ومن المعلوم أنّ خرافة الهرمجدون تغلغلت إلى عقول كبار الساسة في البيت الأبيض ، وهي خرافة صهيوصليبية تقول : إن صهيون يجب أن تعود حتى يعود المسيح، فالمسيح لا يظهر إلا بين اليهود ، ثم يتلو ذلك : تهويد مدينة القدس ، ثم إعادة بناء هيكل سليمان علي أنقاض المسجد الأقصى.
وحينئـذٍ ستقع معركة هرمجدون ، التي ستبيد العالم الإسلامي ، وبعدها تقوم مملكة المسيح ويتحوّل اليهود إلى النصرانية ،
والعجب العجاب أنه يعمل في ميدان التبشير لهذه الخرافة 80 ألف قسيس ، و 250 مؤسسة ، وجهة دينية أمريكية مؤيدة للصهاينة، ويبلغ عدد أفراد هذه الحركة ـ في أقل تقدير وقيل مائة مليون ـ ما بين 25 إلي 30 مليوناً..
وهي عقيدة محتضنـة من قبل كثير من زعماء أمريكا، كان من أشدّهم تمسّكا بهذه الخرافة ، الرئيس رونالد ريغان ، فإنـّه أكثر الرؤساء الأمريكيين إيماناً بالعقيدة الصهيوصليبية
،
ثم إذا جئنا للفكر الخرافي عند الصفويين فحدِّث حينئذ ولا حرج ، لاسيما تلك العقيدة الخرافية المسيطرة على سدنة الحكم في طهران ، أن هذا الزمن هو زمن الظهور ، وأن نجاد إنما بعث ممهدا لظهور المهدي ،
وفي كتاب صفوي صدر حديثا في لبنان ، بعنوان ( أحمدي نجاد والثورة العالمية المقبلة ) وللكتاب ، أصداء واسعة ، في صفوف أتباع الحزب الصفوي في لبنان ، يعقد المؤلف مقارنة ـ بعد أن يورد بعض النصوص من مراجع الصفوية على أن نجاد هو الذي يهيئ لظهور المهدي المنتظر ـ بين بوش ، وأحمدي نجاد ، فيقول :
يؤمن بوش بأنه سيكون هناك حرب دامية ، في محيط فلسطين ، وهي معركة هرمجدون.
ويؤمن نجاد بأنه سيكون هناك معركة دامية في محيط فلسطين بقيادة المهدي.
يؤمن المقربون من بوش أنه سيكون أحد قادة معركة هرمجدون.
ويؤمن المقربون من نجاد بأنه قائد قوات المهدي في معركة القدس.
يؤمن بوش بأنه حتى يظهر المسيح يجب أن يكون اليهود مجتمعين في فلسطين ، ويتخذون القدس عاصمة لهم .
يؤمن نجاد بأن المهدي ، سيظهر عندما يجتمع اليهود في فلسطين ، ويحتلون المسجد الأقصى .
يفسّر بوش الأحداث السياسية وفق العهد القديم والكتب الدينية .
ويفسّر نجاد الأحداث وفق المفاهيم القرآنية ، وكتب الروايات .
يعتبر بوش إيران جيش المسيح الدجال.
ويعتبر نجاد أمريكا جيش الأعور الدجال.
يعتبر بوش إحتلال العراق تمهيدا لظهور المسيح.
ويعتبر نجاد إحتلال العراق من علامات ظهور المهدي..إلخ أ.هـ ، ص 7 ط دار العلم
فتأملوا كيف أنّ هذا الكـم الهائل من التخريف ، والهذيان ، والأساطير المضحكة ، وتلك العقائد المبنيّة على الدماء ، والعنف ، والصلب ، والتعذيب ،
،
هي التي سيثمر إقترانهما ، حربا بينهما مجنونة ، لاغايـة نبيلة لها ، وأنـّى لهــا أن يكون ؟!
وستحدث فسادا عريضا ، وفتنا عظيمة ، وزلازل ، لايعلم قدرها إلاّ الذي قضاها بحكمته.
،
ثم يعقب ذلك بإذن الله تعالى، الفرج ، والرحمـة على أهل الإسلام ،
ونسأل الله تعالى أن يرزقنا فيما يأتي العافية في ديننا ودنيانا ، وأهلنا وأموالنا ، وكل المسلمين ،
،
وأن ينصـر أهل الجهاد ، ويكتب لأهل الإسلام الخصال الحميدة ، والعاقبة السعيدة آمين .