ماهو دور أنيس النقاش في عملية إغتيال رفيق الحريري؟؟ الجزء الاول
عبد الله الفقير
مثلما قلنا سابقا,فان سقطات اللسان التي تصدر عن بعض الاشخاص هنا وهناك,لهي اهم بكثير في معرفة الحقيقة من الاعترافات التي تنتزع بالتعذيب والاكراه,خصوصا عندما تصدر تلك السقطات من جهات لها تاريخ معروف ,وزلة اللسان التي سنتطرق اليوم لها سقطت عن لسان انيس النقاش في لقاء اجري معه قبل ايام في احدى القنوات الفضائية اللبنانية ,فضحت دوره "الخفي" في عملية اغتيال الحريري,
و ليس هذا فقط,
بل فضحت دوره الاكبر في الترويج للمشروع الايراني في المنطقة,
ومن خلال هذا المقال الذي سيكون على اكثر من حلقة,سوف نعرف من هو انيس النقاش هذا, وما هو تاريخه, ومن هم شركاؤه, وما هي اهدافه, ثم لنصل الى هدف المقال والذي هو تشخيص دوره في ملف اغتيال الحريري,
فيما سيكون الهدف الثانوي او العرضي ,هو معرفة السبب الحقيقي الذي جعل ايران ترفض ترشيح اياد علاوي لرئاسة الحكومة حتى لو اضطرها ذاك الى قلب العراق عاليه سافله!!! .
من هو انيس النقاش؟:
ربما لا يعرف كثير من العراقيون من هو انيس النقاش اللبناني الشيعي لانه بعيد عن الساحة العراقية "ظاهريا",لكن عندما نذكر لهم بان انيس النقاش هو صاحب مشروع تكوين ما يسمى بالحرس الثوري الايراني بعيد الثورة الخمينية , فسوف يلعنونه الف مرة !!.
يقول النقاش:
((أنا كتبت مشروع الحرس الثوري، لأن جلال الدين الفارسي جاء إلى منزلي قبل سفره إلى إيران وقال لي: لدينا خوف كبير من أن تتكرر تجربة محمد مصدّق وأن يقوم الجيش غير الممسوك وضباطه الذي تدربوا في أميركا بانقلاب عسكري. قلت له: لنبنِ إذا جيشاً رديفاً. لنبن حرساً يحمي الثورة. فقال لي: هل يمكنك أن تكتب لنا مشروعاً في هذا الشأن؟ وكتبت المشروع، وأسميته "الحرس الثوري"، وذكرت في المشروع أن تشكيلات الحرس يجب أن يكون تسليحها خفيفاً (كلاشينكوف وآر بي جي) وأن يتم توزيع العناصر على جميع ثكنات الجيش كالشرطة العسكرية، حتى إذا أراد الجيش القيام بانقلاب تبادر عناصر الحرس إلى إفشال الانقلاب.)).
انضم النقاش الى حركة فتح الفلسطينية في لبنان,وكان اسمه الحركي فيها هو "مازن",وكانت غايته الظاهرية تشكيل قوات لبنانية" شيعية " في جنوب لبنان وامدادها بالسلاح عن طريق حركة فتح الفلسطينية لمحاربة الصهاينة ,لكنهم في الباطن كانت غايتهم استغلال الظروف لتدريب عناصر ايرانية تابعة للخميني من اجل اسقاط الشاه!!,
يقول النقاش :
((كانت هناك مجموعات إسلامية التحقت بحركة فتح وكانت معنا في الكتيبة الطلابية، ثم أصبحت الآن من القيادات العسكرية البارزة لحزب الله. وكانت هناك مجموعات إسلامية جاءت إلينا وقالت: إننا لا نريد الانضواء في فتح ولكننا نريد أن نتدرب وأن نتسلح وأن ندافع عن القضية الفلسطينية من دون الانخراط المباشر في الحركة، لأن لدينا اتجاهاً إسلامياً ولا نستطيع أن نمارس خياراً إسلامياً مع غير الإسلاميين. هؤلاء أصبحوا مسؤولين كباراً في حزب الله)).
أي ان حركة فتح الفلسطينية كانت تدرب قيادات وعناصر حزب الله بحجة انهم يريدون الدفاع عن فلسطين
(ومن هؤلاء كان عماد مغنية زميل انيس النقاش),وانتم ترون كيف انقلب حزب الله على حركة فتح وكان اول من غرس خنجره في ظهرها ,
بل وانظروا كيف استغلوا القضية الفلسطينية من اجل تسليح انفسهم وتكوين ميليشيات خاصة,وهي نفس الشعارات التي ما زالوا يرفعونها الى اليوم مع انهم لم يطلقوا رصاصة واحدة من اجل فلسطين
(كل المعارك التي خاضها حزب الله مع اسرائيل كانت داخلية ومن اجل الجزء الشيعي من لبنان وليس من اجل فلسطين ولا حتى من اجل لبنان بشكل عام !!,بل ما زال حزب الله يمنع أي تواجد للاطراف المسلحة المعادية لاسرائيل فوق اراضي الجنوب ويمنعها من القيام باي عمل مسلح ضد اسرائيل !!).
ثم يقول النقاش:
((أول من رتب لقاء "فتح" مع السيد موسى الصدر، هو الحاج طلال (سمير أبو غزالة) الذي كان مسؤولاً عن إقليم لبنان في حركة فتح.
- في أي سنة كان ذلك؟
في بداية السبعينات، وما عدت أذكر في أي سنة بالتحديد. ربما في سنة 1971... أخبرني الحاج طلال أن الصدر اقترح فوراً تشكيل "كتائب الإمام علي لتحرير فلسطين" لتعمل تحت إشرافه. وهذا الاقتراح ظهر قبل تأليف حركة أمل بالطبع. أي إنه كان يريد جناحاً عسكرياً باسم "كتائب الإمام علي لتحرير فلسطين"... وفي النهاية اتفق على أن يكون هناك حركة باسم "أفواج المقاومة اللبنانية" (أمل)، والذي أطلق عليها هذا الاسم هو الأخ ياسر عرفات نفسه. وجرى التخلي عن اسم "كتائب الإمام علي"، وافتتح أول معسكر لتدريب حركة أمل بمساهمة من حركة فتح، وكان المدربون ضباطاً من حركة فتح.)).
وهنا يظهر جليا النزعة الطائفية لموسى الصدر وللشيعة عموما حتى في ذلك الوقت الذي لم يكن للطائفية أي ذكر في المنطقة العربية ,فلم يكن هنالك دجيش باسم "فيلق عمر", فلم كان الشيعة يحاولون ايجاد "فيلق علي"؟!!, والغريب ان حركة امل هذه كانت اول من بطش بالفلسطينيين وبحركة فتح تحديدا بعد ان انتصرت ثورة الخميني وبعد ان اشتد عودها وامتلكت السلاح ,ومجازر صبرا وشاتيلا وتل الزعتر التي قامت بها حركة امل الشيعية ضد الفلسطينيين في لبنان شاخصة في الذاكرة ولا يمكن نسيانها.
الغريب ان "النقاش" يقول:
((عندما انتصرت الثورة الإيرانية، وأنا كنت أحد الفاعلين والمشاركين في هذا الانتصار، كان أول موضوع ناقشته مع الإخوة الإيرانيين هو رد الجميل إلينا، أي مساعدة المقاومة في لبنان، فكانت لنا حوارات طويلة حول بناء المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان من أجل تحريره.)), أي بدلا من ان يطالب انيس النقاش من ايران دعم المقاومة الفلسطينية وحركة فتح التي نشا في كنفها, راح يطالب ايران برد الجميل للمقاومة اللبنانية (أي الشيعة في جنوب لبنان) والتي ترتب عليها تكوين حزب الله الشيعي!!!.
يقول النقاش عن لقاءه بياسر عرفات في تونس:
((لكن المرحلة التي ذهبت فيها إلى تونس لمقابلته كانت مرحلة اشتباك فتح وحزب الله في الجنوب اللبناني. وأنا كنت أعتقد أن هذا الصدام خطأ مئة بالمئة ويجب تصحيحه.
- تقصد الاشتباك في إقليم التفاح؟ نعم. في إقليم التفاح. وكنت أعتقد أن هذا الموقف يجب تصحيحه فوراً. ولكني اكتشفت، بعد ذلك، أنني كنت غبياً في تلك المسألة. ومع أن الأخ أبو عمار قال لي قبل أن أغادر تونس: نحن معك وسنسير في التحالف الذي تدعو إليه بين فلسطين وإيران أو بين فتح وحزب الله، إلا أنني فوجئت بأن الموقف الإيراني أبعد من ذلك، وفهمت أن الطرفين يفهمان بعضهما جيداً، وأننا كنا نحلم بشيء غير قابل للتحقق.)).
أي ان ايران ومنذ ذلك التاريخ كانت تتحرك بنزعة طائفية في تعاملها مع القضية الفلسطينية وان فلسطين لم تكن في يوم من الايام لتكون اكثر من "مطية" تمتطيها ايران للترويج لمشروعها المجوسي في المنطقة !!,
وانظروا كيف كان حزب الله وحركة يقاتلون الفلسطينيين ويحاربونهم رغم انهم تربوا في رعايتها وتدربوا على السلاح في معسكراتهم
(يذكرنا ذلك بموقف جيش المهدي وفيلق بدر من فلسطين,حيث انهم يقتلون الفلسطينيين في العراق ويدعون نصرتهم في غزة!!).
العمليات المسلحة التي قام بها النقاش :
يقال ان انيس النقاش التحق في صفوف حركة فتح عام 1968 وتسلم في الحركة عدة مسؤوليات في إطار العمل الطلابي ثم العمل التنظيمي اللبناني وبعض المسؤوليات الأمنية في الأرض المحتلة ولبنان وأوروبا.
ويقال انه يعتبر احد اعضاء منظمة "ايلول الاسود" الفلسطينية, وهي منظمة فلسطينية تابعة لحركة فتح "سريا"( فيما تنفي فتح علاقتها بها ظاهريا وهذا الكلام سابقا عندما كانت فتح مقاومة وليس مفاوضات!!)
وقد تبنت هذه المنظمة تنفيذ العمليات المسلحة خارج الاراضي الفلسطينية وخصوصا العمليات الانتقامية من الصهاينة والعملاء ,ومن اشهر العمليات التي تبنتها هي عملية "ميونخ" التي قتل على اثرها احد عشر لاعبا رياضيا اسرائيليا سنة 1972,وعملية اغتيال رئيس الوزراء الاردني السابق "وصفي التل",وعدة عمليات لاغتيال صهاينة وعملاء في بعض الدول الغربية والعربية(سميت ايلول الاسود بعد ان قام الاردن بطرد المنظمات الفلسطينينية من اراضيه ونشبت معارك بينهم وبين الاردن فيما سمي بايلول الاسود) .
لاحقا سنتبين انه انتمى لهذه المنظمة من اجل اختراقها فقط.
اما اشهر العمليات التي خطط لها وادارها وشارك في تنفيذها انيس النقاش بنفسه فهي عملية "فينا" و محاولة اغتيال "شهبور بختيار" اخر رئيس وزراء ايراني في عهد الشاه.وفيما يلي سنعرض لتفاصيل هذين العمليتان لاقتباس بعض الخطوط العريضة عن شخصية النقاش وسطوته في تنفيذ مثل هذه العمليات:
عملية فينا:
((عملية اختطاف وزراء نفط منظمة الدول المنتجة للنفط أوبك، بلغ يومها عدد الوزرا المختطفين 31 وزيرا بينهم وزير النفط السعودي آنذاك محمد زكي يماني. نفذتها يوم 21 كانون الاول/ديسمبر 1975 مجموعة مسلحة قادها الثوري العالمي الشهير باسم كارلوس ومعه المفكر اللبناني وعضو حركة فتح آنذاك انيس النقاش إلى جانب اثنين آخرين ألمانيين. وقف وراء العملية مسؤول العمليات الخارجية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور وديع حداد(وديع حداد هو فلسطيني مسيحي يعتبر احد قادة الجبهة الشعبية الفلسطينية وقائد تنظيمها المسلح الخارجي ,يحمل فكرا قوميا على غرار "ميشيل عفلق"!!,قام بعدة عمليات منها عملية اختطاف طائرة اسرائيلية وقد استقر في العراق وتوفي في 1978)، وتبنى السؤولية عنها يومذاك منظمة أطلقت على نفسها اسم ذراع الثورة العربية. تبين فيما بعد أن "النقاش" الذي شارك بالعملية باسم "خالد" باعتباره نائبا لقائدها كارلوس كان اختراقا أمنيا من حركة فتح لصفوف الجبهة الشعبية. ويقول النقاش إن الخاطفين طالبوا بتلاوة بيانات على التلفزة النمساوية كل ساعتين لتعريف العالم بالقضية الفلسطينية وأنهم سعوا لتحرير عددا من رفاقهم في السجون الإسرائيلية، لكن ما لم يعلن يومذاك أن الهدف من العملية كان أساسا "البحث عن مصادر تمويل من أجل دعم بعض الفصائل الفلسطينية"، ومعاقبة دولتين تورطتا في تمويل قوى مسيحية يمينية في بداية الحرب الأهلية في لبنان. )),والفقرة الاخيرة اكدها النقاش في لقاء مع غسان بن جدو على قناة الجزيرة, حيث صرح بان غاية تلك العملية كان "التمويل" وانها كانت بدفع من احد الدول العربي التي رفض تسميتها في اشارة ضمنية الى "العراق" ربما !!!!.
(( وحسب النقاش فإن "الحركة الوطنية وقيادة الثورة الفلسطينية اكتشفت أنه بإيعاز من الولايات المتحدة والـ C. I. A بالذات، كان قد طُلب من إيران، حكومة الشاه في حينها، والمملكة العربية السعودية في حينها أن يُموِّلا أطرافا يمينية وأحزاب لبنانية في بدايات الحرب الأهلية، تحت شعار مكافحة الشيوعية والتيار اليساري الذي يمكن أن ينقض على لبنان ويأخذ لبنان، وعندما عُلم هذا التورط جرى بحث ومناقشة صريحة مع السلطات السعودية، أدت إلى تراجعها واعترافها بهذا الخطأ في حينها، وأنا أذكر أن السعودية أرسلت بمعونات للثورة الفلسطينية، معونات عسكرية –حتى- لتعادل هذا الخطأ". )).
وحسب الخطة :
((كان من المقرر كما قيل لاحقا أخذ وزيري إيران والسعودية إلى عاصمة عربية اقترحت بغداد أو عدن واعدامهما هناك، بعد الحصول على 5 ملايين دولار من كل دولة منهما وهو مبلغ يساوي ما دفع لتنظيمات لبنانية معادية للجبهة الوطنية إبان الحرب الاهلية. بدأت العملية التي اعتبرت الأضخم من نوعها باقتحام المسلحين قاعة الاجتماع وارغموا الجميع على الانبطاح أرضا قبل تقسيم الوزراء إلى ثلاث مجموعات مجموعة تضم الوزير السعودي والوزير الإيراني، ومجموعة تعتبر محايدة فيها الكويت، و أندونسيا و النيجر وغيرهم، ومجموعة من الأصدقاء العراق و ليبيا ، و الجزائر ، الذين كانوا في دول الصمود والتصدي.
بدأت المفاوضات بين الخاطفين والحكومات المعنية عن طريق القائم بالأعمال العراقي في فيينا، ومن هناك انتقلوا إلى ليبيا حيث طلبوا طائرة يمكنها الوصول إلى بغداد أو عدن لكن مفاوضيهم الليبيين اعتذروا لأنهم لا يملكون طائرات قادرة على السفر كل هذه المسافات بدون توقف كما أنهم لا يقدرون على استئجار مثل هذه الطائرات، عند هذه النقطة توجه الخاطفون ومعهم رهائنهم إلى الجزائر حيث أفرجوا عن الرهائن جميعا. كانت المفاوضات قد انتهت أصلا قبل سفر الجميع من فيينا إلى ليبيا، ولم يقدم الخاطفون على قتل يماني والوزير الإيراني أمودزجار، ويقول النقاش إن قتل الاثنين كان مقررا لكنه اتفق مع كارلوس على عدم الإقدام عليه لأنه سيوتر الأجواء بين دول عربية وقوى المقاومة آنذاك كما أنه قد يطيح بمنظمة أوبك لصالح مستهلكي النفط من الغربيين. )).
من خلال هذه القصة نلاحظ ما يلي:
اولا\ ان النقاش شارك في العملية بصفته عضو "مخترق"(أي جاسوسا) للجبهة الشعبية التي تبنت العملية ولم يكن عضوا حقيقيا فيها .
ثانيا\ رغم انه يدعي بانه هو من خطط ونفذ العملية وانه احال قيادتها الى "كارلوس" فقط لكي يبعد الانظار عنه,الا انه يعود لاحقا ويعترف بانها كانت ذات تاثيرا سلبية على القضية الفلسطينية!!!!*.
ثالثا\ رغم انه كان احد العناصر التي دفعت نحو تشكيل ميليشيات مسلحة شيعية (أي دينية)في لبنان,فانه يدعي هنا بان احد اسباب اختطاف الوزير السعودي والوزير الايراني هو لان بلدانهم كانت تدعم الاطراف اليمينية (أي الدينية السنية والشيعية)!!.
رابعا\ انه كان يعتبر العراق من ضمن دول "الصمود والتحدي", لكننا سنرى بعد ذلك كيف مال طائفيا صوب ايران ضد العراق وراح ينهش به لصالح ايران !!.
محاولة اغتيال شاهبوري:
بختيار شاهبوري هو اخر رئيس وزراء ايراني في عهد الشاه,وقد صدرت الاوامر للنقاش بتصفيته بعد ان اتضح له بانه يدبر لعملية انقلاب على نظام الخميني, حيث ساعده في تنفيذ العملية عنصران ايرانيان وواحدا فلسطينيا, ((ويروي أنيس النقاش محاولة اغتيال بختيار وأسباب فشلها فيقول: "البداية كانت الخوف من محاولة انقلاب في إيران تعيد العجلة إلى الوراء وتجهض الثورة الاسلامية... وتبين أن الامريكيين مع شهبور بختيار والرئيس العراقي الراحل صدام حسين وأطراف أخرى أجمعوا على أن الانقلاب في ايران ممكن. وكانت حلقة الوصل هي شهبور بختيار وعدد من ضباط الجيش."وعندما صارت المعلومات أكثر جدية كان المطلوب أن نتحرك بسرعة لنجهض محاولة الانقلاب قبل وقوعها لأن الانقلاب حتى لو فشل فسيؤدي إلى مجازر حتما".
وبعد التأكد من المعلومات صدر قرار بإعدام بختيار على أن ينفذه ايرانيون.
واتضح أخيرا أن بختيار كان موجودا في فرنسا لا في انجلترا كما كانوا يعتقدون. هنا دعت الحاجة إلى أن يتولى الأمر "صديق" عوضا عن شخص إيراني.
"أصبحنا نحتاج إلى من يتكلم الفرنسية... وكنت أنا المخطط للعملية ومن أجل انجاحها قررت أن أكون أنا نفسي على رأس المجموعة...".
يتابع النقاش روايته متحدثا عن أسباب الفشل فيشير إلى دور غير مفهوم لرجل دين ومسؤول ايراني اشتهر بدمويته عندما كان مسؤولا عن المحاكم الايرانية بعد الثورة.
قال "كانت الخطة جيدة جدا لكن للأسف قبل موعد التنفيذ أعلن اية الله "خلخالي" -ولا أدري السبب- أنه أرسل مجموعة إلى باريس لاعدام شهبور بختيار ثم راح يردد أنه أرسل مجموعة أخرى وراء الشاه لاعدامه وأرسل كارلوس إلى أمريكا اللاتينية وهو لم ير كارلوس مرة في حياته... وتبين لي وفي أثناء التحقيق في السجن أن المخابرات الفرنسية كانت تبحث عنا... وكان الأفضل في تلك الأوضاع أن نوقف العملية ونؤجلها إلى مرحلة لاحقة. لكن الخوف من الانقلاب الذي بدأ موعده يقترب... أرغمنا على أن نخاطر ونضرب رأس الأفعى فورا...".
كانت نتيجة المحاولة اشتباك مع الشرطة التي كانت تحرس البيت وقد وقد وقع في صفوفها عدد من الضحايا بين قتيل وجريح كما قتلت إحدى الساكنات في المبنى دون أن تكون مستهدفة.)).
اصيب النقاش في ساقه واعتقل وحكم مدى الحياة لكن تم اطلاق سراحه بعد عشر سنوات لسبب لم يعرف لحد الان!!.
اهم ما يمكن ان نؤشره على النقاش في هذه العملية هو:
اولا\ استماتته في الدفاع عن نظام الخميني حتى جعل الدفاع عن نظام الخميني اهم من القضية الفلسطينية نفسها مبررا ذلك بان نظام خميني كان يدعم القضية الفلسطينية!!!.ناسيا بان نظام صدام كان يدعم القضية الفلسطينية ايضا,بل وكان دعمه الاعلامي والمالي وبالسلاح يفوق دعم أي دولة اخرى, بل وحتى النقاش نفسه اعترف بان العراق كان من ضمن دول "الصمود والتحدي", فلم اذا فضل نظام الخميني على نظام البعث القومي في العراق؟؟.هل لان ذلك شيعيا وهذا سنيا؟؟.
ثانيا\يثبت النقاش هنا بان خضوع منظمته العسكرية للاملاءات الخاجية اكبر بكثير من خضوعها لاوامر داخلية.
ثالثا\ يعتبر النقاش ايران عدوة لامريكا واسرائيل رغم علمه بان اسرائيل قصفت المفاعل النووي العراقي ولم تقصف الى الان المفاعل النووي الايراني!!, ومتناسيا كل عمليات التسليح التي كان الامريكان والاسرائيلين يجهزون بها ايران!!.
رابعا\ لم يوضح النقاش ما هي اسرار الصفقة التي اطلق سراحه بها,علما ان العملية قتل فيها بعض الاشخاص "الابرياء" حسب وصف النقاش نفسه!!.
اهم ما يثير الانتباه :
اكثر ما يثير الانتباه في سيرة حياة انيس النقاش حسبما اوردها الكاتب "صقر ابو فخر" مؤخرا في كتاب حمل عنوان "انيس النقاش...اسرار خلف الاستار",هو القول التالي:
((ساهم في عدد من العمليات الخاصة في إطار "المجال الخارجي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" وأفشل عمليات كثيرة غيرها لأنه رأى فيها تهديدا لأمن الثورة الفلسطينية...".ومن أمثلة ذلك محاولة اغتيال السفير الأمريكي لدى لبنان وليام جودلي سنة 1972 حيث بادر النقاش إلى ايصال الخبر إلى القائد الفلسطيني الراحل في حركة فتح خليل الوزير -إبو جهاد- الذي طلب من القائد الراحل علي حسن سلامة -أبو حسن- ابلاغ الأمريكيين. وقد أفشل كذلك عملية اغتيال الملحق العسكري الفرنسي في بيروت "بوركوني" عندما أعلم زعيم منظمة التحرير الفلسطينية وقائد فتح ياسر عرفات بالأمر فأوصل الخبر إلى الفرنسيين.. فضلا عن أحداث أخرى غير ذلك. )).
لماذا افشل عملية اغتيال السفير الامريكي في لبنان ؟,
وكيف فعل ذلك؟؟.
لا علم لي حاليا بهذا الامر,
لكن الذي اعرفه هو ان هذا السفير (وهو يهودي الاصل والداه من بقايا الهلوكوست ) رغم انه ادعى بان اسرائيل كانت وراء محاولة اغتياله لاسباب ما , الا ان مواقف هذا السفير خارج لبنان كانت تعمل بالضد من الاسلام خصوصا في باكستان,حيث كان احد الداعين لاحتواء افغانستان من قبل الهند للقضاء على الاسلاميين وطالبان والقنبلة النووية الباكستانية !!,
والغريب ان محاولة اغتيال السفير قد تمت فعلا وتمت مهاجمته فكيف افشلها النقاش,هذا ما سنبحث عنه لاحقا!.
الملخص:
من كل ما سبق ذكره نستنتج عن انيس النقاش ما يلي:
اولا\ ان ولاء هذا الشخص لايران ولثورة الخميني اكبر من ولاءه لاي قضية اخرى مهما تشدق بها(يقول النقاش على موقعه الالكتروني الخاص ((لم أكن من المؤيدين للثورة او الملتحقين في ركبها لاحقا, بل كنت في صميمها وفي خضم ولادتها, كيف لا وأنا رافيق درب المناضلين الذين صنعوها, قبل الانتصار وبعد الانتصار؟؟ الثورة التي تعني لي الكثير, فهي مني وأنا منها)).وهذا يكفي للتعريف بمن هو هذا الانيس !!).ويظهر ذلك جليا في انحيازه الى صف ايران وحزب الله وباقي الاطراف الايرانية في أي صراع حتى لو كان مع جهات فلسطينية(وهذا ما حصل عندما انحاز الى حزب الله في معركته التفاح مع حركة فتح,وانحيازه الى حركة امل مع انها شاركت في القضاء على الفلسطينيين في لبنان), بالمناسبة فانه تزوج بعد الافراج عنه من امراة ايرانية بعد ان طلق زوجته اللبنانية الاولى وهو في السجن تاركا ولده "مازن" في عهده والديه .
ثانيا\ انه احد اخطر العناصر واكثرها تاثيرا ونفوذا في دوائر صنع القرار الخاصة بالنظام الايراني واذنابه مثل حزب الله اللبناني ,وحزب الدعوة العراقي ,وغيرهم من الاذرع الايرانية في المنطقة.
ثالثا\ وبناءا على النقطة ثانيا فان هذا يعني ان لانيس النقاش ارتباطات بشخصيات "ارهابية" شيعية لا تنحصر بعماد مغنية فقط, وانما ارتباطاته تشمل "ابو مهدي المهندس" و المالكي والجعفري والحكيم وكل عناصر التنظيمات "الارهابية" الشيعية التي كانت تنشط في فترة الثمانيات وقامت بعمليات وصفت بالارهابية(كانت وما زالت مرجعية حزب الدعوة العراقي هو محمد حسين فضل الله اللبناني, مما يعزز دور انيس النقاش في تشكيل ذلك الحزب وتوجيه عملياته "الارهابية" التي قام بها في الثمانينات,خصوصا عندما سنعرف لاحقا كيف كان النقاش من المؤيدين لتولي ابراهيم الجعفري لرئاسة الوزراء !!).
رابعا\حقده على العرب والسعودية تحديا يفوق حقده على اسرائيل او على أي دولة اخرى !!!,ورغم انه يبرر حقده على السعودية من باب ان حكامها عملاء للغرب وبانها تحوي قواعد للامريكان -وذلك امر لا نختلف فيه معه اطلاقا بل نؤيده فيه- الا ان الحقيقة تقول بان حقده على السعودية ياتي من حقده على اهل السنة والسلفيين تحديدا وليس لان ملوكها عملاء,والا بم يفسر كرهه للسعودية وثناؤه في نفس الوقت على حاكم قطر التي تستضيف اكبر قاعدة امريكية في المنطقة ؟!!.(يقال في سيرة حياته(( كان السجن مسرحاً لنضال من نوع آخر. إذ نفّذ ثلاثة إضرابات عن الطعام، دام آخرها 130 يوماً، احتجاجاً على عدم شموله بقرار عفو عام، رافضاً إفراجاً لا يشمل رفاقه. أدرك وراء القضبان أنّه إما أن يقتل الوقت أو يقتله. وصله إلى زنزانته كتاب لشاعر باكستان محمد إقبال، يتحدث فيه عن ابن عربي «الشيخ الأكبر»، فاستوحى من ابن عربي ومن تعاليم الإمام الخميني أسس تديّنه: «تديّناً عرفانياً صوفياً».)), ومن هنا يمكن ان نعرف سبب كره النقاش للسلفيين عموما والسعودية تحديدا!!).
خامسا\ انه يمتاز بقدرة على التمويه والمراوغة والخداع جعلته قادرا على اختراق الكثير من التنظيمات المقاومة ليس الفلسطينية فقط,وانما التنظيمات الجهادية الاخرى وربما تمكن من اختراق الجماعات الجهادية,واليه يحال ما يسمى باختراق ايران للقاعدة ,وهذا ما سنشرحه لاحقا باذن الله.
سادسا\ يقول النقاش انه افشل بعض العمليات لانه راى ان المصلحة لا تقتضيها,فهل كان افشال محاولة اغتال اياد علاوي في لبنان من ضمن تلك العمليات؟؟؟(نوهنا سابقا بالخبر الذي يقول بان حركة امل الشيعية افشلت مخططا لاغتيال اياد علاوي في لبنان بعيد اغتيال الحريري!).
سابعا\ يقود اليوم النقاش مؤسسة الامان للدراسات الستراتيجية, ومعلوم ان انشاء مثل هذه المراكز "الوهمية" غايته اعطاء صفات علمية لاشخاص يراد ايجاد حضوراعلامي لهم, والا فاني لم اعثر على موقع الكتروني لذلك المركز,كما ان الموقع الشخصي لانيس النقاش فقير من ناحية ما يحتويه من معلومات بما لا يشير الى ان هذا الشخص يمل فعلا مركزا للدراسات!!!.
نكتفي بهذا المقدار من المعلومات التعريفية عن انيس النقاش,في الجزء الثاني سوف نتطرق باذن الله الى دوره في اغتيال الحريري,وما الذي قاله قبل سنوات,وما الذي قاله قبل ايام ,ولماذا تغيرت اقواله والاتهامات ,و لماذا كان يعادي اياد علاوي ويساند ابراهيم الجعفري ؟؟.
والسلام عليكم
الهامش:
*هذا مقال يتناول ما ورد في احدى حلقات غسان بن جدو عن انيس النقاش وكيف ادان العراق والّب عليه قبل الاحتلال:
http://www.almodarresi.com/sha08/alam/ae12x1q4.htm
الكاتب: ابومحمد العراقي التاريخ: 25/08/2010 عدد القراء: 4329
أضف تعليقك على الموضوع
|