مرثية الشيخ العلامة بداه ولد البوصيري رحمه الله
العلامة بداه ولد البوصيري
مضى فالعلْم منتحبٌ يَهيــمُ ** وكـلُّ المسْلمينَ بهمْ وُجـُـومُ
ومن لمْ يبكِ من أسَفٍ عليهِ ** فلا نُعْمـى عليهِ ، ولا كريــمُ
كــأنَّ تردَّدَ الأفْلاكِ نَعْـيُّ ** تـُردِّدُه ، بــها حزنٌ إليــمُ
تطيفُ بهِ الكواكبُ نائحاتٍ ** وذلكَ أنَّ كوْكَبـَـهُ الزعيــمُ
وقدْ بكت النُّجوم لهُ وناحتْ ** فقـدْ كانتْ به تُهدَى النجـومُ
كذا الجوزاءُ تذْكره فتُبـْدي ** إلى الدبران ما يُبـدِي الكليـمُ
هو المثَـَلُ الكبير من المعالي ** هو الأدبُ الرفيـعُ ، هو العلـومُ
هو الأسَدُ الهزبرُ فلا يُبـَالي ** يقولُ الحقَّ ، إنْ ضـَجَّ الغَشـُومُ
وأطلقَ منْ مَعارفـِهِ عُلوُمــاً ** بها في النَّاس تنْـدهشُ الفهُـومُ
علا فوقَ المعارفِ وهْيَ شمسٌ ** ففوْقَ الشمسِ منزلُه العظيــمُ
سأبكيـِهِ ومـا أُبقـي بعيـْنٍ ** سـوى دمـعٍ على دمعٍ يدومُ
حامد بن عبدالله العلي