لغة العيـون!
للحُبِّ حكمٌ في الحبيبِ مسلَّمُ ** نطقَ الفؤادُ به إذا سكَتَ الفَمُ
وإذا تغافلَ فالعيونُ تقولـُهُ ** فالعينُ عن سرِّ الضِّمـيرِ مُترجمُ
والهُدْبُ في جفنِ العيونِ مصرِّحٌ **بالحبِّ ، سلْهُ ، بسرِّه يتكلَّمُ
لاتعْجبـي إنِّي وربِّك عـارفٌ ** لغـةَ العُيونِ وبالمحـبِّة عالمُ
وإذا رميتُ إلى العيونِ بنظرةٍ ** تبدو فصاحـتُها فلا تتلعْثـمُ
لاتسأليني عن عيونِكِ إنهّـا ** دوماً تقولُ : لأنتَ صبُّ مُغرمُ
والحقُّ ما قالتْ فإنَّ عيونهَـا ** يُفضي المحبُّ لها ، ولا يَتكتـَّمُ
لكنْ سليني ما المحبَّةُ ؟ إنهَّـا ** حارَ الفصيحُ بوصْفها والأعجمُ
فالعقلُ فيها ذاهــلٌ متحيرٌ ** طوراً، وطـوراً عارفٌ مَتوسِّمُ
كالنَّار في قلبِ ابن آدم حرُّها** والقلـبُ في حرِّ اللهيب متيَّمُ
بيناهُ يقذف في الفؤاد عذابَهُ ** تحـلو عذوبتُهُ ، فلا يتأَّلــمُ
ولربَّ حُـبِّ قاتلٍ لقلوبنــا **ولـربَّ قلبٍ فيه صَبُّ مغرمُ
والحبُّ أعجبُ ما وجدتُ فإنَّه ** لولاهُ تبْتئسُ الحيـاةُ وتظلمُ
وإذا تغيَّب فالحيـاةُ تعيسَـةٌ ** وإذا أضاءَ ففي الحياةِ تبسـُّمُ
حامد بن عبدالله العلي