وها نحن اليوم نشهد ـ وهذا مـن بركات رمضان ـ بداية الإنهيار الإقتصادي الأمريكي الذي وصل إلى درجة أن يطلق محافظ البنك المركزي الأمريكي صيحة إنذار (الموت والهلاك) .
ولاريب أن سبب ما أصاب هذه الدولة الأمريكية المارقة ، من هذا الدمار الإقتصادي الهائل ، إلى جانـب جشعها الربوي العالمي الذي وعد الله تعالى بمحقه ، فمحقـه ، هو طغيانهـا العظيم ، والذي بلغ أن تسلَّطـت على لقيمات الفقراء في البلاد الفقيرة فأخرجتها من أفواه اليتامى ، والمساكين ، وجرَّدتهم من كلِّ صدقة تأتيهم من الدول الإسلامية ، تحت كذبة ( الحرب على الإرهاب ) ، بينما هي أعظم قوة باغية ترهـب العالم بغير حـقِّ.
لقد سعت أمريكا لتجمِّـد كلَّ مال ينفق في سبيل الله تعالى ، فجمَّد الله تعالى أموالها ، ودأبت على إغلاق الجمعيات الخيرية الإسلامية ، وملاحقة المتصدِّقين ، فأغلق الله تعالى عليها أبواب الـرزق ، وقامت ببطـرها ، وأشـرها ، تصد عن سبيل الله تعالى ، فصدَّ الله تعالى عنها سبـل الخيـر.
وجاءت بعد أن عاثت بثروات العالم ، وأسواقها ، لتسرق ثروات أمة المسلمين بإحتلال العراق ، وأفغانستـان ، فعاد عليها سعيها ضلالاً ، ومكـرها وبالاً.
وها نحـن نشهـد في هذه العشـر الأواخر من رمضان ، في هذه الأيام المباركة ، نشهـد ثالث إشارة لبداية أفـول الهيمنة الأمريكية ، فالأولى كانت بإحتلال العراق ، والثانية كانت بتدخلها في جورجيا ، والثالثة بإنهيار إقتصادها الذي نشهده هذه الأيام .
وقد قال الحق سبحانه ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ، ثم يغلبون ، والذين كفروا إلى جهنـم يحشرون ).
وسبحان الله القائل العلي العظيـم : ( ويريكم آياته فأيّ آيات الله تنكـرون ) .
والحمد لله الذي بيده الأمر كلُّه ، وإليه يرجع الأمر كلُّه ، ولايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، وهو العزيـز الحكيـم .