|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
ننوه إلى أن المردود عليه قد تراجع عما قاله غير أننا ننشر هذا المقال القيم لما في من الفوائد التي ترد على الفكرة إذ هي لازالت منتشرة وللأسف الشديد ..
براءة السلفيّة ممّا افتراه (مدّعيها) في المقابلة الصحفيّة
بقلم : عمر بن عبد الله العمر
بسم الله ، والحمدلله والصّلاة والسّلام على رسول الله ، أمّا بعد :
فقد أخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلّم – وهو الصادق المصدوق – عن فتنٍ عمياء صمّاء ، ومدلهمّات سوداء ، فقال : بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل ، ومن المتقرِّر : أن الفتن نوعان : شبهات وشهوات ، وأعظم الثنتين : فتن الشبهات ، إذ أن عاقبتها الكفر والنفاق والإلحاد .
ومن أعظم الفتن : أن يتكلم في علم الشريعة من ليس من أهلها ، ولم يستضئْ بنورها ، فيخبط في ذلك خبط عشواء ، ويمشي مشية عرجاء ، يلبس على العامّة والدهماء ، ممن لم يأخذوا من العلم بركن وثيق ، مذكراً للناس بقرب الساعة وأوان القيامة إذ أنه : الرويبضة المعدود بين يدي الساعة .
وخير مثال لذلك : الناطق الرسمي باسم التجمع السلفي الأمريكي ، فقد طالعنا بكلامٍ عجيب غريب ، استنكره الجميع ، علماء وعامة رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً .
فقد جمع في كلامه طوامَّ وغرائب ، فمن له أدنى فهمٍ مع أدنى فطنةٍ مع أدنى فقهٍ : يعلم بطلان كلامه وعدم مطابقته للواقع ، فكأن الرجل نُشر من قبره للتوِّ ، وأخذ مباشرة الى الصحيفة لإجراء المقابلة : ففهمه للواقع قديم جدّاً ، فمن ذلك قوله : بأن الذي أعان اليهود في فلسطين هم البريطانيون فقط !! ، وقوله بأن الخطر الحالي هو : روسيا و الماركسية !! .
المقصود : أن الرجل قد كشف للناس جهله ، وأظهر خلطه خبطه ، ولولا أن كلامه نشر في صحيفةٍ يقرؤها مئات الآلاف ، لما رفعت له رأساً ، ولا أقمت له وزناً ، إذ أن هذا حقه ومستحقه ، ولكن لما كان الأمر كما بينت : فإني استعنت بالله في كتابة أصول تنقض ما قاله من أصله ، وتهدم ما شيَّده على أمِّ رأسه .
وكان خلط – المذكور – في أربع مسائل أصلية ، وهي : موقف المسلم من الكافر والكافر من المسلم ، وفهم الواقع والإستراتيجية الأمريكية ، والوطنيّة ، والمصلحة .
فسطرت هذه الأوراق في بيان هذه الأصول – راجياً من الله التوفيق والتسديد - .
وقد جعلت الردَّ كما يلي :
الفصل الأوّل : عداوة الكفّار للمسلمين .
الفصل الثاني : أضواء على الواقع الأمريكي ، وتحته خمسة مباحث :
المبحث الأول : الواقع الأمريكي من الداخل .
المبحث الثاني : إفسادها في الأرض .
المبحث الثالث : الموقف الأمريكي من الإسلام والمسلمين .
المبحث الرّابع : الجذور الدينيّة للساسة الأمريكيين .
المبحث الخامس : البُعد الديني للحرب على العراق .
الفصل الثالث : كسرُ طاغوت الوطنيّة ، وبَعْثُ عقيدة الولاء والبراء .
الفصل الرابع : كسر طاغوت المصلحة .
>>>>>>>>>>>><<<<<<<<<<<<<<<<<<<
الفصل الأول : عداوة الكفار للمسلمين :
*************************************************
قال تعالى: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير) [سورة البقرة: 109].
وفي سورة آل عمران: (ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون) [سورة آل عمران: 69].
(وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون) [سورة آل عمران: 72].
(وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين) [سورة البقرة: 135].
(ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينـزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) [سورة البقرة: 105].
(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون) [سورة آل عمران: 118].
فهذه الآيات وغيرها مما في مثل معناها: تبين كيدهم وما يتربصون به للإسلام وأتباعه. ولذلك جاءت آيات كثيرة في تحذير المؤمنون ونهيهم عن الاستماع للكفار عامة ولأهل الكتاب خاصة، أو طاعتهم، أو اتخاذهم أولياء، أو الركون إليهم.
قال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) [سورة البقرة: 120].
(يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين* بل الله موالكم وهو خير الناصرين) [سورة آل عمران: 149-150].
(يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين* وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم) [سورة آل عمران: 100-101]
ورد في سبب نزول هاتين الآتين: أن شاس بن قيس اليهودي – وكان شيخاً قد أَغبر في الجاهلية، عظيم الكفر، شديد الضغن على المسلمين، شديد الحسد لهم – مر على نفرٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج، في مجلس جمعهم، يتحدثون فيه، فغاظه ما رأى من جماعتهم وألفتهم، وصلاح ذات بينهم في الإسلام بعد الذي كان بينهم في الجاهلية من العداوة فقال: قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد .
لا والله ما لنا معهم إذا اجتمعوا بها من قرار ! فأمر شاباً من اليهود كان معه فقال: أعمد إليهم فأجلس معهم، ثم ذكرهم بعاث –أحد أيامهم في الجاهلية- وما كان فيه، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، ففعل. وتكلم القوم عند ذلك فتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين، فتقاولا، وقال أحدهما لصاحبه: إن شئت رددتها جذعة! وغضب الفريقان جميعاً وقالا: أرجعا السلاح السلاح، موعدكم الظاهرة –وهي الحرة- فخرجوا إليها، وانضمت الأوس والخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية .
وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين، حتى جاءهم فقال : "يا معشر المسلمين: الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ هداكم الله إلى الإسلام وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية واستنقذكم به من الكفر، وألف به بينكم، ترجعون إلى ما كنتم عليه كفاراً!!". فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فألقوا السلاح من أيديهم وبكوا، وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب) الآية.
قال جابر بن عبد الله، ما كان طالع أكره إلينا من رسول اله صلى الله عليه وسلم، فأومأ إلينا بيده، فكففنا وأصلح الله تعالى ما بيننا، فما كان شخص أحب إلينا من رسول الله صلى عليه وسلم، فما رأيت يوماً أقبح ولا أوحش أولاً وأحسن آخراً من ذلك اليوم.
ويوجه الله عباده المؤمنين ويرشدهم –بعد أن ذكر قصة بني إسرائيل مع موسى عليه السلام في قصة ذبح البقرة – بقوله: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون* وإذ لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون * أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون) [سورة البقرة : 75-77].
ثم يأتي التحذير الأقوى في سورة المائدة (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) [سورة المائدة: 51).
(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون * يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين) [سورة المائدة: 55-57].
إن هذه النصوص وغيرها: قد ربت المسلمين على معرفة كيد أهل الكتاب للإسلام والمسلمين، فقطعت ما في نفوس بعض المسلمين من ود وولاء لهؤلاء الأعداء، من أجل أن يكون الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين فقط.
الفصل الثاني : أضواء على الواقع الأمريكي :
********************************************************
في هذا الفصل أبين واقع أمريكا ، التي فرح – المذكور – بالتحالف معها ، واستبشر وبشّر بذلك .!
المبحث الأول : الواقع الأمريكي من الداخل :
قال الشيخ ناصر الفهد – حفظه الله - : فـ(أمريكا) رأس الكفر والإلحاد ، وأصل الفساد والانحلال ، وبلاد العهر والفجور ، والفواحش والمنكرات ، قد عشش عليها الشيطان ، وضرب فيها قبابه .
أكثر دول العالم في عدد : دور الدعارة ، واللواط ، والسحاق ، وأندية العري ، وحمل السفاح ، ومواليد الزنا ، وزنا المحارم ، وجرائم الأخلاق ، وقنوات الانحلال ، وشرب الخمور ، وأندية اللهو والميسر والرقص والفسق ، وسأذكر فيما يلي قليلاً من الإحصائيات تشير إلى ما ذكرت – مع العلم أن هذه الإحصائيات قديمة – :
1-فيها أكثر من 20 مليون شاذ جنسياً(1) . (المجتمع 350/15)
2- يباع فيها أكثر من 5000 طفل كل سنة ( المجتمع 249/44) .
3-حوالي ثلث المواليد هناك من الزنا ( المجتمع 10/14) ، واللاتي يلدن سفاحاً من المراهقات فقط أكثر من نصف مليون مراهقة سنوياً (المجتمع 648/53).
4-من كل 20 شخصاً في أمريكا يوجد لقيط واحد (المجتمع 209/12) .
5-قتل فيها أكثر من 15 مليون طفل من خلال الإجهاض القانوني (المجتمع 625/35)
6-تعتبر مدينة سان فرانسيسكو عاصمة (اللوطية) ، ويمثلون ربع ناخبي المدينة (المجتمع637/32) .
7-فيها نحو من 100 مليون من المدمنين على شرب الخمر (المجتمع 199/42) .
8-تنتج شركات الخمور في أمريكا ما قيمته أكثر من 24 ملياراً من الدولارات (المجتمع157/30).
وأما الجرائم فيها فأكثر من أن تحصر ، ومن ذلك :
1-في إحصائيات الحكومة الأمريكية بلغ عدد الجرائم عام 2000 حوالي 26 مليون جريمة.
2-وفي إحصائيتهم للجرائم عام 1999 كان ما يلي :
1) كل 3 ثوان يحصل جريمة على ممتلك (عقار) .
2) جريمة سرقة كل 15 ثانية .
3) جريمه بشعه كل 22 ثانية .
4) جريمة قتل كل 34 ثانية .
5) جريمة اغتصاب كل 6 دقائق .
6) جريمة اعتداء جسدي كل 34 ثانية.
وما ذكرته هنا شيء يسير جداً من فساد هذه الدولة الكافرة .
وإذا علمت – أخي المسلم – أن الله سبحانه ذكر ما ذكر عن قوم لوط ، فقال تعالى عنهم )أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ )(العنكبوت: من الآية29) ، وأكثر ما وجدت من سردٍ للمنكرات التي كان عليها قوم لوط هو ما رواه ابن عساكر بسنده (تاريخ دمشق 50/ 321) عن أبي أمامة قال : كان في قوم لوطٍ عشر خصال يعرفون بها : لعب الحمام ، ورمي البندق ، والمكاء ، والخذف في الأنداء ، وتبسيط الشعر ، وفرقعة العلك ، وإسبال الإزار ، وحبس الأقبية ، وإتيان الرجال ، والمنادمة على الشراب .
وإذا قرنت هذه العشر بجانب الأرقام الفلكية للفساد الأمريكي تبين لك الفرق العظيم ، وأن فساد أمريكا قد زاد على فساد قوم لوط بأضعافٍ مضاعفة.
وإذا علمت أن الله سبحانه عاقب قوم لوطٍ بعقوبة لم يعاقب بها أحداً غيرهم ، فقال تعالى عنهم )قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ ، لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ ، مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ) (الذريات:34) ، وقال تعالى )فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ) (هود:82) ،وقال تعالى )وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ) (القمر:37) ، وقال تعالى )فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ) (الحجر:73) ، فعاقبهم الله سبحانه على منكراتهم بأن طمس على أعينهم ، وأخذتهم الصيحة ، وجعل أرضهم عاليها سافلها ، وأمطر عليهم حجارة من سجيل .
فما ظنك بالعقوبة التي تستحقها (أمريكا) ؟.
وهل تستحق – مثل هذه البلاد – أن يبكي عليها أحد من ذوي الإيمان ؟.
المبحث الثاني : إفسادها في الأرض :
**********************************************
فـ(أمريكا) لو كان فسادها قاصراً عليها لكانت تستحق من العقوبات الإلهية الشيء العظيم ، فكيف وقد تعدى فسادها إلى غيرها ، فعاثت في الأرض فساداً .
فأصل الفساد الأخلاقي والانحلال في كثير من المجتمعات كانت أمريكا تقف وراءه :
1- فبانكوك (عاصمة الفساد الجنسي في العالم) كان الوجود العسكري الأمريكي العامل الرئيس في تفشي الفساد والانحلال فيها (المجتمع 248 / 8) .
2- وأكبر مصدر للأفلام الخبيثة في العالم هي (هوليود) – عاصمة السينما – في (أمريكا) .
3- وأكبر دولة من حيث عدد قنوات (الجنس) ، والمواقع الإباحية في (الإنترنت) هي (أمريكا) .
4- وأكبر الشركات المصدرة للخمور والدخان توجد في (أمريكا) .
5- وأكبر مصانع الأسلحة التي يقتتل بها البشر توجد في (أمريكا) .
وغير ذلك من أسباب نشر الفساد والرذيلة في المجتمعات .
وأما جرائمها بحق البشر الآخرين من غير المسلمين فكثيرة جداً ، إليك بعضاً منها :
1- قاموا بإبادة ملايين الهنود الحمر – يصل عددهم في بعض الإحصائيات إلى أكثر من مائة مليون – وهم السكان الأصليون لأمريكا .
2- وقاموا بإبادة كثير من الأفارقة في تجارة الرقيق – يصل عددهم في بعض الإحصائيات إلى ملايين – .
3- في ليلة من ليالي عام 1944 – في الحرب العالمية الثانية – دمرت 334 طائرة أمريكية ما مساحته 16 ميلاً مربعاً من طوكيو ، بإسقاط القنابل الحارقة ، وقتلت 100 ألف شخص ، وشردت مليون نسمة ، ولاحظ أحد كبار جنرالاتهم بارتياح أن الرجال والنساء والأطفال اليابانيين قد أحرقوا ، وتم غليهم وخبزهم حتى الموت، وكانت الحرارة شديدة جداً حتى أن الماء قد وصل في القنوات درجة الغليان وذابت الهياكل المعدنية وتفجر الناس في ألسنة من اللهب ، وتعرضت أثناء الحرب حوالي64 مدينة يابانية ، فضلاً عن هيروشيما وناغازاكي ، إلى مثل هذا النوع من الهجوم ، ويشير أحد التقديرات إلى مقتل زهاء 400 ألف شخص بهذه الطريقة .
4- وبين عامي 1952 و 1973 : ذبحت الولايات المتحدة في تقدير معتدل زهاء عشرة ملايين صيني وكوري وفيتنامى ولاووسي وكمبودي .
5- و بحلول منتصف عام 1963 سببت حرب فيتنام : مقتل 160 ألف شخص ، وتعذيب وتشويه 700 ألف شخص ، واغتصاب 31 ألف امرأة ، ونزعت أحشاء 3000 شخص وهم أحياء ، وأحرق 4000 حتى الموت ، وهوجمت 46 قرية بالمواد الكيماوية السامة .
6- وأدى القصف الأمريكي لهانوي وهايفونغ في فترة أعياد الميلاد وعام 1972 : إلى إصابة أكثر من 30 ألف طفل بالصمم الدائم .
7- وقتل الجيش الأمريكي المدرب في غواتيمالا أكثر من 150 ألف فلاح بين عامي 1966 و 1986 .
المبحث الثالث : الموقف الأمريكي من الإسلام والمسلمين :
***************************************************************
وأما جرائمها بحق المسلمين والمنتسبين إلى الإسلام فكثيرة جداً ، ولو أردنا تفصيلها لخرجنا عن موضوعنا ، ولكننا نشير إلى إحصائيات يسيرة تشير إلى ما وراءها :
1- قتل أكثر من مليون طفل عراقي بسبب قصف القوات الأمريكية للعراق وحصارها الظالم له خلال عشر سنوات (1).
2- أصيب الآلاف من الأطفال الرضع في العراق بالعمى لقلة الإنسولين .
3- هبط عمر العراقيين 20 سنة للرجال ، و11 سنة للنساء ، بسبب الحصار والقصف الأمريكي .
4- أكثر من نصف مليون حالة وفاة بالقتل الإشعاعي .
5- وقتل الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال الفلسطينين بالسلاح الأمريكي .
6- وقتل الآلاف أيضاً من اللبنانيين واللاجئين الفلسطينين في المجازر التي قامت بها إسرائيل بحماية أمريكية .
7- بين 1412 – 1414 : قتل الجيش الأمريكي الآلاف من الصوماليين أثناء غزوهم للصومال .
8- 1419 : شنت أمريكا هجوماً بصواريخ كروز على السودان وأفغانستان ، دمروا خلاله مصنعاً سودانياً للدواء ، وقتل أكثر من مائتين .
9- قتلت إسرائيل بمباركة أمريكا أكثر من 17000 شخص في غزوها لجنوب لبنان.
10- وقتل عسكريو أندونيسيا أكثر من مليون شخص بدعم من أمريكا .
11- تسبب حصارهم لأفغانستان في قتل أكثر 15000 طفل أفغاني .
هذا غير المجازر التي باركها الأمريكان في الشيشان والبوسنة ومقدونيا وكوسوفا وكشمير والفلبين وجزر الملوك وتيمور وغيرها من أراضي الإسلام .
و لو حلف حالف بأنه ما حصلت – في السنوات الأخيرة – مجزرة لقوم من المسلمين ، أو تشريد لهم ، أو احتلال لأرضهم ، إلا ووراءها أيدٍ أمريكية ، فإنني لا أظنه يحنث ، والله المستعان .
المبحث الرّابع : الجذور الدينية للساسة الأمريكيين :
*******************************************************
الحركة الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية تتمتع بحضورٍ إعلاميٍّ قويٍّ حيث تملك وتشرف مباشرةً على مائة محطةِ تلفزةٍ وعلى ألف محطة إذاعية كما أنها تتمتع بانتشارٍ واسعِ النطاق حتى أنها تبدو أكثر الكنائس الأمريكية توسعاً إذ يعمل في ميدان التبشير 80 ألف قسّيس وفي حقبة الثمانين وحدها تم إنشاء 250 مؤسسة وجمعية أمريكية مؤيدة لإسرائيل في إطار برامج الصهيونية المسيحية .
ومن أبرز قساوسة هذه الحركة : هال ليندسي وجيري فالويل وبات روبرتسون وتشارلز داير ومايك ايفنز جن والفورد وديف هانت ..
وأما الأتباع : فإن قادة الحركة أمثال : فالويل وروبرتسون يدعون أنّ عدد أتباعهم في الولايات المتحدة يبلغ 100 مليون ولكن منتقديهم من الكنائس الإنجيلية الأمريكية يخفضون العدد الى ما بين 25 مليون و30 مليون .. إلا أن هؤلاء المنتقدين يعترفون في الوقت نفسه بأن الحركة في توسع وأنها سريعة الانتشار ..
وقد لعب ثلاثة قساوسة دوراً في صناعة القرار السياسي الأمريكي لم يلعبه أحدٌ من قبل .. والقساوسة الثلاثة هم :
1- جيري فالويل : وتقديرا لخدماته لإسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية فقد منحه رئيس حكومة إسرائيل (مناحيم بيغن) وسام( فلاديمير زائيف جابوتنسكي) عام 1980، وكان فالويل أول غير يهودي يمنح هذا الوسام ،كما منحه طائرةً خاصةً لتسهيل عمليات تنقّله بين الولايات المتحدة داعياً لإسرائيل وللصهيونية المسيحية .
2- بات ربرتسون : ويعتبر واحداً من أقوى الشخصيات الأمريكية في الدوائر السياسية والدينية ، وهو في عهد الرئيس بوش الصغير أوسع نفوذاً ممّا كان ..حتى في عهد الرئيس الأسبق (رونالد ريغن) وقد انشأ محطة تلفزيون (سي بي ان) في عام 1960، والتي تعتبر أهمَّ محطّةٍ دينيّةٍ في العالم ، بموازنةٍ سنويةٍ تبلغ 195 مليون دولار ، كما أنشأ في عام 1989 : منظمة التحالف المسيحي ، التي تضم 1,9 مليون عضواً لمساعدة مُرَشَّحي الرئاسة الملتزمين بمبادئ وأفكار الصهيونية المسيحية وقد صبّت هذه المنظمةُ أصوات المنتمين إليها في مصلحة المرشح بوش الصغير ، في الانتخابات الرئاسية في عام 2000.. ومن العجيب أنَّ القس (روبرتسون) كان في دبابة الجنرال دايان عندما احتل القدس في عام 1967 ، وكان القس (جيري فالويل) في دبابة الجنرال شارون عندما احتلَّ بيروت في عام 1982 !!
3- هول ليندسي وقد ألّف عشرين كتاباً عن أدبيات الحركة الصهيونية المسيحية وتعتبر بعضُ كتبه أكثر الكتب غير الأدبية مبيعاً .
ويعتبر (الرئيس ريغان) من أشد المتحمسين للأفكار الصهيونية المسيحية كما هو معروف ومشهور ، وأما الرئيسان اللذان تعاقبا بعده وهما جورج بوش الاب وبيل كلنتون فلم يكن يربط بينهما وبين الحركة الصهيونية المسيحية أي رابط عقدي ، وخلال عهد كل من هذين الرئيسين غُيِّبَ دورُ هذه الحركة ، إلا أنه عاد بشكل انفجاري في عهد الرئيس جورج بوش الصغير ..
ولم يكن الدين ليؤثر تأثيراً كبيراً في السياسة الأمريكية لولا ربط الوقائع السياسية بالنبوءات التوراتية ، وهذا أمرٌ برع القس (هول ليندسي) في أدائه بفعالية كبيرة فهو يقول مثلا : إنني أعرف من دراستي للإنجيل أن الحرب النهائية الكبرى سوف تشمل تركيا كجزء من المعسكر الإسلامي المتحالف مع روسيا ، وان الأمم الكبرى التي يشير إليها الإنجيل هي ممالك الشرق الصين والهند وباكستان وكلها أممٌ نووية ، وروسيا وهي هاجوج وماجوج ، وليبيا ومصر وإيران والعراق إلى ما هنالك ، ومن الملاحظ أن هذه الدول أُدرجت في محور الشر الذي أعلنه الرئيس بوش الصغير ، مثل العراق وليبيا وايران أو أنها أُعتبرت الشر نفسه في عهد الرئيس (ريغان) مثل روسيا والصين !!
والحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق تقع في صميم هذه التأويلات للنبوءات التوراتية التي روّج لها قساوسة الحركة الصهيونية المسيحية ، ولذا قال الرئيس (بوش الصغير) أن الحرب على العراق هي مهمّةٌ إلهيّةٌ يقوم بها من أجل عالمٍ أفضل !!!
وعلى هذا .. فالترجمة السياسيّة للثوابت العقدية التي تؤمن بها هذه الحركة من خلال الأمور التالية :
1- أن الإيمان بأن اليهود هم شعب الله المختار يعني وجوب الالتزام بدعم اسرائبل ومساعدتها ليس كعمل سياسي فقط ، انما كواجب ديني لان الله هو الذي اختار .. وعلى الناس ان يحترموا ويقدسوا هذا الاختيار وذلك باحترام اسرائيل وتقديسها .
2-ان الايمان بان الله منح الشعب اليهودي الارض المقدسة : فلسطين ، يعني : ليس فقط تأييد قيام اسرائيل انما : مساعدتها على اقامة المستوطنات
3-ان الايمان بان القدس هي جزء من الارض الموعودة للشعب اليهودي يعني مساعدة اسرائيل على الحصول على اعترافات عالمية بضم القدس وتهويدها وباعتبارها عاصمة ابدية لها .
4-ان الايمان بان من شروط العودة الثانية للمسيح بناء الهيكل يعني تمويل مشروع بناء الهيكل وازالة العقبات التي تحول دون بنائه وفي مقدمتها وجود المسجد الاقصى في الموقع الذي يجب ان يقوم عليه الهيكل .
5-ان الايمان بحتمية معركة هرمجدون التي تسبق بالضرورة العودة للمسيح يعني تعطيل مساعي التسوية والسلام ودفع الامور في الشرق الاوسط بصورة دائمة نحو الاضطراب ونحو العداء المتبادل بين العرب واليهود فالسلام يعطل هرمجدون وبالتالي يؤخر العودة المنتظرة اما الصراعات فانها تمهد لهرمجدون وتعجل بالعودة .
- علاقة الرئيس بوش بالصهيونية المسيحية :
**************************************************
لم يكد يمر عام على تسلم الرئيس بوش الصغير مقاليد الرئاسة في البيت الاسود حتى تجمعت لديه وفيه العوامل التالية :
العامل الاول : ايمانه والتزامه بعقيدة حركة الصهيونية المسيحية الامر الذي تجسد في تقرب قادة هذه الحركة منه والتاثير عليه كرئيس للولايات المتحدة .. وبمناسبة اداء صلاة الفصح يوم الجمعة 18 ابريل 2003 التي تراسها القس فرانكلين غراهام قال الرئيس بوش الصغير في معرض اشادته بالقس غراهام : لقد غرس في قلبي بذور الايمان فتوقفت عن تعاطي المسكرات واعتنقت المسيح "
اما غراهام نفسه فقد حمل في هذه المناسبة الدينية على الاسلام وقال ان الفرق بين الاسلام والمسيحية هو كالفرق بين الظلام والنور "
العامل الثاني : نجاح المؤسسات والحركات التابعة لهذه العقيدة في تعزيز حضورها في الساحة الامريكية سياسيا واعلاميا ودينيا وتحولها الى قوة ضغط شديدة الفعالية والتأثير .
العامل الثالث : حادثة 11 سبتمبر 2001 التي الهبت مشاعر العداء ضد المسلمين والعرب ..
تكاملت هذه العوامل الثلاثة في دفع الحركة الصهيونية المسيحية نحو مزيد من التطرف وكان تطرفها هذه المرة تحت عباءة الرئيس الامريكي نفسه .. ومن ذلك ما فاه به قساوستهم اتجاه الاسلام والمسلمين .. فقال القس بات روبرتسون : عن الاسلام بانه : دين الارهاب وانه يهدف الى السيطرة على العالم .. ووصف القس جيري فاين النبي محمدا صلى الله عليه وسلم : في مؤتمر المحفل المعمداني الجنوبي الذي عقد ي فلوريدا في عام 2002 : بانه الشيطان نفسه ..
وقال القس غراهام الاب الروحي لبوش الصغير : عن الاسلام : انه دين شيطاني شرير وقال عنه القس جيري فالويل انه دين مزور ..
هؤلاء القساوسة الذين يجهرون بعدواتهم الشديدة على للاسلام هم الجسر الديني السياسي الرابط بين بوش الصغير والسفاح شارون وبين اسرائيل والولايات المتحدة .. بل ان كاتب خطابات وتصريحات بوش الصغير هو واحد من هؤلاء القساوسة وهو مايكل جيرسون ومن السهل جدا تتبع العبارات الدينية التوراتية في كلام الرئيس بوش خاصة عندما يتحدث عن الشرق الاوسط ..
وكان جيرسون قد حل في هذا العمل محل كاتب اخر هو دافيد فروم الذي اضطر للتخلي عن عمله لانه لم يكن يشارك الرئيس ايمانه بالولادة الثانية ويذكر فروم في مذكراته التي نشرها مؤخرا ان اول سؤال كان يواجهه في الصباح هو لماذا تغيبت عن الدرس الديني .. ذلك انه صباح كل يوم وقبل بدء العمل في البيت اابيض يتجمع كبار الموظفين والمستشارين مع بوش الصغير للاستماع الى موعظة دينية يقدمها احد القساوسة تعقبها صلاة ودعاء ثم يتوجه الجميع الى مكاتبهم ..!!
ولقد وصف بعض علماء الاجتماع الرئيس بوش الصغير : بانه اشبه ما يكون بالروبوت المبرمج منه الى الانسان المنفتح والذين يبرمجون الرئيس الامريكي هم قساوسة الحركة الصهيونية المسيحية ..!!
فالرئيس بوش الصغير من النوع الذي لا يدخل في نقاش مع نفسه ولا يمارس التساؤل لكونه ينطلق من مرجعية فكر ديني مطلق .. فلم يكن غريبا انه صنف مجتمعات العالم الى متحضرة وغير متحضرة وخيرة وشريرة وعليها ان تختار ان تكون ضده او معه وتوعد من ليس معه بالعقاب الشديد .. ومن هذا المنطلق الديني المتطرف يرى ان الاحداث التاريخية تتم كما قال الكاتب جاكسون ليرز على " يد اله عادل ومخلص " وان " رئاسته جزء من خطة مقدسة " حتى انه قال لصديق له عندما كان حاكماً لولاية تكساس ان " الله يريده ان يترشح للرئاسة واوعز للولايات المتاحدة الامريكية بلان تقود حملة صليبية تحريرية في الشرق الاوسط " نيويورك تايمز 11/3/2003 .
هذه هي الاصولية المسيحية التي تحرض بالتحالف مع الصهيونية العالمية على الحرب في فلسطين وكانت وراء الحرب على العراق ولذلك استطاع بوش تجاهل مالايتفق مع اعتقاداته ويمضي في غيه في طريق الحرب ضد مشيئة الاسرة الدولية بمعزل حتى عن حلفاء امريكا التاريخيين وفي هذا لسياق قال الكاتب الالماني غانتر غراس ان جورج بو ش اصولي يقحم الله في الوقوف الى جانبه " نيويورك تايمز 8/4/2003 .
- غير ان القاسم المشترك الاعمق بين سياستي اسرائيل والولايات المتحدة : ان معظم اعضاء فريق العمل في البيت الابيض وفي وزارة الدفاع يتألف من يهود وامريكيين عمل بعضهم مستشارين لحكومات اسرائيلية سابقة وبسبب يهوديتهم فانهم اسرائيليون ايضا أي انهم يحملون الجنسية الاسرائيلية وهم اعضاء في حزب الليكود الذي يتراسه لجنرال شارون .. وابرز هذه الشخصيات :
1- دوغلاس فيث : المستشار السياسي لوزارة الدفاع ونائب الوزير دونالد رامسفيلد وهو عضو بارز في المنظمة الصهيونية الامريكية .
2- ريتشارد بيرل : مستشار الرئيس بوش الصغير لشؤون الشرق الاوسط ورئيس المجلس السياسي بوزارة الدفاع البنتاغون وممثل شركة سولتام الاسرائيلية للاسلحة وكان قد اتهم وادين بتسريب معلومات سرية امريكية الى اسرائيل .
3- كارل روف المستشار السياسي لرئيس بوش واحد اقرب المقربين اليه .
4- بول وولفيتر منظر الحرب على العراق واحد واضعي خطط هذه الحرب وهو يشغل منصب نائب وزير الدفاع .
5- إليون ابراهامز مستشار مجلس الامن القومي الذي يعتبر مطبخ القرارات السياسية الامريكية .. وكان قد سجن في عهد الرئيس ريغن بسبب الادلاء بشهادة كاذبة تتعلق بصفقة اسلحة الا ان الرئيس بوش الصغير اصدر عقوا خاصا عنه .
6- ريتشارد هاس : عضو مجلس الامن القومي ومستشار نتنياهو سابقا وهو من اكثر المتشددين في الدفاع عن نظرية الحرب على العراق واعادة رسم خريطة الشرق الاوسط من جديد .
ولكن .. ما كان لهذه الشخصيات اليهودية الامريكية ان تتمكن من فرض هذا التوجه على السياسة الامريكية في الشرق الاوسط لو لم تكن تتمتع بغطاء ديني و سياسي توفره لها شخصيات دينية صهيونية غير يهودية في الولايت المتحدة ..
ومن ابرز هذه الشخصيات : القس بات ربرتون والقس جيري فالويل والقس غاري بوير والقس ريتشارد لاند رئيس المحفل المعمداني في جنوب للايات المتحدة وتنضوي تحت لواء الحركة الدينية السياسية التي يقودها هؤلاء شخصيات سياسية تتمتع بنفوذ واسع امثال تود دي لاي زعيم الاكثرية في الكونغرس الامريكي الذي وصف اسؤائيل بانها الينبوع الوحبد للحرية في الشرق الاوسط ..
المبحث الخامس : البعد الديني للحرب على العراق :
************************************************************
بهذه الخلفية الدينية كان قرار الحرب على العراق .. وبهذه الخلفية ايضا طلبت وزارة الدفاع من الجنود الامريكيين الذين ارسلوا الى العراق ان يصلوا وان يدعوا الله حتى تبقى قرارات الرئيس قرارات الهية بعيدة عن مؤثرات الاصوات البشرية المعترضة على هذه الحرب داخل الولايات المتحدة وخارجها ..!!
وقد جاء وصف المشروع الامريكي بانه حرب صليبية على لسان صاحب المشروع الرئيس جورج بوش الصغير وعلى لسان بابا الفاتيكان .. والحق ما شهدت به الاعداء ..
والاعتقاد السائد قبل الحرب هو ان وراء القرار الامريكي بالحرب على العراق رغبة في تجريد العراق من اسلحة الدمار الشامل وان وراءه ايضا مصالح نفطية امريكية كما ان وراءه اندفاعٌ امريكيٌّ للهيمنة على مقدرات العالم وبالتالي محاولة واضحة لامركة العولمة او عولمة الامركة ..
كذلك هناك اعتقاد قوي بانه كانت وراء القرار مصلحة اسرائيلية مباشرة بتحقيق المشروع الصهيوني بتقسيم المنطقة العربية الى دويلات طائفية ومذهبية مما يضمن لاسرائيل امنا استراتيجيا على المدى البعيد ولكن من الواضح ان ثمة اهدافا تجاوز هذا كله من دون ان تتناقض معه .. وان هذه الاهداف تتعلق بالاعتقاد الديني للرئيس الامريكي من خلال تاثره بالصهيونية المسيحية المتطرفة ..
ويذكر المعلق السياسي الامريكي نيقولاس كريستوف في مقالة له نشرتها صحيفة هيرالد تريبيون الامريكية ان " اليمين الديني الانجيلي يلعب دورا مؤثرا في عملية اتخاذ القرار السياسي للرئيس بوش وان قرار الرئيس بالحرب على العراق يعكس الى حد بعيد مدى هذا التاثير وبالتالي فان للحرب على العراق بعدا دينيا واضحا ".. وقال السيناتور الامريكي جيم موران : " ان الحرب التي تخيم على العراق هي نسيج ايدي اليهود الامريكيين وانه لولا دعم المجموعة اليهودية القوي لهذه الحرب لكنا تصرفنا بشكل مختلف " the Economist-April.2003
وما ان تسلطت الاضواء على العناصر الصهيونية في ادارة الرئيس بوش الصغير حتى اكتشف الراي العام الامريكي ان المفاتيح الرئيسية في هذه الادارة تمسك بها هذه العناصر ومنها بول وولفوتيز نائب وزير الدفاع وريتشارد بيرل رئيس القسم السياسي في الوزارة وكان ريتشارد بيرل احد الثلاثة الذين عملوا كمستشارين لنجامين نتنياهو عندما كان رئيسا للحكومة ااسرائيلية واعدوا له في عام 1996 التقرير الاستراتيجي الذي دعوا فيه الى وجوب ازالة صدام حسين من خلال شن حرب على العراق . جريدة النهار 22/4/2003 .
لم تعد هذه الحقائق مجهولة من الراي العام الامريكي بفضل شجاعة شخصيات امثال السيناتور موران والسيناتور بات بوكانن المرشح السابق للرئاسة الامريكية والذي اكد ان حرب الخليج الاولى وقعت ايضا بتحريض من وزارة الدفاع الاسرائيلية ومن المجموعة اليهودية في الولايات المتحدة..
وكذلك الدكتورة شيري وليامزالاستاذة في جامعة هارفرد تقول : ان الحرب على العراق اطلقها الاصوليون المسيحيون والاصوليون اليهود في الولايات المتحدة "
وقد نشرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية تصريحا لوزير السياحة الاسرالئيلي بنلي الون يقول فيه : من الواضح ان الاسلام في طريقه الى الزوال فما نشاهده اليوم في العللم الاسلامي ليس انتفاشة ايمان قوي بل انطفاء جذوة الاسلام اما كيف سيزول فبكل بساطة : بقيام حرب مسيحية صليبية ضد ااسلام في غضون بضع سنوات ستكون الحدث الأهم في هذه الألفية "
وفي مطلع شهر ابريل الماضي تجمعت امام الحدود الاردنية العراقية وامام الحدود الكويتية العراقية مجموعات من النبشرين المسيحيين التابعين للحركة الصهيونية المسيحية مزودين بمساعدات انسانية غذائية وطبية مع كميات كبيرة من الكتب والمنشورات الدينية التبشيرية وتنضوي هذه المجموعات تحت لواء مؤسسة يترأسها فرانكلين غراهام نفسه – الاب الروحي لبوش الصغير – واسم المؤسسة : الجيب السامري وهم اسم ديني يشير الى الشهود الاوائل على ظهور المسيح .. فاسلحة الدمار الشامل التي يريدون اجتثاثه هو الاسلام لا غير .. والله المستعان
ويقول بوش الإبن " وعلى الرغم من أن الحرب في افغانستان توشك على نهايتها فإن أمامنا طريقاً طويلاً ينبغي أن نسيره في العديد من الدول العربية والإسلامية ( ولن نتوقف إلى أن يصبح كل عربي ومسلم مجرداً من السلاح وحليق الوجه وغير متدين ومسالماً ومحباً لأمريكا ، ولا يغطي وجه امرأه ) " ذلك في خطاب ألقاه امام الكونجرس في 29/1/2..2 .
الفصل الثالث : كسر طاغوت الوطنيّة وبَعْثُ عقيدة الولاء والبراء :
********************************************************************
الوطنية معناها : أن يشعر جميع ابناء الوطن الواحد بالولاء لذلك الوطن ، والتعصب له أيّاً كانت اصولهم التي ينتمون اليها ، واجناسهم التي انحدروا منها ، وعقائدهم التي يدينون الله بها .. أي ان الولاء فيها للارض بصرف النظر عن القوم او اللغة او الجنس او الدين وحين وقع لويس التاسع في الاسر في الحروب الصليبية الاولى ، وسجن في سجن المنصورة ايام الملك الصالح نجم الدين ايوب ، جعل يتفكر في سجنه ، ويتدبر فلمّا فُكَّ اسرُهُ وعاد الى قومه حدّثهم بما هداه اليه فكرُه ، فقال لهم : انّ التغلب على المسلمين بالسلاح وحده غير ممكن ، وانّ على اوربا اذا ارادت التغلب على المسلمين ان تحاربهم من داخل نفوسهم ، وان تقتلع العقيدة الاسلامية من قلوبهم فهذا هو الطريق .
فوعى الصليبيون هذا الدرس من الصليبي القديم حين بدؤوا جولتهم الصليبية الثانية ضد العالم الاسلامي ، فجاءوا لا بالسلاح وحده كما جاؤوا في المرة الاولى ، ولكن بما هو اخطر منه كثيراً واشد فعاليةً .. ذلك هو " الغزو الفكري " الذي يهدف الى اقتلاع العقيدة من قلوب المسلمين .
ومن وسائل الغزو الفكري الذي استخدمه الصليبيون في غزو العالم الاسلامي : (الوطنيّة) .. والهدف من ذلك واضحٌ ، فطالما كان المسلمون " مسلمين " فسيصعب على الغزاة ابنلاعُهم مهما كانوا عليه من الضعف والتخلف .. وبالفعل بُذرت بذور الوطنية اولاً في العالم الاسلامي ، وكان الهدف الاول هو تحويل الحركات الجهادية الاسلامية ، ضد الاستعمار الصليبي الى حركات وطنية ، كما فعل سعد زغلول في مصر وغيره من الزعماء الوطنيين على اتساع العالم الاسلامي ..
والحركة الوطنية تفترق عن حركة الجهاد الاسلامي بادئ ذي بدء في انها لا تنظر الى العدو على انه صليبي مستعمر ولكن على انه مستعمر فقط وفرق واضح في درجة العداء وطريقة المجاهدة .. والهدف الثاني هو تحويل حركات الجهاد الى حركات سياسية ، عن طريق تحويلها الى حركات وطنية فالعدو غير قادر على التفاهم مع الحركات الاسلامية : لانه لا سبيل الى التفاهم معها في الحقيقة الا باخراج ذلك العدو خارج البلاد ومن ثم فلا سبيل الى استعمال السياسة من جانب العدو .
أمّا الحركات الوطنية فالتعامل معها سهلٌ وممكنٌ : وعود من الاستعمار بالجلاء ، ويأتي الوقت الموعود ، فيتذرع المستعمر بشتى المعاذير لتأجيل جلائه ، والساسة الوطنيون يغضبون او يتظاهرون بالغضب لإرضاء الجماهير .. والجماهير تثور ثورةصاخبة .. لكنها فارغة سرعان ما تنطفئ بعد الاستماع الى خطبة رنانة من الزعيم الوطني يعد فيها بانه لن يفرط في شبر من الارض .. وبين هذا وذاك تجري مفاوضاتٌ بين الساسة والاستعمار تنتهي الى اشياء تافهة يسمونها مكتسبات وطنية ، ليلعبوا بها على العامّة والرعاع ..
وقد تنتهي الى غير شي على الإطلاق ، ومع ذلك يقول زعيمٌ يعتبر من كبار الزعماء الوطنيين في العالم الاسلامي في العصر الحديث وهو سعد زغلول : خسرنا المعاهد وكسبنا صداقة الانجليز " ويقول : الانجليز خصوم شرفاء معقولون " .. وهذا الشيئ ما كان ليحدث لو بقيت حركة الجهاد الاسلامية كما كانت في مبدئها ولم تتحول الى وطنية على يد الزعيم الكبير . !!
ولا شك أن الوطنيّة في هذه الأيام أصبحت طاغوتاً يدين بها كثيرٌ من الناس ، بل وبعض المنتسبين إلى الدعوة والشريعة ، فصاروا يوالون عليها ، ويعادون عليها ، ويحبون لأجلها ويبغضون لأجلها ، فصارت معقد الإخاء والنصرة ، فحلّت محل الشريعة ، وتبوأت منزلتها ، وهذا ما يُراد بإحيائها وبعثها ، وهذا ما أراده المستعمر حين فرّق بلاد المسلمين إلى بلدان متجاورة متشاحنة ، تحمل بعضها على بعضٍ الضغائن والأحقاد لأجل بضعة أمتار أو كيلوات ، فصار الواحد من هؤلاء (الوطنيّين) لا ينظر الى غيره الا من منظار وطنه ،.
فمن كان عدوّاً لوطنه فهو عدوٌّ له بلاشك .. ولو كان من خيرة الناس وأفضل خلق الله ، ومن كان صديقاً لوطنه فهو صديقٌ له بلاشك .. ولو كان من أرذل الناس وشرِّ خلق الله ، وهذا هو الواقع المؤسف الذي يعايشه الناطق باسم الجماعة السلفية الأمريكية ، وإلاّ فما الذي يدعوه الى الفرح بإعلان الكويت حليفاً إستراتيجيّاً لأمريكا .. وواقع أمريكا كما بينّاه آنفاً ؟!
ومالذي جعله يعتقد بأن ما تفعله أمريكا في العراق هو تحريرٌ وليس إحتلالاً ، مع أن أمريكا بنفسها تسميه إحتلالاً ؟!
المقصود : أنّ شعار الوطنيّة ونحوها من الشعارات : شعاراتٌ تابعةٌ للشريعة وللإسلام ، وليس العكس ، ففي تعارضها يقدم الإسلام بلا شك أو تردد ، وهذا الأمر يسلِّم به أصغر موحِّد ، وللأسف أن هذا الأمر الذي لا يختلف فيه اثنان من أهل التوحيد صار ملتبساً على الناطق الرسمي باسم التجمع السلفي الأمريكي ..!!
وقدوتنا وحبيبنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم ضرب أروع الأمثلة في هذا الباب : فجعل الولاء لله وللمؤمنين والبراءة ممن ومما خالفهما ، ولذا نراه قد غزى مكةَ وطنَهُ ، وقاتل عمه وأقاربه وقومه ، ولم يثنه عن ذلك شيئٌ البتّة ، والسبب كما قدمنا : وضوح الولاء وجعله لله وأولياء الله .. ووضوح البراء وجعله لأعداء الله ،
ومن هنا نقول إن :- الولاء والبراء :
هو أصل الأصول ، وأساس الملّة ، ولا قيام للدين ، ولا رفع لراية الشريعة ، إلا عبر هذا الأصل ، وتحقيقه : تحقيقٌ للتوحيد ، ونقضه : نقضٌ للتوحيد ، والخطأ في فهمه وتطبيقه : يلزم منه الخلل في تصور التوحيد ، فلا إله الا الله : ولاءٌ وبراء ، ولم يأتِ في القرآن والسنة من الأدلة عليه وفيه مثله .. بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده .
وفي واقعنا الحالي ، فلا يخفى على من اطلع على ما قدمته في هذه الورقات ووعاه قلبه ، أن البراءة من أمريكا واجب شرعي ، وأن موالاتها جرمٌ عظيم ، وإثمٌ كبير ، وخطيرٌ جدُّ خطير ، وأنّها طاغوت من أشهر الطواغيت ، يجب الكفر بها وإعلان العداوة لها ، ومن والاها فقد والى الشيطان ، ومن أثنى عليها فقد أثنى على الشيطان ، فليتق الله من يزعم الإسلام ، ولا يكن لبنة في صرح الطاغوت ، وجندياً في صفِّه وحزبه ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أنه في آخر الزمان يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ، والمسلم قد يكفر بكلمة يقولها أو اعتقادٍ يعتقده ، ولا ينفعه إذ ذاك علمٌ قد تعلمه أو شهادات حصل عليها ، أو عمرٌ قضاه في الدعوة ونشر الخير ، فالعبرة بالخواتيم .
قال الله تعالى (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى 10/456:
" أمر المؤمنين أن يتأسوا بإبراهيم ومن معه حيث أبدوا العداوة والبغضاء لمن أشرك حتى يؤمنوا بالله وحده " .
وقال أيضاً 10/456:
" فقد أمرنا الله أن نتأسى بإبراهيم والذين معه إذ تبرءوا من المشركين ومما يعبدونه من دون الله ، وقال الخليل : (إنني براء مما تعبدون ، إلا الذي فطرني فإنه سيهدين ) ، والبراءة ضد الولاية ، وأصل البراءة البغض ، وأصل الولاية الحب ، وهذا لأن حقيقة التوحيد ألا يحب إلا الله ويحب ما يحبه الله لله فلا يحب إلا لله ولا يبغض إلا لله" .
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى :
" يقول تعالى لعباده المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبري منهم (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه) أي : وأتباعه الذين آمنوا معه ، (إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم) أي : تبرأنا منكم ، ( ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم ) أي : بدينكم وطريقكم ، (وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا ) يعني : وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا ما دمتم على كفركم فنحن أبدا نتبرأ منكم ونبغضكم ، (حتى تؤمنوا بالله وحده ) أي : إلى أن توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد".
و قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الدرر 2/22 :
"أصل الدين وقاعدته أمران :
الأول : الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له ، والتحريض على ذلك ، والموالاة فيه ، وتكفير من تركه .
الثاني : النهي عن الشرك في عبادة الله ، والتغليظ في ذلك ، والمعاداة فيه ، وتكفير من فعله ".
وقال أيضاً8/444:
"إن الإنسان لا يستقيم له دين – ولو وحد الله وترك الشرك – إلا بعداوة المشركين ، والتصريح لهم بالعداوة والبغض " .
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله11/545:
" وأجمع العلماء سلفاً وخلفاً ، من الصحابة ، والتابعين ، والأئمة ، وجميع أهل السنة :
أن المرء لا يكون مسلماً إلا بالتجرد من الشرك الأكبر ، والبراءة منه ، وممن فعله ، وبغضهم ، ومعاداتهم ، بحسب الطاقة والقدرة ، وإخلاص الأعمال كلها لله ".
وقال أيضاً رحمه الله2/266:
" ولهذا الأصل العظيم ، الذي هو ملة إبراهيم : شرع الله جهاد المشركين ، فقال : (وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين) (التوبة: 36) ، وفي الحديث : " بعثت بالسيف ، بين يدي الساعة ، حتى يعبد الله وحده لا شريك له " ومع هذا حذر الله نبيه صلى الله عليه وسلم وعباده المؤمنين من الركون إليهم ، فقال : (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً) ، وقال تعالى : (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) الآية ... ولا ريب أن الله تعالى أوجب على عباده المؤمنين ، البراءة من كل مشرك ، وإظهار العداوة لهم ، والبغضاء ، وحرم على المؤمنين موالاتهم ، والركون إليهم".
وقال الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد رحمهما الله1/432 :
" إن الإسلام لا يستقيم إلا بمعاداة الكاتب: عمر بن عبدالله العمر التاريخ: 01/01/2007 عدد القراء: 5499
أضف تعليقك على الموضوع
|
تعليقات القراء الكرام
|
|