إقامة الحكومة الإسلامية على نهج الخلافة الراشدة.
أن يكون الإسلام دين الشعب ، والحكومة جميعا.
أن يكون قانون الدولة ، مستمدا من الشريعة الإسلامية.
اختيار العلماء ، والملتزمين بالإسلام ، للمناصب المهمة في الحكومة.
قلع جذور العصبيَّات القوميّة ، والقبليّة
حفظ أهل الذمة ، والمستأمنين ، وصيانة أنفسهم ، وأموالهم ،
وأعراضهم ، ورعاية حقوقهم المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية.
توثيق العلاقات مع جميع الدول والمنظمات الإٍسلامية.
تحسين العلاقات السياسية مع جميع الدول الإسلامية وفق القواعد الشرعية.
تعيين هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع أنحاء الدولة.
قمع الجرائم الأخلاقية ومكافحة المخدرات والصور والأفلام المحرمة.
استقلال المحاكم الشرعية وفوقيتها على جميع الإدارات الحكومية.
إعداد جيش مدرب لحفظ الدولة الإسلامية من الاعتداءات الخارجية.
اختيار منهج إسلامي شامل لجميع المدارس والجامعات وتدريس العلوم العصرية.
التحاكم في جميع القضايا السياسية والدولية إلى الكتاب والسنة.
أسلمة اقتصاد الدولة والاهتمام بالتنمية في جميع المجالات.
***
هذه هي أبرز البنود في أهداف قيام الإمارة الإسلامية في أفغانسـتان ، على يد حركة طالبان ،1996م
***
( لقد شهدنا تدهورا في الأوضاع خلال السنتين الماضيتين ، وحركة طالبان ازدادت جرأة وجسارة عن قبل، نراهم في مناطق جنوب البلاد يشنون هجمات ، لم يسبق أن شهدنا مثلها ، بينما الحكومة الأفغانية لم تكسب ثقة الشعب) باراك أوباما
في يوليو/تموز 1994 ظهرت الخلية الأولى لحركة طالبان ، بعد أن اجتمع 53 طالبا من طلاب المدرس الدينية ، في منطقة "سنج سار" بقندهار ، بقيادة الملا محمد عمر حفظه الله ، ثم انتقلوا إلى منطقة "كشك نخود" ، وبدؤوا بنزع السلاح ، وإزالة نقاط التفتيش الموضوعة لجمع الإتاوات على الطرق العامة ، وملاحقة قطاع الطرق ، والمفسـدين ، ثم استولوا على مديرية أرغستان.
ثم تطورت الأحداث بصورة مذهلة ، لصالح هذه الحركة ، فسيطرت على مساحات شاسعة في أفغانسـتان ، وتساقطت أمامها كلُّ القوى المعارضة ، فلم يأت يوم 3/4/1996 ، حتى بايع 1500 من العلماء من مختلف أنحاء أفغانستان ، الملا محمد عمر أميرا ، ولقبوه بأمير المؤمنين .
ثم لم يمض على هذه البيعة إلاَّ خمسة شهور حتى دخلت الحركة إلى كابــل منتصرة ، فأعدمت نجيب الله الحاكم الأفغاني الشيوعي السابق ، فسقطت قاعدة باغرام الجوية بيد طالبان ، ثـم في 24/5/1997 دخلت إلى مزار شريف، وسقطت في يدها ولايات فارياب ، وجوزجان ، وسمنغان ، وبلخ ، وقندوز ، وبغلان ، فاعترفت بها حكومة باكستان ، وكانت أول دولة تعترف بها ، ورفعت رايات دولة تحكم بالشريعة ، وينتشـر في ربوعها العدل ، ويبسط الأمن ظلاله على شعبها .
ثم بعد التآمر الغربي ، وإحتلال أفغانسـتان ، عام 2001م ، ونجاة عُظْـم القوة المؤثـرة في طالبان ، من القصف الوحشي المدمـِّر الذي نزل على أفغانسـتان ، والذي لم يسبق له مثيل منذ الحربين العالميتين ، أطلقت الحركة صيحة الجهاد ضد الإحتلال الغربي لأفغانســتان ، وأفتى علماء الإسلام في الشرق و الغرب بفرضيته ، ووجوب نصرته ، كما الجهاد الفلسطيني ، والعراقي ، والصومالي ، وأوغادين ، والكشميري ، والفلبيني ، وغيرها من بلاد الإسلام المحتلة .
وتعاطفت الأمة الإسلامية من الجهاد الأفغاني لطرد الإحتلال الأجنبي من بلاد الأفغان ، وهتفـت مع المجاهدين هناك ، تدعو لها ، وتُسـرّ بإنتصاراتها ، وتحزن لمصابها ، كما يفعل كلُّ مسلم شريف سليم العقيدة ، لم تمسخ فطرتُه ، ولا تلوث إيمانُه ، بوساوس شياطين الجن ، والإنس ، لاسيما الرؤوس الجهال الذي يفتون بغير علم ، فيضلون ويضلون وما أكثرهـم ، طهر الله الأرض من رجسهم .
ثم يسـَّر الله تعالى لهذا الجهاد القبول في الشعب الأفغاني ، وفتح الله تعالى له فتحا عظيما ، فعادت إنتصارات حركة طالبان ، حتى سيطرت على أكثر مناطق الجنوب الأفغاني ، وأخذت تتوسع طولاً، وعرضاً في مناطق واسعة ، فإنتقلت من حرب العصابات ، إلى إنتفاضة شعبية ضد المحتل ، عبر عنها القائد الطالباني جول محمد في تصريح من ولاية زابل ، إلى موقع (Asia Times Online) قائلا : ( لا تظنون، أن ما يحدث حاليا في أفغانستان هو فقط تمرد لحركة طالبان، إنها انتفاضة شعبية ضد الوجود الأجنبي، وهو محل إجماع أغلب أطياف الشعب الأفغاني) .
،
وهذه الثورة ضد الإحتلال ، إنـما تنطلق من كراهية الأفغاني للإحتلال ، ونفرته ، وبغضه من كلِّ ما يمت إليه بصلة ، وعشقه المتميـِّز للحرية
،
ثم استمر الجهاد الأفغاني ، يزداد إشتعالا كلَّما حمي وطيس معارك الجهاد في فلسطين ضد الإحتلال الصهيوني ، والجهاد في العراق ضد الإحتلال الصليبي
،
حتى إذا جاء عام 2006م ، ورد في تقرير مراسلة (نيويورك تايمز) ما يلي : ( أصبح لقوات طالبان، وجود قتالي في كلِّ ولايات أفغانستان من دون استثناء ) ..
،
و(باتت ثلاث ولايات في متناول يد طالبان، وهي أوروزغان ، وهلمند ، وقندهار، وهناك ثلاث ولايات أخرى ، أصبحت طالبان تسيطر على أجزاء منها، وهي زابول، وغازني ، وباكتيكا ، فالحركة أبرز المرشحين ، للإطاحة بقوات الاحتلال الأمريكي والغربي ، على المدى القريب ).
،
أما اليوم فالحركة المستمرة في الصعود ، حققت الإنتصارات الباهرة ، فهي تسيطـر على ما يقرب من 72 % من الأراضي الأفغانية ، وتتحكـَّم في طرق إمداد قوات الإحتلال ، حتى ألحقت بها كوارث كبيرة
وتقول معظم التقارير الأمريكية أنها تزحف نحو كابـل بعزم ، وإقتدار ، يحف بهما قبول شعبي عارم للحركة ، مع سخط لامثيل له على الحكومة العميلة ، والإحتلال الأجنبي .
ولهذا فلا عجب أن ألقى رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، بتصريح خطير هز كيان الأمريكيين الأحـد الماضي ، إذ قال : ( إن الجميع يخوض حرباً غير مجدية في أفغانستان ، ولن نستطيع هزيمة العناصر المتمرّدة هناك ، ولهذا فلن يُـرسل قوات كندية إليها، إلا إذا كانت هناك خطَّـة للانسحاب ) .
***
ولاريب أنَّ مما ساعد على هذه الإنتصارات ـ بعد توفيق الله تعالى ـ عدة أمور منها :
،
ـ أنَّ قوة التدين ، وحبّ الجهاد ، ممزوجان في فكر ، وجسم ، هذه الحركة المباركة بحيث يستحيل أن تتخلى عن مبادئها .
،
ـ كذلك قوة قبيلة البشتون التي تشكل العمود الفقري لحركة طالبان ، وشدة بأسها ، وعنادها في القتال ، حتى قيل أنها القبيلة التي لم تهـزم قط في التاريخ .
،
ـ وأن طالبان ، ابتعدت بكلِّ حكمة ، عن الإنشغال في المختلف فيه ، وتشتيت الجهود بفتح جبهات أخرى على نفسها ، بل ركَّزت على الخطوط الإستراتيجية ، وما يأتلف عليه الشعب الأفغاني ، وما تتفق عليه طوائفـه ، أعنـي طرد الإحتلال ، كما أنها محصنة بطبيعة تدينها ضد مظاهر الغلوِّ ، والصراعات الحزبية.
،
ـ أن الشعب الأفغاني قارن بين حسن سمعة طالبان في الحكم ، ونزاهتـها ، وبين فشل الإحتلال ، وحكومته العميلة ، فشلا ذريعا في كسب الشعب الأفغاني ، لاسيما وقد ركز المحتل ـ فضلا عن الفساد المالي والإداري واسع الإنتشار ـ على إفساد المرأة الأفغانية ، ونشر الإباحية ، والدعارة ، والشذوذ ، في مجـتمع صالح ، ينبذ بفطرته هذه القذارات الغربية .
،
ـ أن الحالة الباكستـانية ساعدت كثيراً في توفير دعم هائل لطالبان ، لاسيما مع المؤامرات التي تحيكها أمريكا مع الصهاينة ، و الهند ، على باكستـان ، لتفكيكها ، كما نشرت مجلة نيويورك تايمز ، بعدما انتشر على نطاق واسع ـ بحسب رويترز ـ في الأوساط السياسية ، والعسكرية الباكستانية، مخاوف من احتمال أن تكون الولايات المتحدة متواطئة مع أعداء باكستان لتدميرها ، وتفكيكها، والسبب المباشر، هـو إنتشار خريطة معدلة لجنوب آسيا ، تظهر باكستان مبتورة ، ومصغرة ، إلى مساحة متطاولة من الأرض ،تحيطها بها الهند وأفغانستان، لكن بمساحة أكبر.
،
فنشرت مجلة نيويورك تايمز التقرير التالي في 24 نوفمبر 2008م ( أنه تم توزيع هذه الخريطة للمرة الأولى كتمرين نظري في أوساط المحافظين الجدد في واشنطن ، ووصلت أخيراً إلى أيدي الباكستانيين ، بمن فيهم مسؤولون في الجيش ، ما أثارلديهم الاعتقاد بأن ما تريده الولايات المتحدة فعلاً، هو تفكيك باكستان الدولة المسلمة الوحيدة التي تملك أسلحة نووية ،
،
وقال مسؤول حكومي باكستاني ، أصر على عدم كشف هويته، أنَّ أحد أبرز مصادر القلق لدى المخططين العسكريين الباكستانيين هوالتعاون بين الهند ، وأفغانستان لتدمير باكستان ، وأضاف: البعض يعتقد بأن الولايات المتحدة متواطئة في ذلك)
،
ولهذا فلا عجب أن نشرت الوكالات بتاريخ 19 إبريل الجاري : ( اتهم وزير العلوم والتكنولوجيا الباكستاني، محمد عزام خان سواتي، الولايات المتحدة بالسعي إلى تفكيك باكستان ، عبر تدمير جيشها ، وأجهزتها الاستخبارية ، مضيفاً: إن كل شخص في الحكومة الباكستانية لديه هذا الاعتقاد).
،
ولهذا فلا يستبعد أنَّ من الباكستـانيين من يرى بوضوح ، أن تحريض الأمريكيين لهم ضد طالبان باكسـتان ، ليس سوى أحد مراحل مخطط تفكيك باكسـتان ، تليها مرحلة القضاء على الجهاد الإسلامي في أفغانســتان ،
،
لوضع باكستان بعد ذلك مفكَّكة ، وضعيفة ، بين فكّي كماشة دولة أفغانية عميلة للصهاينة ، والهند، وعدوّ لدود هو الهند الكبرى !
،
وبعــد :
،
فإنَّ الجهاد الإسلامي بحمد الله يمضي بخطى ثابتة ، ويسير إلى أهدافه بنجاح باهر ، وقد أثـمر في سنوات قليلة قيام مناطق شاسعة في العالم الإسلامي ، لايحكم فيها بغير شريعة الله تعالى ، في الصومال ، وأفغانســتان ، وباكستـان ، كما تعيش غزة حالة إسلامية نادرة في التاريخ المعاصر ، تحت سيطرة نفس الفكرة الجهادية التغييريه المباركة.
،
وهذا كلُّه يحدث والغرب الصليبي المتحالف مع الصهاينة في أوج طغيانه ، وإغتراره بقوته وسلطانه ، وبعدما أنفق التريليونات ، على مستوى حرب العقول ، في محاربة الفكر الجهادي ، وحصار نهج التغيير في أمتنا ، وفي زرع مدرسة الإنهزام ، وروح الخور ، والإنبطاح .
،
وبعدما أنفـق مثلها من الأموال في حروب الإحتلال ، ثـمَّ لـم يحصـد بحمد الله إلاّ الفشـل الذريع ، مضافـاً إليه الدمار الإقتصادي ، والفضائح الأخلاقية ، والإفلاس القيمي .
،
فهذا والله من تحقق موعود الله تعالى ، بإنتصارات الإسلام ، وعلوِّه على كلِّ من يعاديه ، وقدرته العظيمة على الصمود ، والتحدِّي ، والظهـور ، رغم الحصار ، والملاحقـة ، وتداعي الأمم إليه ، وتكالب الأعداء عليه ، وقلة الناصر ، وعداوة الفاجر .
،
قال الحق سبحانه : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)
،
والله حسبنا عليه توكلنا ، وعليه فليتوكل المتوكلـون.