السائل: زائر التاريخ: 11/08/2009 عدد القراء: 6463 السؤال: فضيلة الشيخ لاحظت في موقعكم الكريم ربطا بين الكسوف الذي حدث قبل أيام ، والزلازل والأعاصير التي ضربت الصين وما حولها ، وما فهمته أنه ليس للكسوف تأثير في حياتنا ، كما في الحديث إن الشمس والقمر لاينكسفان لموت أحد ولا حياته ، فنرجوا التوضيح بارك الله فيكم
جواب الشيخ: الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
معلوم أنَّ تأثير الأجرام السماوية في بعضها ثابت ، ولا إشكال فيه شرعاً، ولهذا استعاذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الغاسق إذا وقب ، وأشار إلى القمر ، كما في الترمذي والنسائي وغيرهما ، ومن هنا كانت الزلازل ، وطغيان البحر ، أو العواصف ، تكثـر بعد الخسـوفات ، وهذا معلوم ، مشهـور بين الناس يُعرف بالحسّ أصـلا.
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( والقمر له تأثيرٌ في الأرض ، لا سيما حال كسوفه ، فإنّ النبىّ صلى الله عليه وسلم قال : ( إنهما آيتان يخوف الله بهما عباده ) و التخويف إنما يكون بإنعقاد سبب الخوف ، و لا يكون ذلك إلاّ عند سبب العذاب ، أو مظنّته ، فعلم أنّ الكسوف مظنّة حدوث عذاب بأهل الأرض ، لهذا شُرع عند الكسوف الصلاة الطويلة ، و الصدقة ، و العتاقة ، والدعاء ، لدفع العذاب) مجموع الفتاوى 17/535
وهذا كلُّه من جنـس ما أودعه الله من القوى في مخلوقاته ، فيحدث بها تأثير بإذن الله ، ولا إشكال فيه .
وأمّا ما حرمته الشريعة ، وهو من الإشراك بالله تعالى ، فإعتقاد أنَّ هذه الكواكب تؤثر في الإنسان ، في الإحياء ، أوالإماتة ، أوالمستقبـل ، أوتنزل منها الأرزاق ، وتعرف بها الغيوب.. إلخ ، وفي هذا ورد الحديث ( من اقتبس من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد ) رواه بعض أصحاب السنن ، وحديث أنَّ الأنواء من أمر الجاهلية وهو في الترمذي و غيره ، والأنواء هي الكواكب ، أي قولهم مُطرنا بكوكب كذا أو كـذا ، والله اعلم
والفرق بين هذا ، وسابقه ، أنَّ هذا من الخرافات التي جاءت الشريعة بحربها لما فيها من مناقضة صفاء التوحيد ، وإفساد التفكـير السليم ، وفتح باب الدجل ، والشعوذة ، و أما السابق فهو من العلوم التي تُظهـر أسرار الله في خلقه ، فينتفع بها ، وهـي تعرف بالإكتشاف والبحث ، ومعلوم أنَّ الشريعة إلى إكتشاف أسرار الخـلق جاءت بالندب والحـث ، والله اعلم |