ليس لشخص أبي إسماعيل كان مؤيدوه يهتفون ويدعون له بالتمكين وليس لنسبه ولا لحسبه ولا لحسن منطقه ومظهره ولا حتى لتحصيلاته العلمية.. ليس لذلك كله كانوا يفعلون.. إنما أملاً وطمعاً بمنهج عادل حازم عزيز كريم ينتشل مصر مما هي فيه من ضعف وفقر وفساد وظلم وذل وهوان فأمَّلوا بالشيخ كثيرا لِما يملك من مقومات معنوية وحسية في هذا الصدد ..
فالأمل لمصر كان.. والتأييد لمصر كان.. والغُنم لمصر سيكون إن كان..
وعليه فالأسى ـ إن لم يكتب الله الأمر لأبي إسماعيل ـ ليس على أبي إسماعيل بل على مصر .. بل على فوات فرصة ذهبية جاءتهم تجري وتناديهم:
يا أهل مصر هيت لكم.. هيت لكم.. فخذلوها.. وظن الكثير منهم بأعداء الوطن أصدقاء إسرائيل خيرا..
وتناجوا فيما بينهم ليلا طويلا لإفشالها وحرمان مصر من عزّ أضاء لها .. فعلى هذا سيكون الأسى إن كان..
فليس هو على أبي إسماعيل بل لعل الله أشفق على عبده من الأمر ليقوم به غيره تمهيدا لعودتها إليه مرة أخرى أو لمن يحمل منهجه ولو بعد سنين (أي بعد ذهاب نصف المشقة من تطهير البلاد من آثار الطغيان ..
..
لا حزن على أبي إسماعيل ـ إن لم يكتب الله له الأمر ـ بل لعل الله أراد بأبي إسماعيل خيرا إن صرفه عن تبعات هذه الولاية الثقيلة بعد عصرِ طغاةٍ طغوا ومكروا في البلاد مكرا كبارا..
وتكون خيرة له إذاً إذْ صرفه الله عنها بعد أن أظهر للناس من حسن أمره وعدله وحكمته ما كان ليظهر لولا هذا..
..
ولعله اصطفاء من الله لأبي إسماعيل أن سعى وصبر وصابر ورابط لتولي الأمر ليكتبه الله عنده من حزبه من جند التغيير جند التطهير ولو لم يتولّه ..
..
ولعل الله علم عن أبي إسماعيل صدق نيته وعزمه بإقامة العدل ـ إمام عادل ـ فيكتبه الله عنده من السبعة الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. وهو في عافية لم يقم لحظة على هذه الولاية المليئة بالأشواك البشرية والشيطانية والعقبات المزروعة فيه من عصر الطغيان الآفل..
ولعل.. ولعل.. من خيرةٍ كتبها الله لأبي إسماعيل إن صرف عنه الأمر فله ـ سبحانه ـ الأمر من قبل ومن بعد وله الحكمة البالغة وكل شيء عنده بمقدار ولكل أجل كتاب..
ولا أخفي ـ وكملايين الناس ـ أني متعطشة لرؤية حكم عادل راشد ومؤمّلة بقيامه على يدي هذا الفاضل الراشد.
~~~
بقلم/ نجدية حرة الكاتب: نجدية حرة التاريخ: 15/04/2012 عدد القراء: 3393
أضف تعليقك على الموضوع
|