أوهاما يعيشها بعض الناس ممن يسعون وراءه الشهوات و ينغمسون بها يطلبون نعمة الله و يعصونه سرا و علانية يبكون من الضنك و سوء الحال ومن العسر الذي طال , يشكون من الهموم والغموم و أفعالهم ذميمة جارحة كالأشواك تجلب الحسرة و الكدر , كم من ذنوب سلبت نعمة و حبست رزق و ردت دعاء , إنها الغشاوة التي تجعل القلب كالأعمى لا يبصر بالحق ولا يشعر بنور القرآن يحسبون الشر خيرا زينه لهم الشيطان أعمالهم و الله يزيدهم ضلال و ظلم لأنفسهم, فكل ما يستكثر الإنسان بالخطايا تجره إلى خطيئة أخرى, فيقسو القلب و يصبح كالحجر لا يغيره لا قول ولا عمل و يأبى الرجوع إلى الله بالتوبة و الاستغفار.
إنه البلاء العظيم و هل هناك بلاء أكبر منه , حين يفقد الإنسان حلاوة الإيمان و مناجاة الله تعالى , فتكون حياته كالجحيم و الآخرة كذلك ستكون جحيم و ندم و حسرة , ما أجمل الحياة بالطاعات و ما أجملها توبة قبل الممات و دموعا في السجود و الأسحار إنها نعمة من ربي المنان فمن صد و أستكبر فقد خسر ومن سعى لرضا الخالق فله خير الجزاء من الخالق الرحيم الذي يجازي من أطاعة الجنان و ييسر له الخير في الحياة أينما كان ينصره و يعينه و يجيبه إذا دعاه , فكيف الإنسان يعرض عن هذا الطريق السوي و يرتكب المعاصي ولا يعبأ برضا الخالق ولا يشعر بعظمته و جبروته و عذابه لمن عصاه .
قال تعالى (( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا و عملوا الصالحات سواء محياهم و مماتهم ساء ما يحكمون )) سورة الجاثية 20-21
إن عمل الصالحات و الطاعات التي تقربنا لربنا الباري كأنها طيب و مسك تصلح قلوبنا و حياتنا و تيسر لنا أمورنا فلا نعجز بعدها ولا نحزن مطمئنين متوكلين إليه متيقنين إنه معنا حين نستجيب لأوامره و إن عصيانه من غير ما نعي أرتبنا و سارعنا بالتوبة فإنه طريقنا الذي نسير إليه في الحياة و جعلنا ممن يتبع الحديث أحسنة و آخر دعوانا الحمد لله رب العالمين .
الكاتب: لطيفة المطوع التاريخ: 26/04/2008 عدد القراء: 3968
أضف تعليقك على الموضوع
|