الفرق بين أبو شنب قائد الاستشهاديين .. وأبو هجرس قائد الاستهباشيين!!
حامد بن عبدالله العلي
*ألا أيها المجاهدون الأبطال في فلسطين :
إذا الحرب قامت لاقحاً وتكشرت *** رأيت وجوهكُمُ فيهـا تهــلّل
ضربا وطعنا واصطبارا وإنكم *** تمشون مشي الأسـد حين تبسّل
نرى قدسنا فيكم منيعا مكرما *** عزيز حماه بفِعالكــم يتجمـّـل
*أبو شنــب ..وما أدراك ما أبو شنب ..
فتى مقدسيّ يُستضاء بوجهـِهِ *** سبوق إلى الغايات حـرّ المناكب
إلى أن دعاه ربـه فأجابـــــه *** فأورث أبطــالا أســـود الكتائـــب
*إذا أردت أن تعرف قيمة الرجل ، فانظر في همّته وثمرتــها ، ولا إخال أن ثمة امرءا أعلى همّة من مِثـْـل ما كان أبو شنب رحمه الله ، ومثل إخوانه من قادة الجهاد في فلسطين ، ولا أشرف ثمرة منــهم .
وتسألوني لماذا ؟! وكأنّكـم لا ترونهم يصنعون رجالا :
يمشون إلى الموت مشيا فيه خطرفةٌ *** في باحة الموت حتى تنجلــي الظلم
فمن .. لعمري ، يصنع مثل هذه الصناعة ، أمّن ترقى همّته إلى مثل هذه القمـّـة .
*لا يبعــد عن الحق قيد أنملة من يقسم الخائضين في شأن الصراع الذي تدور رحاه في العالم اليــوم : بين معسكــر أمة الإسلام ورأس الحربة فيه هـم الاستشهاديون الأبطال ، وأعداء الأمــّة من المعسكر الصليبيّ الصهيونيّ بقيادة "المحافظون الجدد" وأوليائهم الحميمين من حزب الليكود الملعــون .
لا يبعــد من يقسمهم إلى قسمين :
*أحدهما : الاستشهاديون ومن معهم ، مؤيدا لهــم ، أو مرحبـا يقول : لله درّهــم ، وعليه شكرهـــــم ، أو على الأقل مخالف يعذرهــم قائلا : ما أمرت ولم يسؤني ، ولاحرج على من أخذ بقول له حظ من النظر ، فاللهم تقبّلهم في الشهداء.
*الثاني : الاستهباشيّون ومــن لـفّ لفّهــم .
والاستهباش من الهبش ، وهو الجمع والكسب ، يقال : هو يهبِش لعياله ويهبّش هبشا ويتهبّش ويهتبش ، فهذا استهباشي .
قال رؤبة : أغدو لهَبْشِ المَغْنمِ المَهبوش.
*وهذا القســم الثاني يحارب ـ ولا أقول يعارض فلا تثريب على من عارض مُجتهــــــــدا ـ العمليات الإستشهادية : فكـلُّ من في هذا القسم ، إنمــا هو هبّاش ، يغــدو لهبش المغنم المهبوش تماما كما قال رؤبة .
فمنهم من يحارب الاستشهاديين ليهبش مالاً ، أو جاها عند ذي سلطان ، لعله يخلع عليه منصبا فيصبح به مفتيا لديار الهبّاشين .
ومنهم من يحاربهم لهبش ودّ السلطة ، لعلها ترضى عنه ، فتسمح له ولحزبه بفتات يتبلّغ به إلى أن يأتي دوره إلى المنحـر ليذبح !
ومنهم من يحاربهم ليهبش تأمين نفسه لئلا يقال عنه " إرهابي " فحسب ، فهذا " أبو سلامة " الملوّح من بعيـــــد .
*هذا وقد تممت العملية الاستشهادية الأخيرة رقم 100 في سلسلة العلميات الاستشهادية في الانتفاضة المباركة وكان أهم المحطات الاستشهادية فيها :
11 يونيو/حزيران 2003:
هجوم على باص في القدس أسفر عن سقوط 17 صهيونيا
--------
5مارس/آذار 2003:
هجوم على باص في حيفا أدى إلى مصرع 17 صهيونيا
-------
5 يناير/كانون الثاني 2003: عمليتان استشهاديتان في تل ابيب أسفرتا عن مقتل 23 صهيونيا
-------
21 نوفمبر/تشرين الثاني 2002:
تفجير باص في القدس يؤدي إلى مقتل 11صهيونيا
-------
21 اكتوبر/تشرن الأول 2002:
انفجار سيارة مفخخة جوار باص خلّف 14 قتيلاً صهيونيا
-------
18 يونيو/حزيران 2002:
انفجار في تقاطع طرق بات في القدس يسفر عن مصرع 19 صهيونيا
-------
5 يونيو/حزيران 2002:
هجوم على باص قرب تقاطع مجدو يؤدي إلى سقوط 17 قتيلاً صهونيا
-------
7 مايو/أيار 2002:
انفجار في مرقص في ريتشيون لتزيون يقتل 15 صهيونيا
-------
31 مارس/آذار 2002:
انفجار في مطعم في حيفا يقتل 15 صهيونيا
-------
27 مارس/آذار 2002:
هجوم على فندق في نتانيا يخلف 29 قتيلاً صهيونيا
-------
9 مارس /آذار 2002:
تفجير مقهى في القدس يقتل 11 صهيونيا
-------
2 مارس/آذار 2002:
انفجار في القدس يصرع 11 صهيونيا
-------
2 ديسمبر/كانون الأول 2001:
مصرع 15 صهيونيا في تفجير باص في حيفا
------
1 ديسمبر/كانون الأول 2001:
تفجيران في سوق بن يهودا في القدس يسفران عن 11صهيونيا
------
9 أغسطس/آب 2001:
تفجير في مطعم بيتزا في القدس يقتل 15صيهونيا
------
1 يونيو/حزيران 2001:
انفجار في ملهى ليلي في تل ابيب يسفر عن مقتل 21 صهيونيا
*ومن الواضح من هذه الاستعراض ، أن هذه العمليات تثمر مضاعفة الخسائر في العدو بما لا يقارن مع خسارة المحاربين ، بحيث لو كانت المواجهة بغير عملية استشهادية فسيُحتاج إلى عدد كبير من المقاتلين ، وستخسر من الأرواح أضعاف أضعاف ما يخسر العدو بسبب تفوّق العدو الصهيوني عسكريا ، لو كانت المواجهة مباشرة .
*وبهذا يعلم أن العلميات الاستشهادية إلى جانب كونها تعجل إنهاء الصراع لمصلحة الأمة ، هي توفــر دماء المجاهدين ، وتقلل الخسائر في صفوفهم ، وتعظم الخسائر في صف العدو بالمقابل ، وتقضي على معنوياته ، وتضربه في مفاصل مركزية مهمّة ، تسبب إرباكا هائلا فيه ، وتضعضع كيانه .
*فقد غدت اليوم سلاح أهل الإسلام ، وبها أعز الله تعالى هذه الأمة ، ورد لها هيبتها ، فهي رأس الحربة في الجهاد الإسلامي في هذا العصــر .
*هذا ..ومعلوم أن فلك الجهاد العالمي إنما يدور على مركزه في فلسطين ، فهي قطب رحى الصراع بين الإسلام والصليب الملتحف بنجمة اليهــود ، وذلك في غاية الوضوح للأسباب التالية :
*أولا : المعسكر الصليبيّ الصهيونيّ يجعل الاستيلاء على المسجد الأقصى ، هو الهدف الأهمّ في مشروعه للسيطرة على العالم ، فهو سـرّة مشروعــه الخبيث ، وحية التحالف الصليبي الصهيوني إنما تأوي إلى هذا الجحـر .
*ثانيا : الدفاع عن المسجد الأقصى أولى وأهم الواجبات .
*ثالثا : الجهاد فيه مواجهة مباشرة مع اليهود أشد أعداء الأمة عداوة لهــا .
*رابعا : قضية الإسلام في فلسطين أكثر القضايا الإسلامية جمعا لقلوب الأمة وعاطفتها ، لأنها أشد قضايا جهادنا وضوحا ـ وكلها واضحة بحمد لله من الفلبين إلى آخر حجــر تغرب وراءه الشمس على اليابســــة ـ ولكن قضية الإسلام في فلسطين أشدها وضوحـــــا .
*خامسا : ستعلن قريبا الصليبيّة العالمية حربها العسكرية الشعواء جهاراً نهاراً ـ أكثر مما كانت ومازالت ـ ضد الجهاد الإسلامي في فلسطين ، إذ كان من أهم أهداف الاحتلال الصليبي للعراق أصـلا القضاء على الانتفاضة .
*وستطالب أمريكــا زعماء المنطقة بموقف واضح للوقوف معها ضد المجاهديـــن في فلسطين ، وسيُفضحون بما عاهدوا عليه سيدهم في آخر مؤتمر في العقبة ، من الخيانة لله ولدينــه وأمة الإسلام .
*وسيكون الانحياز لأحد الصفّين ، أشد ما يكون تميّيــزا للحــــدّ الفاصل بين الإسلام والكفـر ، وبين معسكر الإيمان والنفاق .
*وستكون خيانــة "المرقّعـين لولاة الأمر" ، يُضرب بها الطبــل كما يقال ، مع أنها لم تزل تُضرب بها الطبول ، يوم كابل ، ويوم بغداد ، وفي كل يوم تنزل جيوش الكفر بلاد المسلمين :
دعْهم ، فكم قُطِّعت رقابهـم ** جدْعا ، ولم يشعروا ولا أبهــوا
قد مُزجوا بالنفاق وامتزجوا ** والتبسوا في العيان واشتبهـُـوا
وما لأقوالهـــم إذا كُشِفــت ** حقائــقٌ ، بــل جميعـهــــا شُبَـــه
*وبعد : فأبو شنب قائد القساورة من مجاهدي حمــاس لم يمت ، نحسبه حيا عند ربه حياة الشهداء ، ثــم إنّه لم يمت أيضا …لأنه ترك وراءه ألوفــا من أسود الجهاد .
*لكن الذي يموت كل يوم ، هو الذي يترك وراءه قرودا لا أسودا ، وهو أبو هجرس قائد الاستهباشيّين .. وهجرس على وزن جرجس الصليبي !!
*وما أدراك ما هجرس : هو القرد .. حكى الميداني عن رجل أنه رأى في موضع ، أنه إذا كان الليل تجمع القرود في مكان واحد ، ثم تبيت مستطيلة الواحد منها في إثر الآخر ، وفي يد كل واحد حجر ، لئلا ينام فيأكله الذئب ، فإن نام واحد سقط من يده الحجر ففزعت كلّها ، فيتحول الآخـر فيصير قدّامها ، فيكون ذلك دأبها طول الليل ، فتصبح في الموضع الذي باتت فيه على أميال جبنا منها وخورا في طباعها.
ولهذا قيل في المثل : أجبن من هجرس.
*ولهذا فإن من جبـن عن لقاء عدوه ، لم يزل يرجع في ذلـّه فيصنع صنيع الهجارس ، يتقهقر إلى أن يصير أذل من الخنافس ، وكذلك يفعلون ، ويظنون أنهم حكماء ..!!