قصة هذه القصيدة أن رجلا ابتلى بالعشق في غير الحلال رغم مرور العمر فطلب نصيحة توقظ قلبه فجاءت النصيحــة :
خلِّ الهوى ، يا صريعَ الحبِّ والوَصَبِ
أضاعَ عُمْركَ بين اللَّهْوِ واللّعبِ
راح الصبا، والتّصابي غيـرُ مرتحلٍ
يعيشُ حُلْماً من الأوهام والكذبِ
عجبتُ والله ممـَّن عاش في لَعـِـبٍ
والموتُ يطلبهُ قد جدَّ في الطلبِ
ياعاشقاً جعَلَ الأحـداقَ سكْرتَـه
لم يلقَ منها سوى الخسْرانِ والنَّصَبِ
ولاهياً دهرَه فــي سُكْر شهوتـِهِ
والقـبرُ موئلـُهُ في المنزلِ الخَرِبِ
ومُتعباً قلبـَهُ في حُسْـنِ فانيــةٍ
هلاَّ طلبـْتَ جمالَ الحورِ ياعجبي
ما في الذنوبِ ، وإن حُفَّتْ بزينتِهـا
غيرُ الشَّقاءِ ، وغيرُ الحزْن والتَّعبِ
فكنْ بعمْركَ بالطاعـاتِ منْشغـلاً
أمامَك الخلدُ في الجنَّات والطربِ
فيما التقاعسُ والأعمارُ مُسْرعـةً
كأنما العمْـرُ مِرقـاةٌ إلى العَطبِ
والنَّاس نحـو المنايـا سيرُ وجْهَتِهمْ
ما بيـنَ منْطـرحٍ فيها ومُقتربِ
تجيب داعيهـا بالحـقِّ في قــدرٍ
وأيُّ عبدٍ لداعي الموتِ لم يُجبِ
فلا البروجُ من الآجال عاصمــةٌ
ولا الطبيبٌ ،وما يُسقي من السَّببِ
فخذْ لنفْسكَ زادا صالحاً بتقــىً
ذخراً ليومٍ عظيمِ الهولِ مضطربِ
واجعل هُديتَ جهادَ الكفْرِ خاتمـةً
من فازَ فيها علاَ في أرفعِ الرتبِ
حامد بن عبدالله العلي