كانت الدنيا كجنه ْ ..
و استطاب العيش فيها ..
ثم جاءتنا بلايا و رزايا و محنْ ..
صرتُ من هول ِ البكاءْ .. في عُبوسٍ و عويلْ ..
ثم بعد الحزن حاصرني الـُّذهولْ ..
إنها الصدمة .. إنه صوت الضميرْ ..
قلت نم نم يا ضميرْ..
ليس للإحساس فينا محلٌ أو حضورْ .. فالأسى فينا غزيرْ ..
لا يهزنّـك ريحْ.. فالعنا فينا صريحْ ..
الأذى فينا مباحْ .. و العراق هو الجريحْ ..
و الفلبينُ ستبكِي .. والشياشين ستشكي .. و فلسطين تصيحْ ..
و بكشميرٍ دماءٌ .. و بصومالٍ ضريحْ ..
قد تعودنا الصراخْ .. قد مَللْنا من َينُوحْ ..
لا ُيحرِكْكَ الشعورْ .. لا تمِلْ للحسّ يوما ْ .. لا يعاتبْـك الضميرْ .. فالبصيرُ كما الضريرْ ...
لا تبالي بالمُعذّب و الُمقيّد و الأسيرْ ..و تناسى ذا المّكبّل والمُعنّى و الكسيرْ ..
نم على ذاك السّرير ..و تقلب في فراشٍ من حريرْ ..
نم بعمقٍ بنخيرْ .. و اعزف اللحن شخير .. نم بإحساس القريرْ ..لا لتأنيب الضميرْ ..
تلك كانت مسرحيهْ .. من دُمَىً أشباهُ حيهْ ..
من قماش ٍ أو حصيرْ .. و دماء من طماطمْ .. و صراخ من ترانيم الخريرْ ..
تلك كانت كالحكايه ْ .. أتقن الأبطال فيها فن تمثيل الروايه ْ ..
فاِلـْـتحف ريش النعام وتمّطى و تغطّى يا صغير ..
لا تصدق ما يحاك .. فالعراق هو العراق ..
لا تعانقك الهموم .. ففلسطين تهون .. و الفلبين سترضى .. و الهنود هم الهنود ..
لا تحاصرك المشاعر .. لا تغامر و تخاطر..
فابن شيشان مسامح .. و ابن أفغان عفو و يصافح ...
فليرافقك السبات .. و تحلى بالثبات ... و اشتغل في ذا السرير .. لا لتأنيب الضمير !
تلك كانت كذبة الأمس الأخير .. و أحبت ذي الشعوب أن ترى : هل لها قدرا كبيرْ ..
كانت الكذبة حلوة.. و أرادوا أن يحاكوا من جفى قيس لليلى ..
يا ترى .... هل ترق لمجنون ليلى ..لا لا.. مستحيل.. يستحيل على الضمير !...
لاترق لذا المراهق يا كبير ..و كن الشخص الوقور .. و تحلى بكمالٍ كالرجال ِ أو الذكور .. إنهم حقا ذكور .. فالرجال هم الذكور بدفء أحضان السرير .. لا لتأنيب الضمير !
قد أطلنا في الحكايا والنوادر .. و بنينا فوق شطآن قصور ....
و استفقنا ما يقوينا شهورا بل سنينا بل دهور .. و أخذنا من العلم الكثير ..
أغمضوا العين لأحلام السرور ... و استهيموا بفراش و سرير ...
لا لتأنيب الضمير ! لا لتأنيب الضمير !
جمانة ( 4 ) الكاتب: أم عبدالله آل الشيخ التاريخ: 03/12/2007 عدد القراء: 4450
أضف تعليقك على الموضوع
|