الأول اسمه عبد الله بن أحمد الخنيني
تلميذ في الصف الرابع الابتدائي، يحفظ ستة أجزاء من كتاب الله
كان يتابع المجازر التي تحصد إخواننا في الشيشان فأبى إلا أن يفعل شيئاً فقام بجمع أكثر من 66 ألف ريال، استشعاراً لروح الأخوة بينه وبين كل من قال (لا إله إلا الله) في أي مكان من الأرض.
يقول عبد الله عن تجربته تلك: كنت في البداية أجمع التبرعات عن طريق السندات (الكوبونات) التي توزعها الجمعيات الخيرية، ثم بدأت أقف في المساجد الصغيرة، بعدها بدأت أجمع من المساجد الكبيرة.
وكانت لي طريقة في جمع التبرعات، حيث كنت أعطر الناس قبل الصلاة، وبعد الصلاة، ثم أقف وأجمع التبرعات
تطور الأمر فقمت بعمل عربة صغيرة، ووضعت عليها صندوقاً من الخشب لكي يسهل حمله، وكنت أقف أمام الباب وأجمع التبرعات، وأضع بطاقة صغيرة على صدري مكتوب عليها تبرعوا للشيشان، وكنت في بعض الأحيان أدور داخل المسجد.
أول مبلغ جمعته كان حوالي 700 ريال أما إجمالي المبلغ خلال شهر رمضان فقد كان أكثر من 66 ألف ريال ولله الحمد،
وسألناه عمن شجعه على جمع التبرعات
قال: والدي ومدرسي الأستاذ مساعد.
وينظر عبد الله الذي لم يتجاوز الخريف العاشر من عمره إلى الفقراء على أنهم إخواننا وأن
مساعدتهم واجبة على كل قادر ولو بالابتسامة.
ولا نندهش كثيراً عندما نعلم أن عبد المحسن ابن أحمد الخنيني تلميذ التمهيدي وشقيق عبد الله سار على الدرب نفسه وهو لم يزل في الخامسة من عمره.
سينتابك حتماً شعور جميل حينما تكون في المسجد ويمر بين يديك عبد المحسن صغير الجسم كبير النفس وهو يقول: تبرعوا لإخوانكم في الشيشان، تبرعوا لأخوانكم في كوسوفا – يقولها بلثفة – ومعه حصالة صغيرة معلقة على رقبته، يجمع فيها ما تجود به أيادي المحسنين.
بلغ إجمالي ما جمعه عبد المحسن حوالي 2800 ريال
وعندما سألناه لماذا تجمع التبرعات قال باعتزاز الكبار: لأساعد إخواني المسلمين.
اللهم احفظ عبد الله وعبد المحسن، واجعلهما قدوة لكل أولادنا.
المصدر: مجلة الأسرة العدد 81 لعام 1420هـ
نقلاً عن شبكـة أنا مُسلمـة