دعوة للمناظرة مع العلمانيين الرافضين تطبيق الحدود الشرعية في الكويت
حامد بن عبدالله العلي
يقول الحق سبحانه في محكم التنزيل( والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليه غضب ولهم عذاب شديد، الله الذي نزل الكتاب بالحق والميزان ، وما يدريك لعل الساعة قريب ) ،يخبر الحق سبحانه أنه أنزل القرآن العزيز بالحق ، وجعل ما يشتمل عليه من أحكام بالميزان العدل ، فليس في أحكامه شطط ، ولا تشتمل على اعوجاج ، فكل أحكامه خير ورحمة وهدى وإحسان ، و أن من يحاجج في الله ـ ومن ذلك المحاجة في عدله في أحكامه ، وصلاحيتها لهداية البشرية في كل عصر ـ أن حجته داحضة ، وعليه غضب من الله تعالى وله عذاب شديد .
والعجب والله كل العجب من هؤلاء الذين اشمأزت قلوبهم من الدعوة إلى تطبيق العقوبات الشرعية بدل القوانين الجنائية الوضعية ، وكتبوا أكثر من خمسين مقالا في الصحافة الكويتية ينددون بهذه الدعوة الرشيدة التي دعا إليها النائبان وليد الطبطبائي ومخلد العازمي ، العجب كيف عموا أو تعاموا عن أنهم يفرضون المفاهيم والممارسات العلمانية على المجتمع ، محاولين تغيير هويته الإسلامية بفرض أنفسهم أوصياء عليه ، فحولوا ما يزعمون أنه ـ علمانيـــة ليبرالية متفتحة قابلة للحوار والتعددية ـ إلى دين جديد يفرض نظاما شموليا بهيمنة ديكتاتورية فوقية على الشعوب ، ولكن لاعجب ، فهذا الأسلوب يلجأ إليه من يشعر بالانهزام والتراجع أمام زحف التقدم الإسلامي في الوطن العربي ، ولهذا وقعوا في ذلك التناقض الصارخ .
يقول جون اسبوسيتو بروفيسور الأديان والعلاقات الدولة في جامعة جورج تاون ، في كتابه مع جون كوين وأخرين (Islam and secularism in the middle east ) يقول : إن ثمة تراجعا مستمرا للعلمانية ليس فقط على مستوى الغالبية العامة عند الناس في المنطقة بل وأيضا على مستوى النخب ، ويقول أنها هذه النخب لم تستطع استيعاب هذا التراجع والقبول به ، لان التقدم البديل التعويضي سيكون من جانب الحركات الإسلامية واتساع شعبيتها ، ويقول إن العلمانيــــة في الوطن العربي تحولت إلى ( العلمانية الأصولية ) حيث أصبحت نظرتها إلى العلمانية لا على أنها خيار من الخيارات بل الخيار الوحيد الذي يجب أن تنهجه المجتمعات ، ويقول إن النخب العلمانية لا تريد أن تعترف بالتغيرات الاجتماعية والفكرية والسياسية الجذرية التي حدثت ولاتزال تحدث في بلدانها إلى الإسلام ، ويقول إن العلمانية في الشرق الأوسط صارت متلازمة مع الديكتاتورية ، رغم أنها تزعم الحرية والانفتاح والديمقراطية الليبرالية ، ويضرب أمثلة على ذلك بتحالف الجيش وأجهزة الأمن مع النخب العلمانية لإحباط التحولات الديمقراطية في الشرق التوسط .
وفي المصدر السابق ، يقول جون كين ، بروفيسور السياسة في جامعة وستمنسر ، متسائلا : هل العلمانية صارت تحول دون حرية التفكير في الديمقراطية نفسهـــا ، وهل تحولت إلى ( دوغما سياسية ) ويقول : إن التناقض الكبير في العلمانية أنها تدعو إلى خصخصة الدين وليس التهوين من شأنه ، زاعمة أنها معتدلة ، وتناقضها الواضح تحت هذه الدعوى ، هو أنها عندما تسمح بحرية العبادة والاجتماعات الدينية ، سيؤدي ذلك إلى زيادة رقعة الدين ومحاولته التدخل في الشان العام والسياسية باعتبار أنه له الحق أن يؤدي دورا يراه لنفسه في هذه الميادين ، فيؤدي هذا إلى التناقض بين عدم اليقين الوجودي في العلمانية واليقين الديني عند الأفراد ، ثم ذكر أنه لهذا السبب تقترب العلمانية من الديكتاتورية فتعمل على تقويض نفسها بنفسها .
والحقيقة أن ما قاله هذان الباحثان الغربيان المتخصصان ، وصف دقيق يبين حال العلمانيين العرب عموما ، والكويتيين خصوصا ، وما كتبه المعارضون لتطبيق العقوبات الشرعية من مقالات صحفية في الأسبوعين الماضيين ، دليل بين علــــى ذلك ، فإنهم ـ بدون شعور أو به ـ عندما دعوا إلى ترك التحاكم إلى الشريعة الإسلامية إلا انتقائيا لان الكويت دولة علمانية لا يصح تغييرها ، إنما يقررون أن العلمانية ـ وكل منهج يعتمد الانتقائية في التحاكم الشريعة فهو علمانية ـ لم تعد أحد الخيارات ، بل هي الخيار الوحيد ، فهي أشبه بعلمانية أصولية شمولية مقدسة ، لامجال لمناقشتها ، وإذا غيرت هوية المجتمع على أساسها ، فلا يجوز إعادة صياغة هويته ، فتأمل أيها القارئ هذا التناقض العجيب ، والخلل المنهجي الكبير في صياغة الأفكار الأساسية للمنهج ، وصدق الله تعالى إذ يقول ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) .
وختاما فهذه دعوة للحوار المباشر في غرفة القاعة الرئيسية للمحاضرات في قائمة اللغة العربية والشرق الأوسط في (البال توك ) على شبكة الإنترنت ، في الساعة التاسعة وربع مساء يوم غد الأحد تاريخ 29/7 ، وندعو كتاب الزوايا الكويتيين الذين عارضوا الدعوة إلى تطبيق العقوبات الشرعية إلى المناظرة في ذلك الموقع في الإنترنت ، وسنكون هناك بانتظار استجابة دعوتنا ، بشرط أن يكون المناظر أحد الذين عارضوا ويدخل باسمه الذي يكتبه على زاويته الصحفية ، فإن لم يحضر أحد منهم ، فليس بجديد عليهم ، فكتابة المقال أمر هين ، أما المناظرة فيجبن عنها من لا يثق بأفكاره لعجزه ، أو عجز منهجه الذين يؤمن به ، ونحن بالانتظار هناك ، وسنضع في موقعي الخاص ـ حتى لا يطول المقال هنا ـ المذيل عنوانه آخر هذا المقال ، سنضع طريقة الدخول إلى مكان المناظرة في آخر المقال صباح يوم السبت ، وذلك حتى لا يكون لاحد عذر في التهرب من المناظرة ، فتربصوا بهم إنا متربصون . الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 06/12/2006 عدد القراء: 7080
أضف تعليقك على الموضوع
|