلم القبلة ، ثم مد يديه فجعل يهتف بربه : "اللهم أنجز لى ما وعدتنى. اللهم آت ما وعدتنى ،اللهم  إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد فى الأرض" فما زال يهتف بربه، ماداً يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه ، فأتاه أبو بكر ، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ، ثم التزمه من ورائه ، وقال: يا نبى الله! كفاك مناشدتك ربك ، فإنه سينجز لك ما وعدك) رواه مسلم ، ولنحرص على حض الضعفة من النساء ، والأطفال ، والعجزة ، على ذلك فدعاؤهم باب عظيم من أبواب الفتح والنصر والرزق ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم)رواه البخاري.

ومنها : الابتعاد عن رذائل الأخلاق ، وفاحش الكلام ، وسفاسف الأمور ، واقتحام المعاصي ، وتعدي حدود الله ، ومجالس اللغط ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا كان يوم صوم أحدكم ، فلا يرفث ، ولا يصخب ، فإن سابَّه أحد ، أو قاتله ، فليقل : إني صائم) متفق عليه ، وعنه أيضاً قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري 

وفي الختام نذِّكر بهذا الحديث العظيم الذي تقشعر منه الجلود ، وتوجل القلوب ، وتشفق النفوس ، ليكون لنا عظة وذكرى ، وما أحوجنا إليها في كل حين ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه : (أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال : آمين ، آمين ، آمين ، قيل : يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت آمين ، آمين ، آمين فقال : إن جبريل عليه السلام أتاني فقال من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين) الحديث رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحه واللفظ له

ونسأل الله أن يجعل هذا الشهر فتحاً للمجاهدين ، وإيواء للمشردين ، وأمناً للخائفين ، وفكاكاً للمأسورين ، وفرحة للبائسين ، وآمالاً لليائسين ، وقوة للمستضعفين ، وتمكيناً للمخطَّفين ، إنه سميع قريب مجيب معين ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده الأمين ، وآله وأصحابه الطيبين الطاهرين وعلى كل مهتدٍ بهديهم إلى يوم الدين.

وكتبه راجي عفو ربه

أبو يحيى

حسن قائد


الكاتب: عبدالله سعيد
التاريخ: 01/01/2007
عدد القراء: 5318

أضف تعليقك على الموضوع

الاسم الكريم
البريد الإلكتروني
نص المشاركة
رمز الحماية 7112  

تعليقات القراء الكرام
 

اعلانات

 لقاء الشيخ حامد العلي ببرنامج ساعة ونصف على قناة اليوم 28 نوفمبر 2013م ـ تجديد الرابـط .. حلقة الشريعة والحياة عن نظام الحكم الإسلامي بتاريخ 4 نوفمبر 2012م
 خطبة الجمعة بالجامع الكبير بقطر جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب بتاريخ 8 ربيع الآخر 1433هـ 2 مارس 2012م ... كتاب حصاد الثورات للشيخ حامد العلي يصل لبابك في أي مكان في العالم عبـر شركة التواصل هنا الرابط
 كلمة الشيخ حامد العلي في مظاهرة التضامن مع حمص بعد المجزرة التي ارتقى فيها أكثر من 400 شهيد 13 ربيع الأول 1433هـ ، 5 فبراير 2012م
 لقاء قناة الحوار مع الشيخ حامد العلي عن الثورات العربية
 أفلام مظاهرات الجمعة العظيمة والضحايا والشهداء وكل ما عله علاقة بذلك اليوم

جديد المقالات

 بيان في حكم الشريعة بخصوص الحصار الجائر على قطـر
 الرد على تعزية القسـام لزمرة النفاق والإجرام
 الدروس الوافيـة ، من معركة اللجان الخاوية
 الرد على خالد الشايع فيما زعمه من بطلان شرعية الثورة السورية المباركة !!
 خطبة عيد الأضحى لعام 1434هـ

جديد الفتاوى

 شيخ ما رأيك بفتوى الذي استدل بقوله تعالى" فلا كيل لكم عندي ولا تقربون " على جواز حصار قطر ؟!!
 فضيلة الشيخ ما قولكم في مفشّـر الأحلام الذي قال إن الثوب الإماراتي من السنة و الثوب الكويتي ليس من السنة ، بناء على حديث ورد ( وعليه ثاب قطرية ) وفسرها بأنه التفصيل الإماراتي الذي بدون رقبة للثوب !!
 أحكام صدقة الفطر
 أحكام الأضحية ؟
 بمناسبة ضرب الأمن للمتظاهرين السلميين في الكويت ! التعليق على فتوى الشيخ العلامة بن باز رحمه الله في تحريم ضرب الأمن للناس .

جديد الصوتيات

 محاضرة الشيخ حامد العلي التي ألقاها في جمعية الإصلاح ـ الرقة عن دور العلماء كاملة
 محاضرة قادسية الشام
 محاضرة البيان الوافي للعبر من نهاية القذافي
 نظم الدرر السنية في مجمل العقائد السنية للشيخ حامد العلي الجزء الأول والثاني
 إلى أم حمزة الخطيب الطفل الشهيد الذي قتله كلاب الطاغية بشار بعد التعذيب

جديد الأدب

 فتح غريان
 مرثية محمد الأمين ولد الحسن
 مرثية الشيخ حامد العلي في المجاهد الصابر مهدي عاكف رحمن الله الشهيد إن شاء الله المقتول ظلما في سجون سيسي فرعون مصر قاتله الله
 قصيدة ذكرى الإنتصار على الإنقلاب في تركيا
 قصيدة صمود قطـر


عدد الزوار: 48212029