لقد استقرت التقاليد الاجتماعية والقوانين المدنية والدينية على التوصيف الاجتماعي لمن يولد بلا أب: "ابن زنى" ومن تحمل وتلد بلا زوج: "بغي"، وهي التقاليد والقوانين التي احتكمت إليها "الشهادة الإسرائيلية" بشأن معجزة حمل الصديقة مريم ووضعها عيسى عليه السلام.
لقد برأ القرآن مريم من تهمة "الزنى" وابنها من رميه بـ"اللقيط"، بل أنزل الأولى منزلة " خير نساء العالمين" "وإذْ قَالَتِ المَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وطَهَّرَكِ واصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ العَالَمِينَ" آل عمران –42
" ومَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وكُتُبِهِ وكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ " التحريم – 12
والثاني ـ المسيح ـ "كلمة الله وروح منه" و"من المقربين" و" السلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا":
" إنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلَى مَرْيَمَ ورُوحٌ مِّنْهُ " سورة النّساء 171:4... وفي آل عمران 45:3 " إذْ قَالَتِ المَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وجِيهاً فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ ومِنَ المُقَرَّبِينَ ".
بل لا توجد في القرآن الكريم سورة ولا آية واحدة ذكر فيها اسم واحدة من زوجات محمد صلى الله عليه وسلم، ولا إحدى بناته و لا حتى قرة عينه فاطمة، فيما أفردت سورة كاملة في القرآن تحمل اسم "مريم"، فيما ورد اسمها في القرآن 34 مرة!
ومن ثم فإن الإساءة إلى القرآن هي بالتبعية إساءة فعلا إلى المسيحية، وتكذيبه يعيد الاعتبار الضمني للرأي الإسرائيلي في المسيح وأمه، وإذا كان الغرب لا تعنيه لا الإساءة لمحمد ولا للمسيح عليهما السلام، بعد أن تحولت المسيحية عنده، من "دين" إلى "هوية" وحل "العقل" محل "الله" ولم تعد ثمة قداسة إلا لـ"الشهوات"، فإن على المسيحية الشرقية "المؤمنة" أن تكون على وعي بما تمثله مثل هذه الإساءات من تهديد حقيقي على " الإيمان المسيحي" مهما كان الخلاف مع الإسلام بشأن "طبيعة المسيح" عليه وعلى محمد الصلاة والسلام.
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=46809&Page=1&Part=5