أصبت يا أحمد الديين العلماني !!!
حامد بن عبدالله العلي
أحمد الديين هو أحد قدامى الدعاة إلى الفكر العلماني في الكويت ، وهو يتولى منصب أمين عام المنبر الديمقراطي أحد الأحزاب العلمانية الكويتية ، ولعلي لا أكون مبالغا إن قلت إنه لم ينشر رد على الفكر العلماني في الكويت أقوى من رد أمين عام المنبر الديمقراطي أحمد الديين العلماني عليه ، لانه صرح بحقيقـة ما يدعو إليه ذلك الفكر ، في الحوار التلفزيوني في برنامج 6/6 الثلاثاء الماضي .
وهذا هو أقصــر طريق لسقوطه في نفوس الشعب الكويتي ، ذلك أنه قد كان من أشد العقبات أمام فضح هذا الفكر الخطير ، هو استتار أصحابه وراء شعارات خداعه ، لاتعطي صورة واضحة عما يحملونه من مبادئ ، وكثيرا ما كان بعض الناس يصفوننا بالمبالغة عندما نحذر منهم ونذكر أفكارهم وأهدافهم القريبة والبعيدة ، ولكن الأمين العام أحمد الديين اختصر علينا الطريق وأراحنا ، أراحه الله من أفكاره التي يحملها ، وهداه إلى الصراط المستقيم ، وما يدريكم فالله لا يعجزه شيء ، لو شاء لهداهم أجمعين .
مبادئ الفكر العلماني العالمية وفي الخليج والكويت ثلاثة ، وهي الثالوث الأقدس عندهم ، ويؤمنون بها أعظم من إيمانهم بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم ، كما يؤمنون بأنه لا يجوز تغييرها ، ولاتبديلها ، وأنها مبادئ شمولية يجب أن تحكم الحياة كلها ، وتخضع لها جميع مناحي الحياة الإنسانية ، كما ذكرت في المقال السابق ، أن الفكر العلماني متوالية بدأت بطرح فكــرة ( خصخصة الدين ) و( تقابلية الدين والدولة ) ثم تطـــورت إلى ( دين شمولي خيار واحد لا يقبل التغيير ) ، ولذلك فالعلمانية الليبرالية مثلا ، على استعداد أن تتحالف مع الدكتاتورية فتفرض الليبرالية بالحديــــد والنار !!! ـ وقد فعلت في بعض البلاد ، مع أنهــــا تفرض نفسها عدوة الديكتاتورية !! ـ ، وحتى أمريكا بل فرنسا أم العلمانية تفعل ذلك ، إن اضطرت ، كما فعلت في من وراء الستار في الجزائر ، وهــــذه المبادئ الثلاثـــة هــــي :
1ـ خصخصة الدين ، بمعنى جعل العناية بالدين ، أحد المهام الثانوية الدولة العلمانية فحسب ، رعاية للذين لهم حاجات روحية خاصة ـ كما ترعى المعوقين الذين هم بحاجة إلى عناية خاصة ـ كتوفير المساجد ومراقبة الحج والأوقاف والعمل الخيري ، ثم يقف الدين هنا ، فلا يتجاوز ، لان بعده هو الخط الأحمر ، وهذا هو معنى فصل الدين عن الحياة.
2ـ قصر الاهتمام الإنساني على الحياة الدنيوية المادية فقط ، وأما الغيب كله ، ومنه الإيمان بالآخرة ، فلما كان أمرا وراء الطبيعة ، فهو شيء خاص بمن يحلو له أن يتعلق بهذه المعتقدات الروحية ، أما الحياة وما يسيرها من قوانين ومبادئ وأخلاق وثقافة وعلاقات ، فالحياة الدنيا وقوانينها المادية هي الحكم فيها ، ولهذا فلامعنى في الفكر العلماني أن تفرض عقوبة على زنى من بالغين بلا إكراه ولا اعتداء على حق الزوجية ، لانك تفرض عقوبة على جريمة لم يعتبرها عقوبة إلا الإيمان بالغيب ومآخذة الإله في الآخرة ، وهو أمر غيبي لا يعول عليه في التشريع ، ومثل ذلك أيضا الشذوذ الجنسي على سبيل المثال ، وحتى فرض القانون الكويتي عقوبة مخففة مخالفة للشريعة الإسلامية ، على الزنا برضى الطرفين البالغين ، ينظر إليه في الفكر العلماني على أنه من بقايا مراعاة المشرع للهوية الإسلامية للمجتمع الكويتي ، وهو من البقايا التي يجب أن تحذف عندهم ، مع أن القانون شبه معطل !!
3 ـ إقامة دولة ذات مؤسسات سياسية على أساس غير ديني ، وليس المقصود هنا شكل الدولة ونظمها السياسية وهيكلها ، ولكن المبادئ التي تحكم تلك المؤسسات ، يجب أن لا ترتكز على أسس دينية ، ويفضل توظيف الدين عند الحاجة فقط !!
وأهدافهم خمسة : الأول : فصل الدين عن السياسة ، وذلك بمنع أي تدخل ديني في توجيه سياسة الدولة الداخلية والخارجية .
الثاني : فصل الدين عن التشريع وإبقاءه بعيدا عن سن القوانين إلا انتقائيا بقدر محدود جدا .
الثالث: فصل الدين عن النظام الاجتماعي وهذا أصعب جزء واجهه العلمانيون الكويتيون ، ولهذا بدءوا بالتغيير الاجتماعي عن طريق تغيير المفاهيم التي توجه حياة المرأة في الكويت .
الرابع : فصل مفاهيم الدين عن توجيه الأخلاق العامة ، وعلى سبيل المثال من الأخلاق الإسلامية للمرأة ، الحجاب والعفة والحياء ، وكون المرأة المسلمة ، تحافظ على مسافة أدبية بينها وبين الرجل ، فلاتخالط الرجال كما تخالط النساء ، ولا تقتحم الميادين التي لا تصلح إلا للرجل ، لأنها تتطلب أمورا تتنافى مع أخلاق المرأة المسلمة ، ولكنها تناسب الرجل ، مثل رفع الصوت في محافل الرجال ، والمشاركة في القتال …الخ ، وهذا المفهوم يحاربه العلمانيون أشد المحاربة ، كما وقفوا في وجه قانون منع الاختلاط .
الخامس : وهو أخطر الأهداف ، فرض العلمانية على أنها الخيار الأوحد ، ومحاربة أي توجه لتغييرها في المستقبل ، وتحويلها إلى أشبه ( بالعلمانية الأصولية)!!!