ردا على الحاخام أوفاديا يوسف زمن الخداع قد مضى وإعصار الانتفاضة مستمر
حامد بن عبدالله العلي
حاول الحاخام أوفاديا يوسف أن يمارس تضليلا على العرب من خلال تصريحاتـه التي أطلقها يوم الاثنين 22/10 في لقاءه مع صحيفة الوطن الكويتية ، والحقيقة أن المرء يتعجب من الطريقة التي يفكر بها هذا الحاخام الإرهابي المتطرف ، هل كان يظن أن العرب على درجة كافية من السذاجة ، ليصدقوا أنه تحول بين عشية وضحاها إلى حمل وديع ، وأن مجرد كلمات يقولها في لقاء صحفي ، سوف تجعل العرب ينسون في لمح البصر ، ذلك التراث الهائل من الأحقاد والعنف الدموي واحتقار الآخرين المكتنز في العقلية اليهودية والتاريخ اليهودي والكتب الدينية الخرافية المحرفة عن كتب أنبياء بني إسرائيل الصالحين الذين لعنوا الكفرة من بني إسرائيل إلى يوم القيامة ، أولئك الكفرة الذين منهم الحاخامات الذين يكذبون على الله تعالى وعلى رسله الكرام ، وتسفك بتعليماتهم وفتاواهم العنصرية ، دماء الأبرياء من أطفال وشيوخ وشباب ورجال ونساء المسلمين في فلسطين منذ عقود.
أيها الحاخام اسمع ما نقول : إننا لا نجهلكم حتى تعلمنا من أنتم، لأننا لم ننس ،، منذ أن ترجم اليهود عقيدتهم العنصرية المتعطشة لسفك دماء المسلمين ، في أوائل القرن الماضي ، ترجموها بتأسيس أول منظمة إرهابية في الشرق الأوسط في القرن الماضي ، (هشومير ) أي الحارس ، ولم تكن وظيفتها الحراسة ، بل هو خداع يهودي كحديث الحاخام عمافوديا يوسف في لقاءه مع الوطن ، بل كانت وظيفة المنظمة كما يدل عليه شعارها ( بالدم والنار سقطت يهودا ، وبالدم والنار ستقوم يهودا ) ، ومنذ منظمة الهاجاناة ، والارجون ، والبالماخ ، هذه العصابات المجرمة الإرهابية التي رعتها بريطانيا ، ثم أصبح زعماؤها هم زعماء كيانكم.
ولن نخدع ، لأننا لم ننس ذلك التاريخ المليء بالنار والدماء والإرهاب ، والقتل والتشريد وهدم البيوت وإحراقها ، وسفك دماء الأبرياء العزل ، وتدنيس مقدسات المسلمين ، منذ دخول أو العصابات اليهودية إلى أرضنا في فلسطين في ردف الجيش البريطاني ، وما فعلته من جرائم تقشر لها الأبدان ، قبل مجزرة ناصر الدين 48م ، وبعدها ، ومنذ مجازر الكرمل 48م ، والقبو 48م ، وبيت دارس48م ، وسعسع 48م ، وبيت الخوري 48م ، والزيتون 48م ، ودير ياسين في 9/11/ 1948م عندما ذبح 254 فلسطينيا على يد عصابة الارغون بزعامة مناحيم بيغن ، الذي علق على هذه المذبحة بقوله ( لولا النصر في دير ياسين ما قامت دولة إسرائيل ) ، ووادي عربة 50م ، واللد 48م ، وغور صافي 51م ، وقيبية 53م ، وقلقيلية 56م ، وكفر قاسم 56م ، ثم هلم جرا ، تاريخكم كله في فلسطين ، على هذا المنوال ، من دير ياسين مرورا بما فعلتموه في صبر وشاتيلا ، ومجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1990، وهذه المجازر التي ترتكب في حق الأطفال الأبرياء حتى سفكت دم أكثر من 140 طفلا منذ بدأ إنتفاضة الأقصى ، فضلا عن مئات الشهداء ، وما فعلتموه في لبنان من حولا 48م ، وجانين67م ، وبنت جبيل 67م ، والليطاني 78م وسقط 569 قتيل لبناني ، والاجتياح البربري الإرهابي 82م ، والعملية التي أسميتموها تقديم الحساب عام 1993م ، واستمرت سبعة أيام 133 قتيلا ، وتهجير 300 ألف لبناني من قراهم ، ولا ننسى قانا الجليل .
لن ننسى ،،، ولم ننس منذ ذلك الحين ، وإلى اليوم ، وكل يوم يمر تسفك فيه دماء الأبرياء المسلمين في أرضنا المغتصبة في فلسطين ، حول بيت المقدس ، في طولكرم ، ويافا وحيفا ، ونابلس ، وبيت جالا ، وغزة ، ونابلس ، وكل بقاع الأرض المباركة التي وطأتها القدم الشريفة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي حاربتموه وأنت تعلمون أنه نبي آخر الزمان الذي بشر به موسى عليه السلام وأمركم باتباعه والدخول في دينه ، حاربتموه وحاولتم قتله فنصره الله عليكم.
لن ننسى ،،، تاريخكم الإرهابي الأسود المحتقن بالعنصرية والكراهية والقتل والدمار ، لن ننسى ذلك كله ، لأننا نعلم خداعكم , وأكاذيبكم التي لا تنتهي ، ونعلم أنكم لم تكذبوا على العرب فقط بل كذبتم على كل العالم ، عندما جئتم إلى أوسلو ، تبحثون فقط عن غطاء يمكنكم من بناء مزيد من المستوطنات ، والحصول على مزيد من المعلومات الاستخباراتية عن قادة الانتفاضة ، وقادة الجهاد والكفاح الفلسطيني ، لتصفوهم ، وعلى مزيد من الوقت لتسفكوا الدماء ، وعلى مزيد من الوقت لتقطيع الوطن الفلسطيني ، وتقطيع حقوق شعبه ، تمهيدا لالتهام ذلك كله ، واليوم تريدون فقط تهدئة الصراع لاسباب تتعلق بالحرب العالمية على الإرهاب ، وبسبب خوفكم من إعصار الانتفاضة المباركة ، وهي خديعة أخرى من خداعكم المعهود ، ثم ستعودون إلى سابق عهدكم ، إنكم بنيتم دولتكم على الخداع والإرهاب وستبقى كذلك ، إلى أن تزول ، وزوالها قريب ، وأنتم تعلمون ذلك .
ولما مللنا من خداعكم ، وأكاذبيكم ، ونحن نرى حقوقنا تستلب كل يوم ، ودماءنا تسفك كل يوم ، وكرامتنا تهان كل يوم ، لجأنا إلى السيف الذي لا يخدع ، السيف الذي يسترد الحق بالقوة ، قوة الحق والإيمان ، قوة التضحيات المباركة التي تقدمها الانتفاضة ، وقد زلزلت الأرض من تحت أقدامكم ، وهؤلاء المجاهدون ليسوا حقيرين كما أسميتهم ، وليسوا أفاع يجب القضاء عليهم بالصواريخ كما كذبت ، بل هم أفضل رجالنا ، من شتمهم فقد شتم كل العرب والمسلمين ، مع أنك عنيت في تصريحك الذي حاولت تحريفه كل العرب أصلا ، وقلت ما هو أشنع منه .
ولكن اعلم أن إعصار الانتفاضة سيستمر إلى النصر ، تتقدمه كتائب الاستشهاديين ، تقود الأمة نحو النصر المؤزر بإذن الله ، تمشي إلى الموت مشيا فيه خطرفة ، لا تهاب الموت في سبيل الحق ، تفرق أشلاءها ، لتجمع شمل الحق المسلوب الممزق ، فينهض على قدميه شامخا يصيح باستعلاء : قد آن الأوان ، لكي يأخذ الشعب الفلسطيني المسلم حقه بيده ، تحت لواء الجهاد ، وباسم الله الرب الذي أمرنا بالجهاد ، وحذرنا أن نستكين لعدونا ، ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة من رباط الخيل ، ترهبون به عدو الله وعدوكم ) ، والجهاد في فلسطين ماض لن يوقفه إلا بلوغ هدفه ، وسيبلغه قريبا جدا ، فيا أيها الحاخام المخادع ، لن ينفعك الخداع بعد اليوم ، وقريبا ستحقق النبوءة وينهار كيانكم ، ورجسة الخراب ستسقط وشيكا ، وأنت تعلم ما أقول ، تعلم أنها قامت لتسقط ، خبر صادق ، ونبوءة متحققة لا محالة ، وأسأل الله أن تعيش حتى ترى ذلك بعينيك آمين .
الجزء الثاني
يخطئ من يظن أن الإرهاب ( بمعنى قتل الأبرياء ) والتعطش لسفك الدماء في اليهودية والصهيونية ، إنما هما وسيلة للانتقام ، أو رد فعل على أحدا ث استهدفت مصالح اليهود ، وكذا من يظن أنهما ظاهرة عابرة في المشروع الصهيوني ، بل هما إحدى المرتكزات الأساسية للصهيونية ، وإليكم الدليل :
1ـ من التلمود : ( الخارج عن دين اليهود حيوان على العموم ، فسمه كلبا أو حمارا أو خنزيرا ، والنطفة التي هو منها ، هي نطفة حيوان ، وخلق الله الأجنبي على هيئة الإنسان ، ليكون لائقا لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا لأجلهم ، لانه لا يناسب الأمير أن يخدمه ليلا ونهارا حيوان وهو على صورته الحيواني ، فإن ذلك منابذ للذوق والإنسانية كل المنابذة ) نقلا عن كتاب ( فضائح التلمود ، تعاليم الحاخاميين السرية ) المؤلف الأب : آي ب برانايتس ص 147
2ـ ومنه أيضا : ( كل من يسفك دم شخص غير نقي ( أي غير يهودي ) عمله مقبول عند الله ، كمن يقدم قربانا إليه ) ( والأضحية الوحيدة المفروضة هي إزالة النجسين ( يعني غير اليهود ) من وسطنا ) المصدر السابق ص 146
3ـ ( اقتل الصالح من غير الإسرائيليين ، ومحرم على اليهودي أن ينجي أحدا من باقي الأمم من هلاك يخرجه من حفرة يقع فيها ، لانه بذلك يكون حفظ حياة أحد الوثنيين ) نقلا عن كتاب ( الكنز المرصود في قواعد التلمود ) تأليف أغسطس روهلنج ص 53
4ـ وقد قام الباحث البروفيسور اليهودي جورج تمارين في دراسة للجوانب النفسية والاجتماعية بين شباب من جيل اليهود من مواليد فلسطين قبل 48م ، بين عمر 15ـ 22عاما ، حيث وضع سؤالين لهؤلاء الشباب بعد هذه الفقرة من سفر يشوع في التوراة المحرفة ، تقول الفقرة ( فهتف الشعب ، وضربوا بالأبواق ، وكان حين سمع الشعب صوت البوق ، أن الشعب هتف هتافا عظيما فسقط السور من مكانه ، وصعد الشعب إلى المدينة ، وحرموا كل ما في المدينة ، من رجل وامرأة ، ومن طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير ، بحد السيف ) .
وأما السؤالان فهما : هل ترى في تصرف يشوع والإسرائيليين تصرفا صائبا أم خاطئا ، والسؤال الثاني : لو فعل الجيش الإسرائيلي في العرب مثل ما فعل يشوع هل يكون تصرفه في رأيك حسنا أم سيئا ولماذا ؟
والدهشة أن نتيجة الدراسة جاءت بسنة 66إلى 95% حسب موقع المدرسة أو المستوطنة التي أجريت فيها الدراسة ،جاءت بأن ما فعله يشوع صحيح لأننا لا نريد أن يكون بيننا عنصر غريب ، ونحو هذه العبارة العنصرية . دراسة أعدتها دائرة التربية في الجامعة العبرية ، نشرتها مجلة الفكر العربي عدد 96 صفحة 16 .
5ـ وفي كتيب نشرته قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي ، وهي المنطقة التي تشمل الضفة الغربية ، كتب رئيس الحاخامات ( عندما تصادف قواتنا مدنيين خلال الحرب ،أو أثناء عملية مطاردة ، أو في غارة من الغارات .... فيمكن قتلهم بحسب الهالاخاه ، لا بل ينبغي قتلهم ، إذ ينبغي عدم الثقة بالعربي في أي ظرف من الظروف ، حتى وإن أعطى إنطباعا بأنه متمدن ، ففي الحرب يسمح لقواتنا وهي تهاجم العدو بل إنها مأمورة بالهالاخاة بقتل حتى المدنيين الطيبين ، أي المدنيين الذين يبدون طيبين في الظاهر ) الكونوليل الحاخام أفيدان زيميل ، كتاب ( طهارة السلاح في ضوء الهالاخاة ) قيادة المنطقة الوسطى عام 1973 نقلا عن كتاب إسرائيل شاحاك الديانة اليهودية و تاريخ اليهود ص 131 .
6ـ وفي جواب للحاخام شمعون وايزر إلى جندي من أتباعه في الجبهة يسأله الجندي عن قتل رجال غير مسلحين أو نساء وأطفال من العرب ، قال الحاخام في جواب مطول وفيه : بحسب أقوال حكمائنا مباركي الذكر ، فإن الحرب بالنسبة إلينا ليست لعبة ، بل هي ضرورة حيوية .... أفضل الاغيار أقتله أفضل الأفاعي اسحق عظامها ) المصدر السابق ص 133 .
7ـ ومن عجائب العقيدة اليهودية أن اليهودي إذا اتصل جنسيا بغير زوجته ، فإن كانت المزني بها يهودية فإن عقوبته الإعدام ، وإن كانت من الاغيــــار ـ غير اليهود ـ فكأنه اتصل بحيوان ، لأن في الهالاخاة عن الاغيار : ( لحمهم هو كمثل لحم الحمير ، وبأن قذفهم للمني كقذف الخيل ) المصدر السابق 146 .
8ـ وفي تعاليم بن ميمون في كتابه ( ميشناه توراة ) نقلا عن الموسوعة التوراتية كما في كتاب إسرائيل شاحاك السابق : ( كل امرأة من الاغيار ( زوناة ) أي زانية مومس غير نقية ، حتى لو اعتنقت اليهودية ، لا يزول عنها أنهـــــــــــــــا ( زوناة ) لأنها ولدت من أم من الاغيار ) المصدر السابق ص 168 .
وهذا كله غيض من فيض ، وقليل من شواهد لا تحصى على أن اليهودية المحرفة التي قامت عليها الصهيونية العنصرية المقيتة ، عصبها وأساسها وركنها الذي بنيت عليه هو العنصرية والإرهاب والعنف الدموي ، ثم هذه العقائد الدينية ليس تنظيرا وفتاوى دينية في كتب تراثية فحسب ، بل قد ترجمت واقعا منذ دير ياسين مرورا بصبرا وشاتيلا إلى ما نراه كل يوم على وسائل الإعلام ، مما تفعله الآلة العسكرية الصهيونية في الأبرياء من مسلمي فلسطين على مدار الساعة .
وقد قال الله تعالى عن اليهود في القرآن ( كلما أوقدوا نار للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا ) وفي التعبير بالمضارع دليل على رسوخ الصفة فيهم واستمرارها عبر الأجيال ، ولهذا فاليهود هم سبب العنف والإرهاب الرئيس في الشرق الأوسط منذ أن جاءت بهم بريطانيا إلى منطقتنا ، ليؤدوا عمل الجماعة الوظيفية ، وهم طرف مهم في كل مؤامرة على المسلمين منذ مؤتمرهم الصهيوني الأول في بازل ، ومع ذلك يتم تجاهل إرهابهم من قبل الغرب عمدا ، لانه يحقق مصالحهم السياسية !!!!!
والخلاصة أيها الحاخام أوفاديا يوسف : إنك لا تطرب لاغاني عبد الوهاب وفريد الأطرش ( ادعى في اللقاء أنه يطرب لهما ) بقدر ما تطرب لسفك دماء العرب ، فدع عنك الخداع ، وأخيرا فإني أدعوك إلى مناظرة حية على الهواء عبر الأقمار الصناعية ، فهل أنت فاعل ؟!