هذه القضيه لها عدة محاور لابد من التطرق لها بشئ من التفصيل حتى يتم فهمها والالمام بها بشكل كامل.

المحور الأول :

1. نوع الوظائف التي يتم عرضها على البدون

عادة ما يتم عرض الوظائف التي لا يقبل بها الوافد او الكويتي اما بسبب طبيعتها التي تتطلب جهد كبير أو بسبب تدني الأجر المدفوع مقابلها. وتحت وطأة الحاجه يقبل البدون مرغما بهذه الوظائف لسد جزء يسير وأقول جزء يسير من التزاماته المعيشيه للوصول الى حد الكفاف من العيش.

2. طريقة الحصول على الوظيفه:

على البدون كي يحصل على هذه الوظيفه الشاقه متدنيه الأجر أن يسعى ولمدة لا تقل عن السنه من خلال الواسطات وأصحاب الجاه حتى يتم قبوله بهذه الوظيفه التي لا تكاد تسد بعائدها عائلة تعيش في مجاهل أفريقيا ناهيك عن متطلبات حد الكفاف من العيش في بلد كالكويت. وبعد المرور بكم من الاهانات التي لا يتحملها البعير أوالحمار (أجلكم الله).

3. مستوى الرواتب عند التعيين:

بشكل عام يتم توظيف البدون برواتب متدنيه جدا تعادل نصف رواتب أقرانهم من الوافدين وربع رواتب أقرانهم من الكويتيين. فالموظف البدون يتم تعيينه بعد جهد جهيد ومحاولات وواسطات قد تستمر قرابة السنه أو أكثر براتب 125 – 170 دينار بينما الوافد يتم تعيينه براتب لا يقل عن 250 – 350 دينار والكويتي براتب لا يقل عن 650 – 700 دينار .هذا كمعدل عام وإلا هناك من يحصل على أقل من هذا الأجر بكثير وهناك من يعمل بنظام المقطوعية المجحف حيث يطلب منه تنفيذ عمل طويل وشاق وبأجر مقطوع لمرة واحدة وزهيد....

4. الترقيات والزيادات :

بالنسبه للزيادات فهي مضحكه لا تزيد عن عشرة دنانير أو أقل احيانا ولا تتعدى بأي حال من الأحوال عن عشرين دينار ( زيادة العشرين نادره) ولا تأتي الا بعد المطالبه وبعد سنوات من العمل المضني. فعلى سبيل المثال اثنين من الأخوه يعملون منذ ثماني سنوات تقريبا في احدى اللجان رواتبهم الان 230 و250 دينار فقط وذلك لفترتين صباحية ومسائية وهم متزوجين ولديهم أسر ينفقون عليها بينما أقرانهم من الوافدين زادت رواتبهم لتبلغ 600 – 700 دينار وأقرانهم من الكويتيين تعدت رواتبهم سقف ال 1000 دينار وما فوق.

بالنسبه للترقيات فان البدون ممنوع الترقيه ويظل يعمل بنفس الوظيفه لمدد تصل الى عشرات السنين الا في حالات نادرة تعد على اصابع اليد الواحده ودون زيادة في الراتب أو في الصلاحيه فقط زيادة في المسئوليات.

المحور الثاني :

السبب في استغلال البدون:

1. سبل الحصول على وظيفه اخرى شبه معدومه ان لم نقل انها معدومه ذلك لان الحكومه الكويتيه تمنع توظيفهم في القطاع الحكومي وان تم توظيفهم يتم على بند المكافآت وبرواتب بنفس المستوى دون زياده او ترقيه او حتى اجازة سنويه مدفوعة الراتب

2. التضييق عليهم بالقطاع الخاص . والعرض من القطاع الخاص دائما يأتي بنفس المستوى. أي لا يوجد بديل

3. المنع من القيام بأي نشاط تجاري منعا باتا حيث ان البدون غير مسموح له استخراج اي رخصه تجاريه

4. المنع من قيادة سيارات التاكسي أو سيارات النقل حيث ان البدون لا يمنح ترخيص لقيادة سيارات الأجرة أو سيارات النقل وان خالف القانون فالعقوبات مغلظه تصل الى السجن وحجز السيارة لعدة أشهر ودفع مبالغ ضخمه لا تتحملها الميزانيه المهترئه أصلا للبدون.

المحور الثالث:

مؤهلات البدون العلميه والفنيه :

قبل عام 1985 كان يتم قبول البدون ككويتيين في جامعه الكويت ومعاهد الهيئه العامه للتعليم التطبيقي من عام 1986 حتى عام 1988 تم تحديد مقاعد محدده للبدون في جامعه الكويت ومعاهد الهيئه العامه للتعليم التطبيقي تشترط الحصول على نسب عاليه لقبول تقديم الطلبات

منذ عام 1988 حتى تاريخه لم يسمح للبدون بالتقدم لأي من جامعه الكويت أومعاهد الهيئه العامه للتعليم التطبيقي وحتى عام 2003 لم يكن هناك جامعات خاصه في الكويت ليتسنى للبدون التقدم لها مما تسبب في تدني المؤهلات العلميه والفنيه للبدون والذي بدوره أدى الى عزوف ارباب العمل عن توظيفهم.

نقطه لابد من الوقوف عندها:

معظم ابناء البدون يعملون في (اللجان الخيريه) والتي يفترض بها انها تطبق المقاييس الشرعيه في تقييمها لأي انسان ولكن وللأسف الشديد ان هذه اللجان هي أكثر من (يستغل البدون) وأكثر من يبخس حقه فوالله الذي لا اله الا هو ان هذه اللجان هي من أكثر اماكن توظيف البدون عنصريه ضد البدون من باب تدني الأجور و العمل الشاق والاهانه والكثير من الأخوه البدون حصلت عندهم ا(نتكاسه) بسبب سوء المعامله ممن كان يعتقد انه نصير. وكثير من الشرفاء من اخواننا الملتزمين الكويتيين تركوا العمل في هذه اللجان بسبب ما وجدوه من بخس لحقوق هذه الفئه المنكوبه.


حسبي الله ونعم الوكيل ...