سئل الشيخ عبدالرحمن الدوسري ـ رحمه الله ـ عن أهم شروط المفسّر ؟!
فأجاب ـ على البديهة ـ : (أن تملأ قلبه الفرحة بالقرآن)!!
فلله دره ،ما أحسنه من جواب !
وهذا الجواب من الشيخ ـ بلا شك ـ لا يريد به إهمال بقية الشروط ،لكنه أراد أن ينبه على أمرٍ معنوي ، له أثره الواضح على من يتصدى لتفسير القرآن الكريم !
وإلا فما قيمة علم الشخص باللغة ،والنحو ،وأصول الفقه ،ثم إذا جاء إلى تفسير القرآن ، فسّره تفسيراً بارداً ،وكأنه يشرح متناً لواحد من البشر ؟!
وقد عبّر عن هذا الشرط الإمام القرطبي في مقدمة تفسيره ، لكن بأسلوب آخر ،فقال ـ مبيناً أول طريق يفتح باب الانتفاع بالقرآن ـ [1/9 ط.التركي]:
(فأول ذلك أن يستشعر المؤمن من فضل القرآن : أنه كلام رب العالمين ، غير مخلوق، كلام من ليس كمثله شيء ، وصفة من ليس له شبيه ولا ند ، فهو من نور ذاته جل وعز، ... ـ إلى أن قال : ـ
ولولا أنه - سبحانه - جعل في قلوب عباده من القوة على حمله ما جعله ؛ليتدبروه وليعتبروا به، وليتذكروا ما فيه من طاعته وعبادته، وأداء حقوقه وفرائضه ،لضعفت واندكت بثقله ،أو لتضعضعت له ، وأنى تطيقه ؟! وهو يقول - تعالى جده ،وقوله الحق ـ : " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله".
فأين قوة القلوب من قوة الجبال ؟!
ولكن الله تعالى رزق عباده من القوة على حمله ما شاء أن يرزقهم، فضلا منه ورحمة)انتهى كلامه رحمه الله.
اللهم لا تحرمنا بركة كتابك بسبب ذنوبنا الكاتب: فهد الحبيب التاريخ: 12/06/2007 عدد القراء: 4952
أضف تعليقك على الموضوع
|