انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  أنظروا هؤلاء الذين يشتمون عرض النبي صلى الله عليه وسلم ، في شمال شرق إيران يزورون مقابر عليها الشواهد : أعضاء تناسلية وعلى بعض الأضرحة صورة الخميني !!  |  فيلم غربي يفضح عنصرية الصهاينة  |  المرجع (الحسني الصرخي) واقتتال أتباع المرجعيات الشيعية في جنوب العراق - ظاهرة جديرة بالاهتمام والتحليل..!   |  بربكم ماذا أقول للإمام الخميني يوم القيامة؟ هذا ما قاله عدنان الأسدي وكيل وزارة الداخلية لضباط شرطة شيعة خدموا وطنهم بإخلاص....!!!  |  (حسن نصر اللاة) يقول: مايحدث في حمص المنكوبة هو مجرد فبركات إعلامية..! - تفضل شوف الفلم يا أعمى البصر والبصيرة.. تحذير: مشاهد مؤلمة  |  شهادة شاهد عيان شارك في مذبحة حماة  |  
 الصفحة الرئيسية
 قـسـم الـمـقـــالات
 خـزانــة الـفـتاوى
 الــركـن الأدبــــي
 مكتبة الصـوتيـات
 مكتبة المـرئـيـات
 كـُتـاب الـمـوقــع
 مشاركات الـزوار
 مكتبـة الأخـبـــار
 مكتبـة المـوقـــع
 تحـت الـمـجـهــر
 خدمات عامة
 راســلــنــــــا
 محرك البحث
 مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali وهذا عنوان حسابه الجديد hamedalalinew

    خيانـــة القسم !! مقال حقوقـي..تواطؤ الأطباء الأمريكيين فـي تعذيب السجناء فيما يسُمِّي ( الحرب على الإرهاب ) !

حفظ في المفضلة
أرسل الموضوع
طباعة الموضوع
تعـليقـات الـزوار


 
خيانـــة القَسَم !!
مقال حقوقـي
تواطؤ الأطباء الأمريكيين فـي تعذيب السجناء فيما يسُمِّي ( الحرب على الإرهاب ).
زبدة كتاب مهم ، إلى الأطباء ، وجمعيـّات حقوق الإنسان ، وشرفاء العالـم
 
حامد بن عبدالله العلي
 
( عبّر العديد من الأشخاص عن قلقهم من أنّ كتابة هذا الكتاب سيعرّض حياتي للخطر ) ستيفن مايلز ، ص 198 .. كتاب خيانة القسم.
 
( هل أكون ساذجا إن إعتقدت بأنّ الطبّ ما يزال مهنة نبيلة )أحد الناجين من سجون الإحتلال في العراق.. ص 207 كتاب خيانة القسم
 
(إنّ الأطباء هم المراقبون المباشرون لإساءة معاملة حقوق الإنسان في السجون ، نحن في سجون لايمكن لمنظمة الصليب الأحمر أن تذهب إليها ، ونحن هناك بينما هي ليست كذلك ، ويمكننا أن نشاهد الإصابات الجسدية ، والنفسية ،  حتّى ولو لم يتم الكشف عنها ، وحتّى ولو تم تغييرها ليصعب تمييزها ، ويحتاج المعذبِّون إلى مساعدة طبية ليتمكنوا من إبقاء السجناء على قيد الحياة أثناء تسببهم بالضرر ، وليتوقعوا لهم مقدار الشدة التي يمكن تطبيقها على المحتجزين ، وليراقبوا إختفاء التعذيب بحيث لايترك أي ندب ، أو وئائق ) ص 207..كتاب خيانة القسم  
 
انشغلت بعض الشيء في أيام العيد بقراءة كتاب ( خيانة القسم ) للطبيب الأمريكي المرموق ، والشريف ـ  في زمنٍ قلَّ فيه الشرفاء ـ  د. ستيفين هـ. مايلز ، فتحوَّل عيدي بسبب هذا الكتاب إلى شجىً وأحزان .
 
يصف الدكتور ستيفن كتابه القيم الذي أخذه من عشرات الآلاف من الوثائق الموثَّقة ، فيقول : ( يعتمد هذا الكتاب بشكل رئيسي على ما وجدته في خمسة وثلاثين ألف صفحة من هذه المادة ).
 
ويقول ( هذه الوثائق مستقاة من المصدر الرئيس ، ليست سجلاّت مكتبة جافـّة ، إنها تحتوي على سجلات التحقيقات الجنائية للجيش ، وملاحظات الإف بي آي ، حول استجواب السجناء ، ومقابلات مع الشهود ، والتذكّر المحلّف للمحادثات ، ورسائل إلكترونية مرسلة في عجالة في منتصف الليل ، وتقارير تشريح الجثث ، وتقارير سياسات القواعد العسكرية ، وسجلات السجناء الطبية ... ) .
 
وهذا يعني بإختصار إنها أكبر فضيحة موثّقة للأطباء الأمريكيين ، وكيف أنهم خانوا القسم ، واقترفوا أعظم جريـمة إشتراك في تعذيب الآلاف في العصر الحديث ، إذ هم حاضرون دائما جنبا إلى جنب مع كلّ طاقم التحقيق ، والتعذيب ، من سجن غوانتنامو إلى باغرام ، مروراً بكلِّ السجون السريّة الأمريكيّة الممتدة في أوربا ، والبلاد العربية ، وغيرها !
 
ولهذا فإنَّ أوَّل جملة كتبها المؤلف في كتابه هي عبارة : ( أين كان الأطباء ، والممرضات في سجن أبو غريب ) ، ولأنـّه طبيب حيّ الضمير ، أقسم أن يستعمل هذه المهنة البيضاء ، لإنقاذ الناس ، وتخفيف معاناتهم ، فقد شعـر بالخزي ، والعار ، بسبب هول ما أطلع عليه من تواطؤ الأطباء الأمريكيين ، مع الضبّاط ، والجنـود ، في الإشراف على عمليات التعذيـب السادية ، ثم تزويـر التقارير لتغطيتها ، تلـك الجرائم المخزية التي كانت ، ولازالت ، قائمة على قدم وساق ، في السجون الأمريكية السريّة ، والعلنيّة .
 
ويذكر المؤلف كيف وثـّق مصادره فيقول : ( منذ صيف 2004م ، توافرت كمية كبيرة من المعلومات الإضافية ، وأُجريت تحقيقات جديدة أيضا ، وقامت الصحافة ، وخصوصا الواشنطن بوست ، والنويورك تايمز ، واللوس أنجلوس تايمز ، والغارديان ، والتايمز ، بإعداد تقارير موثوقة ، مجموعات مثل منظمة العفو الدولية ، وأطباء من أجل حقوق الإنسان ، وإحدى مجموعات العمل الخاصة التابعة للأمم المتحدة ، وهيومن رايتس ووتش ، كلها قامت بإصدار تقارير جيدة التوثيق ، إلاّ أنّ الأكثر أهمية كانت قضية رفعتها منظمة حريّة التعبير للإعلام ، فريدوم أوف إنفورميشن آكت ، وأرسلها للقضاء ، إتحادُ الحريات المدنية الأمريكي ، حيث أدّى ذلك لتحرير عشرات آلاف الصفحات من الوثائق بشكل آمن ، ومحمي ، ويعتمد هذا الكتاب بشكل رئيسي على ما وجدته في خمسة وثلاثين ألف صفحة من هذه المادة ).
 
وهذا الكتاب المخيف ، مليءٌ بالقصص الرهيبة عن التعذيب في السجون الأمريكية بإشراف الأطباء ، ولنذكر منها هذه القصة على سبيل المثال فحسب :
 
( في الساعة الثانية صباحا ، يوم 24 تشرين الثاني 2003م ، اعتقل الفريقُ السابع لقوات المغاوير الأمريكية مناضل الجمادي في منزله بالقرب من بغداد ،كمتّهم في الهجمات على القوات الأمريكية ، وكما رأت عائلته ، فقد قاوم الجنود ، قامت القوات بتقييده ، ورميه في مؤخرة سيارة الهامفي العسكرية ، قاموا بضربه ، وركله ، والجلوس عليه خلال رحلتهم القصيرة إلى القاعدة العسكرية ، بعد ساعة أخذ إلى قاعدة قوات المغاوير ، مخيّم جيني بوزي ، وهناك تمّ تهديده وإستجوابه ، أمام أعين المساعد الطبي جيرود هولفيرتي ، كان الجمادي يتأوه قائلا ( إني أموت ، إني أموت ) ، أجابه المحقق ( ستتمنى الموت ) ، لم يتلق الجمادي أي تقييم ،  أو عناية طبيين ، تم رميه ثانية في الهامفي ، وأخذ هذه المرة إلى أبوغريب ، بالرغم من الضرب ، والركل ، وضربه على رأسه بأخمص البندقية ، مشى الجمادي إلى السجن ، كان رأسه مغطى بكيس الرمل ، وكان عاريا أسفل خصره ، ويرتجف من البرد ، والرعب ، والإرهاق ، كان يواجه صعوبات في التنفس ، لم يتم إدخاله إلى أبو غريب كسجين عسكري عادي ، بدلا من ذلك ، سجنته وكالة الإستخبارات الأمريكية ، كسجين ( شبح) ، وهذا يعني أنّ اسمه غير مسجل ، وبأنه بالرغم من إصابته ، وشكواه ،لم يتلق أي فحص طبّي عادي ، والذي يتلقاه السجناء الجدد ، سلمته قوات المغاوير إلى وكالة الإستخبارات في الساعة الخامسة صباحا.
 
وتحت إشراف سي آي إيه ، ربطت ذراعا الجمادي سويا خلف ظهره ، أما القيود الممتدة من نافذة الغرفة ذات القضبان إلى معصميه ، فكانت مسؤولة عن رفع ذراعيه للأعلى خلف ظهره خلال الإستجواب ، إن سقط للأسفل ستلتوي ذراعاه للخلف ، والأعلى ، ضمن التجويف الكتفي ، يطلق على هذه التقنية اسم التعليق الفلسطيني ـ حيث ذكر أنها تستخدم من قبل الإسرائيليين ـ ...وبعد استجواب قصير ، سقط الجمادي أرضا ، استدعى محقق الوكالة الحرس ، قائـلا : ( لايريد هذا الرجل أن يتعاون ) ، جاء الحرس وحاولوا رفع أصفاد الجمادي خلف ظهره للأعلى أكثر ، خرج الدم من فمه ، لقد كان الجمادي حمولة ثقيلة ميتة ) .
 
ثم ذكر المؤلف بعد ذلك كيف أنّ الطاقم الطبي بعدما أخذ الجنود الأمريكيين الصور بجانب الجمادي ! زوّروا الحادثة ، حتّى وضعوا مصل وريدي في الجثة ، لتغيير شكل ، ووقت الوفاة ، وكُتب : توفي نتيجة نوبة قلبية ) ص 67
 
قصة أخرى في أبو غريب من هذا الكتاب: ( في العام 2004م ، ذكرت سجينة في أبو غريب أنها أجبرت على الزحف على الإسمنت على يديها ، وركبتيها المجردتين ، وخلع ملابسها أمام الجنود الذكور وابن أخيها ، وضربها بالعصا )
 
ثم ذكر أنها ضُربت بكرسيّ ضربا مبرحا ، حتى دخل منه جزءٌ في ساقها ، وأنّ من شدَّة إصابتها  بالكسور  ، قال لها الطبيب إنها تبدو وكأنها مدهوسة ، فلتشكر الله أن دماغها لم يصب بأذى !
 
ويقول المؤلف : ( ولكن مساعد الطبيب كان دائما يسجل بأنّ الإصابات الجديدة ، بما فيها الكسور ، كانت موجودة أصلا أثناء الإعتقال ولم تحدث في فترة السجن ) ص 157
 
وهذه قصة أخرى من أفغانستـان : ( كان ديلاور في الثانية والعشرين من عمره ، يعمل مزارعا ، وسائقا لسيارة أجرة ، عذبه الجنود الأمريكيون حتى الموت لخمسة أيام ، في نقطة إعتقال باغرام في أفغانستان في كانون الأول ديسمبر 2002م ، عندما وضع الجنود كيس الرمل لتغطية رأسه ، اشتكى ديلاور بأنه لايتمكن من التنفس ، قيد فيما بعد وعلق من يديه لساعات ، وحرم من الماء ، وضرب بشدة لدرجة أن ساقيه أصبحتا بحاجة إلى البتر ، لو أنه بقي على قيد الحياة ، وعندما ضرب بالهرواة ، أخذ يصيح ( الله ، الله ) ، الأمر الذي وجده الحراس ممتعاً جداً ، فأخذوا يضربونه أكثر فقط ليسمعوا صوته وهو يصيح ، وخلال إستجوابه الأخير ، قال الجنود للسجين المصاب الهاذي بأنه سيتلقى الرعاية الطبية بعد الجلسة ، وبدلاً من ذلك ، أُعيد إلى الزنزانة ، وقيّد بالسلاسل إلى السقف ، وبعد عدة ساعات ، وجده الطبيب ميتا، وبحلول ذلك الوقت ، كان المحققون قد وجدوا أن ديلاور بريء ، وقد تم إعتقاله ببساطة بعد قيادته سيارته الأجرة الجديدة في المكان الخطأ ، وفي التوقيت الخطأ .. فيما بعد شهد محقـّق في سبب الوفاة أن ساقي ديلاور كانتا مهروستين ،وبدت الجثة وكأن شاحنة قد مرت فوقها !! ) ص 93
 
ويمضي الكتاب على هذا المنوال يذكر فضائح التعذيب ، ويحكي قصصاً مروعة ، جرت في سجون العراق ، وأفغانسـتان ، وغيرها ، تحت إشراف الأطباء ، والطاقم الطبي ، يتلوها ، تزوير الوقائع ، أو إضاعة السجلات الطبية !
 
وللإنصاف فقد ذكر في الكتاب عدداً من الجمعيات ، والنقابات الطبية الأمريكية ، التي أدانت اشتراك أخصائي الصحة في الإساءة أو التعذيب ، وحثّتهم على الإبلاغ عن ذلك ، غير أنَّ ذلك كلَّه لم يغيـّر من الواقع شيئا ، وستبقى هذه الخيانة ، وصمة عار في جبين تاريخ الطـبّ الأمريكي.
 
ومن أهم ما ذكره في كتابه : ( كان من الواضح أنّ الأمريكييّن يعلمون القليل عن واقعيّة التعذيب .. يتم تصوير التعذيب الخيالي عادة على أنه يحدث في بلدان الأعداء ، أو البلدان الأجنبية الفقيرة ، العديد من الأشخاص غير مطّلعين بصورة واضحة على الإشتراك الفاجع للولايات المتحدة في أنظمة التعذيب ) .
 
ثم يقول فيما يشبـه خلاصة الكتاب : ( يتلطخ شرف وتقاليد المؤسسات مثل الطب ، والقانون ،والصحافة ، والجيش ، لقبولها بالتعذيب ، وتتأثر السمعة السياسية عندما يتم إكتشاف الفكرة الزائفة القائلة بأنّ التعذيب يمكن أن يقتصر على قنوات شرعية ضيقة ، ويستجيب التعذيب لبربرية الإرهاب نفسه ، ويصبح تماما كالإرهاب المراد ردعه ، ويقلل التعذيب من شأن المجتمعات المدنية ، ولابد من أن يتضمن رفض أي منهما إنكار الإثنين معاً ) ص 205
 
( سيتطلب الأمر إحترافية صارمة من قبل الطب ، لإزالة بقع التواطؤ مع التعذيب في 130 بلدا حيث يعمل الأطباء ، والمعذبون ، جنباً إلى جنب ) ص 207
 
وبعد :
 
فإنّ هذا الكتاب فريد من نوعه ، لأنـَّه ـ  فيما أعلم ـ  أوّل كتاب يكشف التواطـؤَ الطبيّ مع التعذيب ، وإنتهاك حقوق الإنسان ، موثّقـا ، ومصادره على هذا القدر من الوثائق المعتمدة ، ومن طبيب مرموق عمل طيلة 25 سنة مستشاراً للجنة الأمريكية للاجئين ، وتنقل في عدة دول ،كما عمل مع مراكز ضحايا التعذيب.
 
ولاريب أنه إنْ كانت هذا الفضائح تجري في السجون الأمريكية ، فما يجري في سجون الصهاينة أدهى وأمر ، وأما مافي معتقلات الأنظمة العربية ، فمقارنته بما في سجون الصهاينة والأمريكيين ، ضربٌ من الظلم لهذه السجون !
 
وإنـّه لمن الأسى البالغ أن يكون تحرّك جمعيات حقوق الإنسان الغربية ، وناشطيهم ـ رغم تضحياتـهم ، وتعرضهم للخطـر ـ في فضح الجرائم الأمريكية بإنتهاك حقوق الإنسان ، وفي الدفاع عن ضحاياه ، ثم كشـف ما يقع في بلادنا أيضا من تلك الجرائم المروّعة ، أن يكـون هو التحـرّك الظاهر ، والمؤثـّر .
 
بينما لاتكاد تسمع من هذا النشاط شيئا في بلادنا التي ترزح تحت إنتهاكات لا توصف ، بين أنظمة تعلن حالة الطوارىء ، وأخرى تمارسها بغير إعلان !
 
والأشـدّ من ذلك كلّه ، إعراض الوسط الإسلامي، وقادة الفكر الإسلامي ، عن هذا الناحية المهمة من الحراك الإنساني النبيل ، الذي يميـّز الحضارة الإسلامية ، ذلك أنها حضارة قائمة على محاربة الظلم ، والتصدّي للطغاة ، وإنصاف المستضعفين في الأرض.
 
ولهذا فقـد تجد في بعض البلاد العربية ، آلافــاً مؤلفـة من السجناء  الذين يلاقون أشد أنواع التعذيب ، والإنتهاكات ، ويقبعون في معتقلات ، بغير تهم محدّدة ، ولا مدد معروفة ، وآخرين قد برأهم القضاء ، أو انتهت مدة الحكم فيهم ، ثـم يبقون في غياهب السجون ، تحت ظروف لايطيقها حتى الحيوان ، وفيهـم من العلماء ، والدعاة ، والمصلحين ، ممن لايُنقم منهم إلاّ حملهم للفكر الإسلامي الإصلاحي حتى إنهـم ينبذون فكرة العنف في التغييـر !
 
هذا فضلا عن شباب صالحين ، لاجريمة لهم إلاّ تعطّشهم لنصرة إخوانهم المسلمين في البلاد المحتلة .
 
ويمـارس عليهم أشد أنواع الإرهاب النفسي ، والفكري ، مع المضايقة ، والتعذيب ، ، لإرغامهم على الرضوخ للمخطط الإستعماري الصهيوأمريكي ، والتنازل عن الفكر المقاوم له !
 
بينما تتم معاملة المجرمين من رعايا الدول الغربية في تلك السـجون بالحسنـى ، أوالعفو عنهم ! 
 
وهذه الحقيقة واضح كالشمس في رابعة النهار ، مهما حاول النفاق أن يطمسها ، أو يزين وجوه الطغاة التي سوَّدها الظلم .
 
ثم لاينطق أحدٌ من العلماء ، والمفكرين ، ببنت شفة عن هذا الظلم العظيم ، الذي من شأنه أن يذهـب النّعَم ، ويُحلّ النقم ، ويزيل الممالك ، والدول ، بينما قـد تثور ثائرتهم على مسائل خلافية فرعية ، أو منكرات من الصغائر !
 
ولهذا فإنـّه قـد آن الأوان ليعتني الإسلاميـُّون بتأسيس جمعيات حقوق الإنسان ، والإعلام المرادف المهتـمّ بهذه الناحية ، والتنسيق مع جمعيات الحقوق العالمية ، في القواسم المشتركة التي تتفق مع شريعتنا ، وملاحقة أولئك الظلمة ، وكشف جرائمهم ، وقد ذكرت في فتوى نشرت سابقة ، أنه يجوز الإستفادة من كلِّ جهات الملاحقة الحقوقية ، والقضائيـة ، حتى الغربية ، ذلك أنَّ الأخـذ على يد الظالم ، متوافق مع شريعتنا ، وثقافتنا ، ورسالة حضارتنا ، فلا مانع من التعاون مع غير المسلمين لتحقيق ذلك .
 
ومن أهـم الأمـور في هذا المجـال ،  تأسيس قناة فضائية مختصّة بحقوق الإنسان ، تتابع أحوال المعتقلين ، وغيرهم من ضحايا إنتهاك حقوق الإنسان ،  وتنشر أخبارهم ، ولقاءات مع من يدافعون عنهم ، ويلجأ إليها أهالي المسجونين ، وتعـرّف الناس بحقوقهم ، وكيف ينتزعونـها ، وتُلجـم الأنظمة المستبدة التي استعبدت خلق الله تعالى ، وتسلطت على الضعفاء ،
 
ولاريب أنَّ مادة البثّ ستكون دسمة ، ومتوفرة على مدار الساعة ، على طول البلاد العربية ،  وعرضها ، فالتعذيب هذا هو الإبداع الوحيد الذي تحُسنه أنظمـتنا !
 
هذا وقد يكون قائل أنـّى لمثل هذا أن يحدث في بلادنا ، ونحن تحت نير هذه العصابات المجرمة التي تتحكـَّم في مقدّرات الأمة ، والجواب أنّ أرض الله واسعة ، وفضـاء اللـّه أوسع منها ، ولكن المشكلة تكمن في فهم خاطىء للمشاريع النافعة لأمّتنا ، فعامة المشاريع الإسلامية قـد غدت تتزاحم على تكرار السهل المريح ، وليس الأهـمّ الذي يحدث التغيير الحضاري ، كالإصلاح السياسي المقاوم للظلم الإجتماعي !
 
مع أن نصوص الشريعة مستفيضة على أن هذه الناحية من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية.
 
هذا ونسأل الله تعالى أن يكون عونا لكلِّ معتقل مظلوم ، في السجون الأمريكية ، أو الصهيونية ، أو البلاد العربية ، وأنَّ يفك أسرهم ، ويرفع عنهم ظلمهم ، وينتقم من ظالميهم ، ويرينا في الظالمـين عجائـب قدرته ، هم مع أطباءهم !
 

والله الموفق ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ، نعم المولى ، ونعم النصيـر


الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 26/09/2009
عدد القراء: 9281

أضف تعليقك على الموضوع

الاسم الكريم
البريد الإلكتروني
نص المشاركة
رمز الحماية 8607  

تعليقات القراء الكرام
 

اعلانات

 لقاء الشيخ حامد العلي ببرنامج ساعة ونصف على قناة اليوم 28 نوفمبر 2013م ـ تجديد الرابـط .. حلقة الشريعة والحياة عن نظام الحكم الإسلامي بتاريخ 4 نوفمبر 2012م
 خطبة الجمعة بالجامع الكبير بقطر جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب بتاريخ 8 ربيع الآخر 1433هـ 2 مارس 2012م ... كتاب حصاد الثورات للشيخ حامد العلي يصل لبابك في أي مكان في العالم عبـر شركة التواصل هنا الرابط
 كلمة الشيخ حامد العلي في مظاهرة التضامن مع حمص بعد المجزرة التي ارتقى فيها أكثر من 400 شهيد 13 ربيع الأول 1433هـ ، 5 فبراير 2012م
 لقاء قناة الحوار مع الشيخ حامد العلي عن الثورات العربية
 أفلام مظاهرات الجمعة العظيمة والضحايا والشهداء وكل ما عله علاقة بذلك اليوم

جديد المقالات

 بيان في حكم الشريعة بخصوص الحصار الجائر على قطـر
 الرد على تعزية القسـام لزمرة النفاق والإجرام
 الدروس الوافيـة ، من معركة اللجان الخاوية
 الرد على خالد الشايع فيما زعمه من بطلان شرعية الثورة السورية المباركة !!
 خطبة عيد الأضحى لعام 1434هـ

جديد الفتاوى

 شيخ ما رأيك بفتوى الذي استدل بقوله تعالى" فلا كيل لكم عندي ولا تقربون " على جواز حصار قطر ؟!!
 فضيلة الشيخ ما قولكم في مفشّـر الأحلام الذي قال إن الثوب الإماراتي من السنة و الثوب الكويتي ليس من السنة ، بناء على حديث ورد ( وعليه ثاب قطرية ) وفسرها بأنه التفصيل الإماراتي الذي بدون رقبة للثوب !!
 أحكام صدقة الفطر
 أحكام الأضحية ؟
 بمناسبة ضرب الأمن للمتظاهرين السلميين في الكويت ! التعليق على فتوى الشيخ العلامة بن باز رحمه الله في تحريم ضرب الأمن للناس .

جديد الصوتيات

 محاضرة الشيخ حامد العلي التي ألقاها في جمعية الإصلاح ـ الرقة عن دور العلماء كاملة
 محاضرة قادسية الشام
 محاضرة البيان الوافي للعبر من نهاية القذافي
 نظم الدرر السنية في مجمل العقائد السنية للشيخ حامد العلي الجزء الأول والثاني
 إلى أم حمزة الخطيب الطفل الشهيد الذي قتله كلاب الطاغية بشار بعد التعذيب

جديد الأدب

 فتح غريان
 مرثية محمد الأمين ولد الحسن
 مرثية الشيخ حامد العلي في المجاهد الصابر مهدي عاكف رحمن الله الشهيد إن شاء الله المقتول ظلما في سجون سيسي فرعون مصر قاتله الله
 قصيدة ذكرى الإنتصار على الإنقلاب في تركيا
 قصيدة صمود قطـر


عدد الزوار: 46815880