السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 6774 السؤال: ما يعيب الزوج إلا جيبه؟!!
جواب الشيخ: السؤال:
فضيلة الشيخ ثمة مثل شايع يقول ما يعب الزوج إلا جيبة ، هل هذا صحيح ، وما الذي يترتب على العمل بهذا المثل على الفتاة التي ترغم على الزواج على أساس هذا المثل ؟!
*************
جواب الشيخ:
نبدأ بالجواب على السؤال ، بأن الشرع ، والفطرة ، والعقل ، والواقع ، كل هذه دلت على أن :
في الزوج خمسٌ تبتغيها المسلمــة ** الدينُ والجودُ ويَراها مُكْرمَة
والحبُّ مَعْ عَطْفٍ رِقِيـقٍ وَارِفٍ ** والحُسنُ فيهِ إنْ تراهٌ مُغْرمـَـة
فهذه الخصال الخمس ، تطلبها كلّ فتاة في زوج ، وقد آتاها الله تعالى الحكيم سبحانه حـقَّ أن تختار من كملت فيه هذه الصفات ، فإنْ تنازلت عن شيء من حقّها ، فهو شأنها ، ولهذا حرمت الشريعة تزويج المرأة بغير إذنها .
وإذا نظرنا في هدي شريعتنا الكاملة ، التي جعله الله تعالى لنا هدى ، ورحمة ، ونورا مبينا ، وجدنا فيها :
أنّ أوّل ما يعيب الرجل نقص دينه ، فإن كان مضيّعـا لدينه ، فهو لحقوق زوجته أضيع ، كما يعيبه أن لايعاشرها بالمعروف ، كيف لا وقد قال تعالى ( وعاشروهن بالمعروف ) ، كما يعيبه أن يكون عنيفا جهولا عبوسا ، وقد ورد في الحديــث ( شرّ الرعاء الحُطَمة ) أي العنيف ، والزوج راعٍ لبيته ، فيشمله عموم الحديث ، فإن كان عنيفا حُطَمة ، فهو عيبٌ كبير ، كما يعيبه أن يكون سيء الخلق ، فظّـا ، بارد العاطفة ، لايفهم حاجات المرأة النفسيّة ،والجسديّة ، ضعيف التدبير لشؤون الأسرة .
ولاريب أن النظر إلى ما بيد الزوج من مال فحسب ، سببٌ لفساد كثير من الأسر ، ومرجعُ ذلك إلى الجهل بالقرآن ، الذي جعل الزواج قائما على الطمأنينة النفسية :
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) .
فقد جعل الله تعالى الأسرة قائمة على السكن، وهو الطمأنينة التي لايجلبها المال ، بل يجلبها الحب والإرواء العاطفي : المودة ، والرحمة .
وغالبا مايكون الالتفات إلى المكانة المالية لزوج المستقبل ، أوسع من دائرة الفتاة التي تتشوف عادة إلى ما ذكره الله من المودة والسكن ، فتتدخل الأسرة لتحول الفتاة إلى مشروع مالي ، يبتغى من وراءه المال والوجاهة والتفاخر بين الناس ، فيقع عليها بسبب ذلك ظلم عظيم ، وقد تتجرعه المسكينة طول حياتها ، فكأنها أصبحت جزءا من متاع البيت ، يباع ليشترى بثمنه خيــرٌ منه ، فهذا كلّه من جهل الناس بهداية القرآن ، وسنــن الشريعة المطهرة ، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وبسبب بعدهم عن دينهم .
فإنا لله وإنا إليه راجعون .
وأعرف فتاة ، زوجها أهلها ، برجل كبير في السن ، من أجل ثروته فحسب ، فوجدته بئس العشير ، فعاشت معه حياة تعيسة ، حتى صار أبغض شيئ إليها ما يغدق عليها وأسرتها من المال ، فقد شعرت أنها تحولت إلى سلعة تستثمر ، ينظر فيها إلى جمال المظهر ، وأما المخبر فلا قيمة للمخبر ، وكانت تتمنى موته ، لا لترثه ، بل للتخلص من تعاستها ، فمرضت مرضا نفسيا ، أقعدها في المستشفى ، فطلقها ، وما أرجع إليها حياتها إلى قراره هذا ، فرزقها الله تعالى بخاطب فقير ، لكنه نعم الرجل دينا ، وخلقا ، وإكراما للمرأة ، فأبى أهلها أن يزوجوها ، فطلب تدخل شيخ فاضل ، فمازال يقوم بأمرها ، ويخاصم عنها ، حتى أبطل ولاية أبيها بتهمة العضل ، وزوجها القاضي بدل أبيها ، وعاشت في السعادة التي تنشدها كل امرأة في حياتها والحمد لله .
وختاما أنقل ما ذكرته في مقال سابق ، عن الأزواج ، وهم خمسة أنواع :
زوجٌ أديب
إنْ أعطى .. لهيب!
وإنْ منع .. طبيب
إنْ رأى سوءا غَضّ
وإنْ رأى حسنا عَضّ!
بشاشته تلوح
بالعيب لايبوح
***
وزوجٌ حبيــب
لكنّه غريـــــب
قلبه رقيـــــــق
لسانه رفيـــــق
لكنه صمــوت
والحبّ قد يموت
بكثرة السكــــوت!
***
وزوجٌ ثرثار
لسانه كالنـّار
وفعله غـدّار
يسمعها ما تريد
ويفعل ما يريد
نهاره مخلـــوط
وليله مغلـــــوط
***
وزوجٌ يُخـِـبّ
إنْ وجد أكــبّ
وإنْ فقد ضرب
إنْ رغب تعطـّر
وإنْ شبـع تجبّر
لا يُحسن الضجعة
ولا يمسح الدمعــة
***
وزوج عيــّــاب
يُغلِّق الأبـــــواب
ويُكْثرُ السـِّـــباب
لسانـــُــه نهـــاش
عجِلٌ فـــي الفراش
بخيلٌ في العطــاء
غبيُّ ، لا مـــِـــراء |