هل هنالك قانـون يعـرف مفهوم "الارهاب" في العراق الجديد ؟!!
كتابات - عبد الله الفقير
في السياقات العلمية يوجد ما يسمى بالتعريف الاجرائي, و هو تعريف المفهوم بالإجراءات العملية التي تستخدم لتشخيص التعريف من اجل الوصول به إلى أدق مستويات التحديد, حتى لا يتاح بعدها خلاف على مضمون المفهوم او معناه ,وبمعنى ادق حتى لا يسمح لوجود اختلاف في التاويل,وللتوضيح اكثر فان بامكانك ان تعرف الانسان الذكي بانه القادر على حل ما يعترضه من صعاب,لكن هذا التعريف قاصر في تحديد درجة الذكاء والية للمقارنة بين الاذكياء, لذلك من اجل وضع تعريف اجرائي للانسان الذكي يقال بانه "الانسان الذي يستطيع ان يحصل على درجة تسعين بالمائة مثلا في اختبارات الذكاء الفلانية", وبهذا وضعنا تعريفا إجرائيا للانسان الذكي لا يختلف عليه اثنان عند التطبيق.
يحرص صائغي دساتير العالم وقوانينه على ان يصاغ القانون بحيث لا يتركون فيه "ثغرة" تسمح لاختلاف التأويل, فكل شيء يجب ان يصاغ بطريقة لا يختلف عليها اثنان ,وان وجد هنالك في قانون ما شيء يختلف عليه فذلك يشير اما الى ضعف في كفاءة من صاغ ذلك القانون,او على تواطيء منه في صياغة نص قانوني قابل للتأويل لكي يسمح للتلاعب به والاحتيال عليه, ولهذا كان غباء رجال القانون "اغبياء" بقدر ما يتركوا من ثغرات في القوانين التي يصيغونها,ولهذا كانت مهارة المحامي "الشاطر" تنصب في ايجاد تلك الثغرات القانونية التي يستطيع ان ينفذ من خلالها لتبرئة موكله حتى لو كان مذنبا غارق في محيط من الأدلة التي تدينه.
فليعرّفوا الارهاب ان كانوا صادقين!:
يعد مفهوم "الارهاب" احد اهم واشهر المفاهيم العالمية التي عجز اساطين رجال القانون الدولي والمحلي في تعريفه, ليس لانهم غير قادرين فعلا على وضع صياغة تعريفية له, وانما- ولاهداف سياسية واستعبادية - فانهم كانوا يبحثون دوما عن صيغة توفيقية تتمكن الدول القوية من خلالها استخدام القانون للبطش بالدول والشعوب الضعيفة,لكنه في نفس الوقت يحصن الدول القوية من المحاسبة القانونية في حالة انتهاكها لذلك القانون, بمعنى اخر انهم كانوا يريدون قانون يحقق لهم فرضية (( اذا سرق فيهم الشريف تركوه, واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحدّ)), ولهذا عجزت الامم المتحدة لحد الان عن صياغة قانونا او حتى مجرد تعريف يحدد مفهوم الارهاب بتلك المواصفات الانتقائية التي ترضي امريكا ودول الغرب "الاستعبادية" !!.
في العراق الجديد اصبحت كلمة "الارهاب" مطاطية بدرجة لا اعتقد ان هنالك في العالم مطاطا ينافسها في مرونتها !,الزرقاوي والقاعدة والمسلحين السنة ارهابيين وقتلة و"مو خوش ولد" , وكل من يلقى عليه القبض منهم يحاسبون وفق المادة اربعة ارهاب, لماذا؟, لانهم قاتلوا الامريكان والحرس الوطني والعراقيين . لكن في نفس الوقت يعتبر مقتدى الصدر وباقي الميليشيات الشيعية مجاهدين ومقاومين وشريفين و"خوش ولد", وعندما تسالهم لماذا؟, يقولون لانهم كانوا يقاتلون الامريكان فقط!!!, اذا من كان وما زال يقتل اهل السنة ؟؟, ومن جعل مقبرة الاعظمية اكبر من الاعظمية نفسها ؟؟, ومن كان يلقي كل يوم بخمسين جثة مجهولة الهوية خلف سدة مدينة الثورة؟؟, ومن كان يتصيد اهل السنة وهم يراجعون المستشفيات ودوائر الطب العدلي ايام حاكم الزاملي ورفاقه من مناضلي جيش المهدي؟؟, ومن كان يهجر الناس من المدن الشيعية؟؟, ومن كان يفجر المساجد ويغتصب الجوامع؟؟,ودعنا من هذا, من الذين شن عليهم المالكي صولته وقال بانهم "اسوء من القاعدة"؟, ومن الذين قتلوا الخوئي؟, ومن الذين شنت عليهم حرب النجف؟, ومن الذين دمروا مكاتب حزب الدعوة والمجلس الاعلى قبل سنتين؟, سيقولون ها ,ها, انت ناصبي ارهابي تكفيري تريد ان تشق وحدة الشيعة وهلم جرا من الاوصاف التي لا يجدون غير اطلاقها بوجه من يحصرهم في مثل هذه الزاوية!.
لا نريد من المالكي وحكومته سوى ان يعرفوا لنا الارهاب ويقروه بقانون حتى نعرف "رآسنا من رجلينا", وحتى نعرف ان نميز فيه بين "الارهابي" وبين "المقاوم" وبين الانسان العادي !, فقبل فترة اتهم بعض الاشخاص من اهل السنة بالارهاب لانهم كانوا قد اختطفوا احدى البريطانيات في العراق, وقد حكم عليهم بالاعدام بتلك "الجريمة", وفي حينها اتهموا حتى عدنان الدليمي بعملية الاختطاف لمجرد انه "توسط" لدى الخاطفين لاطلاق سراحها ولانها كانت في طريقها اليه , لكن في نفس الوقت عندما قامت ميليشيا شيعية باختطاف خمسة بريطانيين بينهم خبير قدم الى العراق بطلب من حكومة المالكي ووزيره الميليشياوي صولاغ, كان المالكي اول من التقى بقيادات تلك الميليشيات ,وكان اول من دافع عنهم وبرر عملية "الخطف" ووصفهم بانهم "مقاومة" وانه يتمنى ان يقوم بفعلهم!!, لم يشملهم قانون الارهاب ولم نسمع من القضاء العراقي من يطالب بمحاكمتهم وفق المادة اربعة ارهاب!!,وفي حينها كان سامي العسكري واخرين من حكومة المالكي يسعون جاهدين في الوساطة بين تلك الميليشيات وبين البريطانيين ولم نسمع لا من العراقيين ولا من البريطانيين ولا من "الامم المتحدة" من يتهم العسكري بانه ارهابي او ان له علاقة بالارهاب!!,مثلما لم نسمع من يطالب باجتثاث المالكي لانه "مجّد" الارهاب!!, بل ورغم ان تلك الميليشيات ما زالت تحتجز جثة احد المخطوفين, ورغم انها قتلت اربعة من المخطوفين, ورغم انها قامت بعد ذلك بعملية اختطاف اخرى لاحد العراقيين العاملين مع الامريكان واطلقت سراحه(عيسى سلوم), ورغم ان علي الدباغ قد وصف عملية الخطف تلك بانها عملية "ارهابية", لكن ورغم ذلك فلم نجد من يطالب بتسمية تلك الميليشيا بـ"الارهابية"!!!, او انيطالب بمحاكمتها وفق المادة اربعة ارهاب, ولم نجد من يطالب باجتثاث ,بل لم نجد من يطالب باعتقال قيادات تلك الميليشيا الذين ترشحوا للانتخابات في قائمة المالكي وعلاوي والحكيم وقوائم اخرى؟!!!!(اغرب ما في هذه القصة هو ان احد عناصر تلك الميليشيات طالب بمحاكمة اياد السامرائي رئيس البرلمان لانه وصف تلك الميليشيات بالارهابية!!!!)
فهل كان من خطف المرأة البريطانية ارهابي ومن خطف خمسة بريطانيين مقاوم؟؟,ام ان القانون العراقي ينص على ان من يخطف امراة بريطانية او يتوسط في اطلاق سراحها فهو ارهابي يحاكم وفق المادة اربعة ارهاب,ومن يقتل بريطانيين من الذكور فهو مقاوم شريف نبيل يستحق الترشح للانتخابات؟!!!!.
كان كل من محمد باقر الحكيم وعبد المجيد الخوئي قد دخلوا العراق مع الدبابة الامريكية,وكل منهم يلبس العمامة السوداء ويتفاخر بها , وكل منهم يفتخر بان ابوه كان مرجعا اعلى للشيعة, وكل منهم قتل على يد العراقيين, لكن من قتل الحكيم اعُتبر ارهابيا وعذب وسلخ جلده وجلود اهله و"اقاربه لسابع ظهر" ثم اعدموه "خنقا بالقطنة",اما من قتل عبد المجيد الخوئي فقد اعتبر مقاوما وسيدا وشريفا والكل يطالب باعفاءه من تلك التهمة لانه "مجاهد" وان من قتل على يديه كان عميلا !!!!,فهل ينص قانون "الارهاب" العراقي على ان السني الذي يقتل شيعيا يعتبر ارهابي, والشيعي الذي يقتل شيعي يعتبر مجاهد؟! .
الاتفاقية الامنية وتعريف الارهاب!!:
وضعت الاتفاقية الامنية التي استمات المالكي والمجلس الاعلى وايران على توقيعها, وضعت للجانب الامريكي ثلاث وظائف, احدها حماية نظام الحكم والعملية الديمقراطية وحقوق الانسان في العراق الجديد(وتعني منع حدوث أي انقلاب عسكري هكذا فهمه المالكي هذه الفقرة, لكنه لم ينتبه لفقرة حماية النظام الديمقراطي,رغم ان امريكا لم تحرك ساكنا عندما انقلب المالكي على الحريات واقلها حرية الصحافة وحقوق الانسان وكل هذا التعذيب يجري تحت انظارهم !! ), والثانية حماية العراق من الاعتداءات الخارجية(وتعني حماية العراق من الغزو العربي او التركي, هكذا فهمها المالكي, لكنه لم ينتبه الى شمول ايران بهذه الفقرة, رغم ان امريكا لم تحرك ساكنا عندما احتلت ايران ابار فكة!!) والثالثة مكافحة "الارهاب"( وتعني القضاء على تنظيم القاعدة والمجموعات المسلحة السنية, لكنه لم ينتبه الى امكانية شموله هو نفسه بالارهاب نتيجة ارتباطه بحزب ذو تاريخ ارهابي , رغم ان الامريكان لحد الان يتكتمون على فتح ملفات ساخنة تتعلق بتورط المالكي وحزبه بعمليات ارهاب دولي!!).
اذا ووفق هذه الشروط الثلاثة, كان على الجانب الامريكي ان يحدد اولا مفهوم الارهاب, ثم يعود بعد ذلك للايفاء بتعهداته بهذا الجانب, ونحن نسال الامريكان الان: ما هو تعريفكم للارهاب؟؟, هل تعدون مقتدى الصدر ارهابي بسبب اعماله السابقة واللاحقة؟؟, ام ان تعريفكم للارهاب مخصص لاهل السنة فقط كحال المالكي وحكومته ؟, وهل تميزون بين "الخروج على القانون" وبين "الارهاب" مثلما فعل المالكي مع ان الاعمال هي نفسها؟؟, وهل تعتبرون عملية خطف البريطانيين الخمسة عملية "مقاومة شريفة" مثلما ادعى المالكي؟؟, وماذا بشان عمليات خطف الاساتذة الجامعيين واللجنة الاولمبية وخطف "تيسير المشهداني"هل تعدونها "مقاومة شريفة" ايضا؟؟!.
الم يكن الخوئي " علويا" ايضا ؟!!:
قبل فترة, خرج علينا "امير الكناني" زعيم تيار الاحرار التابع لمقتدى و قال بانه هو من تولى الدفاع عن مقتدى الصدر قبل سنوات امام المحكمة في قضية اغتيال الخوئي,خرج علينا منتقدا ما اشيع عن اتخاذ المالكي قرارا باعتقال مقتدى ,وقد برر انتقاده للمالكي بانه ليس من المنطقي او المقبول اتهام "اية الله" مقتدى الصدر سليل الحسين وحفيد علي وابن الشهيد الصدر بمثل هذه الاتهامات, وليس من المقبول ان يصدر المالكي قرارا باعتقال السيد مقتدى المجاهد المقاوم الشريف النبيل الطاهر الزكي العفيف الظريف وهلم جرا من اوصاف الجمال والرقة بالارهاب !!!,لكن وفي ضوء استماتته في الدفاع عن سيده نسي ان يخبرنا الم يكن عبد المجيد الخوئي سليل الحسين ايضا ؟؟, الم يكن من قتلتموه ابن مرجعكم الاعلى الخوئي ام انه كان ابن " تيمية" ؟,الم يكن "سيدا" ايضا ويلبس عمامة "السادة" السوداء ام كان من ابناء "العامة" ويلبس العمامة "المخططة" ؟؟.
يقول "الكناني" هذا بانه قد تمت تبرئة مقتدى الصدر من قتل الخوئي, لكنه لم يخبرنا في أي محكمة تمت تبرئته ومتى وعلى يد أي قاض؟؟, ثم عاد "الكناني" وكرر ان عائلة الخوئي قد تنازلت عن حقها, وكانه لم يطالع ما كتبناه قبل فترة, وكانه لم يطالع ما كتبه "حيدر" ابن عبد المجيد الخوئي قبل اشهر عندما اعاد اتهامه للصدر بقتل والده ,وكانه لم يطالع ما صرحت به ارملة الخوئي بانها لم ولن تتنازل عن مقاضاة الصدر؟؟؟.ثم كيف يكون الكناني هذا محاميا ويتجاهل عقوبة "الحق العام"؟؟,ثم اذا كانت عائلة الخوئي قد تنازلت عن حقها, فماذا صنعت عائلة الكليدار وعائلة ماهر الياسري؟؟؟.
متناقضة المالكي الصدر!!:
يقولون ان لجيش المهدي قاعدة شعبية واسعة وعريضة في المناطق الشيعية , وانهم سوف يكتسحون الانتخابات لهذا تحالفت معهم "المتردية والنطيحة" , لكنهم يقولون ايضا بان شعبية المالكي قد ارتفعت العام الماضي, وانه فاز في انتخابات مجالس المحافظات فقط لانه قام بصولة الفرسان التي اجتث بها جيش المهدي وطردهم فيها من معاقلهم في جنوب العراق, وان سبب تراجع شعبية المالكي حاليا هو بسبب عودة تلك الميليشيات الى معاقلها في المناطق الشيعية !!!!.
يقولون ان التيار الصدري قد اكتسح الساحة الشيعية في هذه الانتخابات, لكنهم يقولون ايضا بانه لم يحظ سوى بتسعة وثلاثين مقعدا في هذه الانتخابات, بينما كان نصيبه في الانتخابات السابقة خمس وثلاثين مقعدا!!, فاين هو ااكتساح اذا وكل الذي اختلف هو اربعة مقاعد فقط هي اقل حتى من نسبة زيادة عدد السكان خلال اربع سنوات؟!!.
لقد اخبرناكم قبل فترة بان الامريكان يحاولون النفخ في "صورة" مقتدى لاهداف شرحناها سابقا, ولهذا رراحوا يروجون بانه "اكتسح" الشارع الشيعي!!.
كلنا نعلم بان الانتخابات الاخيرة كانت "مزورة", والغريب ان جماعة مقتدى وجماعة الجلبي هم الوحيدون الذين لم يشككوا في نزاهة الانتخابات ودافعوا عن مفوضيتها, بل وهم الوحيدون الذين رفضوا بقوة اعادة فرز وعد الاصوات يدويا مثلما طالب المالكي,والغريب ايضا ان جماعة الصدر يقولون بان الانتخابات التي تجري في ظل الدبابة الامريكية لا بد ان تكون مزورة, ورغم ذلك نحن نسال مقتدى واتباعه: لو كنتم تشكلون أي خطر على امريكا, هل كانت ستسمح لكم امريكا ان تحظوا باربعين مقعدا او حتى باربعة مقاعد؟؟, اذا كنتم تقرون بان امريكا تتحكم بالانتخابات,فلم سمحت بحصولكم وللمرة الثانية على كل هذه المقاعد؟؟, اذا كانت امريكا قد "اجتثت" صالح المطلك فقط لشبهة ان تكون له علاقة ببعض الجماعات المسلحة وحرمته من الانتخابات, فكيف سمحت لكم بالفوز بهذا العدد من المقاعد وانتم تقولون انها تعاديكم؟؟, هل عجزت امريكا ان تزور الانتخابات كلها لكنها عجزت ان تعبث بعدد مقاعدكم لانك المهدي يحميكم؟؟.
بيان المالكي بخصوص اعتقال الصدر:
قبيل الانتخابات اصدر المالكي هذا البيان المقتضب عما اثير حول اصداره امرا باعتقال مقتدى حيث قال البيان ((إن ما تناقلته بعض وكالات الأنباء حول نية الحكومة العراقية إعتقال السيد مقتدى الصدر عار عن الصحة وليس هناك من جديد حول هذا الموضوع ،وان الخبر لايخلو من أهداف إنتخابية.((
هل يوجد في العالم رئيس وزراء يحترم نفسه يصدر بيانا غامضا كهذا؟؟, فما زال اغلب المحللين يجهلون ماذا اراد ان يقول المالكي في هذا البيان!, هل اراد ان ينفي اصداره مذكرة اعتقال بحق الصدر ام انه اراد ان يقول بان هنالك مذكرة اعتقال بحقه فعلا وان لا حاجة لاصار مذكرة جديدة؟؟, وان كان هنالك مذكرة اعتقال قديمة فلماذا يخاف المالكي ان يعلن هذا علنا؟, لماذا يخاف المالكي ان يصرح بالامر بدون تلبيس ؟؟, واذا اراد ان ينفي وجود مذكرة لاعتقال الصدر فلماذا لم يقل بان مقتدى غير مطلوب في أي قضية (حتى نعرف شغلنا!)؟؟,ثم اذا كان هنالك مذكرة قديمة ضد مقتدى فكيف اذا التقى المالكي بالصدر في ايران وهو يعلم انه مطلوب للقانون الذي يزعم انه رئيس دولته؟؟؟.
الغريب ان مكتب المالكي نفى اصدار مذكرة جديدة لاعتقال مقتدى , بينما كان ائتلاف الحكيم قد اصر على انه اصدرها فعلا, حيث صرح الجلبي حينها قائلا (( إن الائتلاف متأكد من صحة الخبر وإن صورة من مذكرة الاعتقال موثقة لدى الائتلاف، وقد اعتبر إن صدور المذكرة في هذا الوقت بالذات يراد منه إرباك الوضع الأمني والسياسي وخدمة لأغراض انتخابية، وقال الجلبي تعقيباً على سؤال وجه إليه: إن المالكي هو الذي أصدر المذكرة لأنه القائد العام للقوات المسلحة ولا يمكن للداخلية ان تصدر قرارات كهذه دون علم وموافقة مسبقة من المالكي.)), اما جلال الصغير الذي كان قبل سنتين قد رفض لقاء مقتدى الصدر في ايران, فاشار الى اكثر من ذلك حين اكد ((إن المذكرة صدرت في يوم 7|2 الجاري وتتضمن اعتقال عدد من الأشخاص من بينهم السيد مقتدى ورقمه في مذكرة الاعتقال 6، ومعاونه السيد عون، وإنها موقعة من قبل وكالة وزارة الداخلية لشؤون الشرطة.))!!!!.
وبين هذا الشد والجذب نقول :اذا كان المالكي قد اصدر مذكرة جديدة فاين ذهبت مذكرة الاعتقال القديمة حتى يصدر مذكرة اعتقال جديدة؟؟, هل سرقت كما نشرنا قبل فترة؟؟؟, وهل هنالك من يثق بدولة يتم سرقة مذكرات الاعتقال من ادراج قضاءها النزيه؟؟؟.
مفارقة اهل السنة الغريبة مع مقتدى الصدر!!:
لم يقتل جيش المهدي اكثر مما قتل من اهل السنة, وما زالت ضحايا جيشه الباسل تشكي الى الله ما اصاب فلذات اكبادها, ورغم ذلك لا اعرف لماذا لم يقدم لحد الان أي من اهل السنة شكوى ضد مقتدى الصدر وميليشياته في أي من المحاكم العراقية "النزيهة"؟!!!,هل لانهم يعلمون بان القضاء العراقي نزيه جدا وانه سوف يبريء ساحته مثلما برئ ساحة تابعه "حاكم الزاملي" من قبل واخرجه من التهم الموجهة اليه "مثل الشعرة من العجين"؟؟(يقال ان المشتكين والشهود جميعهم لم يحضروا الى المحكمة اثناء محاكمة حاكم الزاملي لانهم هددوا بالتصفية وهم داخل المحكمة !!!),ام لان اهل السنة يخشون ان هم اشتكوا على مقتدى ان تنقلب الشكوى ضدهم ويعلقوا في حبل المشنقة بدلا عنه ؟؟, ام لانهم فوضوا امرهم الى الله ويحتسبون الاجر منه ؟؟, ام لانهم يظنون بان اعدام مقتدى الصدر واتباعه هو اقل بكثير مما يجب ان ينالهم, لذلك هم ينتظرون حكم الله بدلا من حكم البشر؟؟؟؟.(بالمناسبة فان هنالك الاف القضايا موثقة ضد مقتدى بانتظار الوقت المناسب لان ترفع في محاكم قد تكون دولية, هذا ما يواعد بعض اهل السنة انفسهم فيه, او حسبما يخدعهم بذلك بعض المخادعين كصالح المطلك والهاشمي!).
وفوق هذا وذاك اذا كان عوام اهل السنة يخشون سيطرة جماعة مقتدى على القضاء,فلماذا لا يرفع الشكوى نيابة عنهم احد نوابهم في البرلمان كاياد السامرائي وصالح المطلك وخلف العليان ؟؟, بل ولماذا لا يرفعها نيابة عنهم طارق الهاشمي الذي يحتل منصب نائب رئيس الجمهورية؟؟, بل ولماذا لم يرفعها نيابة عنهم الحزب الاسلامي والوقف السني الذي يدعي كل واحد منهم انه الممثل الوحيد عن اهل السنة؟؟؟؟, هل يخشى هؤلاء ايضا من مقتدى ومليشياته؟؟, ام انهم اعجز من ان يقتصوا لانفسهم فكيف سيقتصون لغيرهم؟؟( قام حاكم الزاملي باختطاف علي المهداوي مرشح الحزب الاسلامي لمنصب وزير الصحة من داخل بناية وزارة الصحة ,ورغم ذلك لم يرفع الحزب الاسلامي لحد الان شكوى ضد حاكم الزاملي وميليشيات مقتدى, بل لم يعرفوا لحد الان اين جثته!!!.كما ان قضية اختطاف تيسير المشهادني على يد جيش المهدي معروفة هي الاخرى, ورغم ذلك لم يرفع احد منهم شكوى ضد مقتدى وميليشياته, والغريب ان جبهة التوافق كانت ترفع في ذلك الحين شعار "مع التوافق مستقبلكم آمن" !!!).
فضيحة علي الدباغ ,لماذا تنصل عن "خبير في المرجعية"؟؟!:
قبل فترة ظهر الدباغ وهو ينفي اتهام مقتدى بقتل الخوئي, ثم راح يثني على مقتدى ويصفه بالمجاهد والمقاوم والمناضل وهلم جرا من باقي سلسلة الاسماء المقتدائية الحسنى !!, ويبدو ان الدباغ قد نسي ما كان قد كتبه عن مقتدى قبل سنوات عندما كان مقتدى ما زال "صغيروني "!!,هل نسيت يا دباغ ما كنت قد كتبته عن مقتدى ؟, اليك يا دباغ ما قلته بنفسك عمن تدافع عنه اليوم و تصفه بالمجاهد ,انقر على هذا الرابط واقرا ذكرياتك الجميلة !!:
http://www.aldabbgh.com/articles.htm
وبصراحة فقد اعجبني اسلوب الدباغ في الكتابة, ووجدت فيه رمزية عالية, لكن الغريب ان علي الدباغ قد تنصل عن تاريخه المشرق ذاك ,بل ربما تمنى لو لم يكتب حرفا واحدا من تلك المقالات!!, بل لقد تنصل حتى عن لقب "الخبير في المرجعية" الذي كان "يتفيك" به!!,واليكم عن الدباغ هذه الفضيحة!!:
ففي هذا الرابط تجدون الموقع الشخصي للسيد علي الدباغ قبل ان يعين ناطقا باسم المالكي,حيث كان قد نشر لنفسه موقعا شخصيا, ولا تعتبوا على "فقر" الموقع, فقد كانت احواله المادية ليست على ما يرام!!:
http://www.aldabbgh.com/cv.htm
وفي فقرة"السيرة الذاتية", وبعد ان نتعدى عدد اللغات التي يتقنها وهي "الانكليزية والهندية والفارسية والفرنسية"!!(اكص ايدي اذا يعرف بالانكليزي غير كلمة "او كي"!!), وبعد ان نجد انه كتب هنا بانه "دكتوراه أدارة أعمال- بريطانيا - 2003",وعند قراءتكم لباقي مؤهلاته,تجدون ضمن فقرة "الخبرة" فقرة تقول "خبير في المرجعية الدينية الشيعية", ثم تجدون فقرة اخرى تقول "باحث ومحلل وخبير في المرجعيات الشيعية عبر اللقاءات التلفزيونية والندوات العامة عن رأي المرجعية في الشأن السياسي العراقي.".(خوش حجي؟!).
لكنكم عندما تضغطون على هذا الرابط:
http://www.goi-s.com
فسوف تجدون الموقع الشخصي الجديد للسيد علي الدباغ والذي افتتحه بعد ان اصبح ناطقا باسم حكومة المالكي, وبغض النظر عن الفرق في "الغنى" بين هذا الموقع وموقع السابق, وعند الدخول الى فقرة السيرة الذاتية , وعندما تقارنونها بسيرته الذاتية في موقعه القديم, تجدون انه هنا قد تخلى عن خبرته في "المرجعية" نهائيا والغى تلك "الخبرة" نهائيا!!, وعند فقرة "مؤهلات" تجدون انه يقول بانه حاصل على بكلوريوس هندسة مدنية,فيما يضع فقرة اخرى باسم "مؤهلات اخرى" يضع فيها حصوله على الماجستير والدكتوراه, وكان الماجستير والدكتوراه اقل من البلكلوريوس!!, والغريب انه وبينما كان قد كتب في موقعه القديم هذه الجملة " دكتوراه أدارة أعمال- بريطانيا - 2003", عاد هنا ليصحح ما ذكره هنالك, فاعترف هنا بان شهادة الدكتوراه التي يتبجح بها انما حصل عليها عن طريق الانترنيت!, أي شهادة غير معترف بها!!, حيث ذكر هنا الجملة التالية" دكتوراه أدارة أعمال- بريطانيا(عن طريق الانترنيت)-2003"!!!!.اي اعتراف بالتزوير "عيني عينك"!!!.
وتخيلوا الان الناطق باسم حكومة المالكي بهذا المستوى من "النزاهة", فكيف هم من ينطق باسمهم؟؟.
اخيرا:
هنالك اليوم من يريد ان يلعب نفس اللعبة التي تلعبها قناة الشرقية في شق الائتلاف الشيعي من خلال الترويج لمقتدى على حساب المالكي ,او الترويج للمالكي على حساب الحكيم, وهكذا,واقول لهؤلاء ان هذه اللعبة رغم عدم "نزاهتها", فانها سوف ترتد عليكم بمردود سلبي , وسوف تحرق اصابعكم مثلما حرقت اصابع غيركم, ليس لانها لم تنجح في شق الصف الشيعي, وانما لانها سقت برعما كان يمكن ان يموت من جراء نفسه, لكنكم سقيتموه حتى اصبح "وحشا" لا يمكن السيطرة عليه,لقد علمنا الاسلام ان نكون صادقين حتى في عداوتنا, وسوف نشرح لكم ذلك لاحقا باذن الله.
والسلام عليكم
* "اين ذهب الامر القضائي الخاص باعتقال مقتدى؟,ولماذا لم يُحاكم غيابيا لحد الان ؟؟؟,ولماذا تنكر السيستاني لابن مرجعه السابق؟؟" :
http://www.kitabat.com/i67925.htm
fakeerabd@yahoo.com
الكاتب: أبومحمد العراقي التاريخ: 19/04/2010 عدد القراء: 3568
أضف تعليقك على الموضوع
|