ياشعبُ ليسَ اللّظى قدْ أشعلَ البَدَنا **بل جـُرمُ طاغيةٍ شبَّ اللهيبَ بنا
لاتظلموني فإنَّ الظَّلـم أحْرقنـي ** ورفضيَ الذلَّ يعــلو عيشةَ الجُبَنَا
فليلعنِ الله شينَ الفاجِريـنَ علـَى ** إفسادِه الشعبَ والأموالَ والوَطناَ
وليلعنِ الله بعدَ ( الشَّينِ ) عُصْبتَه ** وكـلَّ مـَنْ بعدَهُـمْ للظالمين دنا
وليلعنِ الله حكمَ الجائرين فنـَـوْا ** وليجعـلِ الله حكمَ الجائرين فَنـَا
****
وليغفرَ الله لـي إذْ كنتُ ممتَحَنـاً ** كفاكُـمُ الله شَـرَّ الغمِّ ، والمِحَنا
وليرحمْ الله روُحي بعـدَ مِحْنِتـها ** فإنِّنـي متُّ بالإسـلام مُقتـِرنا
ورحمةُ اللهِ ربِّ الخلق قدْ وسِعَـتْ ** ذنبَ المسِيئـين مالم تعبـدِ الوثـنا
***
ماذا جرى بعدُ يا أحبابُ في بلدي ** هل ثارَ شعبي على الطغيانِ أمْ جَبُنا
وهل رضيتُمْ بحُكمِ الظُّلْم في وَطَنٍ ** أبى سِوى العيْشِ عزّاً والعُلا سَكَنا
يُؤوي كراماً أبوْا أن يخضعُوا أبـدا ** إلى الظلوم ومنَ يطغَى بهـم طُحِنا
أم أشْعلتْ شُعلتي فيكم مفاخركـم ** فأصلحتْ تونسُ الخضراءُ ما وَهَنا
*******
ماذا جَرَى لبلادِ العُرْبِ قاطبــةً ** هل أيقظتْ ثورةُ الأحْرارِ من وَسِنا؟!
ماذا جَرَى في بلادِ النّيلِ أو عَدَنٍ ** هل مزقـَّتْ مصرُ قيدَ الذُلِّ والكَفَنا؟!
هل حطَّمت عَدَنٌ أغلالَ ظالمهـا ** هل أُنقـذَ الشَّعبُ ،أم لم ينْقذوا عَدَنا؟!
هل أطلقَ الشَّامُ بالإسْـلامِ ثورتـَه ** فشعْبُهُ الحـرُّ يغلي ها هنا وهنـا؟!
وأوقدتْ نجدُ بعدَ الرافديْنِ لظًـى ** تأتي على الظُّلْم حتى تُخلفَ الأُمَنَـا؟!
ومحنةُ القدس والأقصى وغزَّتِنــا ** هل حقَّقَّ العُرْب ماكنـَّا نـَراهُ مُنى؟!
ماذا جَرَى أنبئوني كيفَ أمركُــمُ ** من يحكمُ العُرْبَ والأعرابَ والمُدُنا؟!
****
أجابه القبرُ يامظلومُ سوفَ تَرَى ** ما كنتَ ترجُو ولكنْ أنَْظـِر الزَّمَنـَا
تالله إنَّ أمانيـكَ التي كُتـبتْ ** بأحـرفِ النّارِ عن قُرْبٍ تُرَى عَلَنـا