ألا مَن لِعَينٍ أغْرَقتْها السَوافِح
وقَلْبٍ تَلَظّى أثقَلَتهُ الفَوادِحُ
على مَذبحِ الآلامِ يوأدُ حُلْمُنا
وبارِقُ آمالٍ طَوَتها الجوائِحُ
أَلَمَّ مُصابٌ بالعراقِ حبيبنا
وبكل نحرٍ قد تسنم ذابحُ
تُشاكُ بأطرافِ الأسنةِ مُهجَتي
وحاق بأشلاءِ المنابِرِ كاشِحُ
ورَبَّةُ طهرٍ ما تَدَنَسَ عِرْضُها
يَهيضُ جَناحَيْها زَنيمٌ كالِحُ
وشيخٍٍٍٍ يَعُبُّ الًصُبحُ مِسْكَ دِمائِه
فبكتْ لهُ سُمرُ القنا ونوائِحُ
يا ذروةَ الإسلامِ هلْ غُلَّ ضامِرٌ
إلّا وأزرى في عُراكَ مُسافِحُ
قُزُمٌ على ظَهْرِ الأُمُورِ تَسَنّموا
فَغَدا بهمْ ظَهْرُ العَقيدةِ دابِحُ
شَوْقاً إلى الشيطانِ مَلّوا طُهْرَها
فَتَهارَجوا وتَمَارَجوا وتَنَاكَحوا
خَيْلُ الفَوَارِسِ للمَهازِلِ سُيِّسَتْ
ما عادَ يَقْتَحِمُ الكَريهَةَ ضابِحُ
خَيْلُ الصَليبينَ عاثَتْ في الحِمى
وعَلا عُرُوشَ المُلْكِ أَرْعَنُ نابِحُ
سَلّوا خَناجِرَ غَدْرِهمْ وبَدا لنا
مِنْ كُلِ صَوْبٍ صِلُّ غَدْرٍ طافِحُ
مَنَحوا زُناةَ الأرضِ خِدْرَ نِسائِهمْ
وتَفَاخَروا كُلٌ بما هوَ مانِحُ
حُكامُ أُمَتِنا ذِئابٌ كُلُّهمْ
سَلّوا على الأَهْلِ المُدى وتَذَابَحوا
ضاقَتْ بهمْ كُلُ الجُحورِ إذْ اعْتَدى
في القدس مِنْ نَسْلِ اللَقيطَةِ طامِحُ
سُحْقاً عَبيدَ الغربِ إنَّ جِباهَكمْ
لِغُـبارِ نـَعْـلِ الباذِلينَ مَمـاسِحُ
ولَقَدْ خَلَعْناكمْ وجِئتُ مُبايِعاً
مَـنْ قـامَ عَـنْ نَهْـجِ الإلهِ يُنافِحُ
كَفُ الطُغاةِ إذا عدوي صاَفحَتْ
حسبي يميني للسلاح مُصافِحُ
أو قامَ يَمتَدِحُ الملوكَ أباعرٌ
شعري لِحُكامِ التَذَللِ كاسِحُ
نادَتْ بِحَيَّ على الجِهادِ مآذني
فبدا لِنَصرِ اللهِ بَرقٌ لامِحُ
صَدئتْ بقَيدِ الحاكمينَ (مدافعٌ)
أخلوا سبيليَ إن زنديَ قادِحُ
روحي لفُرسانِ الجهادِ فمَنْ نَجا
من سجنِِ غَدرٍ غَيّبَتهُ الصَفائحُ
غُصنُ مِنَ الزَيتونِ سَيْفُ مُحارِبٍ
في القدسِ والحَجَرُ المُطَهرُ رامِحُ
وعلى ثَرى الأنْبارِ جاشَتْ سَعْفَةٌ
تُدمي العِدا وعنِ العراقِ تُكافِحُ
وعلى ذُرى جينينَ عَزْفُ بَواتِرٍ
لَحنُ الكرامةِ للخَوالِفِ فاضِحُ
كَلَّتْ جيوشٌ ثُمَّ غَضَتْ طَرفَها
لنْ تَقْحَمَ الأهوالَ وهي شَحائِحُ
وعَلَتْ بِغَزّةَ للطُفولةِ هامَةٌ
حامت على جِيَفِ اليهودِ جوارحُ
طِفْلٌ إذا نَفَرتْ عَزائِمُ بابلٍ
برزت إلى الحَتفِ المُريعِ جحاجحُ
فلّوجَةُ الأحرارِ قاهرةُ العِدا
جَمْرٌ ثَراها والنَخيلُ مُشايِحُ
في كل شبرٍ من ثراها نخوةٌ
مسك الشهادة من جبينك نافح
تيهي ضِفافَ الرافدينِ وزَمْجِري
ضاقت بأشلاءِ الغُزاةِ أباطِح الكاتب: محمد الزهيري التاريخ: 01/01/2007 عدد القراء: 5101
أضف تعليقك على الموضوع
|