ياقاصدَ الدّنيا الدنيَّة غافـلاً ** أو ما علِمتَ بمقْصدِي ومُرادِي
أعني ليالِ العشْرِ فيهـا ليلةٌ ** خيرُ الدُّهورِ ، وزُبْـدةُ الآبـادِ
عَرفَتْ لها الأزمانُ قدرَ زمانها ** فَجَثَتْ وألقَتْ بعدُ كلَّ قِيـادِ
ليلٌ بألفٍ من شُهورِ زمانـِنا ** وزيـادةٌ من أجْودِ الأجـوادِ
والروحُ يهبِطُ والملائكُ حولَهُ ** والسِّلْم يُلقى ليلـةَ الإسعـادِ
والنفسُ تسكنُ والقلوبُ خواشعٌ **عيـدُ التَّقاة ، وفرْحةُ العبَّادِ
من قدْرِها نزلَ الكتابُ بقدْرِها **في جُنْحها نزلَ الكتابُ الهادي
نَفَسُ الخلـود يهبُّ من آياتها ** والنـورُ يزهو ، والجنانُ تنادي
ياطالبَ الأملَ الكبيرَ بجنـَّـةٍ ** جادَ الكريمُ ، ففـُزْ بأوفرَ زادِ
أقبلْ بتوبٍ والدموعُ هواطـلٌ **واغسِـلْ جميعَ الغلِّ والأحْقادِ
واملأ خباءَك من كريمِ عطائِه ** ملءَ الفضـاءِ، وأبعـدَ الآمادِ
حامد بن عبدالله العلي