الله اكبر ، الله أكبر ، الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله اكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر كبيراً ، و الحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرة وأصيلا
الله أكبر كلَّما كبـّر الحجاج ملبـّين ، وطافوا ببيت الله محرميـن ، وذبح المضحون بإبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام مقتدين ، وقاموا بتعظيم شعائر الله معظمين .
الحمد لله الذي شرع الحـجَّ ليعلم الأمة العـزة ، والكرامه ، وقرّر فيه من التعاليـم ما يجعل الأمة بين الناس في منزلة الإمامـهْ ، الحمد لله على نعمة االعظيمـة ، وألطافه العميـمة ، لاسيما نعمة نهضـة الأمة ، وانطلاق مسيرتها الكبرى ، نحـو التحرر من طغيان الطغاه ، إلى نهج الآباء الأحـرار الأباه.
الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه ، لا نحصي ثناء عليه سبحانه ، كما أثنى هو على نفسه العلي العظيـم ، أكْمل لنا ديننا ، وأتمَّ نعمته علينا ، وهدانا لكل خير في الدين و الدنيا ، فله الحمد في الأولى ، والآخرة .
وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أنّ محمدا صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الأطهـار ، وأصحابه الأبـرار، وسلَّمَ تسليما كثيراً ، عبده ، ورسوله ، وخيرته من خلقه ، أدى أمانـة ربه ، وبلغ رسالة دينـه ، فأخرج الله به خير أمة أخرجت للناس .
الله اكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمون في كلِّ مكان ، أيّتها الأمّة المحمديّة العظيـمة ، أيها الأحرار الذين بُعثتم برسالة الحرية ، يا أمـةً أُخرجت لتحفظ كرامة البشرية ، بإخراجهم من عبادة العباد ، إلى عبادة ربّ العبـاد ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة .
يا خيـر أمـة أخرجـت للناس ، يطلُّ علينا عيد الأضحى لهذا العام عام ثلاث وثلاثين وأربعمائة وألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، بإطلالة مشـرقة ، تبشّـر بغـدٍ واعـد ،
وكيف لايكون كذلك ، والأمـّة في طرق الجهاد سائرة ، وعلى الطغيان ثائـره ، وقد زاد إصرارها على كسر قيـود الذلّ بالبذل ، وتحطيـم أغلال الرق للأنظمة المستبـدة بالتضحية ، لتنطلـق نحـو مستقبل وضّاءٍ بالحرية ، مليءٍ بالعدالة ، مشـعٍّ بالكرامة.
ثـمّ كيف لا ؟ وهي الأمة التي زكاها الله تعالى كما فسر النبي صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) بقوله : ( أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها ، وأكرمها على الله تعالى ) رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما .
أيتها الأمة الخيّرة لقد قطعت أمتـنا بحمد الله تعالى منذ انطلاق الربيع العربي ثلاث عقبات ، وبقي أمامها ثلاثة تحـدّيات .
أما العقبات فهي : عقبة الإنتصار على النفس بكسر حاجز الخوف ، كما قال تعالى
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيـمٌ )
وعقبة الوعي بضرورة التغيير ، ووسائله المناسبة ، فقد أصبحت أكثر وعيا بأن التغيير ضرورة حضارية لترفعها من مرتبة كانت فيها أشبه بالقطعان السائمة ، إلى مرتبة تضع نفسها حيث وضعها الله قائدة للعالم للفضائل ، والخيرات ، كما قال تعالى ( أخرجت للناس ) .
وعقبة تجاوز النزاعات الداخلية التي كان يصنعها الطغاة بين طوائف الشعب ليشغل الشعوب فيما بينها ، عن إزاحة الطغيان ، وبناء الإنسان .
وأما التحديـّات فهي :
تحــدّ مواصلة النهضة حتى تشمل أمتنا جمعاء ، وذلك أنّ قوى المكر الخارجية ، و الداخلية ، في عمل دؤوب لإجهاض نهضة الأمة بإيقافها في محطتها الشامية ، فهم يجهدون كل الجهد لإطالة أمد الثورة لكي تنقطع صلتها بالربيع العربي ، وتنشغل بعدها بصراع داخلي ، فتنسى الأمة ربيعها ، ويتقادم عهدها به !
وتحـدّ نجاح البناء البديل الذي أعقب الثورات في بلاد الربيع ، وذلك أن أعداء هذه الأمة يعملون معاول الهدم ليلا ، ونهارا ، وسرا ، وجهارا ، لإفشال كل بديل يأتي بعد طغيانهم ، وفسادهم ، وإفسادهم ، لينقطع أمل الأمة عن نهضتها ، وتبقى في ذلها ، وعبوديتها .
وتحـدّ نجاح الثورة الشامية التي طال أمدُها ، بسبب تداعي مجوس الحقد في إيران المتحالفين مع روسيا عدوة الله ، والإسلام ، والصين الخبيثة ، تداعيهم على شعب ضعيف في العتاد ، والعدة ، قويّ بروح الإيمان ، وعزيمـة العقيدة .
متمسّكا بقول الله تعالى ( ولاتهنوا ، ولاتحزنوا ، وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ، إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ، وتلك الأيام نداولها بين الناس ، وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء ، والله لايحب الظالمين ، وليمحّص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ، أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ، ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) .
وإنما ميّزنا الثورة الشامية هنا ، لأن الشام كانت ، وستبقى ، حقا مفتاح التغييـر الأكبر في أمتنا ، كما جاء في تراثنا عن مستقبل أمتنا ، أحاديث كثيرة في فضل الشام ، وأنها أرض الإنتصارات الواعدة العظيمة ، منها حديث معاوية بن قرة عن أبيه قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ، ولا يزال أناس من أمتي منصورين ، لايبالون من خذلهم حتى تقوم الساعة ) رواه الترمذي وأحمد وغيرهما ، ومنها حديث ( عقر دار المؤمنين بالشام ) رواه أحمد وغيره.
كما في الصحيحين وغيرهما أن الله تعالى يحسم إنتصارات الأمة في نهايات التاريخ في الشام على الصليبية ، والمسيح الدجال ، وأن فيها ينزل نبيّ الله عيسى بن مريم عليه السلام ، كما كانت في تاريخها موضع انتصارات الأمة الكبرى ، كالانتصار على التتر ، والصليبين .
كما أنها في حاضرنا هي مفتاح التغيير في الشام كلّه بمعناه الجغرافي الأشمل، ومدخل التغيير إلى العراق ، فإذا نجحت وستنجح بإذن الله تعالى ، فستنتشر بركة انتصاراتها على الشام كلّه ، وعلى العراق ، وستعيد رسم الخارطة الجيوسياسية بحيث تربط هذا التحول العظيم في أمتنا في مصر وتركيا بالجزيرة العربية ، فتكتمل أعمدة الخلافة الإسلامية ، ولا يبقى سوى وضع عرشها على تلك الأعمدة بإذن الله تعالى .
ولاريب أن الشعب السوري البطل العظيم ، قد أبلى بلاء حسنا في مواجهة هذا التحدي العظيم ، وتتابعت انتصاراته في الأشهر الماضية ، وأغناه الله بغنائم كثيرة اغتنمها من أعداء الإسلام ، فحرّر أكثر أرضه ، وأثخن في عدوّه ، واقترب من النصر ، وهو هذه الأيام يحاصر النظام في دمشق ، بعد أن سيطر على أكثر حلب ، وإنـّا لمتفائلون بإذن الله بقرب النصر ، وإشراق شمس الحرية على الشام وأهله .
فديتُ الضاحكينَ إلى المنايـا ** وإنْ يسْتصْرخُ الإسلامُ بُسْلُ
رجالٌ إنْ دعا الإيمـانُ قامُوا ** فماهـيَ غير أسـيافٍ تُسَلُّ
أَصاخَ لهمْ من الآفـاقِ مجـْدٌ ** فردَّدَ : ما لهمْ في النَّاس مثلُ
بهم نصر الشآم بسيفِ عـزِّ ** فصار العزُّ يخفـقُ حيثّ حلُّوا
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
أيتها الأمة المجيدة إن هذه التحديات الثلاثة ستنتصر فيها الأمة بلاريب ، لكننا بحاجة إلى أن نفقه حق الفقه ما يلي :
أن مواصلة النهضة بحاجة إلى ثبات وصبر ، وإلى عزيمة ماضية ، ووعي متقّـد البصيرة ، وإنجاح المشاريع السياسية في البلاد التي نجحت فيها الثورات ، يحتاج إلى التركيز على ما هو ملح ، وتأجيل ما سواه ، وتقديم ما من أجلـه ثارت الشعوب ، وإرجاء غيره ، ولقد ثارت شعوبنا من أجل حياة كريمة ، تتحرر فيها من تسلط الطغاة على ظهورها بالضرب ، وعلى أموالها بالنهـب ، وعلى أوطانها بالسلب ، وعلى كرامتها بالإهانة .
ويجب أن نتذكر جيدا أنهم إذا وجدوا في الإسلام كرامة أنفسهم ، وعدالة بينهم ، وسلامة لأوطانهم ، وأمنا على أموالهم ، وأنفسهم ، وأعراضهم ، فلن يستبدلوا غيـره به ، وإلاّ فلايلومنّ الإسلاميون إلاّ أنفسهـم ، إن فشوا بعدما حكـموا !
هذا .. ومن الجديد على خارطة نهضة الأمة ، ما وجدناه في الكويت من صوت الشعب المدوّي الهدار الذي يطالب باحترام سلطته ، ووضع حدّ للتلاعب بإرادته
، شعبٌ يصيح بأعلى صوته ، لقد آن الآوان لترجع للأمة سلطتها ، ولتستعيـد إرادتها ، ولتصنع مستقبلها بأيدي أبنائها ، ولتحقق آمالها بنفسها .
فلقد مضى عهد تهميش الشعوب ، ووليّ زمن إلغاء دورها ، ومعاملتها قطعانَ غنم ، يمُـنُّ عليها بوجبات الطعام ، وتُجلد ظهورها بالهراوات !
لقد أطلق الشعب الكويتي صيحة مدوية في (مسيرة كرامة وطن) التي تم قمعها بوحشية القرون الوسطى ، وهجمية عهود الظلام والعبودية !
لقد أطلق صيحته : أشرقت شمس الشعـوب فانظروا لها ، وضاءة ألقة ، بالكرامة ، والعدالة ، و الحرية ، فكفاكم مصادرة لحقوق الشعوب السياسية ، واحتقارا لقدرتها على التغيير .
فأحدثت هذه الصيحة زلزالا في الخليج ، أصاخ لها شعوب الخليج ، فتجاوبت معهم قلوبٌ واعية ، وعقولٌ متفتحة ، لتبذر فيها بذرة نهضة خليجية متطلعة لتتحد مع شعوب الأمة في بناء صرح الأمة الجديد ، صرح الكرامة ، والحرية ، والعدالة ، وإعلاء الأمة ، وانتصارها ، وعزتها .
فنسأل الله أن يوفق شباب الحراك السياسي في الكويت ، ومن معهم من نواب الأمة ، لاسيما من ضحّى منهم ، فاعتقل ، أو أوذي ، إلى تحقيق آمال التغيير المنشود ، والإصلاح الموعـود آمين .
أيتها الأمة الإسلامية إن الإستبداد يريد أن يخفض دور الأمة الذي رفعه الله
ويريد أن يسلب منها أعظم حقوقها ، وهو حقها السياسي في أن تدير نفسها ، لترفع شأنها ، وتعلي مكانتها ،
ولهذا جعل الإسلام الحاكم وكيلا عن الأمة ، لايحق لها أن يستبد برأيه ، ولا يتصرف بشهوته ، ولا يمن على أحد بعطائه الذي هو ثروة الوطن ، ولا يعتدي على أحـد بسوطه!
فلا يحقّ له أن يتصرّف إلاّ وفق التوكيل الذي حصل عليه من الأمة ، بما يحدّده دستور الأمة المستمدّ من حضارتها ، المنبثق من هويتها المستهدية بالقرآن والسنة .
إنّ سكوت الأمة عن حقها السياسي هذا هو من أعظـم أسباب ذلها ، وهوانها ، وحتى شريعة الله في غياب هذا الحق ، قد تم تشويهها ، وتوظيفها للإستبداد ، وشهواته.
وإنه من أوجب الواجبات اليوم تعليم الأمّة هذا الحق ، وحضّها على استرجاعه ، والجهـاد من أجل عودة سلطتها إليها ،
فإنّ في ذلك خيراً عظيما عليها ، بل هو فتح الفتوح إذا عاد إليها ،
وهذا ما نتوقع حدوثه بإذن الله تعالى ، إذا استقر النوى بهذه النهضة المباركة التي انطلقت بالربيع العربي إلى محطتها الأخيرة ، حيث تجتمع الأمة على مبادئ حضارتها العظيمة ، القائمة على العدالة ، والكرامة ، وتحرير الإنسان من طغيان الإنسان.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر
الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيـلا
المحمود الله جل في علاه ، والمصلى والمسلم عليه نبيـّهُ محمّد صلى الله عليه وسلم والمرضي عنهم صحابته وآله ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين
فياعباد الله عليكم بتقوى الله في السر والعلن فإنها وصية الله للأولين و الأخرين إذ قال سبحانه ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله )
فعليكم بالتقوى فإنه زينة الإنسان في الدنيا ، وزاده في الآخرة ، وهي الجامعة لكل خير.
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : ( قلت يا رسول الله أخبرني عن عمل يدخلني الجنة ، و يباعدني عن النار ؟ قال : لقد جئت تسأل عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه : تعبد الله لا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم ، رمضان ، وتحج البيت , ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جُنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار , وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا - (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون ، فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونََ ) ... ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر ، وعموده ، وذروة سنامه ؟ ، قلت : بلى , يا رسول الله قال : رأسُ الإسلام , وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ، ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كلّه ؟ فقلت بلى يارسول الله , فأخذ بلساني ، وقال كف عليك هذا ، فقلت : يا نبي الله , و إنا لمؤاخذون بما نتكلم ؟ فقال : ثكلتك أمُّك , وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلاّ حصائـد ألسنتهم ؟! ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث مهلكات ، وثلاث منجيات ، وثلاث كفارات ، وثلاث درجات ، فأما المهلكات : فشح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه ، وأما المنجيات : فالعدل في الغضب والرضى ، والقصد في الفقر والغنى ، وخشية الله في السر والعلانية ، وأما الكفارات : فانتظار الصلاة بعد الصلاة ، وإسباغ الوضوء في السبرات ، ونقل الأقدام إلى الجماعات ، وأما الدرجات فإطعام الطعام ، وإفشاء السلام ، وصلاة بالليل والناس نيام ) روه الطبراني والبيهقي.
وعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا يا رسول الله : وما هنّ ، قال الإشراك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) متفق عليه
،
وخرج ابن ماجه من حديث ابن عمر رضي الله عنهمـا ، قال صلى الله عليه وسلم: ( خمس إذا ابتليتم بهنّ ، وأعوذ بالله أن تدركوهنّ ، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلاّ فشا فيهم الطاعون ، والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلاّ أخذوا بالسنين ، وشدة المئونة ، وجور السلطان عليهم ، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلاّ منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله، وعهد رسوله ، إلاّ سلط الله عليهم عدوا من غيرهم ، فأخذوا بعض ما في أيديهم ، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلاّ جعـل الله بأسهم بينهم )
ومما ورد عن السلف من المواعظ الجليلة : أصلح سريرتك يصلح الله علانيتك ، وأصلح ما بينك وبين الله ، يصلح الله ما بينك وبين الناس ، واعمل لآخرتك يكفك الله أمر دنياك ، وبع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا ، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا ، احذروا سخط الله في التقصير في أمره وما حكـم ، وفعل ما حرم ، وعدم الرضا بما قسم ،
أيها المسلمون : قـد شرع الله تعالى ذبح الأضاحي هذه الأيام المباركة ، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم ( من وجد سعة فلم يضحّ فلا يقربنَّ مصلاّنا ) .
و إنّ الشاة تجزئ عن الرجل وأهل بيته في الأضحية ، وتجزئ البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة ، ولا يجزئ من الضأن إلاّ ما تم له ستة أشهر، ولا من المعز إلاّ الثنيّ وهو ما تم له سنة ، ولا من الإبل إلاّ ما تم له خمس سنين ، ولا من البقر إلاّ ما تم له سنتان ، ويستحب أن يتخيّرها سمينة صحيحة، ولا تجزئ المريضة البيّن مرضها، ولا العوراء ، ولا العجفاء ، وهي الهزيلة ، ولا العرجاء البيّن ضلعها ، ولا العضباء التي ذهب أكثر أذنها أو قرنها ، وتجزئ الجمّاء ، والخصي
والسنة نحر الإبل قائمة معقولة اليد اليسرى ، والبقر والغنم على جنبها الأيسر متوجهة إلى القبلة ويقول عند الذبح : (بسم الله) وجوباً، ويستحب أن يزيد( الله أكبر) ، اللهم هذا منك ولك ، ويُستحب أن يأكل ثلثاً ، ويهدي ثلثاً ، ويتصدق بثلث ، لقوله تعالى: (فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَـٰنِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ) ولا يعطي الجزار أجرته منها.
ووقت الذبح بعد صلاة العيد باتفاق ، ويومان بعده ، واختلف العلماء في اليوم بعدهما .
واعلموا أيها المسلمون أن التكبير المقيد لغير الحاج يبدأ من يوم عرفة إلى آخر عصر أيام التشريق، وأما الحاج فيبدأ من ظهر يوم النحر، وأما التكبير المطلق فيكون في عشر ذي الحجة.
أيها المسلمون، اعلموا أنه ليس السعيد ، من تجمَّـل للعيـد بلبس الجديـد ، ولا من تباهى بالمال المديـد ، ولا من خدمـته الخـدم والعبيـد ، لكن السعيد من فاز بالجنـة والمزيـد ، ونجى من عذاب النار الشديد ،
هذا وأكثروا من الصلاة على الحبيب المصطفى ، والشفيع المجتبى ، محمّد صلى الله عليه وسلم ، فقد أمركم الله بذلك فقال سبحانه : " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين صلوا عليه وسلموا تسليما " ، اللهم صل ، وسلم ،وزد ، وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد ، وعلى آل بيته ، وعلى الصحابة أجمعين ، وخصّ منهم الخلفاء الأربعة الراشدين ، أبا بكر وعمر وعثمان وعليّ ، والتابعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين ، وأذلَّ الشرك والمشركين ، ودمّر أعداء الدين ، لاسيما الصهاينـة ، والمجوس ، والصليبيين ، واجعل بلاد المسلمين تعود إلى خلافتـها ويحكمها نظام الإيمان بشريعة الرحمن.
اللهم من أراد أمتنا بسوء ، فاجعل تدبيره ينقلـب عليه ، وكيده يرتد إليه ، اللهمّ من أراد أمتنا بشـرِّ ، فرده على أعقابه خاسرا ، ودمّـره حتى يرجـع خائبا خائـرا.
اللهم طهـِّر بلاد الإسلام من رجس اليهود المعتدين ، والصليبيين المستكبرين ، لاسيما الأقصى وفلسطين ، اللهم انصر المجاهدين فيها ، وبالشام ، والعراق ، وأفغانستان ، وفي كل مكان .
اللهمّ فـرّج عن أهلنا بالشام حصارهم ، وارفع عنهم بلاءهم ، وأمدهـم بمددٍ من عندك ، تربط به على قلوبهـم ، وتثبّت أقدامهم ، اللهمّ وانصرهم على عدوّك وعدوّهم ، واجعل على عدو الإسلام بشار الخبيث ، وجنده ، وحزبه ، الهزيمة ، وادر عليه دائرة مكرهم ، واجعل رماحه في نحـورهم.
اللهم اجعلنا هداة مهتدين ، صالحين ببررة ، غير ضالين ولا مضلين ، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين ، واحفظنا بالإسلام قاعدين ، واحفظنا بالإسلام راقدين ، ولا تشمت بنا الأعداء ، ولا الحاسدين يارب العالمين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، آمين ، آمين ، آمين ،
تنبيه : هذه الخطب تسجل وتبث عبر الإنترنت فحسب الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 26/10/2012 عدد القراء: 17384
أضف تعليقك على الموضوع
|