أنقـر على الصـورة
بيـان هـام
أنقذوا الأقصى .. اسقطـُوا السُّلطة
حامد بن عبدالله العلي
أيتها الأمـَّة الإسلاميّة المجيدة ،
أيهـا القادة ، والعلمـاء ، والأعيـان ، والخاصُّ ، والعـامّ
وكلّ مسلم غيـور على مقدسات الإسـلام .
لم يبلغ الخطـر على الأقصى المبارك في تاريخ أمّتنا أعظـم ممـّا بلغه اليوم ، وقـد أحاطَ بـه المخطط الصهيوني يطوِّقـه ، ومن أسفل منه ، ومن بين يديه ، ومن خلـفه ، يسعى لهدمه بكلِّ الوسائل ، ويتحـرَّك لإقامـة الهيكل الصهيوني المزعـوم بكلِّ السبل ،
ويدعـم هذا المخطَّط الخبيث ، التحالفُ الصهيوغربي دعما لامحدود .
أمـَّا مـا يُخطَّط للقدس ، ولفلسطين من مكائد الإغتصاب ، وسلب الحقوق ، ومصادرة الأرض ، وتهجير سكانها ، والتوطين لهم خارجهـا ، فقـد فاق ما يمكن أن تصوِّره الكلمـات ، وتصفـه الحروف .
وإنـّه لمـن أعظم الكوارث على الأمَّة الإسلامية _ والحال ما وُصف _ أن يكون المتحدّث بإسم حقوق أمّتنا الإسلاميّة العظيمة في فلسطين ، والمنتصب للتفاوض المزعوم مع العدوِّ الصهيوني ، تلك العصابـة التي تبيـَّن بالوثائق الرسمية ، والدلائل اليقينية ، والشواهد العلنية ، أنهـم الأقذر يـداً ، والأفسد ذمةً ، والأخون للأمانـة ، والأكذب لسانا ،
وهم السلطة القابعة في مقاطعة رام الله ، أذناب الصهاينة ، أزلام ضابط الإستخبارات الأمريكي دايتـون
.
وقـد فضح الله تعالى مكرهم ، وأظهـر مكنون صدورهم الخائنة ، وبين ما تحتويه ضمائرهـم المتعفّنة ، فيما نشر على وسائل الإعـلام من قيامهم بأقبـح ضروب الخيانـة !!
منها عرضهم على الصهاينة منح كيانهم المسخ ما أسموه أكبر أورشليم في التاريخ !! ، وأنَّ نسبة ما يأخذونه ، إلى يعطونه من أرض فلسطين للصهاينة واحد إلى خمسين !!
بالإضافـة إلى التنازل عن حـقّ العودة ! والرضا بتوطين الفلسطينيين خارج بلادهم المغتصبة ،
والقبول والإعتراف بالكيان الصهيوني دولة يهوديـّة !
فضلا عن التورُّط مع الصهاينة في الحرب على غـزَّة ، وفي حصارها ، والتعاون مع الصهاينة في إغتيـال المقاومين !!
أيتها الأمـّة الإسـلاميّة العظيـمة
لقد تعرَّض هذا الشعب الفلسطيني المظلـوم ، منذ إحتلال أرضه ، وهو يدافـع عن مقدساتنا في فلسطين ، وعلى رأسها المسجد الأقصـى ، مضحيـَّا بكل غالٍ ، ونفيس ، لقـد تعرَّض إلى مجازر تشيب لها رؤوس الولدان ، ويذهـب من هولها عقـلُ الإنسان .
منذ أول يوم دنَّس فيه الصهاينة أرضنـا المقدسة ، إلى مجزرة حرب غـزّة المروِّعة ،
مرورا بدير ياسين ، والطنطورة ، وناصر الدين ، وبيت داراس ، وقبية ، وقلقليلة ، وكفر قاسم ، وخان يونس ، والسموع ، و غيـرها ،
وهذا كلُّها قبل حرب 67 التي نُفـذّت فيها مجازر لا توصف بشاعة ، وكذا في حرب 73 ، ثم في الإجتياح الصهيوني للبنان التي بلغ عدد من قتلهم الصهاينة 19 ألف ،
ثم جاءت مذابح صبرا وشاتيلا من 16 ـ إلى 18 سبتمبر 1982م ، فنحروا الآلاف من المدنيين الفلسطينيين ، واستُخدمت الفؤوس ، والسواطير لشطر الرؤوس ، وتقطيع الأجسـاد ! في مجـزرة تحـدَّر من جبين التاريخ بسببها الدم !
ثم جاءت الإنتفاضة الأولـى ، فاستشهد وجرح في الإنتفاضة الأولى بين عامي 87 ـ 93 ، الآلاف من الشعب الفلسطيني ، بمن فيهم 268 طفل ، و127 امرأة .
وفي عام 1990 ارتكب الصهاينة مذبحة المسجد الأقصى ، ثم مذبحة المسجد الإبراهيمي 1994م ، ثم مجزرة 1996 عندما تناهى إلى سمع الفلسطينيين شقُّ الصهاينة لنفق تحت الأقصى ، فهرعوا للدفاع عن الأقصى فكانت المجزرة التي قتل فيها 62 فلسطينيّا على يد الجيش الصهيوني .
ثم جاءت إنتفاضة الأقصى عام 2000م فقدمت أروع الأمثلة للتضحية ، فاستشهد 2800 شهيـد فلسطيني ، وجرح 35 ألف ، ووقعت أثناء الفترة من 2000 إلى 2003 ، مجازر صهيونية دموية تقشعر منها جلود البشر ، منها مجزرة جنين ، التي حصد فيها 500 فلسطيني سقط شهيدا في أسبوعين فقط ، وهُدم مخيم جنين على رؤوس ساكنيه ، ومثلها مذبحة صهيونية أخرى في نابلس .
واستمرت المجازر الصهيونية في الشعب الفلسطيني لاتتوقف أبـداً .
فضلا عن مئات الآلاف من المعتقلين ، والمعذَّبين ، والمشرَّدين عبر عقـود .
وقد جرت أكثر هذه المجازر بشاعة أثناء ما يُسمَّى مسار التسوية التي انطلق قطاره المشؤوم في مدريد عام 1991م ، وكتب بحبـر الخيانة في إتفاق أوسلو 1993م ،
ثـم تتابعت محطاتـه بعد ذلك منـذ مؤتـمر القاهرة 94 ، ثم طابا 95، ثم الخليل 97 ، ثم واي ريفر 98، ثم شرم الشيخ 99 ، ثم كامب ديفيد 2000 ، ثم جاءت إنتفاضة الأقصى المباركـة .
وبعدما بصق شارون على كلِّ هذه المسيرة ، فاحتلَّ مناطق الضفة الغربية التي صنفت مناطق 1 ، وحاصر مقر عرفات ،
جـاء بعد ذلك أولمرت فأحيـا _ بعد إغتيال عرفات _ قطار الخيانة ، وعاد الخائنون ليمثّلوا على الشعب الفلسطيني ، وعلى الأمـّة الإسلامية دور المفاوض من جديد ، فجاءت خارطة الطريق ، والرباعية ، وأنابوليس ، والتفاهم المشترك .. إلخ .
تعددت العناوين ، واللعبة واحـدة ، وهي لعبة التآمـر والخيانة في أخنع صورها.
وبعدما ذهب عباس ذليلا إلى بيت أولمرت أكثر من 40 مرة _ كما تقول الوثائق _ يقدم التنازلات إثـر التنازلات ،
تولـَّد عن ذلك مجازر سلطة عباس بالمقاومين الفلسطينين ، بالتنسيق الأمني مع الصهاينة ، فتمّ إعتقال ، وتعذيب الآلاف من عناصر المقاومة الفلسطينية في الضفة ، لحماية الصهاينة منهـم ، ولازالوا قيد الإعتقال ، والتعذيب ، والتنكيل ، والملاحقـة .
ثم جاءت مجزرة غـزَّة التي راح ضحيّتها الآلاف من أهلها ، مع تدمير أشبه الزلزال للقطـاع .
ثم جاء أوباما يدعو إلى المفاوضات غير المباشرة ، وما أن أعلن أوبامـا ما أسمـاه ضرورة تجميـد الإستيطان ، حتَّى هرع عباس إلى نتنياهو ، وبحضور مصري ، وأردني ، أعلنوا عودة المفاوضات المباشرة ، ثم تراجع أوباما عن ضغوطه لتجميد المستوطنات ، أمام إصرار الصهاينة على بنائها ،
فعاد كلُّ شيء إلى نقطة الصفـر ، وتبخـَّر السـراب .
ثـمَّ انكشف الغطـاء عن أنَّ كـلَّ هذا الذي أطلق عليه المسار السلمي ، لم يكـن سـوى غطـاء لتمرير المخطط الصهيوني في تصفية القضية الفلسطينية ، ومصادرة كلَّ حقوق الشعب الفلسطيني ، والأمَّة الإسلامية في فلسطين .
وكانت سلطة عباس تلعـب فيه أقذر دور عرفه التاريخ في الخيانة ، والخداع ، والتواطؤ مع العـدوِّ ، والتنازل عن الثوابت ، والمتاجرة بحقوق الشعـوب .
وأنهـا كانت _ بخلاف ما كانت تعلن _ تتاجـر في الخفـاء ، بكلَّ تلك التضحيات التي لخّصناهـا في هذا البيان .
تلك التي سطَّـرها الشعب الفلسطيني منذ أكثـر من قرن من الزمان ، سطَّرهـا بدمائه الطاهـرة التي روت أرض فلسطين المقدَّسة ، ليحمي المسجد الأقصى ، ومدينة القدس المقدسة ،
وليحفـظ حقّ أمـّة الإسلام في فلسطين ، ومعهم حقُّ شركائهم في الوطن ، وفي الحقوق ، نصارى فلسطين الذين بقوا بكلِّ شرف ، وفخـر ، أوفيـاء لمسلمي فلسطين ، ومناصرين لقضيتهم ، وحقوقهـم .
كما كانت سلطة عباس الخائنة ، تتاجـر بإصرار هذا الشعـب الأسطوري في إبائه ، الذي لايلين فـي التمسُّك بحقـِّه ، والعـزم على العودة إلى وطنـه ، حتى سجَّل التاريخ أنَّ الفلسطينيين أفشلوا 243 مشروعا لتوطينهم خارج فلسطين ، من بينها تلك المشاريع للتوطين التي خُطط لها في العراق ، وسوريا ، ولبنان ومشروع جونسون ، ومشروع الرمدان ، ومشروع سميث/بروتي ، ومشروع باروخ ، ومشروع سيناء ، ومشروع همفري ... إلخ
نعـم .. كانت السلطة الخائنـة ، تتاجـر بمقدسـات أعظـم أمـة ، وبقضية أروع شعب في صمـوده ، وصبـره ، وبحـقوق وطـن قدَّسه القـرآن العظيـم .
وبتضحيـات الأجيـال ، ودمـاء الأبطـال .
وكانت تعقـد أخسَّ الصفقات ، وأرذل العقود ، التي عرفها التاريخ ، مع أحقـر أعـداء أمّتنا ، وأشدِّهم عداوةً لهـا ، وأعظمـهم إجراما فيها .
وكانت على وشك أن توقـِّع على بيع المقدسات كلِّها ، ومنح الصهاينة أكثر مما كانوا يحلمـون بـه ، وأبعـد من أكثر أمانيهم تطـرفا !!
كانت تتاجر بكلّ ما مضى ، مقابـل متاع الدنيا الزائل ، بالدولارات التي ملأت أرصدتهـم !!
حتىّ فضح الله تعالى هذه السلطة الخائنة ، وأتى بنيانها من القواعد ، وهتـك ستـرها أمام أعيـن البريـَّة ، وكشف عورتها أمام العالمين .
وإذا بهم أطغى من طاغية تونس الفار ، بل ألعـن من فرعون ذي العار .
وإنـَّه لمن الواجب على أهل فلسطين أن يفعلوا بهذه السلطة ، مثل ما فعل أهل تونس الأحرار الأباة ، بطاغيتهـا ، وما أمـرطاغيتها عنهم ببعيـد .
ثـم على كلِّ من يمكنه مـدّ العون في إسقاط هذه الزمرة الآفنة من موضعها التي نصبت نفسها فيه ، لتخون الأمـّة ، وتتاجر بمقدساتها ، أن يبذل ما فيه وسعه لأداء هذا الواجـب ، وأن يسعـى في تحقيق هذا الفرض .
قال الحق سبحانه : ( فلن أكون ظهيـرا للمجرميـن )
وقال ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسَّكم النار ، وما لكم من دون الله من أوليـاء ، ثم لاتنصرون )
وقال ( ولتستبين سبيل المجرمين ) .
هذا البيان وعلى الله البـلاغ ، ونسأله سبحانه أن يُسقط زمرة الخيانة ، بعد فضحهـا ، وأن يستعمل في جهاد الصهاينة ، وحمايـة المسجد الأقصى ، واسترداد حقوق أمَّتنا في فلسطين ، خيار أهلها ، وأمنـاء شعبـها ، وبررة أمِّتـها ، ويكتب على أيدهم النصر ، ويمنَّ علينا فيه بفضلـه ، آمـين .
والله حسبنا عليه توكَّلنا ، وعليه فليتوكّـل المتوكّلـون .
حامد بن عبدلله العلي
20 صفـر 1432هـ
25 يناير 2011م
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 25/01/2011 عدد القراء: 21313
أضف تعليقك على الموضوع
|