اشتعلت معارك القائم فكان من السباقين إلى القتال على الخطوط الأولى والجبهات الساخنة خاصةً مدينة الكرابلة والربط وأكرمه الله فكان من القلائل الذين ثبتوا في هذه المعركة ، وظف (رحمه الله ) كل ما يملك لخدمة المجاهدين فوظف سيارته ( land cruser) القديمة نوعاً ما ولا ننسى فضل خدمة زوجتاه المجاهدتان فحدث ولا حرج عن الخدمة الطيبة والأكل اللذيذ خصوصاً الوجبة العراقية ( الثريد ) وهي عبارة عن 1/ تمن : أرز 2/ دجاج أو لحم 3/ خبز ، أحببنا نحن العرب هذه الأكلة جداً وتعلقنا بها مع مرور الأيام في العراق بعدما كان الإخوة لا يحبون حتى شكلها ، حتى أن إخواننا من جزيرة العرب قد نسوا أكلتهم المفضلة ( الكبسة ) ، الله أكبر أنظر كيف أن الجهاد يوحد القلوب والأرواح قبل الأجساد وكما قال الله عز وجل (لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) الأنفال) ، فلا تعجب بعدها من كثرة الإنتصارات وعظيم وسرعة الفتوحات وصدق الله حيث يقول (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ (29) الفتح) .
بقي شهيدنا مرابطاً حتى أتت معارك القائم الثانية حيث دخل العدو الصليبي أحد البيوت وتحصن به جيداً كموقع متقدم ، فقام لهم أخونا أبو أحمد وثلة من إخوانه يصلي العدو من سلاحه القناص الروسي من فوق أحد البيوت حيث أفقد الجنود الأمريكان صوابهم فكان يقتل أحدهم من مكان ثم يغير هذا المكان على الفور وذلك من شدة براعته في التمويه وعلو همته في الحركة وذلك حتى لا يكتشف العدو موقعه ، حيث أنه من المعروف عسكرياً أن أهم درس في دروس القنص هو التمويه أي القدرة على التخفي بشتى الوسائل فإذا كنت مثلاً في غابة ترتدي اللون الأخضر وإذا كنت في صحراء ترتدي اللون الرملي وهكذا.
ضحى أخونا بكل ما يملك حيث قصف الأمريكان بيته وأحرقوا سيارته في معارك القائم الطاحنة إلا أنه صبر واحتسب وحمد الله تعالى ، أما قصة مقتله فقد كلفه الأمير العسكري بأن يكون دليلاً لأحد الإخوة الإستشهاديين على موقع كبير للمرتدين في وسط مدينة حصيبة وأثناء مهمته الإستطلاعية تعرض لهما المرتدون فنزل وانسحب من السيارة بناء على طلب من الأخ الإستشهادي (أبو الحور الأنصاري ) حيث فجر سيارته في وسط جموع المرتدين على الفور فأحدث فيهم نكاية عظيمة ولكن قدر الله نافذ حيث أصابت إحدى الشظايا صدر أخونا أبو أحمد فقتل على الفور وشاهده الإخوة منير الوجه رافعاً سبابته بالوحدانية ورائحة المسك تفوح من جسده الطاهر وقد تجمع حوله كثير من العامة من العراقيين ليروا هذه الآية العجيبة .
ذهب أبو أحمد وقد حصد معه عشرة رؤوس من الصليبيين وحده حيث أكرمه الله بقنص أحدهم بطلقة واحدة فاستقرت في رأسه .
فإلى جنات النعيم يا أبا أحمد وأصلح الله أهلك وولدك من بعدك آمين . . .