فجأة اختفت الشرطة العراقية الصفوية ، والجيش الصليبي من شوارع بغداد ، واطلقت يد الغوغاء يحرقون مساجد السنة ، ويقتلونهم ، ويمزقون حتى المصاحف في المساجد ، ردود أفعال مفتعلة بوضوح ، وجرائم سبق إعدادها بتنسق لايخفى القصد منه ، وحتى قبل أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تدمير القبة المزعومة ، بدوا جميعا يستغلون الحدث بإبتهاج غريـب !!
يروى عن الرئيس بوش في أوّل لقاء له مع الرئيس الروسي بوتين قائلاً: لقد بادرته في اللقاء بالقول: سيادة الرئيس.. لقد لفت انتباهي أن والدتك أعطتك صليبًا، وأنكم باركتم هذا الصليب في إسرائيل الأرض المقدسة... فرد بوتين: نعم.. فقلت له: إن هذا الأمر يثير عجبي!! لأنك كنت شيوعيًا وضابطًا في الـ «كي جي بي» ومع ذلك كنت راغبًا في حمل الصليب إن هذا الأمر يحمل في نفسي الكثير من المعاني أكثر مما تحمله مجلدات!! أنني أردت أن أتأكد من صحة قصة الصليب.
نعم ، هو فرح جدا بالصليب المبارك في إسرائيل !!.. وكذلك يعتز «بوش» بأنه يبدأ يومه بقراءة «الانجيل» ، وكتاب «عظات» للقس النصراني المتطرف أوزوالد شامبرز!!، فلاجرم لقد بدا الأحمق المطاع مزهوّا جدا ، عندما أعن الحرب الصليبية على المسلمين إثر أحداث 11/9 .
وقال في موضع آخر يبيّن أن المشاهد والقبور المعبودة ، إنما ظهرت وانتشرت في دولة بني بويه التي اشتهرت بالميل إلى الرفض ، وأنّ أصل الشرك وتبديل الإسلام : في الطعـن في الصحابة ، وتعظيم المشاهد على القبور وعبادتها .
قال : (ولم يكن في العصور المفضلة " مشاهد " على القبور وإنما ظهر ذلك وكثر في دولة بني بويه ؛ لما ظهرت القرامطة بأرض المشرق والمغرب كان بها زنادقة كفار مقصودهم تبديل دين الإسلام ، وكان في بني بويه من الموافقة لهم على بعض ذلك ، ومن بدع الجهمية ، والمعتزلة ، والرافضة ، ما هو معروف لأهل العلم فبنوا المشاهد المكذوبة " كمشهد علي " - رضي الله عنه - وأمثاله .
وصنف أهل الفرية الأحاديث في زيارة المشاهد والصلاة عندها والدعاء عندها وما يشبه ذلك .
فصار هؤلاء الزنادقة وأهل البدع المتبعون لهم يعظمون المشاهد ويهينون المساجد وذلك : ضد دين المسلمين ويستترون بالتشيع . ففي الأحاديث المتقدمة المتواترة عنه من تعظيم الصديق ومن النهي عن اتخاذ القبور مساجد ما فيه رد لهاتين البدعتين اللتين هما أصل الشرك وتبديل الإسلام .
ومما يبين ذلك أن الله لم يذكر " المشاهد " ولا أمر بالصلاة فيها وإنما أمر بالمساجد فقال تعالى : { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها} ولم يقل : مشاهد الله ؛ بل قد { أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا أن لا يدع قبرا مشرفا إلا سواه ولا تمثالا إلا طمسه} . ونهى عن اتخاذ القبور مساجد ولعن من فعل ذلك فهذا أمر بتخريب المشاهد لا بعمارتها سواء أريد به العمارة الصورية أو المعنوية . وقال تعالى : { ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} ولم يقل في المشاهد وقال تعالى : { قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد} ولم يقل عند كل مشهد . وقال تعالى : { ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله} ولم يقل مشاهد الله ؛ إذ عمار المشاهد هم مشركون أو متشبهون بالمشركين . إلى قوله : { إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله} ولم يقل إنما يعمر مشاهد الله . بل عمار المشاهد يخشون غير الله ؛ فيخشون الموتى ولا يخشون الله ؛ إذ عبدوه عبادة لم ينزل بها سلطانا ولا جاء بها كتاب ولا سنة كما قال الخليل عليه السلام في مناظرته للمشركين لما حاجوه وخوفوه آلهتهم : { وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون } قال تعالى : { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} وفي الصحيحين { عن ابن مسعود قال : لما نزلت هذه الآية : { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله أينا لم يظلم نفسه ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو الشرك ألم تسمعوا قول العبد الصالح : { إن الشرك لظلم عظيم }} ؟ قال تعالى : { وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء} قال زيد بن أسلم وغيره . بالعلم وقال تعالى : { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} ولم يقل وأن المشاهد لله بل أهل المشاهد يدعون مع الله غيره . ولهذا لما لم يكن بناء المساجد على القبور التي تسمى " المشاهد " وتعظيمها من دين المسلمين ؛ بل من دين المشركين ؛ لم يحفظ ذلك فإن الله ضمن لنا : أن يحفظ الذكر الذي أنزله كما قـــال : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} فما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة محفوظ وأما أمر المشاهد فغير محفوظ بل عامة القبور التي بنيت عليها المساجد إما مشكوك فيها وإما متيقن كذبها) .
وبعــــــد :
فالواجب على أهل الإسلام نصرة إخوانهم في العراق ، والإسراع بالنجدة لكف إهراق دمائهم ، وردع يـد هؤلاء الخونة الرافضة الذي يظهرون القول الحسن في العلن ، ويحرضون أتباعهم على حرق مساجد المسلمين وقتلهم في الخفاء ، والتخلّف عن نصرتهم إثم ، والإعراض عن ذلك مع القدرة خيانة للدين ، وخذلان للمسلمين .
ثم لايغرنّكم ظاهر حالهم ، أنظروا في وجوههم ، إنها وجوه المهزومين الخائفين ، ذلك أنّه لم يظهر قرنهم إلاّ بقدوم الصليبين الذين هم في طريقهم إلى الهزيمة، وصدق النائب الديمقراطي جون مورثا ـ وهو كذوب ـ عندما قال :
( الحرب في العراق لا تجري كما هو معلن. إنها سياسة خاطئة مغلفة بالوهم ، إن قوات الولايات المتحدة والتحالف قد فعلت كل مافي وسعهافي العراق ، ولكن حان الوقت لتغيير المسار ، جيشنا يعاني. مستقبل بلادنا في خطر، إننالا نستطيع أن نستمر في المسار الراهن ، ومن الواضح أن الأعمال العسكرية المستمرة فيالعراق ليست في صالح الولايات المتحدة الأمريكية ، أو الشعب العراقي أو منطقةالخليج ) .
وسيُهزمون جميعا فلا يهولنّكم صياحهم ، فإنما هم أمـّة الصيــاح ، قبّح الله وجوههم ،
شاهت الوجوه ،
وإن نصر الله لقــريب .