عرف الغرب الأوربي الإسلام في القرن الأول الهجري أيام الدولة الأموية، عندما وقف موسى بن نصير بعد أن فتح أسبانيا على أطراف فرنسا عازمًا على نشر دعوة الإسلام كما حدث في باقي أصقاع المعمورة. ولأسباب داخلية أوقف الخليفة الوليد بن عبد الملك الزحف ثم تابع العثمانيون الخطى على طريق نشر الدعوة في منطقة البلقان، لكن الاضطرابات الداخلية التي كانت تبدو هنا وهناك أوهنت عزيمتهم ليقفوا من جديد على مشارف القارة العجوز من ناحيتها الشرقية دون أن يدخلوها.
"دار الزمان دورته وانحسر الإسلام على الجناحين إلا قليلا من جهة الشرق كان قد بلّغ خلال المدة التي أقامها هنالك رسالة حضارية أفضت إلى قيام الحضارة الغربية الراهنة"(1).
وكان لهذه المحاولات الفاشلة في بلوغ هدفها الأثر السيئ على العلاقة بين الغرب والإسلام، أضف إلى ذلك أن مناطق عديدة من المشرق والمغرب كانت عمقا جغرافيا للغرب المسيحي أصبحت قلاعا إسلامية، وتجمع في الخيال الجماعي الأوربي عداوة صنعتها ضد الإسلام حملة كنسية واستشراقية واسعة النطاق، وهو ما أفضى إلى التأهب الأوربي لغزوة استعمارية حاقدة للبلاد الإسلامية طالت البلاد والعباد، وتركت في النفوس جراحا عميقة.
هذا الاستعمار الذي قاده الغرب المسيحي يعتبره المؤرخون والمحللون أحد الأسباب الرئيسة للتخلف الذي يعيشه المسلمون اليوم، وهو في المقابل الجسر الذي يعبر به المسلمون إلى أوربا للبحث على لقمة العيش أو الدراسة أو طلب الأمن. فأغلب المسلمين الذين يقطنون الغرب واستوطنوه، استوطنوا الدول التي تستعمرهم لعوامل متعددة، منها ما يسمى بالتبادل الثقافي أو استقطاب الأدمغة والعقول، أو لجوء عدد من المسلمين إلى الغرب بغية تحسين الوضع أو البحث عن أمن ينشدونه.
توجس وخوف من الإسلام
شهد الموقف الأوربي منذ أول احتكاك له بالإسلام توجسًا وخوفًا من الإسلام والمسلمين لاعتبارات متعددة، من أهمها: أن الأوربيين لم يتعاملوا مع الإسلام بصفة مباشرة، بل كانت المسافة بينهم وبين الإسلام كبيرة، وظل عامل التوجس ملازمهم، وتحول الأوربيون المشتّتون لصناعة تكتل ديني - مسيحي ضد الإسلام، وبالتالي حولوا الإسلام إلى عدو يمكن أن يجمعهم بعد أن كانوا شتاتًا يقتل بعضهم بعضًا.
ولقد كان الصراع المسلح الذي دام قرونًا طويلة وظل على أطراف القارة الأوربية أحد العوامل الأخرى التي استغلتها الحكومات ورجال الكنيسة ليغذوا بها نعرة الحقد والكراهية للإسلام والمسلمين. وظلت العلاقات بين المسلمين وبلاد الغرب في العصور الخالية عدوانية، إذ لم ينس المسيحيون أن عمقهم الإستراتيجي في الشرق (مصر - فلسطين - سوريا) أنهى ولاءه إليهم بانضمامه للدولة الإسلامية، وغذَّت الكنيسة الكاثوليكية في الغرب هذا الحقد، وصور رجال الكنيسة المسلمين على أنهم قتلة وثنيون مجرمون مدمرون لا أخلاق لهم ولا وازع يردعهم من ضمير أو أخلاق.
يقول إدوارد سعيد في كتاب الاستشراق: "إن ما كان يشعر به المسيحيون تجاه الجيوش الإسلامية هو أنها تحمل مظهر سرب من النحل له أيد ثقيلة... تدمر كل شيء. هذا ما كتبه Erchembert الراهب في دير مونت كاسينو في القرن الحادي عشر"(2).
استراحة مقاتل
بعد أن نفض الاستعمار العسكري ريشه عن أغلب الدول الإسلامية في منتصف القرن العشرين، واندلاع الحرب الباردة بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، شهد الصراع بين الغرب والمسلمين شبه هدنة دعت الحاجة من الطرفين إليها. فمن جهة كان الأوربيون منشغلين بسباق التسلح، وما يسمّى بالتهديد الشيوعي لما يعتقدون أنه موروثهم، ثم حاجتهم إلى السواعد يضعون بها بنيتهم التحتية، ويقيمون بها ثورتهم الصناعية. ومن جهة المسلمين فإن خروج الدول الإسلامية من استعمار مقيت أخذ الثروات وترك القفار، ثم حالة عدم التوازن بين الشمال والجنوب جعلت عددًا هائلاً من المسلمين يفكرون في عبور البحار نحو الشمال ليقتاتوا ويعودوا بأسرع وقت. وشاء الله ولم يتم هذا الاقتتات من أوربا بسرعة، ويطول الزمان ويطيب المقام، ساعد في ذلك سهولة إغراءات التجنس والحصول على الإقامة التي توفرها الدول الأوربية لشعوبها ويستفيد منها المسلمون، وبدلاً من أن يعودوا استوطنوا هناك، وأصبحوا يجمعون عائلاتهم وينجبون أولادهم ويبنون مؤسساتهم.
وقد شهدت العقود الأخيرة ذروة التواصل مع الأوربيين، وبدت فلسفة جديدة يقودها عدد من أبناء البلد الأوربي من الأجيال التي ولدت وعاشت هنا، ويتحدثون على أنهم جزء من هذه المجتمع، وتستوعبهم المواطنة فتسري عليهم الحقوق والواجبات كما هي على غيرهم.
11 سبتمبر دغدغت الذاكرة الأوربية
شكلت 11 سبتمبر مفصلا مهما في تاريخ العلاقة بين الغرب والإسلام، ونقطة تحول في هذه العلاقة يستحيل على مؤرخ مهما كان أن يتجاوزها أو يتغافل عنها، ويبدو ذلك جليًّا من خلال الكتابات الحديثة التي تؤرخ بما قبل 11 سبتمبر وما بعدها.
والمتمعن في تبعات 11 سبتمبر يلاحظ جملة من الملاحظات:
- أن أوربا تعيش صراعًا بين أطيافها الفكرية المختلفة، ولم يقف هذا الصراع قط، بل يخفت ويبدو للسطح مع أية حلقة تواصل أو تقاطع بين الغرب والإسلام، وتسعى جهات عديدة لإثارة الذاكرة الأوربية بالتصادم الذي كان بين الحضارتين.
- أن الغرب تعوّد تصدير الخلافات الداخلية إلى الخارج؛ لأنه كما هو معروف أن التحدي الخارجي عادة ما يجمع كافة الطوائف ومكونات المجتمع، ويلعب عامل التخويف من الطرف الخارجي الأثر الكبير في ذلك، وصوت العنصريين الذي كان خافتا من قبل وجد من 11 سبتمبر الطعم الذي يفتح له المجال لعرض بضاعتهم والآذان المصغية، وبالتالي تحالف اليمين مع اليسار من أجل دحض العدو الخارجي، ولفت الأنظار عن المشكلات الداخلية.
- أن وسائل الإعلام الغربية هي التي قادت لواء هذه الحملة الشرسة ضد الإسلام والمسلمين. ولم يمنعها من اتهامها للمسلمين مانع، ولم يردعها رادع. وفي إحصائيات تكشف نتائج الحملة الإعلامية التي تشنها الصحف الأمريكية ضد المسلمين، أكد مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي ـ إف بي آي ـ روبرت مولر وقوع أكثر 1715 شكوى، تشمل 12 حالة قتل، و56 تهديدًا بالقتل، و15 تهديدًا بتفجيرات، و315 حالة خطاب عدائي تعرض لها العرب والمسلمون في الولايات المتحدة، فضلاً عن 224 شكوى وصلت المجلس تشير إلى سوء تصرف رجال المباحث الفيدرالية في التعامل مع المسلمين العرب (3).
إن أحداث 11 سبتمبر لم تكن السبب، وإنما كانت القطرة التي أفاضت الكأس، وبينت أن الذاكرة الأوربية لم تنسَ شيئًا من الماضي، وإنما استطاعت أن تكتم أنفاس العنصريين فيها لأمد، ولكن ليس إلى الأبد. ولم تفلح المحاولات التي بذلت لعقود أو قل لقرون من الغربيين في فهم الإسلام والمسلمين والتفريق بين أطيافهم المختلفة، رمي بها كلها عرض الحائط، وحكم العملية العقل الباطني والعاطفة العدائية الدفينة، كما أن المحاولات التي بذلت من المسلمين المقيمين من أنهم ليسوا قالبًا واحدًا ذهبت في لحظة واحدة أدراج الرياح، ووضعوا كلهم في سلة واحدة حتى يروا ما هم فاعلين بهم.
مواقف تشي بغِلٍّ دفين
عاود الرئيس الأمريكي "جورج بوش" استخدام تعبير "الحرب الصليبية" في وصف حربه على ما يسمى "الإرهاب" في العراق وأفغانستان. وكان "بوش" قد قال في أعقاب أحداث 11 سبتمبر في تصريح للصحفيين: "هذه الحرب الصليبية على الإرهاب سوف تستغرق وقتًا"، وعندما تعرض "بوش" للانتقادات الغاضبة قال البيت الأبيض: إن بوش "يأســف" لأنه استخدم تعبير "الحرب الصليبية"!! (4).
كما طلع علينا سيلفيو بيرلسكوني باتهاماته الصريحة للإسلام، واعتباره دينًا متخلفًا، متنكرًا لعطائه عبر التاريخ الطويل. أو تصريحات المستشار الألماني شرودر من أنه لا يسمح بتهديد الحضارة الأوربية. أو ما روج له هنتنجتون من صراع الحضارات وحتميته(5)، وهو الرأي الذي يدعم على المستوى الفكري المثقفين الغربيين، إذ وصل مؤتمر المفكرين الأمريكيين إلى تأكيد فكرة صموئيل هنتنجتون الداعي إلى حتمية صراع الحضارات. ولا يكاد يبرأ هذا الشق العنصري بشرائحه المختلفة من زلة لسان قد تضطره الظروف إلى أن يبرر أو يوضح مقصده لاحقا إن كان في السلطة ليمارس دبلوماسيته.
في الناحية الأخرى تجد عددًا من المسلمين يحاولون أن يغذوا هذا التشنج وإثارته من خلال الطرح الذي يطرحونه من مثل قتل المدنيين وهدم المباني، للفت الأنظار للسياسات الخاطئة التي يمارسها عدد من الدول الغربية في الخارج. وهذا أمر غير مقبول، حيث يرى الدكتور طه جابر العلواني أنه لا يمكن أن نتجاوز القيم التي حددها الإسلام والتي لا تسمح بتحميل جريمة ما لأبرياء لم يرتكبوها.
ثم هذا التناقض الذي تعاني منه مجموعة من هذا الشباب الإسلامي الذين يعيشون في الغرب من رفضهم للمجتمعات الغربية واعتبارها دار حرب ولا يجوز البقاء فيها، في حين هم يعيشون فيها، بل وعدد منهم لا يستطيع أن يعود إلى بلده الأصلي لأنه يخاف على حياته!!.
هل بقي عقلاء؟
طاحونة العنف لم تتوقف ولن تقف ما لم يكن هناك عقلاء، وضحاياها الصغار والشيوخ، والنساء والرجال، إنه الإنسان.
ومع كل الذي يدور في العالم والحوار المتشنج بين المسلمين ومجتمعاتهم الغربية، يمكن أن نقول إنه ما زال عقلاء وحلماء وحكماء يستطيعون أن يوقفوا شلال الدم وينقذوا الكرة الأرضية من كوارث ينظر لها حتمية الصراع.
ولقد سجلت الفترات القليلة السابقة عدة مواقف تبرهن على مدى وعي عدد من قيادات المجتمع الغربي مسلمين وغير مسلمين، يدعون إلى حقن الدماء وضرورة التركيز على شعار التعدد والتنوع والتعايش، والبحث عن نقاط الالتقاء والتواصل، وأسجل في هذا المجال الموقف التضامني الذي أبدته قطاعات عدة من المسلمين الذي يعيشون في الغرب مع أبناء بلدانهم من الأوربيين، حيث طالبت الجالية المسلمة في بريطانيا أفرادها بالمساعدة في حماية المملكة المتحدة من هجوم إرهابي، واتخذت لذلك خطوات غير مسبوقة، من ذلك: إرسال رسائل إلى كل مسجد في البلاد تحث فيها أئمة المساجد على تقديم الإرشاد الإسلامي الصحيح، وتفويت الفرصة على المغرضين "المجرمين" من التسلل إلى صفوف الجالية الإسلامية في بريطانيا(5)، كما شملت خطب الجمعة في عدد من الدول الأوربية على طول مراحل التوتر دعوات إلى التهدئة وضبط النفس وأنه لا مكان للإرهاب في الإسلام وبين مواطني الدولة الواحدة، وطمأن مولوي نائب رئيس المجمع الأوربي للإفتاء والبحوث الأوربيين أن الإسلام لا يريد لهم إلا الخير والرحمة، ويؤكد الدكتور أحمد جاء الله رئيس المعهد الإسلامي والبحوث في باريس أن على المسلمين أن لا يترددوا في الإدلاء بمواقفهم بوضوح، وأن ينبذوا الإرهاب بكل أنواعه، ويسعوا إلى حفظ الأمن والاستقرار في البلد الذي يعيشون فيه.
على الصعيد نفسه بدا الموقف الرسمي الأوربي في عمومه يتجنب في تصريحاته التهجم على الإسلام كدين، وقد وقف رئيس الحكومة الكندية (جان كريتيان) بشدة أمام الأصوات التي طالبته في المجلس لإيجاد قيود على التواجد الإسلامي، كما لا ننسى موقفه المتميز في عدم الانصياع إلى الضغوط الأمريكية الداعية إلى سن قوانين تعسفية تحد من الحريات العامة والهجرة.
كما لا ننسى الخطوات الجريئة التي اتخذتها بعض الكنائس في أوربا، حيث استقبلت عددًا من علماء المسلمين وخطباء الجمعة وأصحاب المنابر، وفتحت منافذ الحركة والحوار أمامهم للتحدث مع التجمعات المسيحية في الكنائس والمدارس التابعة لها، واستبيان الأسس التي يقوم عليها الإسلام من سلم وأمن وحرية ومحبة وعفو وتسامح وتعايش بين كل بني البشر.
أو التصور الذي طرحه "فوكوياما" -الأمريكي من أصول يابانية- الذي يفترض أن انتهاء الحرب الباردة يعني انتهاء الصراع الكبير في السياسة الكونية، وظهور عالم واحد منسجم نسبيًّا.
طبعة أوربية للإسلام!!
بعد الهجرات المتواصلة وغير المنقطعة على الغرب يصل عدد المسلمين في أوربا الآن إلى حوالي 50 مليونا بين أصليين ومستوطنين - ليس لهم أصول أوربية - فإذا تركنا الأطراف الأوربية باعتبار أن مسلميها غالبيتهم أصليون، فإن أوربا الغربية بها مسلمون انحدروا من شمال أفريقيا وقطنوا فرنسا وبلجيكا وسويسرا وأسبانيا، ثم أتراك قطنوا ألمانيا وهولندا، وآسيويون (هنود وباكستانيون وعراقيون) قطنوا بريطانيا وصل عددهم إلى حوالي 20 مليونا، يمثل العرب منهم 42%، وفي أوربا عامة يصل عددهم إلى 50 مليونا(3). ثم إن شرائحهم تتنوع بين العمال الذين قدموا في مرحلة أولى، ومثقفين (طلاب وأساتذة جامعات وسياسيين) بالإضافة إلى الأجيال التي توالدت هناك، ومسلمين من أبناء البلدان نفسها.
وعلاقة المسلمين بالمجتمع الغربي لم تعد مسألة عرضية كما يتخيلها البعض، إنما تحولت إلى ظاهرة لصيقة بهذا المجتمع يصعب الحديث عنها مفصولة أو الاستهانة بها، فهم ليسوا جالية أو عابري سبيل، فلقد توسع الحضور الإسلامي وانتشر في معظم دول أوربا، الغربية منها والشرقية، وتعددت وتنوعت صور هذا الحضور وأشكاله. فمن المساجد والمراكز والمنظمات الإسلامية والعربية إلى المؤسسات التعليمية والاجتماعية والمهْنية التخصصية، إلى الاتحادات الطلابية والمؤسسات الشبابية والنسائية، بحيث يمكن القول: إن هناك أكثر من 7000 مسجد ومركز ومؤسسة على ساحة أوربا الغربية وحدها، إذ يؤكد ذلك د. أحمد الراوي رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا ويقول: "إن المسلمين مدعوون لأن يعملوا في هذه المجتمعات الغربية من منطلق المواطنة، وهذا يحتم عليهم الدفاع عن الوطن والمجتمع الذي يعيشون فيه، وليس فقط الدفاع عن أنفسهم"(6).
"إن الوجود الإسلامي الآن في الغرب وجود حقيقي وكامل، وقطع مراحل متقدمة في توطين الإسلام، وجعله جزءا من هذه المجتمعات، وهو في طريقه لأن يكون ثاني الأديان بأوربا"(7).
نقاط مشتركة
بغض النظر عن الدعوات إلى الصراع بين الغرب والعالم الإسلامي، فإن الحقيقة ليست كلها كما يصورها هؤلاء، فالمسلمون يتعايشون مع الأوربيين مند عقود، ويبنون أوربا بسواعدهم جميعا، ويفكرون لمستقبلها معا، ولا يكون التعايش بالنبش والبحث عن الإثباتات والتجاذبات في التراث والتاريخ الذي مرت عليه القرون والعقود، ليعيشوا به وعلى ظلاله متناسين عوامل الالتقاء والنقاط المشتركة والجامعة بحكم الواقع الذي نحن فيه، والذي يحتم على الجميع أن يكونوا جنبًا إلى جنب.
يؤكد الدكتور مرزوق أولاد عبد الله، عضو مجلس ممثلي المسلمين في هولندا: "إن الذي يجمع بين أفراد الوطن الواحد هو أكثر مما يفرق، سواء بحكم الأديان التي تجمع وتدعو إلى التعايش والتقارب بين الإنسانية بصفة عامة والمؤمنين بصفة خاصة، وبحكم الوطن الذي يشترك فيه الجميع ولا يمكن التعايش فيه إلا بالبحث في عوامل الالتقاء لا الصراع، وهو الأجدى بالاتباع، وهو السبيل المثلى لزرع الطمأنينة والشعور بالاستقرار، كما أنها باعث للتفاعل الإيجابي مع المحيط".
ويضيف أولاد عبد الله "أنه يوجد منصفون من الأوربيين يدركون ويقرون أن أوربا بنيت بسواعد مواطنيها جميعا، بغض النظر عن أديانهم وأعراقهم".
ويضيف الدكتور نديم بهجت كابيلي أنه إذا انتشرت عقلية الإقصاء والتهميش والتهوين من مكانة هذا أو ذاك فإنه سيكون بالضرورة على حساب المجتمع نفسه ومستقبل ساكنيه، وعلينا أن نقر أن أوربا تحوي أعراقًا وأجناسًا وأديانًا مختلفة، ودستورها وقوانينها يحتملان الجميع. ونقاط التعاون والالتقاء كثيرة، من مثل التصدي لما يهدد البشرية جمعاء، كمحاربة سباق التسلح وظاهرة التطهير العرقي، ونبذ العنصرية، ونشر قيم التسامح والمحبة والحرية، ومساندة الشعوب المستضعفة، وإعطائها الحق في العيش الكريم، ومقاومة الإرهاب، هذا بالإضافة إلى القضايا اليومية التي تجمع الكل وتؤرق الدوائر الرسمية كانتشار المخدرات والتفكك الأسرى وانتشار نزعة الفردية، التي يستطيع المسلمون في هذه الدول أن يقدموا فيها الكثير.
|