|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 9148 السؤال: سؤال عن استشكال حصل لي عند القراءة- حول القراءات؟
جواب الشيخ: السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
و بعد فيا شيخ حفظكم الله، عندما كنت أقرأ في كتاب مباحث في علوم القرآن للشيخ مناع القطان رحمه الله تعالى، و قفت عند مبحث أنواع القراءات و حكمها و ضوابطها ص 175 حيث كنت أعلم أن القراءات السبع كلها متواتره و أنه يوجد غيرها متواتر أيضا، غير القراءات التي لم تبلغ التواتر، المهم هو أنه حصل عندي اشكال عند قراءة هذا النقل الذي نقله عن أبي شامه في (المرشد الوجيز) نقلا عن الإتقان 75/1 قال: لا ينبغي أن يغتر بكل قراءة تعزى إلى أحد السبعة و يطلق عليها لفظ الصحة.......إلى أن قال: فإن القراءة المنسوبة إلى كل قارئ من السبعة و غيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ، غير أن هؤلاء السبعة لشهرتهم و كثرة الصحيح المجمع عليه في قراءتهم تركن النفس إلى ما نقل عنهم فوق ما ينقل عن غيرهم)أ.هـ
حيث فهمت أنه حتى في القراءات السبع يوجدالشاذ . و جزاكم الله خيرا
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
***********************
جواب الشيخ:
سبب الاستشكال هو أنك ظننت أن القراء السبعة لم ينقل عنهم إلا قراءة واحدة هي المشهورة ، والصحيح أن القراء السبعة ، نقل عنهم هذه القراءات المشهورة ، وهي كلها صحيحة ، وجاء عنهم أيضا ما ليس بصحيح ، ولهذا قال أبو شامة " لاينبغي أن يغتر بكل قراءة تعزى إلى أحد السبعة ويطلق عليها لفظ الصحة " .
يعني أن فيما يعزى إليهم الصحيح ، وغيره ، وهذه السبع المشهورة هي من الصحيح .
وتأمل ما قاله السيوطي من السياق كله يتضح لك المعنى قال : "أحسن من تكلم في هذا النوع إمام القراء في زمانه شيخ شيوخنا أبو الخير بن الجزري قال في أول كتابه النشر : كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا ، وصح سندها ، فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها ، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ، ووجب على الناس قبولها سواء كانت عن الأئمة السبعة أم العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين ، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة ، سواء كانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم ، هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف ، صرح بذلك الداني ،ومكي ، والمهدوي ،وأبو شامة ، وهو مذهب السلف الذي عن أحد خلافه ، قال أبو شامة : لا ينبغي أن يغتر بكل قراءة تعزى إلى أحد السبعة ويطلق عليها لفظ الصحة وأنها أنزلت هكذا ، إلا إذا دخلت في ذلك الضابط وحينئذ لا ينفرد بنقلها مصنف من غيره ، ولا يختص ذلك بنقلها عنهم ، بل إن نقلت عن غيرهم من القراء ، فذلك لا يخرجها عن الصحة ، فإن الاعتماد على استجماع تلك الأوصاف لا على من تنسب إليه ، فإن القراءة المنسوبة إلى كل قارئ من السبعة ، منقسمة إلى المجمع عليها والشاذ ، غير أن هؤلاء السبعة لشهرتهم وكثرة الصحيح المجمع عليه من قراءتهم تركن النفس إلى ما نقل عنهم فوق ما ينقل عن غيرهم" الاتقال 1/100
ومعلوم أن السبعة أخذوا القراءة عن عدد من القراء ، كما قرأ نافع القرآن على سبعين من التابعين ، وقرأ ابن كثير على عبد الله بن السائب ومجاهد ودرباس ، وقرأ أبو عمرو على أبي العالية و يحيى بن يعمر ومجاهد والحسن البصري وسعيد بن جبير وعطاء وغيرهم ، وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش وسعد ابن إلياس الشيباني ، وقرأ على كل واحد منهم العدد الكبير .
هذا وننبه على بعض الأمور المهمّة لإزالة بعض الأخطاء الشائعة في باب القراءات :
1ـ ينبغي أن يعلم أن هذه القراءات السبع ليست هي الحروف السبعة المذكورة في الحديث المشهور في الصحيحين وغيرهما : أن القرآن أنزل على سبعة أحرف .
وإنما هي كلّها ـ في أصح قولي العلماء ـ في حرف واحد من الحروف السبعة ، وهو الحرف الذي حفظ بإبقاء عثمان رضي الله عنه ، لمّا اجتهد مرجحا الاقتصار على حرف واحد ، على حدوث الفرقة في الأمة بسبب اختلاف الحروف ، فوافقه الصحابة على هذا الاجتهاد الرشيد من خليفة راشد رضي الله عنه .
2ـ كما ينبغي أن يعلم أن القراءة الصحيحة التي يصح القراءة بها ، هي أوسع من القراءات السبع المشهورة ـ قراءة أبي عمرو ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وابن عامر ـ فكل قراءة ـ سواء من السبع أو العشر التي هي بزيادة أبو جعفر ويعقوب وخلف ـ ، أو غيرها ـ جمعت بين صحة الإسناد ، والعربية والمصحف العثماني ، فهي قراءة صحيحة تجوز القراءة بها .
3ـ أنه لا يشترط أن تكون كل قراءة لآية يقرأ به من القرآن جاءت بطريق التواتر ، كما قال ابن الجزري : " وقد شرط بعض المتأخرين التواتر في هذا الركن ، وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر، وأن ما جاء مجيء الآحاد لا يثبت به قرآن ، وهذا مما لا يخفى ما فيه ، وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت ـ يقصد بالحرف هنا القراءة ـ عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم ، ولقد كنت قبل أجنح إلى هذا ثم ظهر فساده ".
وهذا لايعني أن القرآن لم ينقل بالتواتر ، بل نقل بالتواتر قطعا ، كما ذكر ابن الجزري في كتابه منجد المقرئين ، أن الشاطبية متواترة ، كما أنكر على من لايعد غيرها متواترا أيضا ، ولكن كلامنا هنا عن قراءة في كل إسناد ورد .
هذا وتتميما للفائدة ، ننقل جواب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن معنى الأحرف السبعة ، وهي هي القراءات السبع.
فأجاب : " الحمد لله رب العالمين هذه " مسألة كبيرة " قد تكلم فيها أصناف العلماء من الفقهاء والقراء وأهل الحديث والتفسير والكلام وشرح الغريب وغيرهم حتى صنف فيها التصنيف المفرد ومن آخر ما أفرد في ذلك ما صنفه الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم الشافعي المعروف بأبي شامة صاحب " شرح الشاطبية " .
فأما ذكر أقاويل الناس وأدلتهم وتقرير الحق فيها مبسوطا فيحتاج من ذكر الأحاديث الواردة في ذلك وذكر ألفاظها وسائر الأدلة إلى ما لا يتسع له هذا المكان ولا يليق بمثل هذا الجواب ؛ ولكن نذكر النكت الجامعة التي تنبه على المقصود بالجواب .
فنقول : لا نزاع بين العلماء المعتبرين أن " الأحرف السبعة " التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن أنزل عليها ليست هي " قراءات القراء السبعة المشهورة " بل أول من جمع قراءات هؤلاء هو الإمام أبو بكر بن مجاهد وكان على رأس المائة الثالثة ببغداد فإنه أحب أن يجمع المشهور من قراءات الحرمين والعراقين والشام .
إذ هذه الأمصار الخمسة هي التي خرج منها علم النبوة من القرآن وتفسيره والحديث والفقه من الأعمال الباطنة والظاهرة وسائر العلوم الدينية فلما أراد ذلك جمع قراءات سبعة مشاهير من أئمة قراء هذه الأمصار ؛ ليكون ذلك موافقا لعدد الحروف التي أنزل عليها القرآن لا لاعتقاده أو اعتقاد غيره من العلماء أن القراءات السبعة هي الحروف السبعة أو أن هؤلاء السبعة المعينين هم الذين لا يجوز أن يقرأ بغير قراءتهم .
ولهذا قال من قال من أئمة القراء : لولا أن ابن مجاهد سبقني إلى حمزة لجعلت مكانه يعقوب الحضرمي إمام جامع البصرة وإمام قراء البصرة في زمانه في رأس المائتين . ولا نزاع بين المسلمين أن الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها لا تتضمن تناقض المعنى وتضاده ؛ بل قد يكون معناها متفقا أو متقاربا كما قال عبد الله بن مسعود : إنما هو كقول أحدكم أقبل وهلم وتعال .
وقد يكون معنى أحدهما ليس هو معنى الآخر ؛ لكن كلا المعنيين حق وهذا اختلاف تنوع وتغاير لا اختلاف تضاد وتناقض وهذا كما جاء في الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا حديث : { أنزل القرآن على سبعة أحرف إن قلت : غفورا رحيما أو قلت : عزيزا حكيما فالله كذلك ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب بآية رحمة } " .
وهذا كما في القراءات المشهورة ( ربنا باعد وباعد { إلا أن يخافا ألا يقيما } . و ( إلا أن يخافا ألا يقيما ( وإن كان مكرهم لتزول . وليزول منه الجبال و ( بل عجبت . وبل عجبت ونحو ذلك . ومن القراءات ما يكون المعنى فيها متفقا من وجه متباينا من وجه كقوله : ( يخدعون ويخادعون ( ويكذبون ويكذبون ( ولمستم ولامستم و ( حتى يطهرن ويطهرن ونحو ذلك فهذه القراءات التي يتغاير فيها المعنى كلها حق وكل قراءة منها مع القراءة الأخرى بمنزلة الآية مع الآية يجب الإيمان بها كلها واتباع ما تضمنته من المعنى علما وعملا لا يجوز ترك موجب إحداهما لأجل الأخرى ظنا أن ذلك تعارض بل كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من كفر بحرف منه فقد كفر به كله .
وأما ما اتحد لفظه ومعناه وإنما يتنوع صفة النطق به كالهمزات والمدات والإمالات ونقل الحركات والإظهار والإدغام والاختلاس وترقيق اللامات والراءات : أو تغليظها ونحو ذلك مما يسمى القراءات الأصول فهذا أظهر وأبين في أنه ليس فيه تناقض ولا تضاد مما تنوع فيه اللفظ أو المعنى ؛ إذ هذه الصفات المتنوعة في أداء اللفظ لا تخرجه عن أن يكون لفظا واحدا ولا يعد ذلك فيما اختلف لفظه واتحد معناه أو اختلف معناه من المترادف ونحوه ولهذا كان دخول هذا في حرف واحد من الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها من أولى ما يتنوع فيه اللفظ أو المعنى وإن وافق رسم المصحف وهو ما يختلف فيه النقط أو الشكل .
ولذلك لم يتنازع علماء الإسلام المتبوعين من السلف والأئمة في أنه لا يتعين أن يقرأ بهذه القراءات المعينة في جميع أمصار المسلمين ؛ بل من ثبت عنده قراءة الأعمش شيخ حمزة أو قراءة يعقوب بن إسحاق الحضرمي ونحوهما كما ثبت عنده قراءة حمزة والكسائي فله أن يقرأ بها بلا نزاع بين العلماء المعتبرين المعدودين من أهل الإجماع والخلاف ؛ بل أكثر العلماء الأئمة الذين أدركوا قراءة حمزة كسفيان بن عيينة وأحمد بن حنبل وبشر بن الحارث وغيرهم يختارون قراءة أبي جعفر بن القعقاع وشيبة بن نصاح المدنيين وقراءة البصريين كشيوخ يعقوب بن إسحاق وغيرهم على قراء حمزة والكسائي .
وللعلماء الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معروف عند العلماء ؛ ولهذا كان أئمة أهل العراق الذين ثبتت عندهم قراءات العشرة أو الأحد عشر كثبوت هذه السبعة يجمعون ذلك في الكتب ويقرءونه في الصلاة وخارج الصلاة وذلك متفق عليه بين العلماء لم ينكره أحد منهم . وأما الذي ذكره القاضي عياض ومن نقل من كلامه من الإنكار على ابن شنبوذ الذي كان يقرأ بالشواذ في الصلاة في أثناء المائة الرابعة وجرت له قصة مشهورة فإنما كان ذلك في القراءات الشاذة الخارجة عن المصحف كما سنبينه .
ولم ينكر أحد من العلماء قراءة العشرة ولكن من [ لم ] يكن عالما بها أو لم تثبت عنده كمن يكون في بلد من بلاد الإسلام بالمغرب أو غيره ولم يتصل به بعض هذه القراءات فليس له أن يقرأ بما لا يعلمه فإن القراءة كما قال زيد بن ثابت سنة يأخذها الآخر عن الأول كما أن ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنواع الاستفتاحات في الصلاة ومن أنواع صفة الأذان والإقامة وصفة صلاة الخوف وغير ذلك كله حسن يشرع العمل به لمن علمه وأما من علم نوعا ولم يعلم غيره فليس له أن يعدل عما علمه إلى ما لم يعلمه وليس له أن ينكر على من علم ما لم يعلمه من ذلك ولا أن يخالفه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم { لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا } " .
ثم قال : " فالذي عليه جمهور العلماء من السلف والأئمة أنها حرف من الحروف السبعة ؛ بل يقولون : إن مصحف عثمان هو أحد الحروف السبعة وهو متضمن للعرضة الآخرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل والأحاديث والآثار المشهورة المستفيضة تدل على هذا القول " .
أما سؤالك عن أحسن كتاب فمن أفضلها كتاب منجد المقرئين لإبن الجزري ، فهو السابق في هذا الفن ، وحامل رايته والله أعلم .
|
|
|