الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله، بكرةً ، وأصيلا
الحمد لله الله أكبر عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته ،
الحمد لله ، والله أكبر عدد ما تعبّد الصائمون لربهم في رمضان ، وقام له القائمون بالصلاة بالقرآن ، وذكره الذاكرون باللسان ، والجوارح ، والجنان .
الحمد لله اشهد أن لا إله إلا هو وحده لاشريك له ، هدى الخلق بكتابه ، ودعاهم به إلى رحابِه ، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ، بشّرهم برضوان ربهم بالجنة لمن أطاعه ، وحذرهم من عقابِه .
وبعــد :
أيها المسلمون في كلّ مكان ، أيتها الأمة العظيمة التي اختارها الله بين الأناس ، وألبسها خير لباس قائلا سبحانه ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( ألا إنكم توفون سبعين أمّة ، أنتم خيرُها ، وأكرمها على الله عز وجل ) أخرجه ابن ماجه وغيره
وماوقع عليكم أيتها الأمة الخيّرة ، هذا الإختيار العظيم إلاّ ليحمّلكم الله رسالة موكب الأنبياء المصلحين ، ويكلّفكم بأمانة الهداة المرسلين ، تلك التي أتمّها الله ، وأكملها برسالة محمد صلى الله عليه وسلم قائد البشرية ، ثم آلت إليكم ، لتكملوا المسيرة إلى يوم الدين
وقد تضمّن هذا التشريف العظيم ، تكليفـا عظيما ، فيه أيضا سرّ التفضيل التام لكم على الأولين والآخرين ، وتحته ثلاثة أمـور :
إحداها : أن جعل رسالتنا رسالة عالمية ، قال تعالى ( وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين )
والثانية : أنّ كلّفنا بتحقيق التفوّق الحضاري على كلّ من سوانا من الأمم ، قال تعالى ( وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) .
والثالثة : أن أمرنا بالأخذ بكلّ أسباب القوى التي تمكننا من تحقيق التفوّق الحضاري ، لإيصال الرسالة العالمية ، قال تعالى ( وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ) ، وذلك يشمل قوة المعرفة ، وقوة الآلات والوسائل في كلّ مجالات التقدّم على غيرنا ، وقوة النُّظُم السياسية الفعّالة ، والإدارية الخلاّقة ، التي تفجّر إبداعات شعوب الأمة ، وتستهض طاقاتـها .
هذا .. وما زالت أمتنا الإسلامية على هذا النهج ، متفوقة بحضارتها ، وحاملة لرسالتها ، وآخذة بأسباب القوة ، حتى تآمر التحالف الصهيوصليبي مع منافقي هذه الأمة بإسقاط الخلافة ، زارعين الكيان الصهيون في قلب أمتنا استكمالا لمخططهم في إضعافها ، وتمزيقها ، وإشغالها عن رسالتها ، ومقسّمينَ الأمة إلى دويلات عليها أنظمة وظيفية ، وظيفتها تتلخّص في ثلاثة أمور :
أحدها : إبعادُ شعوبنا عن دينها الذي هو عزّها ، وعصمةُ أمرها ، وسرّ تفوّقها ، وإشغالهم بكلّ داع إلى ضلالة ، وإلهاؤهم بأسخف الملهيات ، وأرذل الشهوات .
الثاني : إذلال الشعوب ، وانتهاك كرامتها ، ومصادرة حقوقها ، وتعويدها على أن تعيش حالة الهمل بلا حقوق ، فهي تُؤدّب بالهراوات والمعتقلات إن طالبت بحقوقها ، أو تطلعت إلى تغيير يرتقي بحالها ، ويمُنّ عليها بالشعير ، وتُورّث كما يورث المتاع ، وتسير سير القطيع وراء المرياع !!
الثالث : تسخير أوطان الأمة ، ومقدّراتها ، وثروتها ، وأجوائها ، وبحارها ، وشعوبها ، للقوى الأجنبية ، تحقق أطماعها ، وتبقي تفوقها العسكري ، والسياسي ، وتحمي كيانها الصهيوني المزروع في الأمـة .
وهؤلاء داخلون في وصف النبيّ صلى الله عليه وسلم : ( دعاة على أبواب جهنم ) كما في الصحيح ، وحديث ( أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون ) كما في الترمذي .
وقـد بقيت الأمة ترزح تحت نير هؤلاء الطغاة على شعوبهم ، الأذلاء لأعداء الأمة ، مصادرةَ الإرادة ، مهضومةَ الحقوق ، مغيّبةً عن رسالتها ، مقهورةً تحت سلطان الظلم ، وانتهاك الكرامة ، قد أشغلت بجوع ، وبفقر منسٍ في أكثر البلاد ، وبترف مفسد في بعض البلاد .
حتى بزغت شمس ربيع العرب ، فنهضت شعوب الأمة نهضة العملاق النائم ، تنفض الغبار عن إرادتها ، وتستدعي عزتها ، وتستجلب مجدها ، فأسقطت بعض الطغاة ، واتجهت إلى عهد جديد ، تأخذ فيه حقوقها السياسية فتختار نظامها السياسي ، وتحمله رسالتها ، رسالة العدل ، والكرامة ، والعزة ، والتحرر من استعباد الطغاة.
ولكن أعداء الأمة لم يكونوا ليتركوها تنهض ، فاجلبوا عليها بخيلهم ورجلهم ، يقودهم إبليس ، لإطفاء نور الله ، والحيلولة دون عودة الأمة إلى مجدها ، وعزّها ، فمكروا مكرا كُبارا ، وقالوا نبدأ بمصر ، فتآمروا عليها بمال خليجي طالما دعم التآمر على الأمة ، مسخَّرا للتحالف الصهيوصليبي يمدُّ خطَطه لإذلال أمتنا ، ويُنجح مشاريعه لإسقاط لوائها، ويعين آلته لتدمير قوتها ، كما في احتلال أفغانستان ، واحتلال وتدمير العراق ، والتآمر على الثورة السورية المباركة !
وبمخطَّطٍ صهيوغربي ، يختفي وراء إنقلاب خائن غادر ، يقوده أراذل الناس ، خونة العسكر الذين ملئت بطونهم من مال السحت ، بسرقة مصر ، ونهب ثروتها ، وفلولٌ موتورون من نجاح ثورة 25 يناير ، وصليبون أقباط حاقدون على الإسلام ،
فقاموا شأن قطاع الطريق ، بالسطو على إرادة الشعب ، فخطفوا رئيسا منتخبا ، وألغوا برلمانا منتخبا ، ومجلس شورى منتخبا ، ودستورا منتخبا ، وفرضوا أنفسهم بالحديد ، والنار ، طغاة على مصر ، فراعنة يشربون من دم شعبها ، ليذلوه ، وليعيدوه إلى حظيرة العبودية ، كما كان أيام حسني المخلوع ، رهين القمع البوليسي ، تحت سياط الخوف ، وقهر الجوع ، وأسر التخلف ، وليعيدوا مصر تحت أقدام الصهاينة ، تخدم كيانهم ، وترعى أطماعهم ، وتتآمر على الجهاد الفلسطيني .
وهدفهم ليس إعادة مصر إلى حظيرة العبودية للطغاة فحسب ، بل إجهاض نهضة الأمة بأسرها ، حتى في تركيا ، فإنهم يمكرون بها الآن ، لإسقاط النظام الذي دعم الربيع العربي ، وخطا بتركيا إلى الإسلام خطوات واسعة
إن هدفهم إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء ، إلى ما قبل الربيع العربي ، وتلقين شعوب الأمة درسا عبر هذا الإنقلاب ، أن يا شعوب العرب : ليس لكم إلا أن تعيشوا قطعانا تحت صولجان الطغاة ، وأما أمجادكم التي تحلمون بها ، وإسلامكم الذين تنشدون عودته ، فهو سراب خادع ، وأحلام ضائعة ، ومنىً كاذبة !!
نعم إنها مؤامرة ظاهرها بمصر ، وحقيقتها أنها على شعوبنا كلها ، على الإسلام نفسه ، على عزّته أن تعود ، وعلى مجده أن يُستعاد ، وعلى أمته أن تتوحّد، وعلى حقوقهم أن تُسترد .
وأخطر ما فيها أنها تستهدف تصفية القضية الفلسطينية ، بمحو حقوق الأمة في فلسطين ، وتسليم القدس إلى الصهاينة ، وذلك بتسليط مصر الإنقلابيين على الجهاد الفلسطيني ، فيُبدأ بتخريب غزة ، وتسليمها لأخْون الخونة دحلان وعصابته ، ثم وضع المقاومة الفلسطينية في أضعف حال ، للدفع باتجاه مفاوضات زائفة كاذبة ، تنتهي بإغلاق ملف فلسطين لصالح الصهاينة إلى الأبد .
غير أن الله تعالى كان لهم بالمرصاد ، فما أن قاموا بانقلابهم حتى تفجّر بركان الغضب في مصر ، فنهض الشعب ثائرا ، حاملا شعلة الحرية الوضاءة ، مضحيّا في سبيل الحفاظ على إسلامه ، وحريته ، ووطنه ، بالنفس ، والمال ،
فخرجت الملايين تملأ ميادين مصر ، لاسيما ميدان رابعة العدوية ، وزحفت هاتفة بسقوط الطغيان ، لم تنكسر لسقوط الشهداء ، ولم تتراجع برؤية الدماء ، بل زادها ذلك إصرارا وعزيمة ، وعظمت الأعداد ، تزداد كل يوم ، حتى ملأت أفئدة الفراعنة الجدد ، رعبا ، وخوفا ،وأجبرت الطاغية السيسي على التقهقر ، والإنقلابيين على الإنهزام ، وألجموا ، وكعوا ، وتكبكبوا في أودية الحيرة ، والإرتباك.
وأسقط في يد الذين دعموهم بالخفاء ، وذُهلوا من صمود هذا الشعب الحر الأبيّ ، وخافوا ، وتراجعوا .
وصنعت بطولات الشعب الثائر على الفرعون سيسي وعصابته ، معادلة جديدة في مصر ، الشعب الذي يطالب بحقه بعدالة ، ولايقبل المساومة عليها ، مقابل عصابة إنقلابية كاذبة ، خائنة ، ورطت نفسها في مأزق لاخلاص منه ، إلاّ بالتنازل لحق الشعب كاملا .
ألا ّفحيُّوا شعب مصر العظيم ، الذي تحمّل مسؤولية حماية نهضة الأمة بكل شجاعة ، إذ كان في الخندق الأول ، فحمى حمى حريـّة الأمّة بيديه العاريتين ، ودافع عن إرادتها بصدره الحاسر إلاّ من الإيمان ، والصبر ، واليقين ، فنصره الله تعالى
وحيُّوا ميدان رابعة العدوية ، ذلك الذي غدا مدرسة للأمة في رمضان ، ميداناً علّم الأمة كيف تدافع عن إرادتها ببسالة ، وعن حقوقها بإصرار ، و ثبات ، وأن تضحّي بالروح في سبيل عزّها ، كما علمها أن الحق لاينصر باستجدائه ، بل بالصمود في ميادين العزة ، وأن العدل لايـُحقّ بطلبه من الطغاة ، بل بانتزاعه بعزيمة الأسود .
أيتها الأمة الكريمة ، سينتصر الشعب المصري على فرعونه الجديد ، وستبقى شمس نهضة الأمة بربيعها طالعة مرتفعة ، إنما قد أخفتها غيمة عابرة ،
وستمضي الأمة في طريقها على التغيير الكبير الذي يطلق طاقات شعوبها في تحقيق رسالتها الحضارية العالمية ، ويعيد بعث روحها المشرقة بالإبداع ، كما كانت في سالف الدهر .
ولكن الله تعالى كتب في سننه الكونية ، أن لابد من صولات صراع بين الحق والباطل ، يكسب فيها الباطل بعض الجولات ، ليمتحن الله تعالى بذلك المؤمنين ، ويميز صفوفهم ، ويتخذ منهم الشهداء ، ويرفع الأولياء
كما قال تعالى ( إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) .
وكما جاء في قصة هرقل وأبي سفيان رضي الله عنه في الصحيح : ( وَإنَّ حَرْبَكُمْ وَحَرْبَهُ دُوَلٌ وَسِجَالٌ ، يُدَالُ عَلَيْكُمْ مَرَّةً ، وَتُدَالُونَ عَلَيْهِ أُخْرَى ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى ، ثُمَّ تَكُونُ لَهُمُ الْعَاقِبَةُ )
ولاريب أنّ أمتنا التي بقيت تحت حكم الطغاة ، نحو قرن كامل ، ستحتاج إلى مراحل تقطعها حتى تصل إلى الحرية الكاملة ، تمـرّ في أثنائها ، بانتصارات ، وإخفاقات ، وإنجازات ، وتقهقرات ، وكلّ ذلك من طبيعة الصراع نفسه ، وتضاريس الطريق ذاته ، فمن صبر وصل وارتفع ، ومن جزع سقط وانقطع.
وقد أثبت الشعب المصري عامة ، وإسلاميوه خاصة ، أنهم حقا أحفاد أولئك الرجال العظام الذين قدموا دماءهم في سبيل عزة أمتهم ، من الإمام حسن البنا رحمه الله إلى آخر شهيد من مدرسته المجاهدة ، أو من غيرها من رجال الفكر ، والعلم ، والدعوة ، وشرفاء المثقفين ، والسياسيين ، وغيرهم.
هذا .. ولايظن الظانّ أن جهاد الشعب المصري لحماية مكتسبات نهضة الأمة عامة ، ونهضة مصر خاصة ، أشغلنا عن جهاد الأمة المشرف في شام العزة والإباء ، فقد أكرم الله تعالى مجاهديها في رمضان بانتصارات باهرة ، آخرها تحرير مطار منّغ على يد أبطال الجهاد ، والتوغل في اللاذيقية ، يطأون أرضها بعزة الإسلام ، وعزيمة الأسـود ، ويدكّون قرى الأعداء في عقر دارهم ، إلى جانب التقدم على محاور كثيرة
ولاريب أنّ النصر حليفهم بإذن الله ، مهما طال زمن الصراع ، وأنّ الهزيمة دارت رحاها على المجوس ، والعاقبة للشعب السوري ، سيهزم الطاغية ، ويحيا في دولة العدل ، يرفع بها هويته الإسلامية ، ويعتز بانتمائه لأمته ، ويتخلص من عهد الطغيان .
أيها المجاهدون في الشام ، إن انتصاركم النهائي لابد أن يمر بمرحلة التي هو فيها الآن ، وشعارها إسقاط الطاغية وكلّ البنادق معها لهذا الهدف ، وإجهاض كل محاولات التفريق بين صفوف المجاهدين ، وضرب بنادقهم ببعضها ، والإلتفاف على كل المكر الدولي ، والإقليمي الذي يحاول ذلك ، الإلتفاف عليه وإفشاله بحنكة ، وحكمة .
ثم مرحلة شعارها أيُّها الناس خلّوا بين الشعب و اختياره ، واعلموا أنه لن يختار إلاّ إسلامه ، وسيكون حينئذ خيارا مبينا على قبول شعبي لامطعن فيه ، وإرادة شعب لاشائبة فيها ، فهو أقوى من كلّ عروة ، وأصدق من كل وثيقة ،
ثم مرحلة إنشاء دولة المؤسسات ، والعدل ، والقانون ، والحق ، في ظل الإسلام الحكيم الرحيم ، المعتز بهويته ، الآخذ بوسائل العصر الحديث ، الذين يمد وارف ظلاله على أتباعه ، وغيرهم ، فيقيم فيهم العدل ، وينصر الضعيف ، والملهوف ، ويحفظ الحقوق .
واعلموا أنه لا أخطر على تحقيق هذا الهدف الأسمى من أربعة أخطار : العجلة ، والإقصاء ، والإكراه ، وخلط المراحل .
أيتها الأمة العظيمة ، لاخوف عليك إن كنت في ميادين الكرامة ، تخوضين معارك الحق ، وبيدك لواء العـزة ، تقطر منها دماء التضحيات ، فهذا يعني أن الله تعالى آخذ بناصيتك إلى العـزّ المظفّر ، والنصـر المؤزّر ، لأن الله تعالى يحب المجاهدين ، ويعطي المثابرين ، ويجزي الصابرين على حقهم حتى ينالوه بالعاقبة الحسنة .
إنما الخوف عليك إذا أخذتِ بأسباب التهلكة التي وصفها الله تعالى قائلا ( ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) وفسرها الصحابي أبو أيوب بترك الجهاد ، وكراهة الإنفاق عليه ، ولهذا قال تعالى ( إلاّ تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ) .
ويا أيتها الأمة ، ليست الفتنة في مدافعة الأعداء حفاظا على الدين ، وكرامة الأمة ، مهما قدمت الأمة من دماء في سبيل ذلك ، إنما الفتنة في الدخول في طاعة الطغاة ، والخضوع لسلطانهم ، والرضا بحكمهم ، قال تعالى : ( ولو دُخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا ) ، ولهذا قال تعالى : ( وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ) ولم يقل اتركوا القتال حتى لاتقعوا في الفتنة !
وإنما فرّ أصحاب الأخدود من الفتنة ، فصاروا شهداء ، وكانت الفتنة كل الفتنة في طاعة الطاغية ، والرضا بدينه .
نعم إن الفتنة ، كل الفتنة ، في التقاعس عن بيان الحق ، وعن نصرته ، حتى يلتبس بالباطل ، فيفتتن الناس بعقيدتهم ، ويختلط عليهم دينهم .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله
أيتها الأمة الماجدة ، لقد لاحت بشارات العودة للعزّ ، وأشرقت أقمار الرجوع الأعظم للمجد ، وما هي إلا سنوات وسترون من انتصارات الإسلام ، وعلوّ رايته ، وشموخ صرحه ، ما يبهر الأنظار ، ويخطف الأبصار
إنه وعد الله ، تواطأت عليه الرؤى ، وتكاثرت عليه البراهين ، فانظروا إلى انتشار الخطاب الإسلامي ، وتسيّده على عرش المشهد الثقافي ، وتأملوا امتداد رقعـة الدعوة وقوة تأثيرها على الناس ، وتبصروا في نجاح التيار الإسلامي إذا خٌلّي بين الناس والصناديق !
إنها والله حضارة الإسلام تنتهض من جديد ، ودين الله يعود بقوة البرهان والحديد ، وأمة المجـد لمجدها تستعيد
فالحقوا بالركب ، وأدركوا المسير ، وامشوا في ركاب القافلة ، فإنها إلى النصر تسير ،
انصروا الدين ، وأيّدوا المجاهدين ، وادعموا كلّ حراك يستنهض الأمة ، ويبثّ فيها روح العزّة ، و الجهاد ، والثورة على الطغيان ، وعهود الظلم ،والظلام ، ويخلّصها من فكر الخنوع ، ويزيل عنها غشاوة الإنهزام ، في كلّ بلاد العُربِ من الخليج إلى المحيط ، وكلّ بلاد الإسلام من جاكرتا إلى نواكشـوط .
وأبشروا ، واستبشروا، وبشروا ، والله اكبر ولله الحمد
***** الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 07/08/2013 عدد القراء: 15280
أضف تعليقك على الموضوع
|