|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
يُحكى أن رجلاً سأل الإمام الشافعي رحمه الله يوماً عن مسألة فأجابه بأن الله تعالى يقول فيها كذا ورسوله صلى الله عليه وسلم يقول فيها كذا، فسأله الرجل: وأنت ماذا تقول؟ فاستشاط الشافعي رحمه الله غضباً وقال : أتراني ألبس زناراً ( إشارة منه إلى رهبان وأحبار أهل الكتاب) أقول لك قال الله ورسوله وتسألني عن رأيي!
نعم إخوة الإيمان نحن أمة تعبدها الله تعالى بالدليل، وجعل الله تعالى للحق فيها نوراً يخرق غمام التضليل مهما تكاثف، ووالله إنك لتجد الصغير في الإسلام ليرتاب من كلامٍ فيه دخن وشوائب مهما كان الناطق به عظيم الشأن أو المنصب، ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:\"أنتم شهداء الله في الأرض\"، وقال صلى الله عليه وسلم :\"والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك\" وفي رواية \" وإن أفتاك المـُفتون\"،
ولقد قال الله تعالى :\" اتخَذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله\"(التوبة 31)، وقال صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم حينما استشكل الآية:\" أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلّوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئاً حرموه\"، فتلك هي حقيقة عبادتهم إذاً،
ولقد منَّ الله تعالى على هذه الأمة أن حررها من ربقة العبودية الآثمة هذه أعني استعباد \"علماء الدين\" للأمة، حتى إن أصغر طالب علم بل عامي لَيسمع قول العالم وفتواه : هذا حلال وهذا حرام، فيبادره قائلاً: وما الدليل؟
ولقد عُرف للإمام الشافعي رحمه الله تعالى مذهبان واحد في القديم وواحد في الجديد، ولكن عُرف له فقهٌ واحد ومنهج واحد هو : إذا صح الحديث فهو مذهبي، فحقيقة مذهبه الدوران مع الدليل، ولذا لم يكن مذهبه الجديد تراجعاً عن رأي أو تغيير فكرة أو شجاعة موقف، بل كان حصيلة استصحاب التمعن والنظر في الأدلة ولو بعد صدور الفتوى، حتى إذا أوصله اجتهاده الجديد لما يخالف القديم أعلن ذلك ولكنه يعلنه بالدليل لا بكلامٍ مجمل ولا برسالةٍ منمقة ولا في ديوان حاكم ولا في سجن ظالم بل يعلنه بالدليل لأن هذا هو المنهج...
لقد مر قرابة عامين ولا زلت أذكر لحظة قراءتي خبر وفاة الشيخ المجاهد حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله رحمةً واسعة حيث اعتصرني من الألم ما يضيق به الوصف، ثم تأملت حال الأمة آنذاك وحاجتها لأمثال الشيخ رحمه الله تعالى، وقلت في نفسي : لا بد أن لله حكمة في قبض هذا العالم في أحلك أوقات الأمة وأشدها فتنة، وها أنا اليوم أستشف شيئاً من حكمة الله تعالى ورحمته بهذه الأمة حيث بارك لها في فتاوي هذا الإمام العلامة في حياته وبعد مماته؛
أما في حياته فببسط القبول لها بين الناس لا لأنها كلام معصوم بل لأنها تسير على نهج وسنة المعصوم صلى الله عليه وسلم من الوقوف عند أمر الشارع والتعبد لله تعالى بالدليل والصدع بكلمة الحق غير مبال بجور جائر أو بطش حاكم أو سجن ظالم، وأما بعد مماته فحيث حفظ الله تعالى بموت الشيخ فتاويه ورسائله وبياناته وتأيداته للحق من التبديل والتزوير والتلفيق وحفظ الشيخ نفسه من دخول دورات إعادة التأهيل ومراكز تدجين الفتوى، لقد حفظ الله الشيخ من ذلك رحمةً بهذه الأمة وليبقى للحق صوتٌ ولو كان وحده، وليبقى للأمة في كل زمان أحمد بن حنبل وابن تيمية رغم سياط الجلادين...
واسمحوا لي أيها الأخوة أن ألتقط بعض الدرر من فم عالمنا الجليل لا تزال طريةً نديةً كيوم ألقاها إلى سمع العالم ليموت بعدها بأيام ولسان حاله يقول هذا ما سألقى الله به، ولن أطيل في الاقتباس فهذه كلمات من رسالة وجهها الشيخ رحمه الله مع اثنين آخرين من المشايخ إلى أمير المؤمنين الملا محمد عمر يقول فيها:
\" ... أمير المؤمنين إن الحرب اليوم لم تضع أوزارها ولكننا نهنئكم بالنصر الحسي مقدماً بإذن الله تعالى فقد ظهرت بوادره ، ونهنئكم أيضاً بالنصر الحقيقي الذي حققتموه ، فلقد انتصر مبدأكم وقولكم على مبادئ أعدائكم ، إن أعداءكم يكذبون في كل محفل بأنهم أهل العدل وحقوق الإنسان وأهل الحرية والمساواة ، وفي هذه المعركة سقطت تلك الأقنعة عن وجوههم ليظهر للخاص والعام حقيقة الوجه الصليبي اليهودي الحاقد ، فظهر حقاً من الذي يقتل الأبرياء ، وعرفنا من الذي لا يراعي لأي كائن حي أي حقوق ، وشاهدنا كيف تكون الحرية وسيادة القانون الذي شرعوه لأنفسهم ، وعرفنا ما معنى تعايش الحضارات ووحدة الأديان التي يدعون إليها ، إنهم يريدون حضارة الغاب الأمريكية ، ويريدون وحدة معتقدهم الصليبي فقط ، فهنيئاً لكم هذا النصر لقد ميزتم العالم إلى خندقين وجليتم الحقائق لكل مغفل يوم أن أسقطتم بصمودكم وإيمانكم وتوكلكم على الله كل معاني الزيف والخداع الصليبي .
أمير المؤمنين وكما فضح صمودكم كذب الكفار في دعواهم ، فقد وضّح للمسلمين أيضاً معاني كانت غائبة أو كادت تندرس.
صمودكم علمنا ما هو ميزان القوة لدى المسلمين ،
صمودكم جدد الولاء والبراء ،
صمودكم جدد مفهوم الجهاد ومفهوم النصر والهزيمة ،
صمودكم علمنا معنى التضحية والبذل لله تعالى ،
لقد بلغنا أنكم أغريتم بملك عظيم مقابل التنازل عن حماية المؤمنين ، وأجلب عليكم المنافقون بالترغيب تارة والترهيب أخرى لتبدوا شيئاً من التنازل عن مبادئكم،
وتأكدنا حقاً لو أنكم أردتم الدنيا من الآخرة لأمكنكم بالتنازل عن بعض مبادئكم وحينها تكونون أغنى أهل الأرض ، ولكن القلوب التي خالطها الإيمان تأبى ذلك أشد الإباء...\"(16/10/1422 هجرية)
وقال رحمه الله في سياق فتواه حول سؤال عن الولاء والبراء ومظاهرة الأمريكان على الأفغان وبعد أن وضح مبادئ الولاء والبراء قال:
\" ... وبناء على هذا فإن مَن ظاهر دول الكفر على المسلمين وأعانهم عليهم كأمريكا وزميلاتها في الكفر يكون كافراً مرتداً عن الإسلام بأي شكل كانت مظاهرتهم وإعانتهم ، لأن هذه الحملة المسعورة التي ما فتئ يدعو إليها المجرم بوش وزميله في الكفر والإجرام رئيس وزراء بريطانيا بلير والتي يزعمان فيها أنهما يحاربان الإرهاب هي حملة صليبية كسابقاتها من الحملات الصليبية ضد الإسلام والمسلمين فيما مضى من التاريخ ، وقد صرح المجرم بوش بملء فيه بذلك ، حيث قال سنشنها حرباً صليبية ، وسواء أكان ثملاً عندما قال ذلك أو كان واعياً فإن هذا هو ما يعتقده هو وأمثاله من أساطين الكفر .
وهذا العداء والحقد على الإسلام والمسلمين من قبل هؤلاء الصليبين والصهاينة لا يستغرب لأن الكفر وإن كان مِلَلاً شتى إلا أنهم ملة واحدة بالنسبة لعداء المسلمين والحقد عليهم .
قال تعالى ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)، إذن فلا غرابة من عدائهم للمسلمين ومحاربتهم لهم ، إن الغرابة كل الغرابة في مظاهرة بعض الحكام والمسلمين لهؤلاء الكفَرة وتقديم العون لهم ومنحهم الأرض والأجواء والقواعد ليستعملها أعداء الله ورسوله في ضرب المسلمين ...\"( 21/7/1422 هجرية)
قلت: حسبي هذه النماذج من الفتوى وعلى من أراد النظر في أدلتها واستدلالات الشيخ رحمه الله عليها فليعد إلى نصوصها كاملة وإنما أردت الاستشهاد من جهة وبشارة الأمة من جهة أخرى بأن الحق أبلج، وأن الدين محفوظ وأن أبناء هذه الأمة ومجاهديها إنما يعرفون الرجال بالحق ولا يعرفون الحق بالرجال،
ولئن أسعفت الدورات التأهيلية في السجون ومراكز التحقيق فاستنقذت بعض الفتاوى ، فإن قوى الأرض جميعاً لن تستطيع أن تستنقذ المراجعة والتراجع في الفتوى من قِبل عالمنا الجليل هذا فلقد قضى نحبه وأفضى إلى ما قدَّم من قول وعمل، ولست في هذا المقام ممن يحملون على أهل العلم الذين بدرت منهم مقالات وتراجعات عارية عن أي دليل أو استدلال شرعي وإنما أعلن أنني متوقف فيهم حتى تتغير ظروفهم إلى ما لا شبهة إكراه فيه، أما موقفنا من فتوى أي عالم فتتلخص في قولنا : وما الدليل؟
أما أنت أيها العالم المجاهد حمود الشعيبي فرحمك الله رحمة واسعة وجعل كل حرفٍ أمليته في نصرة عقيدة الأمة في ميزان حسناتك ووفقنا الله تعالى لالتزام ما وافق مراد الله تعالى من فتاويك ورسائلك لا تعصباً لك فلقد علمنا قائدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبذ عصبية الرجال، وإنما تعصباً للحق الذي أجراه الله تعالى على لسانك، فلتمضِ هذه الأمة إذاً ولتعلم أنها محفوظة بحفظ الله مؤيدة بنصر الله مكلوءة بعين الله، وليتمنَّ الله هذا الأمر بعز عزيزٍ وذل ذليل عزاً يعز به الإسلام وأهله ، وذلاً يذل به الكفر وأهله، فقَرِّي أمتي عيناً فلا نامت أعين الجبناء...
د.وسيم فتح الله الكاتب: د. وسيم فتح الـلــــــه التاريخ: 01/01/2007 عدد القراء: 5317
أضف تعليقك على الموضوع
|
تعليقات القراء الكرام
|
|