|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
لاتناموا عن غوانتنامو
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا يوافي نعمه الكثيرة وآلائه الجسيمة القائل في محكم تنزيله: " إنما المؤمنين أخوة "
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، المبعوث بالحق رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة ، من أطاعه دخل الجنة ، ومن عصاه فقد أبى محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، القائل: " من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدره على أن ينصره أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة ".
ومن منطلق هذا الحديث وهذه الآية يتبين علينا نحن المسلمون الإحساس والشعور والاهتمام بمصاب المسلمين في كل مكان، أيّن كان جنسهم وأيّن كان عرقهم والوقوف بجانبهم جنبا إلى جنب ونصرتهم بالسلاح والدعاء وبكل ما نستطيع إمدادهم فيه .
فنحن الآن نشاهد ما آل إليه حال المسلمين اليوم في مشارق الأرض ومغاربها من اضطهاد في الدين، وقمع لحرية المسلم في ممارسته لشعائره الإسلامية ، وإبادة للإسلام وأهله، فنحن نرى التقتيل والتشريد وإنزال أشد أنواع التعذيب والتنكيل على المسلمين نساءً كانوا أو أطفالا أو شيوخا ، فقد قتّلوا الأطفال ويتموهم، وقتّلوا النساء ورمّلوهم واغتصبوهم، وقتّلوا الشيوخ والشباب وأسروهم وتشفّوا في تعذيبهم ، وكل ذلك لأنهم يشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم .
لكنني في هذا البحث أحببت أن أتطرق إلى نقطة مهمة تناساها أكثر المسلمين ألا وهي مشكلة " أسرانا في جوانتاناموا " .
لذا اخترت هذا الموضوع لكتابة البحث فيه وقلبي يقطر دما وفكري يتحسر ألما لأبين لإخواني ومن يطلع على هذا البحث مأساة إخواننا في جوانتاناموا، كما أتمنى أن يحرك هذا البحث شباب الإسلام وعلمائهم لنصرة إخواننا المجاهدين المأسورين في جزيرة نائية في كوبا .
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين .
لهفي على الإسلام يذبح أهله والقوم قومي حائرون نيام
الإهداء
إليكم وقد تناءت الديار ، وشط المزار ، وانقطعت الأخبار ، وحالت دونكم الفيافي والقفار ، وامتدت البراري والبحار، فتشمتت الكفار والأشرار ، وخذلكم من خذلكم من الفضلاء والأخيار!! .
إليكم أيها الأسود في القيود ، يا من ضربتم أروع أمثلة الثبات والصمود.
إليكم أيها الرجال ، أيها المجاهدون الأبطال ، يا من صنعتم ببطولاتكم في القتال والنزال ، حقائق أروع من المثال ، وأعظم من الخيال .
إليكم يا أسرانا في جوانتنامو ، نحييكم تحية الإجلال والإكبار ، يا من رفضتم خيار الذل والعار ، وآثرتم الإسار على الفرار.
إليكم أهدي هذا البحث لعل وعسى أن يبرأ ذمتي أمام رب العباد جل جلاله يوم لا ينفع مال ولا بنون.
المحتويات
* المقدمة 2
* الإهداء 3
* المحتويات 4
* الافتتاحية: 7
- الأدلة الشرعية على وجوب السعي في فكاك الأسرى 9 - أقوال العلماء في فكاك الأسرى 11 إظهار صور المعتقلين في وسائل الإعلام وأهدافه الخبيثة 14
- حقوق الأسرى 15
* بين الخطف والأسر:
- إحدى الوقائع التي تم فيها أسر إخواننا المجاهدين 17
* التدرج في معاملتهم :
- معتقلو طالبان والقاعدة في جوانتانامو (حلقة من برنامج (لقاء اليوم) بقناة الجزيرة ) 19
المحتويات
- حلق لحى أسرى القاعدة في أميركا بالإكراه 23
* رسائلهم ومعنوياتهم 24
* أسماؤهم وصورهم 28* أسماء 84 شخصاً قامت باكستان بالقبض عليهم 38
* بعض الصور عن القاعدة جوانتاناموا و بعض الصور
عن الأسرى : 43
* عدد أسرى جوانتانامو يصل إلى 625 أسير 51
* جوانتانامو .. ما جاني أمر ( مقالة ) 51
* بعض القصائد :
- قصيدة مجاهد إلى أمه 59
- أبتــــاه ماذا قد يخط بناني للشاعر : هاشم الرفاعي 60
- وا أمتاه للشاعر : د. عبد الرحمن صالح العشماوي 63
- لله درك يا مأسور في كوبا 64
- (( وثبة أسير )) قصيدة في أسرى كوبا .. للشيخ ( أبو عمر 65 الصاوي )
- أأسرانا ســلاما كيف أنتم 67
- قصيدة أحد أسرى جوانتاناموا 68
- ولكن لا حياة لمن تنادي للشاعر : شاكر الظلماوي 69
* الخاتمة 70* المصادر 73
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في محكم التنزيل (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله)
والصلاة والسلام على رسوله الكريم القائل (أطعموا الطعام وأفشوا السلام وعودوا المريض وفكوا العاني ) .
أما بعد ..
فإن اللسان ليعجز عن وصف مشاعر التخاذل التي نعيشها في عصرنا هذا..
أي شعور يمكن أن يعبر عنه من يرى بأم عينه ما يقع للمسلمين من ألوان الذل والهوان..
ولعل من مسلسل الإهانات التي يشاهدها المسلم كل يوم ما يقع لإخواننا المجاهدين في معتقل جوانتانامو في تلك الجزيرة الكوبية النائية حيث تصف لنا تلك المشاهد درجة الهوان الذي بلغته الأمة اليوم ..
إني طليق بيد أن أحبتي * في قبضة الطغيان منذ زمان
يتعاورون البطش والذل الذي * قد صار فينا باهض الأثمان
فإذا غفوت أرى جمال وجوههم *وإذا صحوت تهدني أحزاني
وأبيت في المحراب أدعو راجيا *فرج الكريم العادل المنان
ماذا أؤمل بعد أن عبد الهوى * وتعلق الزهاد بالرنان
وتخلت الأبطال عن درب الفدا * فتفرد الأقزام في الميدان
فإلى متى يبقى النحيب شعارنا *ونحمل الأخطاء للطليان
لقد تداعت الأمم الكافرة على المسلمين في هذا الزمان كما تتداعى الأكلة على قصعتها ، وكان من نتائج هذه (الحملة الصليبية ) التي تقودها (أمريكا) و أذنابها أن فقتلوا أمماً لا يحصيهم إلا الله تعالى وشردوا آخرين واحتلوا أراضيهم .
وكان من نتائج حملتهم الصليبية - والتي لم تنته بعد - التربص بالمجاهدين والعاملين للإسلام في كل بقعة من بقاع الأرض واعتقالهم ونقلهم إلى تلك الجزيرة النائية وسط المحيطات في معتقلات النازية الرهيبة ، ومعاملتهم بطريقة تدل على ما يحمله هؤلاء الأنجاس من حقد دفين على الإسلام وأهله.
وإذا كان الذين أسروا في أمريكا لمجرد الاشتباه بأن لهم علاقة بأحداث سبتمبر قد أخبروا بما لقوه من معاناة وإهانة وحقد وتعذيب وتجويع وتسهير في غرف غاية في الضيق ، هذا لمجرد الاشتباه ، فكيف بمن قبض عليه خارجاً أو داخلاً لأفغانستان لنصرة المسلمين هناك ، ولا قانون ولا أعراف تحميه أو تنطبق عليه ؟ .
يا كاتبَ التاريخِ أنصفْ أمة * * * ما أُنصفتْ من حملةٍ شعواء
ماذا جنوا إن كانَ كلُّ قديمهم * * * ذوداً عن الأوطانِ يومَ بلاءِ
أيكون فخراً للعدو إذا اعتدى * * * ويكونُ إرهاباً من السجناءِ
يا منطق الطاغوت سحقاً جملة * * * والعارُ للجبنـاءِ والشركاءِ
ما زالَ ترديدُ الدسائسِ حرفة * * * لذوي الضغائنِ من هوىً ورياءِ
إن العجب لاينقضي من مواقف المسلمين من هذه النازلة .. إذ في الوقت الذي تقوم كثير من دول الكفر ومنظمات الكفار الحقوقية باستنكار معاملة أسرى جوانتنامو وأحوالهم المعيشية .. وفي الوقت الذي يصدرون فيه البيانات التي تدل على شجبهم لها وعدم رضاهم عنها – ولو كان ذلك صورياً -، إلا أنهم أحسن حالاً من كثير من الدول والجماعات والمنظمات والهيئات المنتسبة للإسلام والتي لم تصدر شيئاً ولم تنبس ببنت شفة – مع أن كل الأسرى من أبنائهم وإخوانهم – وكأنه ليس لهم في المسألة ناقة ولاجمل.
ولا شك أن هذا من العار الذي يلحق الأمة وأبنائها ، فقد أمنت دولة الكفر وصارت تقتل من تريد وتنقل من تشاء إلى معتقلاتها - والله المستعان - .
ولم يكن وقوع الأسرى في أيدي الصليبيين أمراً غير متوقع في هذه الأحداث ، فهذه حرب يحصل فيها القتل والجرح والتشريد والأسر ، وكل من عزم على قتال عدوه فليعد العدة لكل ذلك ، ولا يمكن أن تنال العزة إلا بالتضحيات ، والأسر قد حصل لمن هم خير من أهل الأرض قاطبة في زماننا هذا ، لقد حصل لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،والله تعالى يقول (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ) .
ولما كان الأسر ملازماً لكثير من معارك المسلمين ، فقد خصت الشريعة الأسرى بأحكام جاءت في النصوص الشرعية دلالة على أهمية هذا الجانب لدى المسلمين ، وقد أسهب العلماء في الحديث عن هذا الجانب وتكلموا بكل مسائله.
الأدلة الشرعية على وجوب السعي في فكاك الأسرى
إن النصوص الشرعية العامة التي تحث على تناصر المسلمين وتعاونهم لا شك أنها تتناول نصرة أسرى المسلمين من باب أولى ومن تلك النصوص :
أن المسلمين أمة واحدة كما قال الله تعالى : ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدوني) وقال ( إنما المؤمنون أخوة)
قال القرطبي رحمه الله (تفسيره 16/322) على هذه الآية: " إنما المؤمنون إخوة : أي في الدين والحرمة ، لا في النسب ، ولهذا قيل : أخوة الدين أثبت من أخوة النسب ؛ فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين ، وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب" .
وقد ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه).
وثبت في الصحيحين أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره).
وثبت فيهما عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
وثبت فيهما أيضاً عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ، ثم شبك بين أصابعه).
قال النووي رحمه الله تعالى (شرح مسلم 16/ 120) "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره : أما كون المسلم أخا المسلم فسبق شرحه قريبا ، وأما لا يخذله : فقال العلماء : الخذل ترك الإعانة والنصر ، ومعناه : إذا استعان به في دفع السوء ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه ولم يكن له عذر شرعي" .
وقال ابن رجب رحمه الله (جامع العلوم والحكم) ص333 "ومن ذلك خذلان المسلم لأخيه : فإن المؤمن مأمور أن ينصر أخاه كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (انصر أخاك ظالما أو مظلوما )قال : يا رسول الله ، أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما ؟ . قال : (تمنعه من الظلم ، فذلك نصرك إياه ) خرجه من حديث أنس ، وخرجه من حديث جابر ، وخرج أبو داود من حديث أبي طلحة الأنصاري وجابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وتنتهك فيه حرمته إلا نصره الله في موضع يحب فيه نصرته ) ، وخرج الإمام أحمد من حديث أبي أمامة بن سهل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (من أُذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدره على أن ينصره أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة ) ، وخرج البزار من حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (من نصر أخاه بالغيب وهو يستطيع نصره الله في الدنيا والآخرة) " .
وهذه النصوص العامة التي تحث على تلاحم المسلمين وترابطهم وتناصرهم يأتي بعض الجهال لإبطالها جملة إذا ما أردنا إنزالها على الأسرى وذلك بقولهم " إن ما أصاب الأسرى هو بسبب خطأهم فما أصابهم يستحقونه ودعهم يتحملون تبعات خطأهم " وبهذا القول الجهال يتنصل المنهزمون من إنزال نصوص المناصرة العامة والخاصة على هؤلاء الأسرى ، وإذا لم يكن هؤلاء المجاهدون أحق الناس بالنصرة وهم الذين فارقوا الأهل والأوطان والأموال نصرة للمسلمين في أفغانستان ، فمن يا ترى يكون معنياً بالمناصرة ؟! .
علماً أن ذلك القول الجاهل يعارض أصول الشريعة ، وليس في الشريعة أبداً ما يدل على أن المسلم إذا أخطأ - لو سلمنا بخطئهم - فإن نصرته تسقط من أعناق المسلمين ، ولو كان كذلك لبطلت كل نصوص المناصرة والتعاون لأن كل ابن آدم خطّاء وبذلك لا داعي لمثل تلك النصوص .
وقد أوجب الله سبحانه على المسلمين تخليص إخوانهم من الأسر ولو كان بالقتال والأدلة على ذلك كثيرة منها:
قال عز وجل { إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير } .الآيات
قال القرطبي (8/56):
"يريد إن دعوا هؤلاء المؤمنون الذين لم يهاجروا من أرض الحرب عونكم بنفير أو مال لاستنقاذهم فأعينوهم فذلك فرض عليكم فلا تخذلوهم إلا أن يستنصروكم علي قوم كفار بينكم وبينهم ميثاق فلا تنصروهم عليهم ولا تنقضوا العهد حتى تتم مدته قال ا بن العربي إلا أن يكونوا أسرى مستضعفين فإن الولاية معهم قائمة والنصرة لهم واجبة حتى لا تبقى منا عين تطرف حتى نخرج إلي استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم حتى لا يبقى لأحد درهم كذلك قال مالك وجميع العلماء فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حل بالخلق في تركهم إخوانهم في أسر العدو وفي أيديهم خزائن أموال وفضول الأحوال والقدرة والعدد والقوة والجلد" .
قال ابن العربي رحمه الله ( أحكام القرآن 2/440):
( يريد إن دعوا من أرض الحرب عونكم بنفير أو مال لاستنقاذهم فأعينوهم فذلك عليكم فرض، إلا على قوم بينكم وبينهم عهد فلا تقاتلوهم عليهم ، يريد حتى يتم العهد أو ينبذ على سواء – إلى أن قال - إلا أن يكونوا أسرى مستضعفين ، فإن الولاية معهم قائمة ، والنصرة لهم واجبة بالبدن بأن لا يبقى منا عين تطرف حتى نخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك ، أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم، حتى لا يبقى لأحد درهم كذلك قال مالك وجميع العلماء.
فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حل بالخلق في تركهم إخوانهم في أسر العدو ، وبأيديهم خزائن الأموال وفضول الأحوال، والعدة والعدد والقوة والجلد)
ومن الأدلة :
ما ثبت في الصحيح أيضاً عن أبي جحيفة قال : قلت لعلي رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين ، هل عندكم من الوحي شيء ؟ قال : لا ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهماً يعطيه الله عز وجل رجلاً ، وما في الصحيفة . قلت : وما في الصحيفة ؟. قال : العقل ، وفكاك الأسير ، ولا يقتل مسلم بكافر .
وقد جرت سنة النبي صلى الله عليه وسلم على إنقاذ الأسرى وتخليصهم من العدو ، ففي الصحيح عن عمران بن حصين رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم ( فدى رجلا برجلين ) .
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( فكوا العاني وأطعموا الجائع ، وعودوا المريض ) رواه البخاري ومسلم ، العاني : الأسير .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ( قال ابن بطال : فكاك الأسير واجب على الكفاية . وبه قال الجمهور ، وقال إسحاق بن راهويه : من بيت المال) 6 /205. فتح الباري
* أقوال العلماء في فكاك ( الأسرى) : -****
وقد أفاض العلماء في بيان وجوب تخليص أسرى المسلمين والسعي في ذلك بكل طريق سواء كان ذلك بالمال أو البدن .
قال ابن العربي رحمه الله (أحكام القرآن 2/440) " إلا أن يكونوا أسرى مستضعفين; فإن الولاية معهم قائمة , والنصرة لهم واجبة بالبدن بألا يبقى منا عين تطرف حتى نخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك , أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم , حتى لا يبقى لأحد درهم ، كذلك قال مالك وجميع العلماء ، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حل بالخلق في تركهم إخوانهم في أسر العدو , وبأيديهم خزائن الأموال وفضول الأحوال والعدة والعدد , والقوة والجلد ".
قال القرطبي رحمه الله " قوله تعالى (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله) : حض على الجهاد ، وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب ويفتنونهم عن الدين ، فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته وإظهار دينه واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده وإن كان في ذلك تلف النفوس .. "
كما قال القرطبي أيضا : وتخليص الأسارى واجب على جماعة المسلمين إما بالقتال وإما بالأموال وذلك أوجب لكونهما دون النفوس إذ هي أهون منها ، قال مالك : واجب على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم ، وهذا لا خلاف فيه"
وقال : ولَعَمرُ الله لقد أعرضنا نحن عن الجميع بالفتن فتظاهر بعضنا على بعض ! ليس بالمسلمين ، بل بالكافرين ! حتى تركنا إخواننا أذلاء صاغرين يجري عليهم حكم المشركين ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
قال ابن جُزَيّ المالكي رحمه الله :( يجب استنقاذهم من يد الكفار بالقتال فإن عجز المسلمون عنه وجب عليهم الفداء بالمال، فيجب على الغني فداء نفسه ، وعلى الإمام فداء الفقراء من بيت المال ، فما نقص تعين في جميع أموال المسلمين ولو أتى عليها )
وقال ابن حجر الهيتمي في (تحفة المحتاج 9/237) " ولو أسروا مسلما فالأصح وجوب النهوض إليهم فورا على كل قادر " .
وقال أبو بكر الجصاص (أحكام القرآن 1/58) " وهذا الحكم من وجوب مفاداة الأسارى ثابت علينا .
قال العز بن عبد السلام رحمه الله :( وإنقاذ أسرى المسلمين من أيدي الكفار من أفضل القربات ، وقد قال بعض العلماء : إذا أسروا مسلما واحدا وجب علينا أن نواظب على قتالهم حتى نخلصه أو نبيدهم ، فما الظن إذا أسروا خلقا كثيرا من المسلمين
قال شيخ الإسلام ابن تيميه (الفتاوى28/635) :"فكاك الأسارى من أعظم الواجبات ، وبذل المال الموقوف وغيره في ذلك من أعظم القربات" .
روى الحجاج بن أرطاة عن الحكم عن جده : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب كتابا بين المهاجرين والأنصار أن يعقلوا معاقلهم ويفدوا عانيهم بالمعروف والإصلاح بين المسلمين .
وروى منصور عن شقيق بن سلمة عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أطعموا الطعام وأفشوا السلام وعودوا المريض وفكوا العاني ).
فهذان الخبران يدلان على فكاك الأسير ; لأن العاني هو الأسير وقد روى عمران بن حصين وسلمة بن الأكوع : أن النبي عليه السلام فدى أسارى من المسلمين بالمشركين ".
وقال شيخ الإسلام (فتاوى28/635) "فكاك الأسارى من أعظم الواجبات ، وبذل المال الموقوف وغيره في ذلك من أعظم القربات" .و قد سعى شيخ الإسلام رحمه الله سعياً حثيثاً في فك أسرى المسلمين واستنقاذهم، فخرج في شهر رجب سنة 699 هـ إلى مخيم بولاي ـ أحد قادة التتار ـ واجتمع به في فكاك من كان معه من أسارى المسلمين؛ فاستنقذ كثيراً منهم من أيديهم.
وكتب ابن تيميه ـ رحمه الله ـ رسالة مطولة إلى ملك قبرص «سراجسوان» أحد ملوك النصارى في شأن أسرى المسلمين عــند ذلك الملك، ضمنها دعــوة إلى ديـن الإســلام وعبادة الله ـ تعالى ـ وحده لا شريك له، وأظهر رحمته ومحبته الخير لكل أحد، كما أشار إلى مساعيه عند التتار في فك أسرى المسلمين وأهل الذمة من النصارى.
إلى أن قال ـ رحمه الله ـ: «أما يعلم الملك أن بديارنا من النصارى أهل الذمة والأمان ما لا يحصي عددهم إلا الله، ومعاملتنا فيهم معروفة؛ فكيف يعاملون أسرى المسلمين بهذه المعاملات التي لا يرضى بها ذو مروءة ولا ذو دين؟! أليس الأسرى في رعية الملك؟! أليست عهود المسيح وسائر الأنبياء توصي بالبر والإحسان فأين ذلك؟!».
ثم قال ـ رحمه الله ـ: «ومن العجب كل العجب أن يأسر النصارى قوماً غدراً أو بغير غدر ولم يقاتلوهم، والمسيح يقول: «من لطمك على خدك الأيمن فأدر له خدك الآخر»، وكلما كثرت الأسرى عندكم كان أعظم لغضب الله وغضب عباده المسلمين؛ فكيف يمكن السكوت على أسرى المسلمين في قبرص، سيما وعامة هؤلاء الأسرى قوم فقراء وضعفاء، ليس لهم من يسعى فيهم ... ».
وهكذا سلك الشيخ مسلك الترهيب من غضب الله وغضب أهل الإيمان، كما رغّب في فكاك الأسير وما فيـه من الثواب، إلا أن توعد الشيخ وتحذيره لذلك النصراني تكرر في غير موضع، ومـن ذلك قوله: «ثـم عنــد المسـلمين مــن الرجال الفـداويـة - لعلها بمعنى الفدائيين - الذين يغتالـون الملوك على فرشـها، من قد بلغ الملك خبرهم قديماً وحديثاً، وفيهم الصالحون الذين لا يرد الله دعواتهم ولا يخيب طلباتهم، الذين يغضب الرب لغضبهم ويرضى لرضاهم».
«فما يؤمن الملك أن هؤلاء الأسرى المظلومين ببلدته ينتقم لهم رب العباد والبلاد كما ينتقم لغيرهم، وما يؤمنه أن تأخذ المسلمين حمية إسلامهم فينالون منها ما نالوا من غيرها؟!».
ومع تعدد أوجه التشابه بين أحوال المسلمين في القرن الثامن الهجري (عصر ابن تيميه) وبين أحوال المسلمين في هذا العصر .
حيث لاحظنا الاهتمام الذي لقيه أولئك الأسرى حيث بدت المواقف العملية الصارمة من ابن تيميه ، وأما أسرى المجاهدين بكوبا (جوانتانامو)، وأسرى المجاهدين في كل مكان ؛ فلا بواكي لهم، فأين الاحتساب في قضيتهم؟ وأين المطالبة بحقوقهم؟! وأين الدعوة إلى العدل فيهم والإحسان في معاملتهم؟! وأين التضرع إلى الله ـ تعالى ـ واللجوء إليه أن يفك أسرهم ويرغم عدوهم؟!
إن ثمة وسائل متنوعة تجاه قضية أولئك الأسرى، ولا أظن أن سرد تلك الوسائل يعوزنا أو يعجزنا، وإنما داؤنا: وَهَنٌ في الإرادة والعزيمة.
قال رســول الله صلى الله عليه وسلم : «المسلم أخـو المسلم لا يظلمــه ولا يخذله».
ولا سيما أن الغرب نفسه ممثلاً في كثير من جمعياته التي تسمى بالإنسانية والحقوقية، والإعلاميين، وبعض السياسيين قد تذمروا من المعاملة المشينة لأولئك الأسرى المسلمين.
إظهار صور المعتقلين في وسائل الإعلام وأهدافه الخبيثة
تظهر صور المعتقلين المنشورة في كافة وسائل الإعلام عن أسرانا أنموذجا حقيقيا للإرهاب الدولي المنظم حيث ترمي أمريكا بذلك إلى إرهاب الآخرين والتلويح بأن مصيرهم سيكون مثل مصير هؤلاء إضافة إلى عنصر التشفى الذي يحرص الأمريكيون على إظهاره في كل مناسبة إلى درجة بلغت أن يتركوا هؤلاء
الأسرى في مقاعدهم لأكثر من يوم ونصف بلا أي حراك ومن دون تمكينهم من استخدام دورات المياه ثم يعلنون هذا لمجرد التشفي والتهكم والسخرية من هؤلاء الأسرى وما يمثلونه.
وتوضح الصور أن الأمريكيين حرصوا على تعطيل كافة الحواس: السمع والبصر وحتى الفم والأنف وضع عليها أغطية كثيفة،.
وبتأمل الصور تشعر بأن الأسرى يفتقدون حتى الإحساس بالمكان وربما الزمان
فقد يكون هذا راجع لتعطل الحواس المذكورة وقد يكون آسريهم استخدموا وسائل أخرى لهذا الغرض ،ومن الواضح من خلال تصريحات المسؤولين الأمريكيين
أنهم لن يترددوا في استخدام أي وسيلة يتم من خلالها إهانة وتحطيم هؤلاء الأسرى وبضمن ذلك رسالة إلى من ورائهم ممن يحمل نفس التوجهات.
وهذه الصور توضح عدة أمور:
1ـ ليتضح للجميع أنه لا يوجد قانون أو دستور أو أمة يمكن أن تعامل الأسرى
أحسن من المعاملة الشرعية المبينة في دين الإسلام،والسبب أن أمم الأرض أجمع التي خلقها الله من طينة واحدة والتي تتشابه في النزعات والعواطف والمشاعر قد يغلب عليها الحقد ومشاعر الكراهية في وقت من الأوقات فلا ترى بأسا في تغيير قوانينها التي تخالف أهوائها ورغباتها في الانتقام وذلك من أجل إشباع هذه الرغبات كما يحدث تماما في الوقت الراهن في الدول الغربية ومن ضمنها الولايات المتحدة.
وكما يحدث في كثير من البلاد حتى التي تنتسب إلى الإسلام وهي لا تطبقه .
أما الأمة المسلمة فليس لها أن تحكم عواطفها ومشاعرها بل هي أحكام مقننة وواضحة وغير قابلة للتحوير بل إن الإسلام نهى عن التمثيل بالقتلى ولو أن العدو فعل ذلك فالمسلم ملزم بهذه القوانين التي ليس له مجال لتغييرها وفق نزواته كما يفعله بالضبط الغرب مع قوانينه.
ومن ذلك يعرف من يسمون دعاة حقوق الإنسان أن ليس لهم أرض ثابتة يقفون عليها إن كانوا صادقين في دعاواهم إلا أرض الإسلام وإلا فبأي مرجعية يعتبرون حقوق الإنسان هذه؟
بمعنى من هو الذي يحدد حقوق الإنسان ويقول هذا من حقوقه وهذا ليس منها؟.
2ـ توضح هذه الصور أيضا مدى غطرسة الإدارة الأمريكية في التعامل مع هذه القضية وهي من وجه آخر توضح مقدار الرعب الذي يكتنفهم من هؤلاء الضعفاء الأسرى ،فالمشاهد يلاحظ عدد الجنود الذين يحيطون بالأسير الواحد حيث بلغوا في بعضها أربعة عشر جنديا أمريكيا مدججين بالأسلحة وأنظارهم جميعا متجهة صوب الأسير المقبوض عليه من الجانبين والمغطى رأسه بعدد من الأغطية للأذنين والعينين والفم والأنف!وهذا فقط ما تسمح الصور بإظهاره .
3ـ من خلال مشاهدة الصور يتضح بجلاء تعرض الأسرى للضرب الشديد
وربما إلحاق الإصابات بهم ويؤكد هذا ما أعلنته الإدارة الأمريكية أن كثيرا منهم جرحى، ومما يؤكد الأهداف القبيحة للإدارة الأمريكية في قضية هؤلاء الأسرى هذا التكتم الشديد على وضعهم وأخبارهم.
4ـ أيضا نشر هذه الصور يؤكد أن الإدارة الأمريكية لا تقيم أي وزن لمشاعر العالم الإسلامي ولا للإسلام الذي يجرم مثل هذه الأفعال وينهى المسلمين عنها. بل تقوم بنشرها زيادة في الإذلال والإهانة وكأنها تقول هؤلاء أبناؤكم وفلذات أكبادكم في أيدينا نفعل بهم ما نشاء من غير أن يجرؤ أحد منكم على المطالبة بهم .
حقوق الأسرى ...
فأولاً : العلماء والدعاة والخطباء
فعليهم بيان الحق للناس ، وتعليم الناس ما يلزمهم تجاه إخوانهم المعتقلين ، وتبصيرهم بواقع أعدائهم ، والدفاع عن المجاهدين ، وكتابة البيانات والفتاوى للأمة في ذلك ، والتحدث عبر الخطب والمحاضرات والكلمات لعموم المسلمين والحث على تخليص الأسرى وتفعيل دور المسلمين وترتيب جهودهم لذلك الأمر .
وثانياً : أئمة المساجد
ومن حقوق الأسرى عليهم القنوت لهم في صلواتهم ، فإن هذا الموضع من النوازل التي قنت لها النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول : ( اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة ، اللهم أنج سلمة بن هشام ، اللهم أنج الوليد بن الوليد ، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك على مضر ، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف) .
وثالثاً : التجار وأهل اليسار
فعلى التجار أن يبذلوا أموالهم لكل مجهود يؤدي إلى فكاك الأسرى ، سواءً كان ذلك المجهود بالبدن كالقتال ، أو كان بالمال كالفداء أو استئجار من يطالب بهم ويترافع عنهم وينشر قضيتهم في وسائل الإعلام .
ورابعاً : الهيئات والمنظمات الإسلامية
فيجب على هؤلاء القيام مع الأسرى والدفاع عنهم في المحافل الدولية والمطالبة بتخليصهم ، وقد قدمنا الأدلة على وجوب ذلك .
وخامساً : عامة المسلمين
فعليهم الوقوف مع أسرهم ، والدعاء لهم في خلواتهم وأوقات الإجابة ، ففي مسلم عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك : ولك بمثل) ، وعليهم وتحريض العلماء والتجار على مواصلة مناصرة الأسرى بكل وسعهم .
وسادساً : أصحاب المناصب
فعلى كل صاحب منصب أياً كان موقعه أن يستخدم منصبه ووجاهته ونفوذه لفكاك أسرى المسلمين ، فبما أنه ينتمي لهذه الأمة وهو قادر على صنع شيء لهم فالواجب عليه أن يسارع لبذل مجهوده ووسعه في تخليص أسرى المسلمين .
وسابعاً : رجال الإعلام
فعلى رجال الإعلام وأصحاب المنابر الإعلامية سواء كانت قنوات أو إذاعات أو صحف أو مجلات أو مواقع على الإنترنت ، على هؤلاء جميعاً إن كانوا ينتسبون لهذه الأمة أن يكتبوا ويقولوا ما يكون سبباً لفكاك إخوانهم الأسرى ويحثوا الأمة على مواصلة المطالبة بفكاكهم ، وينشروا قضيتهم ويتتبعوا أخبار الأسرى ومعاناتهم ، وعلى من كان يجد منبراً في الصحف الغربية أن يكتب عن حال الأسرى ويثير قضيتهم بشكل دائم وبأساليب متفرقة تثير الرأي العام الغربي على حكوماته ، وعلى كل من استطاع أن يطلع على قوانين النصارى الخاصة بالأسرى أن يحرص لإخراج المتناقض منها وأن يخرج منها ما يفيد فكاك الأسرى أو التخفيف عليهم أو طلب مزيد من الحقوق لهم .
والسبل المذكورة سلفاً ما هي إلا تذكرة على سبيل المثال لا الحصر ، ومن الواجب بذلها لفكاك الأسرى وبذلها أيضاً لمن أصبح الأسر منهم قاب قوسين أو أدنى .
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان ، هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
- بين الخطف والأسر :
كيف تم أسر المجاهدين ؟
كثير من الأسرى في سجن جوانتانامو لم يقعوا في الأسر على يد الأمريكان إذ أن في الأمريكان من الجبن والخوف وحب الحياة وكراهية الموت ما يجعلهم يتقون مقابلة الأسد الضواري من المجاهدين ..
لكن هؤلاء المجاهدين إنما وقعوا في الأسر -في كثير من الحالات- بسبب خيانات المنافقين الذي أظهروا الانتماء للإسلام ..في باكستان و أفغانستان خصوصاً وفي بقية الدول المستسلمة عموماً .
وإليك أخي الكريم إحدى الوقائع التي تم فيها أسر إخواننا المجاهدين
استطاعت الحكومة الباكستانية العميلة خلال أشهر العدوان الصليبي على أفغانستان القبض على ما يقرب من 160 أسيراً من الأنصار الذين جاءوا إلى أفغانستان للدفاع عن المسلمين ، وهؤلاء الأسرى كانوا على مجموعات أسرت داخل الأراضي الباكستانية في أنحاء متفرقة كلها في المناطق الحدودية لأفغانستان ، وأكثر تلك المجموعات وكانت تقارب 130 مجاهداً خرجوا من أفغانستان في يوم 28/9/1422هـ وكان خروجهم من الجهة المتاخمة لولاية ننجرهار الأفغانية ، وهؤلاء الأخوة معظمهم من الشباب الذي قدموا إلى أفغانستان قبيل العدوان الصليبي على أفغانستان وبسبب عدم إكمالهم للتدريب قرروا أن يخرجوا لعدم معرفتهم بأسلوب الحرب القادمة ، فخرجوا وتنقلوا في مناطق القبائل لمدة أربعة أيام وقرر عدد من أفراد إحدى القبائل التي استضافتهم أن يعرضوا بيعهم على الاستخبارات الباكستانية وبعد موافقة الاستخبارات على تلك الصفقة ليقدموهم قرباناً باكستانياً لراعية الصليبية العالمية ، عاد أولئك النفر إلى المجاهدين وأمنوهم وأحسنوا إليهم حتى طلبوا منهم تسليم أسلحتهم حتى لا ينكشف أمرهم أثناء خروجهم ودخولهم إلى القرية ، ووافق الأخوة ، وفي ليلة ظلماء نفذ الخونة فعلتهم وقالوا للأخوة هناك قوات باكستانية حول القرية علمت بوجودكم ولا بد أن ننقلكم إلى منطقة أخرى بعيدة من هنا ولا بد من التحرك بسرعة ، وتحرك الأخوة بحسن نية وانقادوا وراء الخونة حتى جمعوهم من أنحاء متفرقة في أحد المساجد ، وبعد ذلك جاءت القوات الباكستانية المسلحة وطوقت المكان وطلبت من الجميع أن يلزم الهدوء وبدءوا بإركاب الأخوة في حافلات كبيرة تمهيداً لنقلهم إلى بشاور ، وأثناء سير إحدى الحافلات قبل منطقة صدى ، قام أحد الأخوة وهو عمر الفاروق من الجزيرة بسحب سلاح أحد الحراس بعد اشتباك معه ثار جميع من في الحافلة على الحرس وسحبوا أسلحتهم وقتل من الأخوة 10 نسأل الله أن يتقبلهم وقتل من الباكستانيين 6 جنود واصطدمت الحافلة وفر كثير من الأخوة من هذه الحافلة ومن حافلات أخرى توقفت بسبب الحادث ، وعاد الباكستانيون وسيطروا على البقية الباقية وقادوهم إلى السجن ومن ثم نقلوا إلى إسلام أباد تمهيداً لنقلهم إلى أفغانستان لترحيلهم حيث تريد أمريكا التي ستستلمهم في أفغانستان ، علماً أن باكستان أثناء تحقيقها مع الأخوة لم تستطع إثبات الجرم على أحد فلم ترحل إلا بعضهم ولا زال أكثرهم في سجونها .
والبقية الباقية من الأخوة المتممة لإجمالي العدد كانت الحكومة الباكستانية قد قبضت عليهم أثناء محاولتهم الدخول إلى أفغانستان وبعضهم من الذين يعيشون في أرضها وخاصة من الفلسطينيين ولا نعرف أسماءهم .
وقد يتبادر سؤال إلى أذهان الكثير لماذا كل هذه الأحداث حصلت بعد العيد بيومين ولم تنقلوها لنا إلا اليوم ؟
نقول إن خشية إحباط مساعي إطلاق سراحهم من قبل أطراف عدة ومن علماء باكستان خاصة هي التي دفعتنا إلى عدم الاستعجال لنشر خبرهم ، فقد تدخل عدد من الشخصيات وتوسطوا لدى طواغيت باكستان لإطلاق سراحهم مع ضمان خروجهم من البلاد فوراً ، وكانت الحكومة الباكستانية تماطل وتعد خيراً ، وأحياناً يتحدث بعض المسؤولين عن صفقة لإطلاق سراحهم ، وعندما بدأ ترحيل بعضهم إلى أفغانستان رأى الساعون في فكاكهم أن الأمر خرج من أيديهم ، ولا بد من نشر أسمائهم ليتولى أهلهم الضغط على حكوماتهم وعلى الحكومة الباكستانية بجميع الوسائل وشتى السبل لإطلاق سراحهم خصوصاً أنهم لم يرتكبوا أي جريمة ، علماً أن المجاهدين يحرصون أشد الحرص على فكاكهم عن طريق مبادلتهم بأسرى من الصليبيين نسأل الله أن يمكن من رقابهم ، إلا أن واجب فكاك هؤلاء الأسرى ليس معلقاً بأهلهم أو بالمجاهدين فقط ، بل هو واجب المسلمين جميعاً بجميع طبقاتهم والرسول صلى الله عليه و سلم يقول كما روى البخاري عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( فكوا العاني ) يعني الأسير .
وروى البخاري أيضاًَ عن أبي جحيفة قال قلت لعلي بن أبي طالب هل عندكم كتاب ؟ قال لا ، إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم أو ما في هذه الصحيفة قال قلت فما في هذه الصحيفة قال ( العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر ) .
ورأي جمهور علماء المسلمين على أن فكاك الأسير واجب على الكفاية لهذين الحديثين وغيرهما ، ونحن نعلق فكاك هؤلاء الأسرى في رقاب المستطيعين من المسلمين فقد بذلنا وسعنا لفكاكهم ، ولا زلنا لا نألوا جهداً في ذلك ، إلا أننا نقول للمسلمين جميعاً هؤلاء أبناء المسلمين الذين نفروا ليدافعوا عن حياض هذا الدين ، هؤلاء الذين هبوا ليدافعوا عن دماء وأعراض المسلمين ، إذا لم تنفروا لفكاكهم فمن ينفر إذا ً ؟ ولو كانوا يهوداً أو صليبيين لرأينا كيف يستنفر العالم لفكاكهم ، ولكن أبناء المسلمين لا بواكي لهم .
- التدرج في معاملتهم :
معتقلو طالبان والقاعدة في جوانتانامو
18-9-1423 هـ
حلقة من برنامج (لقاء اليوم) بقناة الجزيرة .
مقدم الحلقة: أحمد بركات
ضيف الحلقة: محمد صغير -أول باكستاني يفرج عنه من غوانتانامو
الموضوعات الرئيسية :
- طريقة اعتقال رجال دوستم ومعاملتهم لأسرى طالبان
- عملية نقل الأسرى إلى قندهار ثم إلى غوانتانامو
- طريقة معاملة الأميركان لأسرى طالبان في غوانتانامو
- طبيعة التحقيقات الأميركية مع الأسرى وطريقتها
أحمد بركات: مشاهدينا الكرام، نرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج (لقاء اليوم) وضيفنا الشيخ محمد صغير (أول باكستاني أفرج عنه من سجن جوانتانامو بكوبا). نرحب بفضيلة الشيخ محمد صغير.
سؤالنا متى اعتقلتم؟ وكيف؟ وأين ومن الذين اعتقلوكم؟
محمد صغير: اعتقلت في قندز من قِبَل رجال دوستم عندما استسلمت قوات طالبان، وكنت مع جماعة التبليغ، وقد حاولت الخروج قبل استسلام طالبان، ولكن بعض القادة منعونا، وطلبوا منا العودة إلى مناطق طالبان بحجة أن الطرق وعرة، ولا يمكن خروجنا من قندز.
وعدنا إلى هناك، وركبنا شاحنات قبيل منتصف الليل، وفجأة جاءت طائرات الهليكوبتر وبدأت في قصفنا، وسقط العديد من القتلى، وكنت أرى كتل اللهب تشتعل في الشاحنات التي طالها القصف، في الصباح جاءت قوات دوستم، ودفنت القتلى والجرحى وهم أحياء، أما الذين بقوا على قيد الحياة، فقد قامت قوات دوستم بتفتيشهم ومصادرة كل ما يملكونه من نقود وساعات وأحذية وملابس وأي شيء كانوا يعتبرونه ذا قيمة، وكان يساعد دوستم الهزارة أيضاً، بعد ذلك قيدوا أيدينا وأرجلنا، وعصبوا أعيننا، ووضعونا في شاحنات نقلتنا إلى مزار الشريف، وهناك قاموا بتعذيبنا، ثم نقلونا إلى حاويات كبيرة، ووضعوا أعداداً كبيرة في كل حاوية، والحاوية التي كنت فيها كان داخلها مائتان وخمسون شخصاً أغلقوا علينا باب الحاوية بشكل محكم، لم يكن هناك مجال للتنفس إضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة في الحاويات المعدنية وظلامها، لم نكن نعلم إلى أين نحن متجهون، ولكن علمنا فيما بعد أننا نقلنا إلى شيبرغان.. وعند وصولنا إلى شيبرغان أنزلونا بعد كان حوالي 50 فرداً منا قد ماتوا مختنقين، وهناك بعض الحاويات التي مات كل من فيها، وبعضها لم ينج منها إلا القليل، وقام بعد ذلك الجنود بنقل الموتى إلى قلعة (دشت جلي) الصحراوية لدفنهم.
أحمد بركات: كيف تعامل معكم رجال دوستم حين اعتقالكم؟ وهل تعرضتم للضرب؟
محمد صغير: كان عددنا حوالي ثلاثة آلاف شخص، ووضعوا في كل غرفة 70 نفراً، علماً بأن حجم الغرفة لا يتجاوز الثمانية أقدام طولاً وثمانية أقدام عرضاً، كان الوقت هو الحادي عشر من رمضان، هذا الذي أذكره، كانوا يعطوننا إبريقاً من الماء وستة أرغفة، كنا نجاهد لنبقى على قيد الحياة، واستمر بنا الحال هكذا سبعة أيام، تدخل بعدها الصليب الأحمر الدولي، وأرسل بعض الشاحنات المليئة بأكياس الأرز، ولكن جماعة دوستم والهزارة قاموا بمصادرتها ونقلها إلى بيوتهم، مع أنها كانت مرسلة إلينا، مرات نادرة أطعمونا بعض الأرز، كان غذاؤنا طوال شهر ونصف عبارة عن قطعة من الخبز فقط طوال اليوم.
أحمد بركات: كيف تم نقلكم إلى قندهار؟ وهل كُبِّلت أيديكم وأرجلكم؟
محمد صغير: جاء الأميركيون وأخذونا على شكل مجموعات، كل مجموعة تضم خمسة عشر شخصاً قيَّدوا أيدينا وأرجلنا، ووضعونا في شاحنات نقلتنا إلى المطار، حيث نقلنا من هناك بطائرات هليكوبتر إلى قندهار، كانت مجموعات أخرى قد سبقتنا ومجموعات أخرى قد وصلت في اليوم التالي، وبقينا في قندهار ثمانية عشر يوماً.
أحمد بركات: هل لكم أن تصفوا لنا عملية نقلكم من قندهار إلى جوانتانامو؟
محمد صغير: حلقوا رؤوسنا وشواربنا ولحانا، ثم قيدونا وربطوا أعيننا، وحملونا مرةً أخرى في شاحنات إلى المطار، حيث كانت طائرات كبيرة في انتظارنا، وربطونا إلى كراسينا، وعندما كنا بحاجة للذهاب إلى الحمام خلال هذه الرحلة كانوا يأخذوننا مقيدين إلى حمام صغير مظلم، كانت المضيفات خلال هذه الرحلة يناديننا بالعسكر، وقدمن لنا تفاحة، ثم تفاحة أخرى، وأحياناً قطعة من الخبز، ولم يمنعوا عنا الماء طوال هذه الرحلة، توقفت الطائرة في مكان ما لمدة نصف ساعة للتزوُّد بالوقود، وقد استغرقت الرحلة إلى كوبا نحو اثنين وعشرين ساعة.
أحمد بركات: عندما وصلتم إلى جوانتانامو بعد رحلة شاقة، هل أُتيحت لكم فرصة الاستراحة، أم بدأ التحقيق معكم فوراً؟
محمد صغير: بعد ما أنزلونا من الطائرة نقلونا بشاحنات إلى مجمع السجن، ولم نكن نعلم أين نحن، وعلمنا بذلك فيما بعد.
الرحلة من الطائرة إلى السجن استغرقت نصف ساعة، وعندما وصلنا انهالوا علينا بالضرب المبرِّح، وأصيب معظمنا بجروح، وعانينا آلاماً شديدة، ثم أجلسونا على الأرض في ساحة المعتقل لمدة ثلاث ساعات ونقلونا واحداً تلو الآخر إلى زنازين انفرادية.
أحمد بركات: هل لكم أن تصفوا لنا زنازين جوانتانامو من حيث السعة ومن حيث التجهيزات؟
محمد صغير: الزنازين محاطة بشبك من جهاتها الأربع، ومغطاة بسقف حديدي ومساحة كل زنزانة حوالي ستة أقدام كان عن يمين زنزانتي 24 زنزانة وعن شمالها 24 زنزانة أخرى، أي أنه في كل مجمع 48 زنزانة، كل زنزانة مزودة ببطانيتين ومنشفتين وشال وفرشاة إسفنجية رقيقة ودلوين واحد للماء وآخر لقضاء الحاجة، كانوا يملئون دلو الماء بواسطة أنبوب من خلال فتحات الشبك، بينما يقوم الجنود بتفريغ الدلو الآخر، وكانوا يخرجوننا كل أسبوع مرتين ولمدة نصف ساعة خارج الزنزانة ويسمحون لنا بتغيير ملابسنا مرة كل ثمانية أيام.
أحمد بركات: هل كنتم تشعرون بوجود حرية دينية، وهل كان يسمح لكم بأداء الصلاة ورفع الأذان والوضوء بحرية؟
محمد صغير: لقد أوجدوا لنا مشاكل كثيرة واستفزونا بشكل كبير حينما منعونا من الأذان والصلاة، والذي كان يؤذن أو يصلي يتعرض للضرب، ولم يكن يسمح لنا بالتحدث إلى بعضنا، ومن يخالف يتعرض للضرب، ولم يكن يسمح لنا بالتحدث إلى بعضنا، ومن يخالف يتعرض للضرب أيضاً، كانوا فقط يعطوننا عشر دقائق للأكل، ثم يرفعونه سواء أكملناه أم لا، هذه الاستفزازات دفعتنا للجوء إلى الإضراب عن الطعام، بعد الإضراب قام المشرفون على السجن بالتوقف عن ممارساتهم الاستفزازية وإهانة شعائرنا، وأعطونا نصف ساعة للطعام واستمروا بالسماح لنا بمغادرة الزنزانة مرتين في الأسبوع، كل مرة لمدة نصف ساعة وسمحوا لنا بالتحدث مع بعضنا، وركبوا مكبر صوت لرفع الأذان وكانوا يستخدمون في البداية شريطاً مسجلاً بصوت مؤذن عربي، ثم سمحوا لنا بعد ذلك برفع الأذان بأنفسنا.
أحمد بركات: كيف كانت نوعية الطعام والشراب، وهل كانت الكميات كافية للأسرى؟
محمد صغير: صباحاً كانوا يعطوننا بيضاً وبعض الحلوى المصنوعة من الدقيق والماء دون أي سكر أو ملح أو زيت وكوب حليب وقطعة خبز وكوب شاي، على الغذاء كانوا يعطوننا قطعة كيك وعلى العشاء أرز وفاصوليا وكوب حليب وسبانخ وخبز، وأحياناً كانوا يعطوننا برتقالة أو تفاحة على العشاء أو الفطور، وكانوا يقدمون لنا لحم بقر أو سمك أو دجاج مرتين أسبوعياً.
أحمد بركات: هل كنتم تلقون الرعاية الصحية وعندما يمرض إنسان هل كان يتم نقله فعلاً وبسرعة إلى الطبيب أم يبقى يعاني؟
محمد صغير: كان هناك طبيب يقوم بفحص السجناء بانتظام وفي أوقات محددة وإذا كان هناك شخص مريض بشكل حاد ينقل إلى مستشفى عسكري، وفي أغلب الأحيان كان يتم العلاج داخل الزنازين.
أحمد بركات: هل التقيتم ببعض السجناء العرب وهل تحدثتم إليهم وهل تعرفتم على بعض أسمائهم؟
محمد صغير: كان هناك كثيرون من السجناء العرب، ولا أتذكر معظمهم، ولكن كان هناك أشخاص من الرياض والبحرين والمدينة ومكة وفلسطين، كانت زنازيننا متجاورة، وكنا نتحدث مع بعضنا، أذكر من السجناء العرب عبد الرحمن من الرياض، وإبراهيم من مكة والحاج من مكة، وبروش من المدينة وخالد من الكويت، كنت أعرف الكثيرين، ولكن الآن لا أذكر منهم إلا القليل مثل عبد العزيز من مكة.
أحمد بركات: هل سمعت عن وجود مصور قناة (الجزيرة) الذي كان يعمل في كابول ويدعي سامي، هل سمعتم عنه شيئاً أو التقيتم به؟
محمد صغير: لم أسمع به أو التقي به.
محمد بركات: على ماذا كان يتركز التحقيق؟ وما هي الأسئلة التي كانت تتكرر بشكل دائم أثناء التحقيق؟
محمد صغير: كانوا يسألوننا بشكل مستمر: هل تعرف أحداً من القاعدة؟ هل تستطيع التعرف على أحد منهم؟ وكانوا يعرضون علينا صوراً ويطلبون منا التعرف على أصحابها، كانوا يسألوننا.. هل تعرف أسامة بن لادن؟ وأين هو؟ كان جوابي: أنني لا أعرف أحداً ولم أر أسامة في حياتي، ولم أسمع بالقاعدة، لم أسمع بهذا الاسم من قبل، ولم أكن أعرف ما هي القاعدة، وفقط عرفت من خلال المحققين أنها اسم تنظيم.
أحمد بركات: هل كنتم تتعرضون للضرب خلال التحقيق؟
محمد صغير: أنا شخصياً لم أضرب خلال التحقيق، ولكن سمعت أن العرب يتعرضون للضرب المبرح خلال التحقيق، كانوا يضربونهم بقوة، لدرجة أن بعضهم كان يغمى عليه، العرب كانوا يمتنعون عن الحديث وكان التحقيق يستمر معهم 4 ساعات وأحياناً 6 ساعات أو أكثر وكانوا يلجأون للإضرابات بشكل مستمر.
أحمد بركات: على ضوء تجربتكم وكونكم خرجتم من السجن هل تعتقدون بأن جميع من هم في جوانتانامو مذنبون أم أن بينهم أبرياء؟
محمد صغير: حسب اعتقادي فغالبية الذين في جوانتانامو أبرياء ولم يرتكبوا ذنباً يعاقبون عليه، وربما يكون من بينهم بعض المذنبين، ولكن الأغلبية أبرياء.
أحمد بركات: هل كان يسمح لكم بمراسلة ذويكم وكم مرة في الأسبوع وفي الشهر؟
محمد صغير: كان الصليب الأحمر يقوم بنقل رسائلنا وكان الجنود يزودوننا بالأوراق والأقلام، وكنا نكتب رسائل إلى ذوينا وإلى أهلن الكاتب: ضــاري الفضلـــي التاريخ: 01/01/2007 عدد القراء: 6593
أضف تعليقك على الموضوع
|
تعليقات القراء الكرام
|
|