ناحَ العراقُ، وقلبـُهُ موتـورُ ** ومياهُ دجلـةَ بالبكـاءِ تمـورُ
متعكرٌ فيها الصفــاءُ لأنهّـا ** كالقلبِ يفسدُ صفوَه التعكيـرُ
لما تردَّد في المسـاءِ يذيعُـه ** صـوتُ (الجزيرة) بالفضا منْشورُ
أنَّ الذينَ على الجهادِ كتاجِـهِ ** وبكا اللسانُ ، وخانـهُ التعبيرُ
هل ذاك صوتُ النوْح يحملُ نعيهُ ** أمْ قد وهمْتُ ، وغرَّني التغريرُ
قال الفراتُ ودجلةٌ في حزْنهـا ** وغدا يشيـرُ تمهّلي ، مسرورُ
هل كان صوتُ النعيِ أنَّ أسودَنا ** نالوا الشهادةَ ، إنـَّه التبشيرُ
إنْ كان هذا في (الجزيرة) صادقاً ** فكأنـما هـو لؤلـؤٌ منثورُ
يادجلةَ الآسـاد إنَّ عراقَنـَا ** كالعـزِّ يُصنـعُ بالدماءِ تفـورُ
وبتلكَ بذرُ المجدِ مغروسٌ وهـلْ**ثوبُ الفخـارِ بغيـْرِها مزرورُ
حيُّوا دماءً في الجهاد تدفقـَّت ** فالحقُّ بعد دفُوقهـا منصـورُ
حامد بن عبدالله العلي