رقيتَ مقاماً يا عطيّةُ يلمعُ **
علا مثلَ أنوارِ الكواكبِ يسْطعُ
إذا كان للآجـال حدُّ مؤقتٌ **
فمـا العزّ إلاّ مِيتةٌ تتشعشعُ
شعاعاً مناراً للجهادِ وحارقاً **
لكيـدِ عدوِّ حاقدٍ يتوجَّـعُ
مضيتَ شهيداً يا عطيةُ ماجداً **
وأيُّ مقـامٍ مثلَ هَذا وأرفعُ
لعلَّكَ نلتَ الآن خلْداً طلبتَهُ **
وتطرُبُ إن قلنا : الشهيدُ المودَّعُ
لعلَّكَ تدري الآنَ فضلَ شهادةٍ **
وأنتَ تغنِّي في الجنانِ وتربَـعُ
لعلَّكَ بينَ الحورِ تُسْقَى بكفِّها **
وترشفُ شهْداً من شفاهٍ فتشبعُ
وتلثُمُ بين الخدِّ والنهْد ضاحكاً **
فتُضحِكُ من تعطيكَ لثْماً فتُبْدعُ
وتشربُ من خمرِ كريمٌ مذاقُها **
وليستْ لألبابٍ تغولُ وتصَرَعُ
فخذْها فديتكُ يا عطيةُ نلتَها **
وأنتَ لها أهلٌ ، أحقٌ ، وأروعُ
هما اثنان : ساعٍ للجنانِ بروحِهِ **
يؤولُ لخلـدٍ ناعمٍ يتمتَّـعُ
وسائرُ خلْقٍ عابثينَ كأنهَّـم**
بهائمُ أنعـامٍ تسومُ وترتعُ
حامد بن عبدالله العلي