السائل: مساعد التاريخ: 31/01/2011 عدد القراء: 12061 السؤال: هل يصح هذا الكلام ؟ اذا الشعب يوما أراد الحياه فلابد أن يستجيب القدر!! وما حكم قائلها وهو لا يعلم أو يعلم ، وهل هذا مثل قول شيخ الإسلام وجزمه بالنصر على المغول قبل المعركة؟!
جواب الشيخ: لايصح بارك الله فيك
القدر لايكون تبعـا لإرادة الخلق فيستجيب لها!!
بل القدر أمرٌ قـد فرغ منه الخالق ، وكتبه ، قبل خلق السموات ، والأرض بخمسين ألف سنة ، كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرص بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء ) رواه مسلم
وإرادة أيّ شعب من الشعوب الحياة ، هـو أصلا مما قدَّره الله وقضاه في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الكون ، فقدر الله سابق لإرادة كلِّ المخلوقات ، ومكتوب قبل أن يخلقها ، وكما لايشاؤون إلاّ ما يشاء ، كما قال تعالى ( وما تشاؤون إلاّ أن يشاء الله ) ولا يريدون إلاّ ما سبق أن قدّر أنهم يريدون ، فكل ذلك مكتوب بالقدر السابق .
وقد قدّر الله تعالى في سننه الكونية أنّ الشعوب ـ بغض النظر عن عقيدتها ـ إذا جمعت إرادة التحرر من الطغاة ، مع وسائل النصر على سلطانها الجائر ، وصبرت على التضحيات لتحقيق هذا الهدف ، أنها تصل إلى هدفها ولو بعد حين .
كما حدث في الثورات ضد الطغاة في التاريخ
وهذا هو بعينه مقصد الشاعر ، غير انه قد خانه التعبير ، ولم يكن عنده من علوم الشرع ما يقيه الغلط الذي وقع فيه ، وهذا وأمثاله مما يعذر فيه المخطىء بجهله.
أماجزم شيخ الإسلام بالنصر لما حارب المسلمون المغول ، ولما قيل له قل : إن شاء الله ، قال إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا ، أي : إن هذا واقع لا محالة ، وإن كان لا يقع إلاَّ بمشيئة الله تعالى السابقة .
.
فهو من باب كرامة الكشف عما مضت كتابته في القدر ، وهذا قد يقع لأولياء الله ، فينكشف لهم من ذلك ما شاء الله أن يكشـف لهم ، إما بالرؤى الصادقة ، أو بأن يقذف في قلوبهم الإلهام مما هو في قوّة العلم ، لاسيما وقد اجتمع معه استجماع شروط النصر في الظاهر ، وأعظمها قوّة التوكل ، والإلحاح في الدعاء ، فيستجلي المؤمن بذلك ، أنَّ إستجابة الله تعالى للدعاء ، واقع لامحالة ، وهذا من باب إستجابة الله تعالى لدعاء المتعبِّدين المخبتين له ، المقرّين له بالربوبية التامة ،وبأنه لايقع شيء إلاّ بأمره ، ولايحدث إلاّ ما يريد ، لا من باب جعل القدر تبعا لمجرد إرادة الخلق ، فالأول من تمام العبودية ، والثاني بضده
والله أعلم |