ليس ثمة ما يجانب الحقيقة في خطاب أولمرت هذا..فما قاله عما يسمى بـ(حزب الله) ليس إلاّ جزءًا من بروتوكولات الحزب وثوابته التي لا مساومة فيها ، ووثائق إنشائه تشهد بهذا ، ولست هنا بصدد الحديث عن حربٍ اكتنفها الغموض والتعقيد؛وولت وانقشع غبارها..ولكن ساعة أن طاف ببالي خطاب أولمرت الآنف الذكر؛ أدركت أننا-نحن المسلمين- نعيش أزمة حقيقية مع الحقيقة السياسية ، فالإمبريالية الأمريكية ؛وتبيعتها الإسرائيلية لا تألوان جهدًا في تزييف الحقائق متى ما أرادتا تسويغ عمل ما هنا أو هناك ؛ وما هرطقة أسلحة الدمار الشامل.. منا ببعيد.
أما إذا كانت الحقيقة تصب في الميزان الإمبريالي الأمريكي ومن تحته-وما أندر ذلك- كالخطاب المذكور، فإنها ستذكر وسيضاف إليها من الهالة الإعلامية ما يجعلها أكثر بريقا ولمعانا؛ وربما..أكثر مقاومة للاضمحلال والتلاشي..كما في محرقة هتلر لليهود التي اتخذت ذريعة لكل ما يفعله-وسيفعله-اليهود من جرائم في حق الإنسانية..!
أوليس من الأولى أن نحقق لنا الاكتفاء الذاتي من مراكز دراسات ومحللين سياسيين أكفاء ونمتلك الشجاعة الكافية لنقول:
لا..لتزييف الحقائق..
لا..لتغلف الهراوات بغلاف الهدايا..!
إنهم يجرّدون لنا الحقيقة متى شاءوا..يجردونها إن كان في مصلحتهم تجريدها..؛ ويخفونها ولو كانت كعين الشمس إن كانت خلاف ذلك..!
ومضة:
لن يستطيع أحد أن يمتطي ظهرك..إلا إذا كنت راكعاً..!